رصاصة لأجل المسيح (قصة)

رصاصة لأجل المسيح

St-Takla.org Image: Bullet صورة في موقع الأنبا تكلا: رصاصة
فى أحد أيام الآحاد وأثناء خدمة الصباح، اندهش الـ2000 شخص الحاضرين عندما رأوا رجلين ملثمين من قمة الرأس حتى أخمص القدمين في لباس أسود، ويحملان مدفعين رشاش، ثم أخذ أحد الرجلين يعلن بصوت عال "من يريد أن يتلقى رصاصة من اجل المسيح فليبق في مكانه".



فى الحال هرب أعضاء فريق الترنيم والشمامسة وتبعهم معظم الحاضرين، الغالبية هربوا واختفوا مستخدمين كافة الأبواب ولم يبقى من الـ2000 شخص إلا عدد قليل يعد على أصابع اليدين. وهنا رفع الرجل الذي كان يتكلم القناع من فوق وجهه ونظر إلى الأب وقال "حسنًا يا أبونا لقد تخلصت من كل المنافقين والآن يمكنك أن تكمل خدمتك، وليكن يومك سعيدًا". ثم استدار الرجلان الملثمان وخرجا خارج الكنيسة.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تخيل أن هذا قد حدث لك، ترى هل ستخرج خارجًا أم ستبقى وتتلقى الرصاصة؟! هل ستهرب بحياتك أم ستقدم حياتك من أجل المسيح؟ هل ستحمل صليبك من أجل محبة الله؟

الكوخ المحترق (قصه هادفه )عناية الله بنا - الثقة في الله رغم الصعاب

الكوخ المحترق

Image result for ‫صوره كوخ يحترق‬‎

هبت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر فأغرقتها. ونجا بعض الركاب، منهم 
رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة. ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاده من أرانب، ويشرب من جدول مياه قريب وينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار.
و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة. ولكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها. فأخذ يصرخ: "لماذا يا رب؟ حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا وأنا غريب في هذا المكان، والآن أيضًا يحترق الكوخ الذي أنام فيه. لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى علىّ؟!"
و نام الرجل من الحزن وهو جوعان، ولكن في الصباح كانت هناك مفاجأة في انتظاره... إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتنزل منها قاربًا صغيرًا لإنقاذه. أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه فأجابوه: "لقد رأينا دخانًا، فعرفنا إن شخصًا ما يطلب الإنقاذ"
أحبائي:
إذا ساءت ظروفك فلا تخف، إن الله يعمل في حياتك. وعندما يحترق كوخك أعلم أن الله قادم لإنقاذك.
"لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك.. بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة وبإحسان أبدى أرحمك قال وليكِ الرب" (اش 54: 7، 8).

قصة طفلان في مذود

قصة طفلان في مذود


كان الوقت قرب عيد الميلاد عام 1994، وكان هذا دور الملجأ ليستمع لأول مرة إلى قصة الميلاد. أخبرناهم عن يوسف ومريم ووصولهم إلى بيت لحم. وكيف لم يجدوا غرفة في الخان، وكيف ذهبا إلى المذود، حيث ولد الطفل يسوع ووضع في مذود البقر. أثناء سرد القصة كان الأولاد والمشرفين جالسين يسمعون وهم غاية في الانبهار. البعض منهم جلس على حافة كراسيهم، وهم يحاولون أن يحفظوا كل كلمة.
بعد الانتهاء من سرد القصة، أعطينا كل طفل منهم 3 قطع صغيرة من الكرتون ليعملوا منها مذود. وكذلك أعطي كل طفل منهم مربع ورقي صغير، قطع من مناديل صفراء كنت قد أحضرتها معي. فلم يكن هناك ورق ملون متاحًا في المدينة. في إتباع للتعليمات، قطع الأولاد بعناية الورقة الصفراء ووضعوا الأشرطة في المذود كأنها تبن. كذلك قطع مربعة صغيرة من القماش أخذت من رداء ليلي تخلت عن سيدة أميركية وهي تغادر روسيا، استخدمت لعمل دمية على شكل طفل.
St-Takla.org Image: Two babies in a manger صورة في موقع الأنبا تكلا: طفلان في مذود!

انشغل الأولاد الأيتام في صنع مذاودهم بينما تمشيت أنا بينهم لأمد يد المساعدة لمن يريد. وجدت الكل يسير على ما يرام حتى وصلت إلى منضدة يجلس عليها الطفل الصغير ميشا. بدا عليه أنه في السادسة من عمره وقد انتهى من عمله. أجفلت أنا حينما نظرت إلى مذوده حينما رأيت ليس طفلا واحدا فيه بل اثنين!!!!
وعلى الفور ناديت على المترجم ليسأل الطفل لماذا هناك طفلين في المذود؟ شبك الطفل يديه أمامه وبينما راح ينظر إلى المذود الذي صنعه، راح يسرد القصة وهو في غاية الجدية، لمثل هذا الطفل الصغير الذي سمع قصة الميلاد لأول مرة، ذكر الأحداث بدقة. وصل للجزء الذي يحكي أن مريم العذراء وضعت طفلها في المذود. بدأ ميشا هنا يضيف قصته هو وأنهى القصة التي رواها من عنده فقال: "عندما وضعت العذراء مريم الطفل في المذود، نظر يسوع إليّ وسألني هل عندي مكان أقيم فيه؟" فقلت له: " أنا ليس لدي ماما وليس لدي بابا، ولذلك ليس لدي أي مكان لأقيم به. وبعد ذلك قال لي يسوع أنه يمكنني البقاء معه، ولكنني قلت له أنني لا أستطيع لأنه ليس لدي هدية أقدمها له مثلما فعل كل واحد من الآخرين. ولكنني كنت أريد بشدة البقاء مع يسوع، ففكرت في ما الذي لدي ويمكنني أن أستخدمه كهدية؟ فكرت أنه ربما أنني إذا أدفأته، فقد تكون هذه هدية جيدة.... وهكذا سألت يسوع، "لو أدفأتك يا يسوع، فهل ستكون هذه هدية جيدة كافية؟" ويسوع قال لي "أنه إذا أدفأتني، ستكون هذه أحسن هدية قدمها أي شخص لي". وهكذا، دخلت أنا إلى المذود، ونظر يسوع إلي وقال لي أنه يمكنني أن أبقى معه دائمًا!!!! وعندما أنهى ميشا الصغير قصته، فاضت عيناه بالدموع التي أخذت تتساقط على وجنتيه. ووضع يديه على وجهه، ثم أسند رأسه إلى المنضدة وأخذت كتفاه تهتزان وهو ينشج وينتحب. لقد وجد الصغير اليتيم شخصًا لن يرفضه أو يسئ معاملته، شخصًا سيبقى معه دائمًا. ولقد تعلمت أنا أنه ليس ما هو لديك في حياتك هو المهم. بل من هو الذي في حياتك هو الأهم!

الحيل الدفاعيه النغسيه



الحيل الدفاعيه النفسيه                       
                    
                                    
                                
وهذه يلجأ إليها الإنسان حينما يجد العقبات أمامه، بعضها مقبول مسيحياً، 

وبعضها الآخر غير مقبول.. ويسمى علم النفس هذه المسالك "الحيل الدفاعية 
Defence Mechanisms" فيها يدافع الإنسان عن وجوده، وتحقيقه لذاته، ولكن 
المهم أن يتخذ المسلك السليم ،من 
وجهة النظر المسيحية.. وهذه بعضها: 

1- الكبت : 

حينما يدفن الإنسان الدوافع غير المقبولة اجتماعياً، والذكريات المؤلمة أو 
المخجلة، فى اللاشعور... ويظن أنها انتهت، ولكنها تظهر بالقطع فى أحلامه أو
تخيلاته، وحينما يزداد الكبت، تأتى ربما لحظة انفجار وانفلات وضياع، 
والمنهج المسيحى هنا يعلمنا أن لا نكبت هذه الأمور السلبية فى اللاشعور، بل
نخرجها إلى الشعور، ونصلى، ونفكر، ونعترف، وهكذا نحصل على غفران ومعونة 
وإرشاد لمواجهة هذه الدوافع غير المقبولة أو الذكريات المؤلمة، واثقين فى 
قدرة الرب أن ينصرنا، ويسند ضعفنا، ويقدس دوافعنا، ويستثمر ذكرياتنا 
المؤلمة والمخجلة، لبنيان حاضرنا ومستقبلنا. 


2- الإعلاء (Sublimation)


ومعناه التسامى بالطاقة الجنسية مثلاً، فى اتجاه بناء كالتدين، والقراءة، والرياضة، والهوايات، والخدمة... الخ. 

الإعلاء هو الارتقاء والسمو بالدوافع غير المقبولة، وتوجيهها إلى نشاط مقبول ومفيد... وهذا بالطبع مقبول وممكن مسيحياً. 

3- التعويض : 

بمعنى إذا فشل الإنسان فى مجال معين، يتحول إلى مجال آخر ينجح فيه، وهذا 
أمر مقبول طبعاً طالما أن هذه المجالات بناءة ومقدسة كالعمل والرياضة 
والفنون.. الخ. 

4- التبرير :

ومعناه أن يبرر الإنسان فشله، بأعذار واهية للهروب من المسئولية، فيشوه 
الهدف الجيد الذى فشل فى تحقيقه، أو يرفع من قيمة هدف سيئ اتجه إليه، أو 
يلتمس اعذاراً غير حقيقية لفشله، والصحيح 
هنا أن يعترف الإنسان بأنه فشل، فلا عيب فى ذلك، ويدرس السبب الحقيقى، ويتعامل معه سعياً إلى النجاح بنعمة الله. 

5- الإخلال أو الإزاحة

كأن يضغط رئيس العمل على موظف فيحول ضيقه إلى مشاجرة مع زوجته.. وهذا غير 
مقبول مسيحياً وإنسانياً.. والأصح أن يتعامل مع المشكلة بطريقة سليمة، 
مرضياً رئيسه ومصححاً أخطاءه، أو مطالباً بحقوقه بطريقة حكيمة إذا ما ظلم. 

6- الإسقاط

ومعناه أن يتحدث الإنسان عن أخطاء الآخرين، ليبعد الأنظار عن أخطائه هو.. 
وهذا ما نسميه مسيحياً الإدانة.. وكان الأفضل أن يفتش الإنسان عن أخطائه 
ليعالجها، وأن يبحث عن فضائل الآخرين ليتعلم منها. 


7- التقمص :
 

إذ يتقمص الإنسان شخصية إنسان آخر يراه ناجحاً ومتميزاً، لكى ينال شيئاً من
هذا النجاح، فيستعير من صفاته وسلوكياته وحركاته، وربما فى الشكل وليس فى 
الجوهر، وهذا غير سليم طبعاً، فلكل إنسان جوهره الخاص، ووزناته وملامحه، 
والأفضل أن يتعامل مع الله فى إيمان، ليحقق الرب قصده من خلقه، ويجعل منه 
أيقونة خاصة. 


8- التكوين الضدى : 

وفيه يبالغ الإنسان فى مظاهر المحبة مع شخص ما، لكى يخفى عدم محبته له.. 
وهذا غير مسيحى.. إذ يمكنه - بعمل الله فى حياته أن يحب محبة حقيقية حتى من
يعارضونه أو يعادونه... ولا يكون هكذا مرائياً.. وممكن طبعاً أن يستخدم 
أسلوب العتاب والمصارحة للوصول إلى السلام والمصالحة. 


9- العناد

وهو حيلة الطرف الضعيف أمام الطرف المتسلط والمسيطر، إثباتاً لذاته، ويمكن 
أن ينبع العناد من كبرياء الإنسان واعتداده بنفسه وفكره.. وكلاهما موقف 
خاطئ، فالرب قادر أن يهب الطرف الضعيف قوة ومعونة من أجل العتاب والتفاهم..
وأن يكسر كبرياء العنيد إذا ما تصلف وملأه الغرور، لكى يدفعه إلى التوبة. 

10- أحلام اليقظة : 

وفيها يحاول أن يحقق الإنسان فى عالم الخيال، ما يفشل فى تحقيقه فى عالم 
الواقع.. وهى أما يتجه إلى تحقيق بطولات خيالية، أو عدوان وهمى على أعدائه،
أو اجترار الإحساس بالاضطهاد... وكلها خطأ... فالحياة على أرض الواقع 
أفضل... والتعامل مع المشكلات بأسلوب مباشر ممكن وأنسب... ويصل بنا إلى 
الأهداف الواقعية المنشودة.

 
11- الانسحاب : 

كأن يبتعد الإنسان عن المواقف التى تؤدى إلى نقده أو عقابه، فينعزل فى 
حجرته لساعات طويلة... والأفضل أن يهدئ نفسه قليلاً بالراحة والاعتزال 
والصلاة، ثم يخرج لمواجهة الموقف ودراسته.

أشكال الصلاة ( الصلاة الدائمه- الصلاه بالمزامير - الصلاه الارتجاليه ) ( مارى اسحق السريانى )

أشكال الصلاة

الصلاة الدائمة
+ الراهب هو الجالس خارج العالم متضرعاً على الدوام ليحظى بخيراته.
+ صلاة القديسين لا تنقطع، لأنِّ هيكل أنفسهم قد تقدّس، وانمسح الكاهن الداخليّ ووضعت مائدة روحانية، وقام الكاهن ليقرّب ذبيحة محييه لأجل شعب المسيح.
+ نحن نداوم على الصلاة ليقتني عقلنا حياءً وتعففاً، من النظر الدائم في الله والكلام الهاديء.
+ انقباض الفكر من الطياشة إنَّما يكون بالصلاة، وما سمعنا أنَّ أحداً نال هذه بدون المداومة على الصلاة.
+ عمل القديسين هو عمل ميخائيل وغبريال (صلاة دائمة)، ومن مائدة واحدة يتغذون.
+ ليس محبوب عند الله، ومكرم لدى الملائكة، ويُضعف الشياطين، ويهزم الخطية، ويفيض المعرفة، ويقتني الاتضاع، ويحكّم القلب.. كمثل أن يداوم المتوحد جاثياً على الأرض بالصلاة.
+ من داوم على الصلاة ينمو ويتوفر فيه الحياء والخشية من الله، ومن داوم الشخوص ولقاء الله في الصلاة، تخاف الآلام من الدنو منه.
+ لا تهدأ من الصلاة والطلبة حتى تحس خفياً بنوع الرجاء، أنَّ خطاياك قد غُفرت واشتعلت نار المسيح في قلبك، وأخذت قوة خفية لتكميل الوصايا، وتشجّعت ضد الآلام والأفكار، وهدأت كل حواسك في الصلاة.
+ أما تعلم يا أخي أنَّ كل حياتنا تنقرض ساعة بساعة ويوماً بيوم، فلو اجتهدنا كل أيامنا لكي نسترد يوماً واحداً من الأيام التي مضت لا نستطيع، خسارة عظيمة إذن أن نتغافل عن الصلاة ولو يوماً واحداً نجوزه بلا ثمرة، دون أن نقدم فيه الصلوات والتضرعات أمام الله.
+ ما هى غاية أعمال النسك التي إذا وصل إليها الإنسان يُدرك أنه وصل إلى قمة الطريق؟ هى إذا استحق الإنسان أن يكون في الصلاة أهلاً للصلاة بلا انقطاع، فإذا وصل الإنسان إلى هذه الدرجة، فإنَّه يكون قد بلغ إلى نهاية طريق النسك والفضائل وصار مسكناً للروح القدس.
وإذا حل الروح القدس فإنَّه في الحال لا يستطيع أن يتوقف عن الصلاة باستمرار دون انقطاع وبلا ملل، لأنَّ الروح سيُصلي فيه على الدوام سواء كان آكلاً أو شارباً أو مستريحاً أو مشتغلاً، وحتى إذا كان غارقاً في النوم فإنَّ عبيق رائحة الصلاة ينبعث من تنفّسه كل لحظة.

الصلاة بالمزامير
+ لتكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لأنَّها غذاء الروح.
+ لا تقل كلام المزامير بشفتيك فقط، بل جاهد واعتني أن تكون أنت ذاتك كلام الصلاة، لأنَّ التلاوة لا تنفع إلاّ إذا كان الكلام يتجسم بك ويصير عملاً، فتصير أنت إنساناً روحياً.
+ أتريد أن تنعم بتلاوة المزامير، وتحصل على فهم أقوال الروح التي تقرؤها؟ لا تكترث للكمية أبداً، ولا تهتم بمعرفة الأوزان والألحان، بل أُتلها كما تتلو الصلاة، واترك استظهارها الذي اعتدت عليه.
+ رتل بهدوءٍ بغرض الصلاة، ولا تعتني بكثرة المزامير، بل أن يُعطيك الله مفتاحاً ولو كان لفظاً واحداً، لكي كنز فهمه الروحانيّ بنعمة الروح ينفتح، وإذا سجدت عند بدء الصلاة، اسأل الله أن يُعطيك صبراً، ولا يكون لك قتال يُسجس قائلاً أعطني يارب خلجات نيّرة شاخصة إليك في كل لفظ يخرج من فمي في هذه الخدمة.
+ حاشا لنا نحن المتوحدين أن نخرج عن نظام الطاعة، لحدود قوانين البيعة المقدسة ورؤسائها أو سننهم، ولأجل هذا نحن نحفظ حدود أوقات الخدمة السبعة حسب ما وضعت علينا الكنيسة كبنين.
+ إذا لم تخدم مزامير كل ساعة كاملة في سبعة صلوات، تستطيع أن تخدم ولو بمزمور واحد، ولا تعبر ساعة الصلاة بإهمال.
+ إذا جلست بين صلوات الأوقات لكي تفاوض ذهنك وبالهذيذ بالله، افتكر أيضاً ما كنت عليه، ولا أي رجاء دُعيت من فيض مراحم الله، واجعل لك فترة راحة بين صلاة الليل وصلاة باكر، لمثل هذا النوع من الهذيذ النافع لترتيبك في معرفة الله كل أيام حياتك، لأنَّ هذه هى أيضاً جزء كبير من عمل السهر.
+ المزامير والصلاة وقت النوم تصلُح أكثر من كل مفاوضة، وتنفع أكثر من تذكّر الكتب.. لأنَّها تضطر الأفكار أن تشخص في الله بتواتر، وبتلاوتها تحفظ النفس الليل كله حتى لحظة الاستيقاظ.
+ إن كان أحد يسكت عن تزمبر اللسان، فما يصلي ولا يعرف أن يزمر بالعقل والروح، وهو بطّال ويمتليء من الأفكار الرديئة، لأنَّه سكت بالظاهر وبالخفاء لا يعرف أن يُزمر من الداخل.
+ يجب ألاّ نتراجع عن تلاوة المزامير حتى عندما يرافقها انتباه كبير وتخشّع مستمر، وكذلك في الصلوات والمطالعة كل ساعة، أمَّا إذا دخلت إلى حالة الاختطاف أثناء الصلاة الخالية من التشتت، وتركت المزامير، فلا تعتبر ذلك بطالة حتى وإن دام كثيراً.
+ الراهب الذي يتهاون في تكميل خدمة الأوقات، فلا ينبغي له أن يجلس في القلاية، وإن أراد أن يثبت فيها فلا يقدر، لأنَّ أصل العمل مع الله في الرهبنة هو الصلاة، فإذا أبطله الراهب فأي شيء آخر له أن يعمله.
+ لو دخل الإنسان إلى عرش اللاهوت والاستعلانات وتهاون بالمزامير فإنَّه يقع في يد الشيطان ومن هنا يبدأ فكر العظمة فيه كمثل من ارتفع عن مرتبة الذين يستعملون المزامير.
+ اجتهد أن تبتعد عن كل تصرف رديء قبل قرأة المزامير، لأنَّك إذا رتبت ذاتك بالأعمال الحسنة، وابتعد عقلك عن كل فكر عالميّ يحل على عقلك قوة الروح القدس وقت الخدمة، وخدمتك تكون رائحة ذكية أمام الله.
+ لا تحزن أيها الأخ الضعيف الجسد الساكن في الهدوء، لأجل أنَّه ليست لك أعمال جسدانية.. لأنَّ نصيبك أعظم من أولئك، الذين يعملون الفضائل الكبار وهم خارج السكون.. فإذا لم تقدر أن تسهر الليل كله وتُصلي مزامير كثيرة، وصلوات دائمة مع ضرب ميطانيات كثيرة وصوم أيام للمساء.. فيمكن لضعيف الجسد أن يخدم قليلاً من المزامير.. وإن لم يمكنه الوقوف فيستطيع ذلك وهو جالس، وأن يصوم إلى العشاء أو إلى التاسعة، أو لنصف النهار، ولا يأكل في الصباح..
+ إن كنت تتعب من الوقوف في سهرك من أجل كثرته، ويقول لك العدو كالحية: لم تعد فيك قوة للقيام نم وانشرح واستريح.. قل له: أنا أجلس وأُصلى ولا أنام.. واعبر وقتك جالساً وتالياً مزاميرك.
+ إذا لم يمكنك لسبب ضعف الجسد أن تقف في الصلاة، تستطيع أن تتممها جالساً.
الصلاة الارتجالية
+ خصص وقتك للصلاة التي ترتبها من ذاتك أكثر من المزامير، ولا تُبطل المزامير.
+ أنا أنصحك أن تجلس في هدوء وابدأ برفع قلبك في صلاة صامتة، بدون تلاوة محفوظاتك من مزامير وغيرها، وبدون سجود، فإذا استطعت اعبر ليلتك بكل وسيلة ممكنة جالساً في هذيذك الحلو.


صلة الصلاة بالفضائل الأُخرى (اسحاق السريانى )

صلة الصلاة بالفضائل الأُخرى


+ بقدر ما يتصور الإنسان فضائل القديسين، فإنَّه يسير متمثلاً بتَذكَار صبرهم، وهكذا تتنقى الصلاة من الانحلال والملل وطياشة الأفكار.. ويتقوى العقل ويتشجع ويتطهّر ويطرد الكسل ويتمسك بالفضائل كل أوقاته، وبسبب غيرتنا على الفضيلة يقبل الله صلاتنا.
+ من حصل على الأُم فقد اقتنى ذرّية (أي من حصل على الصلاة أُم الفضائل يستطيع ممارسة كافة الفضائل الأُخرى).
السكون
+ العمل في السكون هو: الصبر على كل ما يأتي والتواضع والصلاة.. والأثمار المتولدة عن هذه هى: الرجاء، والتنعم، والفرح بالله.
+ إعلم يا أخي: إنَّ أفضل صلاح يفعله الإنسان في هذا العالم هو الصلاة الطاهرة، وإن لم يمت الراهب وينقطع من كل أحد، وينقبض بالسكون كالميت في القبر، لا يستطيع أن يقتنى هذا في نفسه، لأنَّ الصلاة الطاهرة تتطلب تفرّغ من جميع الأشياء، لكي يقوم العقل بلا طياشة قدام الله بعفة وقت الصلاة، والفكر مجموع من كل طياشة، وفى الليل فقط يشخص بسكون حركاته.
+ محبة الله تنشأ من الحديث معه، والهذيذ والتأمل في الصلاة من السكينة، والسكينة من عدم القنية، وعدم القنية من الصبر ومقت الشهوات، ومقت الشهوات من خوف جهنم ورجاء الغبطة.
+ تكون الصلاة بالقلب المنفرد، أي بالخلوة والانفراد، لكي ما يكون لنا بالوحدة مكان نتحدث فيه مع الله.
+ المحبة تتولّد من الصلاة، كما تتولّد الصلاة من الانعزال، الذي هدفه الحصول على مكان نهذ فيه بالله وحدنا.
+ يا أخي أحِب الوحدة ولو أنَّك عاجز عن جميع واجباتها، فصلاة واحدة يُصليها الإنسان وحده أفضل من مائة صلاة يُصليها مع آخرين.
+ بالحق إنَّ عمل 100 يوم في الصلاة والصوم بسجس وطياشة يصنعها المتوحد، لا تساوى سهر يوم وليلة واحدة في الوحدة.

التواضع
+ أظهر ضعفك وجهلك أثناء الصلاة، لكي لا تسقط في تجربة ردية، لأن الترفع يتبعه الفسق، والغرور يتبعه الضلال.
+ عندما تقترب من الله، كن بفكرك كالنحلة وزحافات الأرض والدود والصبىّ والألتغ، ولا تتكلم أمامه عن أي شيء بمعرفة.
+ اقترب من الله بفكر الطفل.
+ إنَّ لطمْ الرأس والدموع والتمرغ في الصلاة، من شأنها ايقاظ الحلاوة في القلب، وجعله يتطاير نحو الله باختطاف ممدوح، ومن يشرب من هذه الخمرة ثم يخرج منها، يستطيع أن يشعر بالتعاسة التي خيّمت عليه أكثر بكثير من الذي لم يذقها.
+ التواضع يقود النفس إلى المشاهدة، ويُزيّن النفس بالعفة.
القراءة:
+ الهذيذ في الكتب الإلهية يزيد في النفس نمو النطق بالله، ويغير ويقلب إتجاه الفكر حسب نوع القراءات
+ إنَّ النفس تستعين في صلاتها، كما أنها تستنير بالصلاة أثناء المطالعة، وهذه المطالعة تكون مادة لحالة الصلاة، وتنقى النفس من التشويش الخارجيّ، وتجعلها مستنيرة في الصلاة وبعيدة عن الملل.
+ اصبر وطالع كتب المعلمين، وارغم نفسك على الصلاة، فتأتيك المعونة دون أن تعلم.
+ إعكُف على القرأة في الكتاب المقدس وكتب القديسين، التي تُريك الطريق إلى المشاهدة الدقيقة، فتنتقل من علامة إلى أُخرى، وعندما تنهض للصلاة ستجد نفسك مأخوذ بتأمل الكتب المقدسة، التي طالعتها بدلاً من التأمل في الأُمور الدنيوية، التي رأيتها وسمعتها، ثم يتنقى ذهنك شيئاً فشيئاً كما جاء في الكتب.
+ كما أنَّ الضباب الذي يُغطّى وجه الأرض، ينقشع ببزوغ الشمس، هكذا الأهواء المحيطة بالنفس تتبدد بالصلاة، فيستضيء الذهن بنور التعزية والبهجة، خاصة
+ لا تقترب من أسرار الكتاب المقدس، دون أن تصلى وتطلب المعونة من الله أولاً.
+ اقرأ في الكتب المقدسة، فإنَّها تجمع ذهنك من الطياشة، ثم ارجع إلى الصلاة لأنَّ بها يتطهر العقل بالأكثر، لأن لا شيء ينقى الضمير مثل المداومة على الصلاة.
+ من القراءة ينجمع العقل، ومن الصلاة يتوشح بالحزن، ويقتني شعاعاً سماوياً.
+ إن كان الفكر ينجمع بالقراءة، لكنَّه لا يقتنى عفة وحياء إلاّ بالصلاة.
الدموع
+ حين تُعطى لك نعمة الدموع، لا تعتبر تنعمك بها بطالة، لأنَّ نعمة الدموع هى كمال الصلاة.
+ القلب الصالح يفيض بدموع الفرح أثناء الصلاة.
+ الدموع التي تترقق أثناء الصلاة، هى دليل رحمة الله، التي استحقتها النفس بتوبتها المقبولة، ودليل دخولها روضة النقاوة.
+ الدموع تأتي من التأمل السليم المنزه عن التشتت، ومن الأفكار الكثيرة المتواصلة الثابتة، ومن أقل ذِِكر حاصل في الذهن يسبب الحزن للقلب.
+ الذي لا ينشق قلبه بالتحصّر والتنهد، هو فارغ من صلاة الدموع.
الرحمة
+ كما أنَّ شعاع النار لا يمكن إمساكه عن الصعود إلى فوق، هكذا صلاة الرحيمين لا يمكن إلاّ أن ترقى إلى السماء.
+ من يُصلي وهو حاقد، يُشبه الزارع في البحر على أمل الحصاد، وهكذا فإن صلاة الرؤوفين تتصاعد إلى السماء مثل تصاعد لهيب النار الذي لا يمكن منعه.
العفة
+ اقتنِ الطهارة في أعمالك حتى تسطع نفسك في الصلاة، ويلتهب ذهنك فرحاً عند ذِكر الموت.
+ أنا أؤمن أنَّ الضعيف والمتواضع ومن ليس له دالة ونازع الغضب من نفسه، يرى في نفسه نور الروح القدس عندما يقف للصلاة.
+ أحِب العفة لكي لا تخذل أمام الله.
 الصوم
+ الصلاة تقوى في النفس عندما يضعف الجسد بالصوم.
+ الصوم يحافظ على كل فضيلة، وهو بداية الجهاد.. وأُم الصلاة..
+ عندما يبدأ أحد بالصوم، تتولّد في ذهنه رغبة الهذيذ بالله، لأنَّ الجسد الصائم لا يقدر أن يبقى نائماً على الفراش طوال الليل.
+ عندما يوضع ختم الأصوام على فم الإنسان، يبدأ ذهنه بالهذيذ بخشوع ويفيض قلبه بالصلاة. 
الميطانيات
+ اغصب نفسك للصلاة، وأنت تحصل على لذة الميطانيات، وتدوم فيها بسرور.
+ اجهد نفسك في عمل الميطانيات دائماً لأنَّها تُحرّك روح الحزن في الصلاة.
+ المداومة على السهر وضرب الميطانيات بين الحين والآخر، لا تتأخر عن أن تسكب على العابد المجتهد فرحة الصلاة.
+ كلما استنار الإنسان في الصلاة، كلما شعر بضرورة وأهمية ضرب الميطانيات، ويحلو له الثبات فيها.
+ اغصب نفسك للسجود أمام الله، لأنَّه محرك روح الصلاة.
+ مع كل لفظة فيها ذِكر السجود اسجد أم احنِ رأسك بالسجود.


الصلاة والسهر ( مارى اسحاف السريانى )

الصلاة والسهر

+ إكرم عمل السهر لتجد نفسك تعزية، وإذا أردت أن تنصرف إلى عمل الصلاة وإلى سهر الليالي، فابتعد عن مشاهدة الدنيا، واقطع الأحاديث، ولا تقبل الأصدقاء في قلايتك بحجة عمل الخير، بل اقبل الذين يشابهونك في آرائك وأحوالك ويشاركونك في السيرة، فبقدر ما يصفو القلب من الأشياء الخارجية، يزداد فهمه ودهشه في المعاني الإلهية.
+ إنَّ أردت أن تبدأ خدمة السهرانية بمؤازرة الله فافعل ما أقول لك:
. إحنِ ركبتيك حسب المعتاد، ثم قم ولا تبدأ بالعمل وأنت جالس.
. صلِ وانتهى من الصلاة واختم أعضاءك بإشارة الصليب المحييّ، وابقَ برهة من الزمن حتى تستريح حواسك، وبعد ذلك ارفع تأملك الداخليّ إلى الرب، واطلب منه بحزن أن تقوى على ضعفك ويصبح هذيذك في المزامير، وأفكارك العقلية مرضيين لمشيئته المقدسة.
. يجب أن تسير في الخدمة بعد ذلك بحرية تامة، بعيداً عن أي فكر صبيانيّ مشوش.
. عندما ترى أنَّ الصبح قد بدأ ولم تنتهِ خدمة السهر، يمكننا أن نحذف تمجيداً واحداً أو اثنين من التماجيد المعتادة، وذلك بإرادتنا ومعرفتنا حتى لا ندع شيئاً يبدد حلاوة الخدمة، وتعكر خدمة المزامير الساعة الأولى.
. إذا كنت لا تزال داخل الخدمة ووشوشك فكر يقول: اسرع قليلاً فالخدمة تطول، فلا تكترث له، أما إذا زاد إزعاجه لك، فكرر تمجيداً واحداً أو قدر ما تشاء، وردد المقاطع نفسها مرات كثيرة بفهم، وإذا ظل يزعجك ويضايقك، فاترك الترتيل واركع وصلِ وقل: لا أُريد ترتيل الكلام يارب، بل البلوغ إلى المساكن السماوية، وإنني على استعداد الآن أن أسير في كافة السُبل التي تهديني إليها.
+إن كنت لا تقدر أن تقف في السهر، فاسهر جالساً أو على مرقدك أو مستلقياً، وعندما تمل من الوقوف بسبب ضعفك وارتخائك أو بسبب طول الصلاة، ويراودك فكر أو بالحري يكلمك الروح الرديء كما كلم الحية ويقول لك: كفى أنت لا تستطيع الوقوف، فقل له: لا بل سأجلس قليلاً أثناء قراءة كاثيما واحدة ( ) وهذا خير لى من النوم، وإذا سكت لساني ولم يتفوه بالمزمور فذهني سيظل متأملاً في الصلاة والهذيذ، لأنَّ اليقظة أنفع من النوم.
+ إنَّ السهرانية ليست فقط بالوقوف وترتيب المزامير، فهناك من يسهر في ترتيل المزامير طول الليل، ومن يعمل ميطانيات وصلوات خشوعية مع انحناءات على الأرض، ومن يقضي الليل بالبكاء والدموع والنوح على خطاياه، وهناك من يرتل قليلاً من المزامير عند المساء ويقضى بقية الليل في الطروباريات، ومن يقضى الليل في التمجيد والمطالعة، وأخيراً من يقضى الليل واقفاً عندما يحاربه فكر الزنى.
+ لا تظن أيها الإنسان أنه يوجد في حياة الراهب، عمل أعظم من سهر الليالي، حقاً يا أخي إنَّه لعمل عظيم وضروريّ جداً للعفيف.
+ لا تنظر إلى الراهب الساهر بذهنه بتمييزه كما تنظر إلى إنسان ذي جسد، لأن السهر هنا هو من عمل الملائكة، فالذين يسلكون هذه السيرة دائماً، لا يدعهم الله بدون مواهب عظيمة، بسبب انتباههم ويقظة قلوبهم واهتمامهم بتوجيه أفكارهم نحوه.
+ أنا أعتقد أنَّ الجسد إذا تلاشى ولم يقدر على الصوم، فإنَّ الذهن بواسطة السهر دون غيره يعيد للنفس حالتها، ويهب القلب معرفة لإدراك القوة الروحية، إذا لم تتمادى في الأحاديث خلال النهار، فيا من ترغب في الحصول على ذهن متيقظ بالله ومعرفة للحياة الجديدة، أرجوك ألاّ تهمل حياة السهر طوال حياتك، لأنَّها تفتح عينيك لتشاهد مجد سيرتك وقوة طريق البر كله.
+ إذا جاءك فكر تراخى مرسل من معينك بقصد امتحانك، واستحال عليك اتمام السهر، فاسهر ولو جالساً وصلى بقلبك ولا تنم، حاول أن تعبر الليل كله بكافة الطرق، وأنت جالس تهذ بالمعاني الصالحة، فلا تقسِِ قلبك ولا تظلمه بالنوم.
+ الأرض الجيدة تفرّح الزارع بتربتها التي تنتج 100 ضعف، والنفس التي صقّلها ذكر الله والسهر الدائم يحفظها الرب، بأن يجعل حولها سحابة تظللها من نار تنبعث داخلها الليل والنهار.
+ من يعرف لماذا يقاوم المجاهدون النوم، ويضغطون على طبيعتهم حتى يؤدوا صلوات كل ليلة بتيقظ أجسادهم وذكرياتهم، يدرك أهمية القوة الناتجة من صيانة النفس أثناء النهار، وماهية العون الذي يُعطى للذهن خلال سكينة الليل وقوة السلطة على الأفكار، ومقدار النقاوة التي يحصل عليها، ولأدرك أيضا أنَّه يمنح الكثير من الفضائل دون تعب وإرهاق.


اُطلبوا السمائيات

اُطلبوا السمائيات

+ لا تكن جاهلاً في طلبتك لئلا تصبح صلاتك تجديفاً، بل كن حكيماً حتى تؤهل للأمجاد.
+ اُطلب الأمور الكريمة من الذي لا يرفض، فتنال منه الكرامة بسبب حكمتك في الطلب، فسليمان طلب حكمة فنال معها مُلكاً أرضياً، وأليشع نال نعمة الروح التي عند مُعلّمه فنالها مضاعفة.
+ من يطلب الأمور التافهة يستهين بكرامة الملك، فالذي يطلب الزبل من الملك لا يكون قد حقّر نفسه بدناءة الطلب وحسب، بل يكون قد تطاول على الملك أيضاً، فحاول أن تقدم طلبتك لله بما يليق بمجده فيعظم مقامك عنده ويُسر بك.
+ اعلم أنَّ الملائكة ورؤساء الملائكة يشخصون إليك وأنت تُصلى، وأنَّهم سيفرحون عندما تهمل جسدك وتطلب السمائيات، وسيشمئزون إذا راؤك تطلب الأرضيات وزبلها تاركاً السمائيات.
+ لا تطلب من الله ما يهتم هو بإعطائه لنال دون أن نطلب، لأنَّه لا يهتم بخاصته المحبوبين فحسب، بل وبالغرباء أيضاً، فلابن لا يطلب من أبيه خبزاً بل ما هو أسمى وأعظم من بيت أبيه.
+ وإذا طلبت شيئاً من الله وتأخر في استجابتك، فلا تحزن لأنَّك لست أحكم منه، فقد يكون تأخره لعدم استحقاقك، أو عدم استقامة قلبك في الطلبة، أو عدم بلوغك مستوى قبول الموهبة التي تطلب، كما أنَّ ما يؤخذ بسرعة يزول بسرعة، أمَّا ما يُكتسب بألم القلب فيُحفظ باحتراس.
+ لأنَّه كثيراً ما يشتهي الإنسان الصلاح لكن الله لا يستجيب له، لأنَّ الشيطان يكون قد زرع فيه رغبة مبطنة مشابهة فيظن أنَّها تناسبه، وهى في الحقيقة أعلى من مستواه، أو أنَّها غريبة عن جوه، أو أنَّ الوقت لم يحن لا تمامها، أو أنَّه عاجز عنها بالمعرفة والجسد.
+ ليس لأجل سؤالنا يُعطي الله مواهبه، إنَّما جعل سؤالنا وطلبتنا واسطة كلام يوصل العقل إلى تفرس أزليته لادراك مقدار اهتمامه.
+ ليس إنساناً محبوباً عند الله ويُستجاب طلبته سريعاً، مثل الإنسان الذي يطلب من أجل زلاته وغفرانها، ويطلب قوة ومعونة لتقويم طريقه.
+ يستحيل على الإنسان المتعلق بالأرضيات أن يطلب السمائيات، وعلى المهتم بالدنيويات أن يطلب الإلهيات.
+ من يريد العظيمات لا يهتم بالصغيرات.
+ ابتهل إلى الله أن يهبك الإحساس برغبة الروح والتشوق إليه، وعندما يدخلان إليك يحين موعد انفصالك عن العالم، الذي هذا إحساس يستحيل إدراكه بغير السكينة والنسك والمطالعة.


درجات الصلاة( مارى اسحاق السريانى )


درجات الصلاة

الهذيذ *
+ مبدأ الهذيذ هو أن يجلس الإنسان في موضع مظلم، ويبعد عن كل مفاوضة بشرية، ويهذ في قلبه بالصلوات والتسابيح التي يعرفها، ويرتب تلاوة من عنده حسب قوته، وعقله مجموع بالهذيذ، ومداوم على قرأة الكتب والمزامير.. لأنَّ من هذه يتولّد داخل العقل الهذيذ الروحانيّ، ومن مداومة الهذيذ يكون جمع العقل.
+ الهذيذ بأسرار معرفة الثالوث يجعل القلب والنفس والعقل، تصطبغ بالنور والحق والحياة وتمتليء فرحاً.

 
+ الهذيذ بالواحد هو الانحلال من الكل، والارتباط بالواحد هو الابتلاع بحُبه والحديث معه، وإذا انحلت النفس من الكل وارتبطت بالواحد، فلا عزاء لها من جهة أُخرى ولا تنظر معه شيء، وتفهم أنَّ السماء والأرض مملؤتان منه، وبه نحن أحياء ومتحركين وموجودين، ولا تستطيع أن تهدأ من التهاب محبته.
+ لا تظن أنَّ الإنسان المُقيّد بالجسديات، يمكنه أن يُصلي بدالة أمام الله.
+ إنَّ تشويش الهذيذ الداخليّ ناجم عن الاهتمام الكثير بالقريب، إذ لا يستطيع الذهن أن يهذ بالاثنين معاً.
+ صلاة الهذيذ هى أفهام من جهة الحياة، ومعرفة فاضلة عن الحياة المائتة، وهى أبواب تختلج في قلوبنا.
+ اعلم أيها الإنسان المتتلمذ للحق: إنَّ طهارة الصلاة وجمع العقل فيها هو الهذيذ الحقيقيّ.
+ إذا تقدم الإنسان بالنعمة في تدريب الهذيذ، فإنه يبتديء قليلاً قليلاً يُلاحظ الأفهام السرية الكائنة في كلام الله، والمزامير والأعمال الجارية حوله، وفى حركات الروح داخله ينظر سفينة حياته تسير للأمام يوماً بعد يوم
+ الهذيذ الدائم بالله يؤهلنا للصلاة بلا انقطاع، ومن الصلاة يتحرك القلب للهذيذ بغير فتور.
+ من ابتداء الإنسان بعمل تدبير العقل الذي هو الهذيذ بالإلهيات، وإلى أن يبلغ عمل التدبير الروحانيّ الذي هو التأمل بالروح والدهش بالله، هو محتاج إلى التغصّب في الصلاة أكثر من الأعمال الأُخرى.
+ بمداومة الهذيذ بالله وسكون الأفكار، يستطيع الضمير أن يتفرس في الله في كل أنواع الصلاة، ويكتشف معرفة فاضلة عن الله.
+ عندما يتسلّط الهذيذ على كل الأفكار، يستضيء العقل بالخفيات الداخلية ومعرفة الله، ومن هنا نقول:  " مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟" (رو35: 8).
+ حرارة الصلاة والهذيذ تحرق الآلام والأفكار كمثل نار آكلة، وهذا النوع من الهذيذ يمنحك أجنحة، ويبلغك إلى العقل الروحانيّ الذي تكون خدمته بالروح لا بالفم.
+ ليس فقط تكون عندنا الحرب كلا شيء، بل ونزدرى أيضاً بالجسد الذي سبب القتال، هذا هو تدبير الصلاة، وهذه هى منفعة الهذيذ.
+ لا يُكتب كلام الروح على دفتر القلب بقلم اللسان، بل بهذيذ العقل.
+ لا يوجد تدبير يُبعد العقل عن العالم ويُنجيه من الخطايا مثل الهذيذ بالله، هذا العمل عسر جداً وصعب لكنه خفيف وسهل.
+ إن كنت تريد أن يكون لك الهذيذ الدائم بالله، الذي هو الحجاب أمام الأفكار الفاسدة، ابدأ بكثرة الصلوات على الدوام.
+ أنا أنصحك أن تجلس في هدوء، وابدأ برفع قلبك في صلاة صامتة بدون تلاوة محفوظات من مزامير وغيرها وبدون سجود..
+ قلب البعيد عن أي ذكر إلهيّ مليء بالحقد على قريبه، أما الذي يهذ بذِكر الله فإنَّه يُكرم جميع الناس، ويجد معونة الله عوناً له عند الجميع سرياً.
التأمل *

 
+ يوجد إحساس روحيّ يتولّد من الهذيذ، فيُنعم القلب ويُفرح النفس ويُبهجها، ويوجد إحساس آخر يحل في النفس بسبب المعرفة من الهذيذ، وذلك من فرط محبة المعرفة للأمور الروحية، والتقدم في الحديث مع الله بمخافة وانشغال الضمير بمحبة هذه الأشياء، ويكون ذلك من التقدم في الهذيذ الحسن لأجل الله، والمهتم بمحبة هذا التدريب على هذه الأمور لتقويم عمله، تتولّد فيه على الدوام نظرة هذه الأمور بالروح، فإذا تنقت النفس بخوف الله، عند ذلك تحل الثاؤريا الروحية من غير أن يكون له عناية بها.
+ الصلاة تختلف عن التأمل ولو أنهما يتسببان من بعضهما، وفى التأمل يصل الإنسان إلى الرؤيا، حيث يبقى الشخص بلا حراك.
+ الصلاة شيء والتاوريا شيء آخر، ولكنَّ الثانية متعلقة بالأولى، فإذا شبهنا الأرض ببذر فإنَّ الثانية هى حمل الثمار، ولا يصح أن نُسمّي الثاؤريا أو الدهش صلاة إذ أنَّها تكون من فعل الروح القدس وتدبيره.
+ إنَّ عمل تدبير الفضيلة وسيرة العقل الخفية (الهذيذ) هى تحت سلطة الإرادة، وفيها تعب وجهاد، وهى محصورة داخل عمل الهذيذ، وأمَّا الحركة الروحانية (التأمل بالروح) فهى ليست موضوعة تحت حرية الإنسان، ولا تُقتنى بالتعليم أو التدريب أو عمل الإرادة، وإنَّما توهب لأنقياء القلب.
+ الصلاة الروحانية أعمق من الشفتين واللسان، هى أعمق من تلاوة المزامير وغيرها، وإذا ما أراد أن يُصلّي بها يغطس داخل قلبه، بعيداً عن الفهم واللسان، هناك في بلد الملائكة بغير كلام يقدّس مثلهم، فإذا عاد إلى اللسان ليُعبّر عن شعوره، يكون قد خرج من بلد الملائكة.
+ التأمل الحقيقيّ هو إماتة القلب، والقلب المائت بالتمام عن العالم هو حي بالله.
+ الأهواء تُقتلع وتهرب بالتأمل المستمر في الله، إنَّه السيف الذي يقضي عليه.
+ إنَّ بين المنهمكين بأُمور العالم وبين المنشغلين بالتأمل فرقاً! فالأولون تبتديء أُمورهم حلوة، مُفرحة، وتنتهي مرة، كئيبة، مظلمة، أمَّا الآخرون فتبتدىء أُمرهم مريرة،محزنة، مظلمة، إلاّ أنها بالفرح والبهجة والسرور تنتهي، والذي ذاق الطريقتين يعرف قيمة هذا القول.
+ صلاة اللسان مفتاح لصلاة القلب، وصلاة القلب يكون بعدها إلى الكنز، حيث لا تكون صلاة ولا دموع ولا تضرع إذ تكون الروح دخلت إلى التاوريا الروحية.
الدهش *
+ هذه النعمة يؤهل لها الإنسان إذا ما تعرى العقل من الإنسان العتيق.
+ يتبع الجلوس المنفرد دهش العقل وعدم التشتت.
+ القديسون يقولون أنَّ عقولهم تُخطف أثناء الصلاة، وتعبر حدود الصلاة المعروفة، وتصل إلى الذهول والدهش، حيث يتوقف الإنسان عن الصلاة.
+ القديسون في العالم الآتي لا يُصلون، لأن العقل يكون ابتُلع منهم بالروح، وهم يسكنون في الدهش في المجد الآتي.
+ هوذا القديس أنطونيوس إذ كان واقفاً يُصلى على قدميه 9 ساعات، أحس أنَّ عقله اُختُطف وارتفع، وآخر مكث في الدهش 4 أيام.

 
+ إذا قَرُب الإنسان من التأمل بالروح، وحظى بحدودها ينجذب إلى الأشياء التي كان يعملها متغصباً، إليها في كل وقت بلا تغصب، ويجد فيها لذة، والدهش يجذبه إليه بغير إرادته، ويوجد جاثياً، ساجداً بوجهه على الأرض، بلا أفكار أو صلاة أو هذيذ، وإنما تتأمل روحه في عظمة الله وسياسة تدبيره وحكمته، وفى الوقت الذي تُصادف فيه النفس هذا الشعور الخفي، حينما يتحرك العقل بالنعمة الروحانية، تتخلّف في الحال عن الهذيذ، وتتخلّف الحواس عن عملها، ويبقى في حالة دهش.
+ أمَّا تدبير السيرة الروحانية فهو بعيد عن عمل الحواس، لأنَّ عقول القديسين إذا ما قبلت الثاؤريا، عند ذلك ترتفع وتزول كثافة الجسم، فتكون النظرة حينئذ روحانية، وفى هذه النظرة يُدرك العقل إدراكاً حراً نقياً.. هذا هو الدهش.. وهذا هو التدبير المرتفع المزمع أن يُعطى بحرية في الحياة الأبدية، حيث لا تنقطع الطبيعة البشرية قط من الدهش الدائم بالله تعالى ولا نتصور شيئاً من الخلائق أو نرتبط بها لأنَّ الله يكون الكل في الكل.
+ إذا انقشعت حواجز الآلام من أمام عين العقل، وشخص العقل في ذلك، فإنَّه في الحال يتعالى بالدهش، فإذا أدركته النعمة فإنه يسكر فيها مثل الخمر وتنحل أعضاؤه، ويمكث فترة حائراً، ويُسبى قلبه خلف الله، ويصير كأنَّه سكر من الخمرة حتى إنَّه وهو لابس جسده لا يعلم إن كان في العالم أم لا! هذا هو مبدأ النظرة الروحانية واستعلانها.
+ إذا ارتفع من الكائنات تزول من الجسم كل علامات الصلاة، حتى الدموع وكل حركة وكل إحساس، ما خلا نبضات الحياة الطبيعية، لأنَّ تلك المعرفة لا تتنازل لتأخذ مشاركة الحواس أو تستعير أشكالاً وصوراً من هذا العالم المحسوس، بل بنظر العقل.. هكذا سمع المغبوط بولس كلاماً لا يُنطق به لا يُسمع بحواس الجسد، ونظر أشياء لا تُنظر بالحس ولا تُدرك بأشكال متجسّمة، بل بحركة العقل حينما يُخطف من الجسد.
+ في الليلة التي أسهر فيها من العشاء إلى الصباح، وبعد ذلك استريح قليلاً أقوم من النوم وأُكمل نهاريّ كمن ليس في هذا العالم، ولا يصعد على قلبيّ أيّ فكر أرضى ولا أحتاج إلى تكميل قوانين الصلاة المفروضة، لأني أظل نهاريّ كله في الدهش، والذي يؤهل إلى الئاؤريا، يكون ثابتاً كجثة لا نفس فيها، وهذا ما ندعوه بالنظرة.
+ قسّم أوقات النهار، فمنها وقت للخدمة، ومنها وقت للهذيذ، وإن نظرت هناك وقت كافٍ فليكن لنقاوة الخلجات وإن كان العقل مظلماً فلتزد في القرأة التي توافق ذلك الوقت، أمّا إذا اتّحد الهذيذ بالصلاة بالنقاوة، فعند ذلك تكمل كلمة سيدنا: " لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ " (مت20: 18)، أعنى النفس والروح والجسد، والعقل والهذيذ والصلاة، وتنتهي أمر ثلاثتهم إلى الدهش.
الرؤيا الإلهية *
+ النظر الإلهيّ هو استعلان العقل بلا حواس.
+ نظرة مجد الله هى أن يتحرك في العقل فهم على عظمة طبيعة الله.
+ بدون النور الإلهي لا تقدر عين العقل أن ترى الحق، كالعين الجسدية فإنَّ قوة نظرها لا تعمل إلاّ بحضور النور الطبيعي.

 
+ نور يسوع هو نور معقول، وطوبى للنفس التي استحقت نظرته.
+ الذين يقولون: إنَّه يمكن رؤية سيدنا في هذا العالم بالحواس، مثل من يعتقدون أنَّ في العالم الجديد شيئاً محسوساً، وأن تنعم الملكوت يكون بالحواس والوجود فيه يكون مادياً.
+ الشعور بالفرحة أثناء الصلاة خلاف الرؤية أثناء الصلاة، والأخيرة أرفع من الأولى، كمثل ما يمتاز الرجل البالغ عن الولد الصغير.
+ أحياناً تصير الكلمات حلوة في الفم، وكلمة واحدة تملأك سروراً ومن فرط الشعور بعدم الشبع لا تتركها إلى ما بعدها، ولكن حينما يدخل الإنسان في التأمل، تتلاشى الصلاة بكلماتها من الشفاه، والذي يؤهل لهذه النعمة يشعر أنه بلا جسد من فرط عدم الشعور به، ومن الذهول الذي يغشى العقل الواعي، هذا ما نسميه الرؤيا أثناء الصلاة، وليس صوراً أو أشكالاً من تزوير الخيال.
+ إذا سأل إنسان: لماذا تكون الثاؤريا والإستعلان وقت الصلاة فقط؟ نقول: في وقت الصلاة يكون عقل الإنسان مجموعاً إليه، وشاخصاً في الله باشتياق فتأتيه الرحمة، وأي وقت من الأوقات يكون فيه اللسان مستعداً، محترساً كمثل وقت الصلاة؟ متى ظهر الملاك لزكريا وبشره بيوحنا؟ أليس عندما كان يرفع البخور أمام الله! والقديس بطرس، ألم يظهر له الإستعلان بدعوة الشعوب إلى الإيمان وهو يُصلى (الساعة السادسة)! وأيضاً كرنيليوس ظهر له الملاك حينما كان يُصلى!
+ قهر النفس في العمل يولّد الحرارة اللامحدودة التي تلهب في القلب بشكل تذكارات حارة تجول في الذهن، والحرارة تسبب فيضان الدموع، التي تكون ذات منفعة في البداية، والدموع تجعل في النفس سلام الأفكار، وبسلام الأفكار ترتفع النفس إلى طهارة الذهن، ومن طهارة الذهن ينتقل إلى مشاهدة أسرار الله، وبعد ذلك يبلغ إلى مشاهدة إعلانات وآيات، وهذه الإعلانات تقرّب النفس إلى الله ومراحلها ثلاث:
. قهر النفس في الجوع والقرأة والسهر.
. الرؤيا أو المشاهدة.

. الحرارة المتولّدة من الدمع الهاديء.

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...