adv

الرد على الاعتراض عن دوام بتولية العذراء


الأرثوذكسية بتقول إن القديسة مريم بعد ما ولدت ربنا يسوع المسيح، فضلت عذراء… إزاي عرفوا إنها فضلت عذراء بعد الولادة ؟

الرد

أولًا، عقيدة دوام بتولية السيدة العذراء ليست رأيًا بشريًا ولا تقليدًا شعبيًا، لكنها عقيدة إيمانية تسلمتها الكنيسة من الرسل أنفسهم، وهي مُعلنة بوضوح في الكتاب المقدس وشرحتها الكنيسة عبر آباءها القديسين منذ القرون الأولى.

١ـ  النبوة عن الميلاد العجيب

من أول صفحات النبوة، الرب أعلن أن المولود سيكون من عذراء تظل عذراء:

 «ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل»

(إشعياء 7: 14)

النبوة قالت العذراء، مش "المرأة" أو "الفتاة".

ولو كانت النبوة عن واحدة هتبقى زوجة وتحبل، ما كانش في أي عجب يستحق علامة من الله.

العلامة كانت إن العذراء نفسها تلد، وتبقى عذراء لأن الله هو العامل في هذا السر.

الآباء فهموا أن النبوة بتعلن مش بس العذرية قبل الحبل، لكن كمان دوامها بعد الولادة، لأن الله لا ينقض العلامة اللي أعطاها بنفسه.

2️⃣ ولادة المسيح كانت معجزة إلهية بلا فساد

الولادة نفسها كانت إلهية غير طبيعية، بدون كسر للبكورية الجسدية، زي ما خروج المسيح من بطن العذراء كان مثل خروجه من القبر بعد القيامة، ومن الحجر المغلق، ومن الأبواب المغلقة:

 «يسوع جاء والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم»

(يوحنا 20: 19)

زي ما الأبواب ما اتفتحتش ماديًا، كده برضو رحم العذراء ما اتفتحش بالطبيعة البشرية.

هو الميلاد المعجزي الذي لم يفسد البتولية، بل قدّسها.

🔹 القديس كيرلس الأورشليمي قال:

"الذي وُلد من العذراء هو الذي دخل إلى التلاميذ والأبواب مغلقة. كما لم يُفتح القبر، هكذا أيضًا رحم العذراء ظل مختومًا."

🔹 والقديس أوغسطينوس قال:

 "كما خرج الرب من القبر وهو مختوم، هكذا خرج من رحم البتول وهي باقية بتولًا."

3️⃣ البتولية بعد الميلاد واضحة من الكتاب نفسه

في (متى 1: 25):

«ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر»

كلمة "حتى" هنا لا تعني أنه عرفها بعد ذلك.

الكتاب المقدس يستخدم كلمة "حتى" بمعنى إلى أن يحدث الأمر، دون أن يُفهم عكسه بعده.

مثلًا:

«ولم تلد ميكال ابنة شاول حتى ماتت» (2صموئيل 6: 23)

يعني إنها لم تلد إطلاقًا.

فكلمة "حتى" لا تعني إن يوسف عرفها بمعني تزوجها بعد الولادة، بل لتأكيد أن الحبل والولادة كانا بدون علاقة جسدية.

4️⃣ معنى كلمة "ابنها البكر"

البعض يظن أن كلمة "البكر" تعني أن هناك آخرين بعده،

لكن في الشريعة، كل مولود أول هو بكر حتى لو لم يولد بعده أحد:

«قدّس لي كل بكر، كل فاتح رحم من بني إسرائيل من الناس والبهائم إنه لي»

(خروج 13: 2)

فـ"البكر" لقب قانوني، مش دلالة على وجود إخوة آخرين.

حتى لو كان الطفل الوحيد، يُدعى بكرًا لأنه أول مولود.

5️⃣ إخوة الرب مش أولاد العذراء مريم بالجسد

الكتاب ذكر إخوة الرب (متى 13: 55-56)، لكن هؤلاء مش أولاد العذراء مريم.

لأنها كانت مكرسة للرب حسب التقليد اليهودي القديم، وكانت خطوبة ليوسف الشيخ فقط لحمايتها، مش زواجًا.

والدليل:

عند صليب الرب، سلم المسيح أمه ليوحنا الحبيب (يوحنا 19: 26-27).

لو كان عندها أولاد فعليين، ما كانش المسيح يسلّمها لواحد غريب، لأن الناموس يُلزم الأولاد برعاية الأم.

🔹 القديس جيروم قال:

"هؤلاء الذين يُدعون إخوة الرب، هم أولاد مريم الأخرى، أخت العذراء أو أقرباؤها، لأن عادة اليهود كانت تُسمي الأقارب إخوة."

6️⃣ رموز كتابية تُشير لدوام بتوليتها

كل رموز العهد القديم تشير إلى بتولية مغلقة لا تُفتح إلا للرب وحده:

🔸 باب المشرق المختوم:

«وقال لي الرب هذا الباب يكون مغلقًا لا يُفتح، ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا»

(حزقيال 44: 2)

الآباء فهموا أن هذا الباب هو رمز لرحم العذراء، الذي دخل منه الرب وحده وبقي مغلقًا بعدها.

🔸 العلّيقة المشتعلة بالنار ولم تحترق (خروج 3: 2):

رمز لرحم مريم الذي حمل نار اللاهوت ولم يُفسد بتوليتها.

🔸 قسط المنّ وتابوت العهد (خروج 16: 33 – عبرانيين 9: 4):

كلاهما رمز للعذراء الحاملة "المن الحقيقي" و"كلمة الله"، والمقدسين بقداسة خاصة لا يمسها إنسان.

7️⃣ شهادة الآباء والكنيسة الأولى قبل الانقسام

كل آباء الكنيسة في القرون الأولى أجمعوا على دوام بتولية مريم:

🔹 القديس أثناسيوس الرسولي قال:

 "العذراء بقيت عذراء بعد الميلاد كما كانت قبله، لأن القدوس الذي وُلد منها قدّس رحمها."

🔹 القديس جيروم كتب كتابًا كاملًا بعنوان عن بتولية مريم الدائمة، ضد من أنكروا ذلك.

🔹 القديس يوحنا ذهبي الفم قال:

 "لو كان يوسف عاشر مريم، لما كان هناك عجب في الحبل، ولا كان الرب سلّمها ليوحنا بعد موته."


8️⃣ تعليم الكنيسة الأرثوذكسية


الكنيسة الأرثوذكسية تؤمن أن السيدة العذراء:


عذراء قبل الولادة (بلا زرع بشر)،

وعذراء أثناء الولادة (الولادة الإلهية المعجزية)،

وعذراء بعد الولادة (لم تعرف رجلًا قط).


ولذلك تُدعى في تسبحتنا:

 "البتول الدائمة البتولية، أم النور الحقيقي، التي ولدت لنا الله الكلمة."


ومن هنا نحدثك ايها الحبيب صاحب هذا التعليق المتملق


بتولية العذراء بعد الولادة مش خيال ولا أسطورة،

لكنها إعلان عن قوة التجسد الإلهي:

إن الله صار إنسانًا بدون أن يفسد طهارة من اختارها لتكون أمه.

فهو الذي دخل العالم بطريقة عجيبة، لا تُشبه ميلاد البشر، لأنه إله فوق الطبيعة.


النبوات أكدت أنها العذراء،

والولادة كانت إلهية لا تُفسد البتولية،

والكتاب لم يقل إنها عرفت رجلًا بعد،

و"إخوة الرب" ليسوا أولادها،

والرموز أوضحت الباب المختوم،

والآباء أجمعوا على ذلك،

والكنيسة سلمت هذا الإيمان منذ الرسل وحتى اليوم


Mina Mohsin

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...