تاملات فى قصه يوسف فى ..يد ...وحدث

تأملات فى قصه يوسف

تتكرر الكلمة "يد" ومترادفاتها أكثر من ٤٥ مرة في
سياق قصة يوسف، الأصحاحات الأخيرة من سفر التكوين (٣٧ - ٥٠)

وما يلفت النظر حقًا هو أنه وإن جاءت أول اشارة للأيدي بالإرتباط بأيدي اخوة يوسف الأثمة (ص٣٧)، لكن آخر اشارة: "من يدي عزيز يعقوب" (ص ٤٩). وهكذا هو الحال دائما، فالله هو العلي المتسلط في مملكة الناس، وهو الممسك بزمام الأمور وهو صاحب الكلمة الأخيرة حتي لو بدا لنا غير ذلك!

وبين هذه الأيدي وتلك، تمتد أيادي كثيرة وتتشابك جميعها في قصة حياة يوسف، الذي بدا وكأنه وقع فريسة بين هذه الأيدي الكثيرة، فتنازعت عليه، وبدا الله وكأنه سلَّم للوحش نفس يمامته، فدخلت في الحديد نفسه، وبدأت الأيدي العابثة - بمشيئاتها ومقاصدها المتنوعة - تفعل ما يحلو لها؛ من أيدي اخوته إلي يد الإسماعيليين ثم إلي يد إمراة فوطيفار، ثم يد الساقي في حلمه، ويد فرعون، ويدي يعقوب .. ولكنها تختم في النهاية بمٍسك الختام: بيدي عزيز يعقوب!
فهو:
ٱلْمُبْطِلِ أَفْكَارَ ٱلْمُحْتَالِينَ ، فَلَا تُجْرِي أَيْدِيهِمْ قَصْدًا.
أي ٥ : ١٢
ولم يبطل الله قصد أيدي الأشرار فقط، بل استخدم قصدهم بالشر وحوله إلي قصده الصالح بالخير! وهو ما قاله يوسف كملخص لقصته كلها:
أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا ، أَمَّا ٱللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا.

هذا هو مغزي قصة يوسف؛ أنه حتي وإن اجتمعت ضدنا كل الأيادي، ففي النهاية سيستخدمها الله جميعها لينسج منها قصة بديعة تُختَم في النهاية بإمضاء يدي عزيز يعقوب والراعي صخر اسرائيل ..
... وَلَكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، مِنْ هُنَاكَ، مِنَ ٱلرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ.
فعلي الرغم من كل شيء، تلقت يدي يوسف تعضيدا وعونا مباشرا من يدي الله القدير عزيز يعقوب!

وبالرغم من أن كل المرات التي ورد فيها ذكر يدي يوسف، لم تأت يداه إلا بالخير والبركة والنجاح والإزدهار، فهو رمز لسيده الذي لم تقدِّم يديه إلا الخير، ولكنهم مع ذلك ألقوا عليه الأيادي، وبأيدي أثمة صلبوه وقتلوه.. لكننا نكتشف في النهاية أيضا أن يد الله العظيمة كانت فوقهم جميعا، عاملة مسيطرة - ولو من من خلف الستار - فوق كل عمل أيديهم، وما كان اجتماع كل هذه الأيدي معًا إلا لتفعل كل ما سبقت فعينت يد الله ومشورته أن يكون!
يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا ٱللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ. هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ ٱللهِ ٱلْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ ٱلسَّابِقِ ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ . أع ٢ : ٢٢& ٢٣

لِأَنَّهُ بِٱلْحَقِيقَةِ ٱجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ ٱلْقُدُّوسِ يَسُوعَ، ٱلَّذِي مَسَحْتَهُ ، هِيرُودُسُ وَبِيلَاطُسُ ٱلْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ، لِيَفْعَلُوا كُلَّ مَا سَبَقَتْ فَعَيَّنَتْ يَدُكَ وَمَشُورَتُكَ أَنْ يَكُونَ . أع ٤ : ٢٧ & ٢٨

نفس الفكرة عن تكرار الكلمة "وحدث" التي تكررت خمس مرات في سياق قصة يوسف، (٣٩ : ٧&١١/ ٤٠: ١&٢٠/ ٤١ : ١) بعضها كانت أحداث تودي به من سيء إلي أسوأ، والبعض الآخر كانت أحداث في حياة أشخاص آخرين، بدا وكأنها لا تخصه أساسا. وأيضا لم يختف أي حدث منها عن عيني الله، بل في الحقيقة كان كل منهم يقود القصة - حتي وان انعطف بها يمينا وشمالا - ليصل بها لبيت القصيد، أو قُل: ليصل بها للقصد الإلهي، لتخرج لنا في النهاية قصة بديعة كما هو الحال مع كل قصة يكتبها الله بسيناريو الهي عظيم.

وإن بدت أجنادهم تحيط بي تروم إرجاعي عن مسلكي كأنني شاة بلا راع، إلا أننا اكتشفنا أن يوسف بطول حياته لم يكن شاة بلا راع ولم يكن ضأن بلا قائد! (مز ٨٠ :١)
وبنفس الرعاية المتدفقة كل يوم، والعناية المترفقة كل ليل، يقود "قائد يوسف" كل أحداث حياتنا ليُجري بها مقاصده، التي هي منذ القديم أمانة وحق، فيحول اللعنة إلي بركة والشر إلي خير، ويخرج من الآكل أكلا ومن الجافي أيضا حلاوة.

فهل نهدأ قليلا لنعطي أنفسنا فرصة رؤية يده العاملة من خلال أحداث حياتنا فنستمتع بروعة قيادته المُحبة ورعايته الحنونة ومقاصده الحكيمة في كل منعطفات الطريق!

همشي معاك الرحلة بحالها هستني إرادتك لآخرها، هعرف ايه قصدك لحياتي، وأفهم معني آلامي في خيرها.

لا تخدعك المظاهر

لا تخدعك المظاهر

--------------------
دخل رجل عجوز وزوجته وكان يرتديان ملابس بسيطة إلي سكرتيرة مكتب رئيس جامعة هارفارد (harvard) الأمريكية التي تعد أقدم وأعرق الجامعات الأمريكية لمقابلة رئيسها ، ولم يكونا قد حصلا على موعد مسبق . فقالت السكرتيرة للزوجين القرويين :" الرئيس مشغول جداً " ولن يستطيع مقابلتكما قريبا....
ولكن سرعان ما جاءها رد السيدة الريفية حيث قالت بثقة :" سوف ننتظره ". وظل الزوجان ينتظران لساعات طويلة أهملتهما خلالها السكرتيرة تماماً على أمل أن يفقدا الأمل وينصرفا...
ولكن مع إصرارهما ، قابلهما رئيس الجامعة دون أن يعطيهما الاهتمام .
فقالت السيدة : إبننا كان يدرس هنا في الجامعة لكنه توفي في حادث السنة الماضية ، وجئنا لنخلد ذكراه في الجامعة ، فنظر لملابسهم وشكلهم المتواضع ،
وقال لهم : نحن لا نضع تماثيل في الجامعة .
فردَّت عليه بنفس الهدوء : حضرتك فهمتنا خطأ ، نحن نريد أن نبني مبنى في جامعة هارفارد يكون بإسم إبننا .
فرد عليهم بسخرية وهو ينظر لملابسهم :
هل لديكما فكرة كم يكلف بناء مثل هذا المبنى ؟!.
لقد كلفتنا مباني الجامعة ما يربو على سبعة ونصف مليون دولار !!..
ساد الصمت فترة وجيزة ، ظن خلالها الرئيس أن بإمكانه الآن أن يتخلص من الزوجين ، وهنا إستدارت السيدة وقالت لزوجها : " سيد ستانفورد : ما دامت هذه هي تكلفة إنشاء جامعة كاملة فلماذا لا ننشئ جامعة جديدة تحمل إسم إبننا ؟.
فهز الزوج رأسه موافقاً ..

غادر الزوجان وسط ذهول وخيبة الرئيس ، وسافرا إلى كاليفورنيا حيث أسسا جامعة (ستنافورد العريقة) والتي تعد من أعرق الجامعات في أمريكا ، وترتيبها الـ15 على مستوى العالم وما زالت تحمل إسم عائلتهما وتخلد ذكرى إبنهما الذي لم يكن يساوي شيئاً لرئيس جامعة "هارفارد".

إحذر من الإستهانه بأحد ، لا تحكم علي الناس من مظهرهم وملابسهم ولكنتهم وطريقة كلامهم بطريقة مادية بحتة حتي لا تخسر أشياء ثمينة في حياتك ، فلنتعامل مع الآخرين بقانون الرحمة والمبادئ والقيم الأخلاقية 

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...