1- إن
الله يحب لكل إنسان أن يكون حراً
2-
يقابل الحرية حساب ومسئولية
3- ليس
من حقك أن تنال حرية مطلقة
4-
ضوابط الحرية لفائدتك وليس لتقييدك
5-
الحرية الحقيقة هي التحرُّر من الأخطاء
6-
الذي يتحرر من الخطية، يستطيع استخدام الحرية بطريق سليم
7-
يضغط البعض على نفسه ليصل إلى الحرية الحقيقية
1- إن الله يحب لكل
إنسان أن يكون حراً
نود في هذا الباب أن
نعرض على التوالى بعض المفاهيم، لأمور معينة في الحياة الروحية، والحياة
الاجتماعية.
وسنبدأ بموضوع الحرية
ونناقشه معا، مع أبنائنا الشباب:
أولا: إن الله يحب لكل
إنسان أن يكون حرا.
وقد خلق الإنسان بإرادة
حرة. وقال له في آخر سفر التثنية:
(انظر. قد جعلت اليوم
قدامك: الحياة والخير، والموت والشر..
أشهد عليكم اليوم
السماء والأرض.
قد جعلت قدامك الحياة
والموت، البركة واللعنة. فاختر الحياة، لكى تحيا أنت ونسلك إذ تحب الرب إلهك، وتسمع
لصوته وتلتصق به، لأنه هو حياتك..) (تث 30: 15 –20).
2- يقابل الحرية حسابٌ
ومسئولية
فالإنسان أو الكائن غير
الحر، لا يحاسب على أفعاله. أما مع الحرية، فيوجد حساب على كل ما يفعله الإنسان
خيرا أو شرا.
فينال المكافأة على
أعماله الخيرة.
كما توقع عليه العقوبة
في أعماله الخاطئة أو الشريرة.
آدم وحواء كانا
حرين.
وأمامهما وصية الله.
يمكن أن يطيعاها أو
يخالفاها.
وقد خالفا الوصية.
وأوقع الله على كل
منهما عقوبة مسببة (تك 3: 9 – 19).
والعقوبة على الخطأ
الذي يفعله الإنسان بحريته،
هى عقوبة مزدوجة:
على الأرض وفى السماء.
وقد ينجو الإنسان من
العقوبة على الأرض.
ولكن تبقى العقوبة في
العالم الآخر قائمة،
لا تمحى إلا بالتوبة
(لو 13: 3، 5) .
كما أن الخير الذي
يفعله الإنسان بحرية إرادته،
له مكافأة مزدوجة أيضا.
وإن لم ينل الإنسان
مكافأة على الأرض،
فأجره محفوظ في السماء:
(أبوك الذي يرى في
الخفاء يجازيك على علانية) (مت 6: 4، 6).
3- ليس من حقك إطلاقاً
أن تنال حرية مطلقة
فأنت حر في كل ما
تفعله، بحيث أنك لا تعتدى على حقوق أو حريات الآخرين. وبحيث أنك لا تكسر وصايا
الله، ولا تخالف القانون والنظام العام الذي جعل من أجل سلامة وراحة
الآخرين..
فليس من حقك مثلا أن
تركب سيارة وتخالف قواعد المرور، وتقول: أنا حر، أسير حيثما أشاء!! وليس من حقك أن
ترفع صوتك في ضوضاء تزعج بها الآخرين، وتقول: أنا حر أرفع صوتى كما أشاء!! وليس من
حقك أن تأخذ معك ورقة تغش بها في الامتحان، وتقول أنا حر، استعمل ما أشاء من
أوراق!!
كذلك كما تستخدم حريتك،
بحيث لا تضر الآخرين ولا تخالف النظام العام . فأنت أيضا من حقك أن تستخدم حريتك،
بحيث لا تضر نفسك.
لأن نفسك ليست ملكا لك.
إنها ملك لله الذي خلقها وفداها، وملك أيضا للمجتمع الذي رعاك ورباك وله عليك حقوق
يجب أن تؤديها..
ولذلك فقتل الإنسان
لنفسه بالانتحار، جريمة يعاقب عليها الله. ولا يوافق عليها القانون. ونفس الوضع
ينطبق على من يضر نفسه عن طريق التدخين أو المخدرات. فليس من حقه أن يقول أنا حر،
أدخن كما أشاء، وأتعاطى المخدرات كما أشاء!!
لأنه ليس من حقه أن
يهلك نفسه. وليس من حقه أن يحرم المجتمع من وجوده مؤديا واجبه نحو المجتمع.
4- الضوابط التي توضع
على الحرية، هي لفائدتك وليس لتقييدك
ومن فائدتها أنها تمنعك
عن الإضرار بنفسك، ومن الإضرار بغيرك، ومن الإضرار بالمجتمع، ومن مخالفة وصايا
الله..
النهر له شاطئان، لا
يقيدان مجراه، وإنما يحفظانه.
وإذا لم تكن للنهر
شواطئ، فإنه سينسكب ويفيض على الجانبين، ويغرق الأرض، ويحولها إلى مستنقعات .
أترى يستطيع أى نهر أن
يحتج على وجود شاطئين له، ويقول إنهما يقيدان حريتى؟!
كذلك أنت: الشاطئان
بالنسبة إليك، هما وصايا الله، وقوانين أو تقاليد المجتمع. أو الشاطئان هما الدين
والتربية.
وكلاهما لفائدتك.
فالطفل الذي يرفض
التربية، ويحسبها تقييدا لحريته، والشاب الذي يرفض نصيحة أبويه أو معلميه أو
مرشديه، ويرى ذلك تقييدا لحريته، لابد أنه سيفسد، ويفقد الطريق السليم السوى،
ويضل..
فهو الضلال هو إسم آخر
للحرية، أو نتيجة لها؟!
5- الحرية الحقيقية هي
أن يتحرَّر الإنسان من الأخطاء
فيتحرر من الخطايا
والسقطات، ويتحرر من العادات الرديئة.
يتحرر من كل المشاعر
الرديئة، ويتحرر عقله من الأفكار المنحرفة ومن كل خطأ فكرى..
يتحرر أيضا من الخضوع
للشيطان وكل أعوانه.
ويتحرر من كل قيادة
تفرض سلطانها على إرادته،
لتقوده حسب هواها في
مسيرة منحرفة.
هذه هى الحرية، التي
قال عنها الكتاب:
(إن حرركم الإبن،
فبالحقيقة تكونون أحرارا) (يو 8: 36)
6- الذي يتحرَّر داخله
من الخطيئة، يمكنه أن يستخدم الحرية الخارجية بطريق سليم
فمثلا الذي يتحرر من
الكراهية والقسوة والعنف والظلم، يستطيع أن يستخدم حريته في التعامل مع الناس بطريق
سليم. أما إن كان ظالما أو قاسيا، وقال أريد أن استخدم حريتى في التعامل كما أشاء..
فإنه سوف يؤذى غيره بقسوته وبظلمه، أو بعدم تحرره من القسوة والظلم..
كذلك الذي لم تتحرر
عفته من الشهوات الجسدية، فإنه، حينما يستخدم حريته لتنفيذ شهواته، لابد سيؤذى نفسه
وغيره . وفيما يظن أنه يستخدم حريته، يكون قد أضاف قيودا جديدة على عفته ونقاوته.
وأيضا الفتاة التي تقول
ألبس كما أشاء، وأضحك وألهو كما أشاء. وبهذا الأسلوب تعثر غيرها وتسقطه، وتسقط هى
أيضا معه.. هذه الفتاة لم تتحرر بعد من الداخل. لذلك تستخدم حريتها الخارجية بطريقة
ضارة لها ولغيرها..
والطالب الذي يلعب طول
العام ويهمل دروسه، ويقول أنا حر!! إنما يضر نفسه باسم الحرية الخاطئة ويفقد
مستقبله. لأنه لم يتحرر في الداخل من سيطرة اللهو عليه..
إذن نصيحتنا لك: استخدم
حريتك لفائدتك وفائدة غيرك.
وتحرر أولا من الداخل،
قبل أن تمارس الحرية الخارجية.
7- يضغط البعض على
نفسه، ليصل إلى الحرية الحقيقية
فلا يعطى ذاته كل ما
تطلب، لئلا يصل إلى تدليل النفس، ويفقد سيطرته على نفسه، وبالتالى يفقد حريته
الحقيقية.
وهكذا يدخل هذا الإنسان
في تداريب روحية لضبط النفس، لضبط اللسان فلا يقع في أخطاء.
لضبط الأعصاب حتى لا
يثور ويفقد غضبه معارفه وأصدقاءه وأيضا تداريب لضبط الفكر، حتى لا يسرح في أمور
تضره.
بل يدخل في تداريب لضبط
الحواس، ولضبط الجسد بالصوم والسهر، وضبطه في البعد عن الشهوات حتى لا ينساب في
الملاهى والملاذ الجسدية ويفقد روحياته.
هل يجوز أن يقول أحد
أسلك حسب هواى، بحريتى، ولا بضبط نفسه ويغصبها على عمل الخير؟!
وإن سلك هكذا، أيكون
حرا أم مقيدا بشهواته؟!