صلة
الصلاة بالفضائل الأُخرى
+ بقدر ما يتصور
الإنسان فضائل القديسين، فإنَّه يسير متمثلاً بتَذكَار صبرهم، وهكذا تتنقى
الصلاة من الانحلال والملل وطياشة الأفكار.. ويتقوى العقل ويتشجع ويتطهّر ويطرد
الكسل ويتمسك بالفضائل كل أوقاته، وبسبب غيرتنا على الفضيلة يقبل الله
صلاتنا.
+ من حصل على الأُم فقد
اقتنى ذرّية (أي من حصل على الصلاة أُم الفضائل يستطيع ممارسة كافة الفضائل
الأُخرى).
السكون
+ العمل في السكون هو:
الصبر على كل ما يأتي والتواضع والصلاة.. والأثمار المتولدة عن هذه هى: الرجاء،
والتنعم، والفرح بالله.
+ إعلم يا أخي: إنَّ
أفضل صلاح يفعله
الإنسان في هذا العالم هو الصلاة الطاهرة، وإن لم يمت الراهب وينقطع من كل أحد،
وينقبض بالسكون كالميت في القبر، لا يستطيع أن يقتنى هذا في نفسه، لأنَّ الصلاة
الطاهرة تتطلب تفرّغ من جميع الأشياء، لكي يقوم العقل بلا طياشة قدام الله بعفة وقت
الصلاة، والفكر مجموع من كل طياشة، وفى الليل فقط يشخص بسكون حركاته.
+ محبة الله تنشأ من
الحديث معه، والهذيذ والتأمل في الصلاة من السكينة، والسكينة من عدم القنية، وعدم
القنية من الصبر ومقت الشهوات، ومقت الشهوات من خوف جهنم ورجاء الغبطة.
+ تكون الصلاة بالقلب
المنفرد، أي بالخلوة والانفراد، لكي ما يكون لنا بالوحدة مكان نتحدث فيه مع الله.
+ المحبة تتولّد من
الصلاة، كما تتولّد الصلاة من الانعزال، الذي هدفه الحصول على مكان نهذ فيه بالله
وحدنا.
+ يا أخي أحِب الوحدة
ولو أنَّك عاجز عن جميع واجباتها، فصلاة واحدة يُصليها الإنسان وحده أفضل من مائة
صلاة يُصليها مع آخرين.
+ بالحق إنَّ عمل 100
يوم في الصلاة والصوم بسجس وطياشة يصنعها المتوحد، لا تساوى سهر يوم وليلة واحدة في
الوحدة.
التواضع
+ أظهر ضعفك وجهلك
أثناء الصلاة، لكي لا تسقط في تجربة ردية، لأن الترفع يتبعه الفسق، والغرور يتبعه
الضلال.
+ عندما تقترب من الله،
كن بفكرك كالنحلة وزحافات الأرض والدود والصبىّ والألتغ، ولا تتكلم أمامه عن أي شيء
بمعرفة.
+ اقترب من الله بفكر
الطفل.
+ إنَّ لطمْ الرأس
والدموع والتمرغ في الصلاة، من شأنها ايقاظ الحلاوة في القلب، وجعله يتطاير نحو
الله باختطاف ممدوح، ومن يشرب من هذه الخمرة ثم يخرج منها، يستطيع أن يشعر بالتعاسة
التي خيّمت عليه أكثر بكثير من الذي لم يذقها.
+ التواضع يقود النفس
إلى المشاهدة، ويُزيّن النفس بالعفة.
القراءة:
+ الهذيذ في الكتب
الإلهية يزيد في النفس نمو النطق بالله، ويغير ويقلب إتجاه الفكر حسب نوع
القراءات
+ إنَّ النفس تستعين في
صلاتها، كما أنها تستنير بالصلاة أثناء المطالعة، وهذه المطالعة تكون مادة لحالة
الصلاة، وتنقى النفس من التشويش الخارجيّ، وتجعلها مستنيرة في الصلاة وبعيدة عن
الملل.
+ اصبر وطالع كتب
المعلمين، وارغم نفسك على الصلاة، فتأتيك المعونة دون أن تعلم.
+ إعكُف على القرأة في
الكتاب المقدس وكتب القديسين، التي تُريك الطريق إلى المشاهدة الدقيقة، فتنتقل من
علامة إلى أُخرى، وعندما تنهض للصلاة ستجد نفسك مأخوذ بتأمل الكتب المقدسة، التي
طالعتها بدلاً من التأمل في الأُمور الدنيوية، التي رأيتها وسمعتها، ثم يتنقى ذهنك
شيئاً فشيئاً كما جاء في الكتب.
+ كما أنَّ الضباب الذي
يُغطّى وجه الأرض، ينقشع ببزوغ الشمس، هكذا الأهواء المحيطة بالنفس تتبدد بالصلاة،
فيستضيء الذهن بنور التعزية والبهجة، خاصة
+ لا تقترب من أسرار
الكتاب المقدس، دون أن تصلى وتطلب المعونة من الله أولاً.
+ اقرأ في الكتب
المقدسة، فإنَّها تجمع ذهنك من الطياشة، ثم ارجع إلى الصلاة لأنَّ بها يتطهر العقل
بالأكثر، لأن لا شيء ينقى الضمير مثل المداومة على الصلاة.
+ من القراءة ينجمع
العقل، ومن الصلاة يتوشح بالحزن، ويقتني شعاعاً سماوياً.
+ إن كان الفكر ينجمع
بالقراءة، لكنَّه لا يقتنى عفة وحياء إلاّ بالصلاة.
الدموع
+ حين تُعطى لك نعمة
الدموع، لا تعتبر تنعمك بها بطالة، لأنَّ نعمة الدموع هى كمال الصلاة.
+ القلب الصالح يفيض
بدموع الفرح أثناء الصلاة.
+ الدموع التي تترقق
أثناء الصلاة، هى دليل رحمة الله، التي استحقتها النفس بتوبتها المقبولة، ودليل
دخولها روضة النقاوة.
+ الدموع تأتي من
التأمل السليم المنزه عن التشتت، ومن الأفكار الكثيرة المتواصلة الثابتة، ومن أقل
ذِِكر حاصل في الذهن يسبب الحزن للقلب.
+ الذي لا ينشق قلبه
بالتحصّر والتنهد، هو فارغ من صلاة الدموع.
الرحمة
+ كما أنَّ شعاع النار
لا يمكن إمساكه عن الصعود إلى فوق، هكذا صلاة الرحيمين لا يمكن إلاّ أن ترقى إلى
السماء.
+ من يُصلي وهو حاقد،
يُشبه الزارع في البحر على أمل الحصاد، وهكذا فإن صلاة الرؤوفين تتصاعد إلى السماء
مثل تصاعد لهيب النار الذي لا يمكن منعه.
العفة
+ اقتنِ الطهارة في
أعمالك حتى تسطع نفسك في الصلاة، ويلتهب ذهنك فرحاً عند ذِكر الموت.
+ أنا أؤمن أنَّ الضعيف
والمتواضع ومن ليس له دالة ونازع الغضب من نفسه، يرى في نفسه نور الروح القدس عندما
يقف للصلاة.
+ أحِب العفة لكي لا
تخذل أمام الله.
الصوم
+ الصلاة تقوى في النفس
عندما يضعف الجسد بالصوم.
+ الصوم يحافظ على كل
فضيلة، وهو بداية الجهاد.. وأُم الصلاة..
+ عندما يبدأ أحد
بالصوم، تتولّد في ذهنه رغبة الهذيذ بالله، لأنَّ الجسد الصائم لا يقدر أن يبقى
نائماً على الفراش طوال الليل.
+ عندما يوضع ختم
الأصوام على فم الإنسان، يبدأ ذهنه بالهذيذ بخشوع ويفيض قلبه بالصلاة.
الميطانيات
+ اغصب نفسك للصلاة،
وأنت تحصل على لذة الميطانيات، وتدوم فيها بسرور.
+ اجهد نفسك في عمل
الميطانيات دائماً لأنَّها تُحرّك روح الحزن في الصلاة.
+ المداومة على السهر
وضرب الميطانيات بين الحين والآخر، لا تتأخر عن أن تسكب على العابد المجتهد فرحة
الصلاة.
+ كلما استنار الإنسان
في الصلاة، كلما شعر بضرورة وأهمية ضرب الميطانيات، ويحلو له الثبات
فيها.
+ اغصب نفسك للسجود
أمام الله، لأنَّه محرك روح الصلاة.
+ مع كل لفظة فيها ذِكر
السجود اسجد أم احنِ رأسك بالسجود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق