أشكال الصلاة ( الصلاة الدائمه- الصلاه بالمزامير - الصلاه الارتجاليه ) ( مارى اسحق السريانى )

أشكال الصلاة

الصلاة الدائمة
+ الراهب هو الجالس خارج العالم متضرعاً على الدوام ليحظى بخيراته.
+ صلاة القديسين لا تنقطع، لأنِّ هيكل أنفسهم قد تقدّس، وانمسح الكاهن الداخليّ ووضعت مائدة روحانية، وقام الكاهن ليقرّب ذبيحة محييه لأجل شعب المسيح.
+ نحن نداوم على الصلاة ليقتني عقلنا حياءً وتعففاً، من النظر الدائم في الله والكلام الهاديء.
+ انقباض الفكر من الطياشة إنَّما يكون بالصلاة، وما سمعنا أنَّ أحداً نال هذه بدون المداومة على الصلاة.
+ عمل القديسين هو عمل ميخائيل وغبريال (صلاة دائمة)، ومن مائدة واحدة يتغذون.
+ ليس محبوب عند الله، ومكرم لدى الملائكة، ويُضعف الشياطين، ويهزم الخطية، ويفيض المعرفة، ويقتني الاتضاع، ويحكّم القلب.. كمثل أن يداوم المتوحد جاثياً على الأرض بالصلاة.
+ من داوم على الصلاة ينمو ويتوفر فيه الحياء والخشية من الله، ومن داوم الشخوص ولقاء الله في الصلاة، تخاف الآلام من الدنو منه.
+ لا تهدأ من الصلاة والطلبة حتى تحس خفياً بنوع الرجاء، أنَّ خطاياك قد غُفرت واشتعلت نار المسيح في قلبك، وأخذت قوة خفية لتكميل الوصايا، وتشجّعت ضد الآلام والأفكار، وهدأت كل حواسك في الصلاة.
+ أما تعلم يا أخي أنَّ كل حياتنا تنقرض ساعة بساعة ويوماً بيوم، فلو اجتهدنا كل أيامنا لكي نسترد يوماً واحداً من الأيام التي مضت لا نستطيع، خسارة عظيمة إذن أن نتغافل عن الصلاة ولو يوماً واحداً نجوزه بلا ثمرة، دون أن نقدم فيه الصلوات والتضرعات أمام الله.
+ ما هى غاية أعمال النسك التي إذا وصل إليها الإنسان يُدرك أنه وصل إلى قمة الطريق؟ هى إذا استحق الإنسان أن يكون في الصلاة أهلاً للصلاة بلا انقطاع، فإذا وصل الإنسان إلى هذه الدرجة، فإنَّه يكون قد بلغ إلى نهاية طريق النسك والفضائل وصار مسكناً للروح القدس.
وإذا حل الروح القدس فإنَّه في الحال لا يستطيع أن يتوقف عن الصلاة باستمرار دون انقطاع وبلا ملل، لأنَّ الروح سيُصلي فيه على الدوام سواء كان آكلاً أو شارباً أو مستريحاً أو مشتغلاً، وحتى إذا كان غارقاً في النوم فإنَّ عبيق رائحة الصلاة ينبعث من تنفّسه كل لحظة.

الصلاة بالمزامير
+ لتكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لأنَّها غذاء الروح.
+ لا تقل كلام المزامير بشفتيك فقط، بل جاهد واعتني أن تكون أنت ذاتك كلام الصلاة، لأنَّ التلاوة لا تنفع إلاّ إذا كان الكلام يتجسم بك ويصير عملاً، فتصير أنت إنساناً روحياً.
+ أتريد أن تنعم بتلاوة المزامير، وتحصل على فهم أقوال الروح التي تقرؤها؟ لا تكترث للكمية أبداً، ولا تهتم بمعرفة الأوزان والألحان، بل أُتلها كما تتلو الصلاة، واترك استظهارها الذي اعتدت عليه.
+ رتل بهدوءٍ بغرض الصلاة، ولا تعتني بكثرة المزامير، بل أن يُعطيك الله مفتاحاً ولو كان لفظاً واحداً، لكي كنز فهمه الروحانيّ بنعمة الروح ينفتح، وإذا سجدت عند بدء الصلاة، اسأل الله أن يُعطيك صبراً، ولا يكون لك قتال يُسجس قائلاً أعطني يارب خلجات نيّرة شاخصة إليك في كل لفظ يخرج من فمي في هذه الخدمة.
+ حاشا لنا نحن المتوحدين أن نخرج عن نظام الطاعة، لحدود قوانين البيعة المقدسة ورؤسائها أو سننهم، ولأجل هذا نحن نحفظ حدود أوقات الخدمة السبعة حسب ما وضعت علينا الكنيسة كبنين.
+ إذا لم تخدم مزامير كل ساعة كاملة في سبعة صلوات، تستطيع أن تخدم ولو بمزمور واحد، ولا تعبر ساعة الصلاة بإهمال.
+ إذا جلست بين صلوات الأوقات لكي تفاوض ذهنك وبالهذيذ بالله، افتكر أيضاً ما كنت عليه، ولا أي رجاء دُعيت من فيض مراحم الله، واجعل لك فترة راحة بين صلاة الليل وصلاة باكر، لمثل هذا النوع من الهذيذ النافع لترتيبك في معرفة الله كل أيام حياتك، لأنَّ هذه هى أيضاً جزء كبير من عمل السهر.
+ المزامير والصلاة وقت النوم تصلُح أكثر من كل مفاوضة، وتنفع أكثر من تذكّر الكتب.. لأنَّها تضطر الأفكار أن تشخص في الله بتواتر، وبتلاوتها تحفظ النفس الليل كله حتى لحظة الاستيقاظ.
+ إن كان أحد يسكت عن تزمبر اللسان، فما يصلي ولا يعرف أن يزمر بالعقل والروح، وهو بطّال ويمتليء من الأفكار الرديئة، لأنَّه سكت بالظاهر وبالخفاء لا يعرف أن يُزمر من الداخل.
+ يجب ألاّ نتراجع عن تلاوة المزامير حتى عندما يرافقها انتباه كبير وتخشّع مستمر، وكذلك في الصلوات والمطالعة كل ساعة، أمَّا إذا دخلت إلى حالة الاختطاف أثناء الصلاة الخالية من التشتت، وتركت المزامير، فلا تعتبر ذلك بطالة حتى وإن دام كثيراً.
+ الراهب الذي يتهاون في تكميل خدمة الأوقات، فلا ينبغي له أن يجلس في القلاية، وإن أراد أن يثبت فيها فلا يقدر، لأنَّ أصل العمل مع الله في الرهبنة هو الصلاة، فإذا أبطله الراهب فأي شيء آخر له أن يعمله.
+ لو دخل الإنسان إلى عرش اللاهوت والاستعلانات وتهاون بالمزامير فإنَّه يقع في يد الشيطان ومن هنا يبدأ فكر العظمة فيه كمثل من ارتفع عن مرتبة الذين يستعملون المزامير.
+ اجتهد أن تبتعد عن كل تصرف رديء قبل قرأة المزامير، لأنَّك إذا رتبت ذاتك بالأعمال الحسنة، وابتعد عقلك عن كل فكر عالميّ يحل على عقلك قوة الروح القدس وقت الخدمة، وخدمتك تكون رائحة ذكية أمام الله.
+ لا تحزن أيها الأخ الضعيف الجسد الساكن في الهدوء، لأجل أنَّه ليست لك أعمال جسدانية.. لأنَّ نصيبك أعظم من أولئك، الذين يعملون الفضائل الكبار وهم خارج السكون.. فإذا لم تقدر أن تسهر الليل كله وتُصلي مزامير كثيرة، وصلوات دائمة مع ضرب ميطانيات كثيرة وصوم أيام للمساء.. فيمكن لضعيف الجسد أن يخدم قليلاً من المزامير.. وإن لم يمكنه الوقوف فيستطيع ذلك وهو جالس، وأن يصوم إلى العشاء أو إلى التاسعة، أو لنصف النهار، ولا يأكل في الصباح..
+ إن كنت تتعب من الوقوف في سهرك من أجل كثرته، ويقول لك العدو كالحية: لم تعد فيك قوة للقيام نم وانشرح واستريح.. قل له: أنا أجلس وأُصلى ولا أنام.. واعبر وقتك جالساً وتالياً مزاميرك.
+ إذا لم يمكنك لسبب ضعف الجسد أن تقف في الصلاة، تستطيع أن تتممها جالساً.
الصلاة الارتجالية
+ خصص وقتك للصلاة التي ترتبها من ذاتك أكثر من المزامير، ولا تُبطل المزامير.
+ أنا أنصحك أن تجلس في هدوء وابدأ برفع قلبك في صلاة صامتة، بدون تلاوة محفوظاتك من مزامير وغيرها، وبدون سجود، فإذا استطعت اعبر ليلتك بكل وسيلة ممكنة جالساً في هذيذك الحلو.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...