رايت الله وجها لوجه ( فصة حقيقيه)

رأيت الله وجها لوجه


ترعرعت في الشرق الأوسط،  وكنت مناصر قوي للإسلام.  لقد عملت كل ما بوسعي كي أطبق كل تعاليم القرآن والشريعة الإسلامية  في حياتي. ولكن بالرغم من كل جهودي التي بذلتها في تطبيق تعاليم الإسلام إلا أنه كان هناك شعور بالذنب يلاحقني.  كنت أعتقد بأنني أسواء مسلم على وجه الأرض لأني لم أستطع أن أطبق جميع تعاليم الشريعة  الإسلامية. كنت أؤمن بأن الإسلام  و القرآن على حق، إلا أني كنت أصارع بسبب معرفتي بأني خاطيء.  وبسبب هذا، أدركت بأني سأذهب إلى نار جهنم، وبسبب هذا كنت أخاف الموت جدا و بداخلي كان يوجد فراغ كبير.
من هو يسوع المسيح؟
عندما كنت في 27 سنة  من عمري، أمسكت الإنجيل لأول مرة وبدأت أقرأه فقط  لأجل القصص التي وردت فيه لأني كنت أؤمن كمسلم  بأن الكتاب المقدّس محرف. كنت أيضا تعلمت بأن المسيح ما هو إلا نبي أدنى منزلة  و مرتبة من محمد رسول الإسلام.  كنت أيضاً أعتقد بأن المسلمين يؤمنون بالمسيح أكثر من المسيحيين أنفسهم و ذكر إسم المسيح في القرآن أكثر من ذكر محمد.  كنت أعتبر نفسي شخصاً منفتحاً ومتحضراً وذو تعليم جامعي،  لذا لا ضرر من قرأة الإنجيل. لم أعتقد ولا للحظة في حياتي بأنه سيأتي وقت وأترك فيه الإسلام وأصبح مسيحياً!
كانت لدي أفكار سلبية عن المسيحيين بل كنت أراهم على أنهم أناس بلا أخلاق، هذه النظرة إكتسبتها بسبب الأفلام التي شاهدتها من إنتاج الهوليوود، وكذلك حياة بعض المسيحيين العرب  في بلادي. خلال فترة صراع شخصية مررت بها في حياتي، كنت أقرأ القرآن وأصلي جاهداً طلباً للمساعدة؛ حيث كنت في مشكلة عويصة. أحد زملائي المسيحيين  في العمل قال لي :”إن  صلّيت باسم يسوع المسيح  فإن يسوع سيستجيب لك”.  لم أصدق هذا في البداية إلا أن الموضوع كان يستحق المحاولة.
الإنجيل
بعد أن بدأت أقرأ الإنجيل بجدية أكثر للمرة الأولى، ذهلت لأن يسوع المسيح  لم يتكلم كنبي. بل تكلم كشخص له سلطان. المسلمون يقولون بأن الإنجيل قد حرف،  لكن في كل مكان في الانجيل كان المسيح يتكلم بسلطان قوي!  وقلت في نفسي بأن المسيح إما أن يكون أكثر من نبي أو أنه كاذب و مخادع كبير.  يسوع كان أيضاً يقبل الناس بغض النظر عن طبقتهم الإجتماعية  وكان يغفر خطايا الناس أيضا. إن كان المسيح هو من يدعي بأنه هو فأنا أريد أن أومن به. لكن كنت لا زلت  متردداً؛ كنت أريد شيئاً أقوى ليقنعني.
يسوع هل هذا أنت؟
صعقت عندما ظهر لي المسيح في اليوم الثاني وجهاً لوجه! رأيته بوضوح كما أنت ترى الأن شاشة الكمبيوتر.  رأيته لعدة ثواني فقط، كان يبدو عربياً بالشكل، ذو شعر طويل وثوب أبيض.  بالنسبة لي ما رأيته كان عظيم جدا،  لقد كان كمن أختبر البرق والرعد معاً!  إمتلأت فرحاً وبمعجزة منه كل مشاكلي التي كنت أعاني منها انتهت بسرعة!  بالرغم من كل هذا لم أستطع أن أقبل أن المسيح هو ابن الله الوحيد! فمن الصعب جداً كمسلم أن يقبل هذا الفكر.  وعندما هاجرت للغرب ، كنت أيضاً مصدوماً بالطريقة التي كان يعيشها المسيحيين.  فعشت حياتي كملحد، ولم يكن للدين أي مكان في حياتي.
إحتياجي لله
مجدداً وقعت في مشاكل عديدة. و قررت أن أعود إلى دين أسرتي  الإسلام.  وقررت أن أدرس حياة  رسول الإسلام محمد، ويا للصدمة، ففي كل مرة كان محمد يخطيء  كان التبرير يأتي ويستلم كلمة من الله (الوحي) لتعطيه الضوء الأخضر كزواجه مثلا من زينب بنت جحش زوجة إبنه زيد بن حارثة.
بقدرما كان القرار صعباً إلا أني رأيت بأنه لا يمكن أن أتبع الإسلام بعد الآن.  كنت لازلت بحاجة لله، فتذكرت الرؤيا التي رأيتها منذ عدة سنوات.  بدأت بالبحث في المسيحية بنفس الطريقة التي بحثت بها في الإسلام.  خلال بحثي إقتنعت بأن يسوع  المسيح مات على الصليب ككفارة عن خطاياي وأنه قام من الأموات.
أخذت قراري النهائي في أحد الأيام بينما كنت أشاهد قناة مسيحية. كلام المتكلم بدأ وكأنه موجه  لي شخصياً. في ذلك الوقت قررت أن أقبل الرب يسوع المسيح مخلصا لحياتي. كان لايزال هناك بعض الأمور التي لم أستطيع فهمها تماماً في الايمان المسيحي، إلا أني أدركت إن حاولت  فهم الله الغير محدود لن ينتهي بالنجاح كلياً. بعد أن أخذت هذا القرار أصبحت زوجا وأباً رائعا، وأصبحت أصلي للناس وأحبهم بطريقة لم أكن أفعلها من قبل. لم أعد أهاب الموت كما كنت سابقاً ولم يعد ذلك الفراغ الذي كان في داخلي موجوداً. الآن أنا أسبح الرب بكل فرح، وليس عن دافع الإجبار أو الفرض. لقد تغيرت حياتي تماما إلى الأفضل.
خذ نظرة على حياتك. كيف يمكنك أن تصفها؟ دائما على عجلة من أمرك؟ مكتفي بما عندك أو لديك؟ مليئة بالإثارة؟ مليئة بالضغط؟ تسير إلى الأمام؟ أم أنك لازلت في الخلف دون إحراز أي  تقدم؟ بالنسبة للعديد منا هي كل ما ذكر سابقاً.
هناك أموراً نحلم أن ننجزها يوماً ما. وهناك أشياء نود لو كان بمقدورنا أن ننساها. أنت الآن على عتبة حياة جديدة، فهل تريد أن تدعو الله لأن يكون جزءا  من حياتك.  يقول الكتاب المقدّس أن المسيح أتى ليصنع كل الأشياء جديدة. ترى كيف ستصبح حياتك لو كان بمقدورك أن تبدأ صفحة نظيفة جديدة؟
إذا كنت تبحث عن السلام، هناك طريقة لتعيد التوازن إلى حياتك. لا يمكن لأي شخص أن يكون كاملاً، أو حتى أن يكون لديه الحياة الكاملة.  لكن كل شخص منا لديه الفرصة أن يختبر النعمة من خلال علاقة شخصية مع الله من خلال يسوع المسيح وحده.
بإمكانك أن تقبل المسيح الآن من خلال الصلاة. الصلاة ببساطة هي التحدث الى الله.  الله يعرف قلبك ولا يهمه الكلام المنمق كما يهمه شوق قلبك.  إليك هذ الصلاة التي نقترحها عليك:
أيّها الربّ يسوع المسيح
أنا أعلن إحتياجي إليك
أعترف أمامك أني إنسان خاطئ
سامحني يارب
تعال الآن يارب
أدخل  قلبي بروحك القدوس
طهرني من كل خطية
حررني من قيودي
غير حياتي و خليني أعيش معك
أشكرك يارب يسوع
لأنك سمعت صلاتي
آمين
هل تعبِّر هذه الصلاة عن رغبة قلبك؟
إن  كانت الإجابة نعم… ندعوك أن تصلي هذه الصلاة الآن، وتأكد ان المسيح سيدخل قلبك وحياتك كما وعد.
هل صلَّيتَ هذه الصَّلاة؟

ماذا تفعل ان طردت من عملك ؟ ( قصة نجاح )

 ماذا تفعل اذا طردت من عملك

(قصه نجاح)
التحق شاب امريكي بالعمل في ورشة كبيرة لنشر الاخشاب في مدينته، قضي الشاب في هذه الورشة أجمل سنوات حياته وشبابه، عندما كان شاباً قوياً قادراً علي الاعمال الشاقة والصعبة، وعندما بلغ هذا الشاب سن الاربعين من عمره، كان لا يزال يعمل بكامل قوته ولياقته ولكن أصبح ذو شأن وخبرة ومكانة عالية في الورشة، وذات يوم فوجئ برئيسه في العمل يخبره أنه مطرود من الورشة وعليه أن يغادرها علي الفور دون نقاش وبلا عودة .\
اصاب هذا الرجل مزيجاً من مشاعر الدهشة والصدمة والغضب والحزن، خرج إلي الشارع وهو يتذكر سنوات تعبه ومجهودة الذي بذله في هذه الورشة، فأحس بالأسف الشديد والاحباط واليأس، وقد اغلق في وجهه باب رزقه الوحيد، ذهب الرجل المسكين إلي منزله وأبلغ زوجته بما حدث وأخبرها أنه سوف يرهن منزلهما الصغير الذي يعيشان به حتي يحصل علي بعض المال حتي يجد عمل آخر له في مهنة البناء .
وبالفعل بدأ هذا الرجل في العمل وكان أول مشروع له هو بناء منزلين صغيرين بذل فيهما مجهود كبير ثم توالت مشروعات الصغيرة وأصبح متخصصاً في بناء وتنفيذ المنازل الصغيرة، وقضي خمسة اعوام من الجد والاجتهاد المتواصل حتي اصبح مليونيراً مشهوراً .. انه والاس جونسون الرجل الذي بني سلسلة فنادق هوليدي إن ، بالاضافة إلي العديد من الفنادق المشهورة حول العالم .
كتب والاس جونسون في مذكراته الشخصية : لو علمت الآن اين يقيم رئيس العمل الذي طردني لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي، فقد تألمت كثيراً وقتها ولكنني الآن فهمت ان الله شاء ان يغلق في وجهي باباً ليفتح امامي طريقاً أفضل لي ولأسرتي وللمجتمع وللعالم أجمع 

قصة شجرة التفاح

قصه شجرة التفاح

في زمن بعيد كان هناك شجرة تفاح ضخمة، وكان هناك طفل صغير يحب أن يلعب حول هذه الشجرة يومياً، كان هذا الطفل معتاد علي تسلق أغصانها والأكل من ثمارها اللذيذة كل يوم، وبعد ذلك يغفو قليلاً في ظلها، كانت شجرة التفاح ايضاً تحب هذا الطفل الصغير .. مر الزمن وكبر الطفل وأصبح لا يلعب حول هذه الشجرة ابداً، وذات يوم عاد الصبي حزيناً، فقالت له الشجرة : تعال والعب معي، فقال لها الولد : ولكنني لم اعد طفلاً صغيراً حتي العب حولك، أنا اريد بعض اللعب واحتاج بعض النقود لشرائها، فقالت له الشجرة : ولكنني لا املك اي نقود، ولكن يمكنك أن تأخذ بعض من ثماري وتبيعها وتحصل علي النقود بهذه الطريقة .
فرح الولد كثيراً بفكر الشجرة، وبالفعل تسلقها وأخذ يجمع ثمارها ثم نزل من عليها سعيداً ولم يعد اليها بعد ذلك، كانت الشجرة حزينة جداً تنتظره كل يوم، وذات يوم عاد الولد الي الشجرة ولكنه لم يعد ولداً، لقد اصبح رجلاً، كانت الشجرة سعيدة جداً لعودته وقالت له مرة اخري : تعال العب معي، فأجابها : أنا لم اعد طفلاً لألعب حولك، لقد اصبحت رجلاً مسئولاً عن عائلة، واحتاج الي منزل حتي يكون لهم مأوى، فقالت الشجرة : أسفة فأنا ليس لدي منزل، ولكن يمكنك أن تأخذ جميع افرعي وتبني منها بيتاً لك، فأخذ الرجل يقطع من افرع الشجرة ثم تركها وغادر وهو سعيداً، كانت الشجرة سعيدة لرؤيته سعيداً ولكنه لم يعد اليها من جديد .
وهكذا اصبحت الشجرة حزينة جداً، وفي يوم حار، عاد الرجل من جديد وكانت الشجرة في منتهي السعادة لعودته، وقالت له تعال والعب معي، فقال لها الرجل : أنا في غاية التعب، وقد بدأت اكبر في السن، وأريد أن ابحر لأي مكان حتي ارتاح قليلاً من عناء الحياة، وطلب منها أن تعطيه مركباً، فأجابته: يمكنك أخذ جزعي لبناء مركبك…وبعدها يمكنك أن تبحر به أينما تشاء…وتكون سعيدا وبالفعل قطع الرجل جذع الشجرة وبني لنفسه مركباً، وسافر به ولم يعد لفترة طويلة جداً، وبعد غياب طويلاً اخيراً عاد الرجل، ولكن الشجرة أجابت وقالت له : آسفة يا بني الحبيب ولكن لم يعد عندي أي شئ لأعطيه لك، حتي لم يعد لدي تفاج، فقال لها : لا عليك فأنا لم يعد لدي أسنان لأقصمه من الاساس، قالت الشجرة : لم يعد عندي جذع لتتسلقه ولم يعد عندي فروع لتجلس عليها فأجابها الرجل : لقد أصبحت عجوزا اليوم ولا أستطيع عمل أي شئ، فأخبرته : انا فعلاً لا يوجد لدي ما اعطيه لك، كل ما لدي هو مجرد جذور ميته، وأخذت تبكي، فقال لها الرجل : كل ما أحتاجه الآن هو مكان استريح فيه ، فأنا متعب بعد كل هذه السنون، فقالت له الشجرة : جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة تعال …تعال واجلس معي هنا تحت واسترح معي، فنزل الرجل إليها وكانت الشجرة سعيدة به والدموع تملأ ابتسامتها .. هل تعرف من هي هذه الشجرة ؟ هي والديك .

Apple Tree (قصه انجليزى ومترجمه عربى )

Apple Tree


A long time ago, there was a huge apple tree .
A little boy loved to come and play around it everyday.
He climbed to the treetop, ate the apples, took a nap under the shadow…
He loved the tree and the tree loved to play with him.
Time went by…the little boy had grown up,
And he no longer played around the tree every day.
One day, the boy came back to the tree and he looked sad.
“Come and play with me,” the tree asked the boy.
“I am no longer a kid, I do not play around trees any more”
The boy replied.
“I want toys. I need money to buy them.”
“Sorry, but I do not have money…
But you can pick all my apples and sell them.
So, you will have money.
” The boy was so excited.
He grabbed all the apples on the tree and left happily.
The boy never came back after he picked the apples.
The tree was sad.
One day, the boy who now turned into a man returned
And the tree was excited “Come and play with me” the tree said.
“I do not have time to play. I have to work for my family.
We need a house for my family.
Can you help me?
” Sorry”,
But I do not have any house. But you can chop off my branches
To build your house.
” So the man cut all the branches of the tree and left happily.
The tree was glad to see him happy but the man never came back since then.
The tree was again lonely and sad.
One hot summer day,
The man returned and the tree was delighted.
“Come and play with me!” the tree said.
“I am getting old. I want to go sailing to relax myself.
“Can you give me a boat?”
“Said the man”.
“Use my trunk to build your boat.
You can sail far away and be happy.
” So the man cut the tree trunk to make a boat.
He went sailing and never showed up for a long time.
Finally, the man returned after many years.
“Sorry, my boy. But I do not have anything for you anymore.
No more apples for you…
” The tree said”.
“No problem, I do not have any teeth to bite
” The man replied.
“No more trunk for you to climb on”
“I am too old for that now” the man said.
“I really cannot give you anything…
The only thing left is my dying root,”
The tree said with tears.
“I do not need much now, just a place to rest.
I am tired after all these years” the man replied.
“Good! Old tree roots are the best place to lean on and rest,
Come, come sit down with me and rest.
” The man sat down and the tree was glad and smiled with tears… This is you and the tree is your parent.

من يشترى أمى ؟ (أم للبيع ) ( قصص مؤثرة) .مسيحيه


من يشترى أمى؟

تقدم رجل لخطبة فتاة معجب بها كثيراً، ومع مرور الوقت شعر بحب كبير بداخله نحوها ولكن كانت هناك عقبة وحيدة في طريق سعادتهما، وهي امه العجوز حيث كانت خطيبته تكره أمه كثيراً وتعاملها معاملة سيئة للغاية، حاول الرجل كثيراً الإصلاح بينهما ولكنه فشل تماماً، ومنعه قلبه وحبه لخطيبته أن ينفصل عنها، هددها بضعة مرات بالانفصال فحاولت الفتاة أن تتمسك به ووعدته أن تحسن معاملة والدته بعد ذلك وأن لا تسئ إليها مرة أخري أبداً، فوافق الراجل علي هذا الشرط للإستمرار مع خطيبته التي يحبها .. مرت الأيام وجاء يوم العرس، وبينما كان الرجل يجلس جوار عروسته همست العروس في أذنه أن ينزل والدته من المنصة لأنها لا تعجبها ولا تحبها، وأنها تقصد إغضابها وإحزانها في ليلة عرسها، وافق الرجل علي كلام عروسته وقام متوجهاً إلي امه علي المنصه وأمسك بالميكرفون قائلاً : 
أنا أعرض أمي للبيع، من يشتري أمي ؟

ذهل جميع الحاضرون من كلامه وتصرفة، فكرر الرجل ثلاث مرات : من يشتري أمي ؟ من يشتري أمي ؟ من يشتري أمي ؟ ولا أحد يجيب، خيم الصمت والدهشة علي وجوه الجميع، وبكت الأم حزناً وخجلاً من تصرف أبنها، وفجأة أخرج الرجل خاتم زفافه ورماه في وجه عروسته وقال : ” أنا أشتري أمي “، وإلتفت إلي عروسه معلناً عن طلاقه لها مضيفاً : ” أمي غاليه، لا أحد يستطيع شراءها أو دفع ثمنها، ولكن أنا أشتري أمي وأبيعك “، وأخذ أمه وغادر القاعه .
وبعد انتشار هذة القصة في منطقة الرجل بالكامل، جاءه رجل صالح وقال له : لن أجد أفضل منك أبداً لابنتي، وأريدك أن تتزوجها، ذهب الشاب ليقابل ابنة الرجل فوجدها جميلة جداً ، فتزوجها دون أى تكاليف مالية، وكانت دائماً تحسن لأمه وتحبها وتعاملها كأمها تماماً، عوضه الله جزاء إحسانه إلي أمه خيراً وأفضل مما يتمني وعاش معها في سعادة وهناء 
(حقا اكرم اباك وامك لكى يكون لك خير ).

sسياسة الخصوصية Privacy Policy

Privacy Policy

سياسة الخصوصية




موقع ( fatanesto.tk ) يستعين بشركات إعلان كطرف ثالث لعرض الإعلانات , وعندما تزور موقعنا على الويب فإنه يحق لهذه الشركات أن تستخدم معلومات حول زياراتك لها ( باستثناء الاسم أو العنوان أو عنوان البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف )  ؛ وذلك من أجل تقديم إعلانات حول البضائع والخدمات التي تهمك عن طريق ملف تعريف الارتباط DART
لاحظ أنه يمكن منع استخدام ملف تعريف الارتباط DART - إن أردت - بالضغط هنا
إذا كنت تريد معرفة الإختيارات المتاحة لك لمنع استخدام هذه المعلومات من قِبل هذه الشركات والمزيد من المعلومات حول سياسة الخصوصية لموقعنا ، الرجاء قراءة الأسطر التالية بعناية :

خصوصية زوارنا لها أهمية بالغة بالنسبة لنا، سياسة الخصوصية الموجودة في هذه الوثيقة تمثل الخطوط العريضة لأنواع المعلومات الشخصية التي نجمعها وكيفية استخدامها من قبلنا ومن قبل معلنينا .

•نحن نستخدم إعلانات Google، بصفتها مورِّدًا مالياً خارجيًا، ولذلك تستخدم شركة جوجل ملفات تعريف الارتباطات لعرض الإعلانات على موقعنا، وبذلك ستتمكّن Google، باستخدام ملف تعريف الارتباط DART، من عرض الإعلانات “حسب الاهتمامات” للمستخدمين استنادًا إلى زياراتهم لمواقعنا.
 وطبعاً يمكن لزوارنا الكرام تعطيل استخدام ملف تعريف الارتباط DART بزيارة سياسة الخصوصية الخاصة بإعلانات Google وشبكة المحتوى.

نستخدم أيضاً إعلانات Hsoub (إعلانات شبكة الظهور و إعلانات المتجر).

ملفات الدخول:


موقع ( fatanesto.tkز ) يستخدم نظام ملفات الدخول. وهذا يشمل بروتوكول الانترنت (عناوين، نوع المتصفح، مزود خدمة الانترنت (مقدمي خدمات الانترنت) ، التاريخ / الوقت ، وعدد النقرات لتحليل الاتجاهات) شأنها في ذلك شأن معظم خوادم المواقع الأخرى. ومن هنا فإنه لا يقصد بذلك جمع كل هذه المعلومات في سبيل التلصص على أمور الزوار الشخصية، وإنما هي أمور تحليلية لأغراض تحسين جودة الإعلانات من قبل Google و Hsoub، ويضاف إلى ذلك أن جميع هذه المعلومات المحفوظة من قبلنا سرية تماما، وتبقى ضمن نطاق التطوير والتحسين الخاص بموقعنا فقط .موقع ( fatanesto.tk ) لا يستطيع الوصول أو السيطرة على هذه الملفات، وحتى بعد سماحك وتفعيلك لأخذها من جهازك (الكوكيز) ، كما ونعتبر أنفسنا غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن الاستخدام غير الشرعي لها إن حصل لاقدر الله.

الكوكيز وإعدادات الشبكة:

 
إن شركة Google و Hsoub تستخدمان تقنية الكوكيز لتخزين المعلومات عن إهتمامات الزوار، إلى جانب سجل خاص للمستخدم تسجل فيه معلومات محددة عن الصفحات التي تم الوصول إليها أو زيارتها، وبهذه الخطوة فإننا نعرف مدى اهتمامات الزوار وأي المواضيع الأكثر تفضيلا من قبلهم حتى نستطيع بدورنا تطوير محتوانا الخدماتي والمعرفي المناسب لهم.


نضيف إلى ذلك أن بعض الشركات التي تعلن في موقعنا قد تتطلع على الكوكيز وإعدادات الشبكة الخاصة بموقعنا وبكم، ومن هذه الشركات مثلا شركة Google وبرنامجها الإعلاني Google AdSense، وشركة Hsoub وبرنامجها الإعلاني (إعلانات حسوب).

وبالطبع فمثل هذه الشركات المعلنة والتي تعتبر الطرف الثالث في سياسة الخصوصية فهي تتابع مثل هذه البيانات والإحصائيات عبر بروتوكولات الانترنت لأغراض تحسين جودة إعلاناتها وقياس مدى فعاليتها. كما وان هذه الشركات وبموجب الاتفاقيات المبرمة معنا يحق لها استخدام وسائل تقنية مثل ( الكوكيز، إعدادات الشبكة، وأكواد برمجية خاصة “جافا سكربت” ) لنفس الأغراض المذكورة أعلاه والتي تتلخص في تطوير المحتوى الإعلاني لهذه الشركات وقياس مدى فاعلية هذه الإعلانات ، من دون أي أهداف أخرى قد تضر بشكل أو بآخر على زوار موقعنا.
 

وبالطبع فإن عليك مراجعة سياسة الخصوصية الخاصة بالطرف الثالث في هذه الوثيقة (إعلانات أدسنس - إعلانات حسوب) أو خوادم الشبكات الإعلانية لمزيد من المعلومات عن ممارساتها وأنشطتها المختلفة.

نحن ملزمون ضمن بنود هذه الاتفاقية بان نبين لك كيفية تعطيل خاصية الكوكيز، حيث يمكنك فعل ذلك من خلال خيارات المتصفح الخاص بك، أو من خلال متابعة سياسة الخصوصية الخاصة بإعلانات Google و Hsoub.


لمزيد من المعلومات اتصل بنا عن طريق الرابط التالي
www.fatanesto.tk

foxyform

الفرق بين النمو الروحى والنضج الروحى ؟

   الفرق  بين النمو الروحى والنضج الروحى ؟
Image result for ‫ثمره ناضجه‬‎


                           
كثيرين لا يستطيعوا التميز هل  انا نضجت روحيا , مع ان عمليه النمو عمليه مستمره طوال سنى حياتنا على الارض ولكن فى وقت ننضج ونتحمل مسئوليه انفسنا ونتحمل مسئوليه الاخرين ونتحمل مسئوليه عمل الرب 
قال الرب لارميا ( لا تقل انى ولد ) كفانا طفوليه وكن رجل مع الله ناضج  

ساعرض الفرق بين النمو والنضج  الروحى ثم المعايير والمقاييس التى اقيس بها نضجى   فى مقال اخر 
     وللوضوح سوف اشبه الامر بثمره فاكهه وتطور نموها ونضوجها
  
 النمو الروحى 
 النضج الروحى
 1- كلمات الشخص لاذعه وحاده 
مثل الثمره فى بدايه نموها لاذعه المذاق وليست حلوه 
1- كلمات الشخص حلوه ومليانه نعمه ومشجعه 
مثل الثمرة  الحلوة المذاق  
 2-  يكون الشخص جاف فى تعاملاته وغير مرن 
مثل الثمرة تكون  صلبه وجافه 
2- يكون الشخص مرن فى تعلملاته وسلس فى تعاملاته مثل الثمر الناضجه تكون طريه  
3- حجم ادراكه يكون صغير للامور الروحيه ومعاملات الله فالثمره الناميه  يكون حجمها صغير  
 3- حجم ادراكه كبير لمعاملات الله وافكاره ومشاعره ناضجه وله ابعاد سليمه مثل الثمره الناضجه كبيره الحجم
4- الشخص النامى متقلب اثناء تعاملاته مع الاخرين ويتشكل حسب الاوضاع حتى يتأقلم مع كل الظروف
كل مكان ممكن ان يكون له شكل 
فالثمره الناميه تتغير لونها فبعض الثمار تتغير من الاخضر الى الاحمر ثم الاسود وهكذا
 4- ويكون ذلك الشخص ثابت فى تعاملاته وروحانياته
    فلا تتغير مبادئه تحت اى ظروف له لون واحد حافظ الوصايا مثل التمره الناضجه لها لون واحد يميز نضجها 
عن الثمره الناميه الغير ناضجه.
5- يكون مرتفع دائما ومتكبر ويثق فى نفسه اكثر من الرب مثل الثمره التى تتمسك بالغصن دائما فوق الشجره عاليه ولا تسقط على الارض فلا يستطيع الاخرين ان يطاولنها فليست فى متناول ايديهم فالغصن مرتفع وعالى عنهم . 
5- الشخص الناضج متضع دائما ومتواضع القلب يقبل ان يخدم ارجل اخوته ويساعد الاخرين ويقبل ان يكون على الارض مثل الثمره الناضجه مكانها ليس على الشجره فلاتتمسك بالغصن بل تسقط على الارض فى الطين او تحنى الغصن ليقترب من الاخرين     
 6- الشخص النامى يكون غير مؤثر فى الاخرين وصفاته الحسنه غير ظاهرة للاخرين 
مثل الثمرة الناميه التى رائحتها مختفيه وليس لها رائحه ظاهرة فلا تظهر فية رائحه المسيح الذكيه
 6- الشخص الناضج صفاته رائعه تظهر فيه رائحه المسيح الذكيه الفواحه وظاهرة للاخرين فللا يحتارون فى تغيره وايمانه مثل الثمرة الناضجه التى لها رائحه ذكية 
وتجذب الاخرين اليها.
 7- الشخص النامى ممكن ان يعطى ولكن بتغصب وبصعوبه وليس بسلاسه مثل الثمرة الناضجه التى متمسكه بالغصن جيدا  ولاترضى ان تقع على الارض وتكون للاخرين .
 7- الشخص الناضج يعطى نفسه للاخرين مثل الثمره الناضجه عندما تعطى تعطى نفسها بالكامل وترضى ان تقطع من الاغصان بسهوله وتمتع الاخرين بمذاقها ورائحتها وشكلها.
 8- الوضع الطبيعى ان تكون الثمره على الاغصان لكى تنمو فيجب ان ندرك هذا ونلتمس الاعذار لصفاتهم فلالا نطلب منهم اكثر من امكانياتهم .
8- الوضع الطبيعى ان تنزل الثمرة من على الغصن للاخرين حتى تموت لو بقيت على الشجر ة بعد النضج تعطب وتعفن فهو يعطى مواهبه وامكانياته لخير الاخرين. 
 9- المؤمن النامى تسير منه العصارة للمسيح لكى ينمو وتستملر عمليه النمو . لا يدرك ان سبب نموه وحلاوته وطعمه ورائحته من ثباته فى المسيح .
 9- المؤمن الناضج ياخذ جماله وحلاوته ورائحته وطعمه من جذع الشجره اى من المسيح نفسه فلا ينسب لنفسه حلاوه بل لسيده.
10- الشخص النامى يعتمد على الرب احيانا واحيانا على امكانياته وتخطيطه وعلى نفسه ويستحسن طرقه اكثر من طرق الرب.
 يعرف  الرب من افعاله
 10- المؤمن الناضج يعتمد اعتماد كلى على الرب فى تسديد احتياجاته الروحيه والنفسيه حتى الماديه
ويعتمد عليه فى تخطيط مستقبله وتحقيق طموحاته 
يعرف طرق الرب .

مستويات النمو الروحى

    
                          مستويات النمو الروحى                 


سأل الله  ادم  قديما  سؤال ماذا يدوى صداه اين انت ؟ اين انت فى حياتك الروحيه ؟  هل تتقدم ام تتقهقر ؟

مستويات النمو الروحى :_  ( 1يو 2 : 11-23 )

1- مستوى الاطفال      ( الاولاد )

ما يمتازوا به حسب رساله معلمنا يوحنا الحبيب  انهم
1- معرفه الاب   2- يقين غفران الخطايا     3- لهم مسحه الروح الفدس   4- يعرفون الحق   ( وهذا ما يجب ان يستمتع به كل طفل )
ملحوظه هامه لا يعيب الاطفال انهم اطفال بينما يعيب الكبار ان يكونوا اطفال دون نمو

  وصفاتهم عامه
 1- لا يعتمدون على انفسهم  ( فى الاكل وفى النظافه وفى اتمام واجباتهم وفى الحفاظ عل حياتهم )
             لذلك يجب المؤمنين الكباران يقدموا لهم الطعام اللبن العقلى العديم الغش ومساعدتهم على النظافه من اوساخ خطاياهم ومساعدتهم على السير فى طريق  الرب وحمايتهم بالصلاه لاجلهم من هجمات الشيطان وحمايتهم من انفسهم ومن التعاليم المضلة
    2- يحب لفت الانظار ويهتم براى الناس ومدحهم ويحب التشجيع (لذا وصى الكتاب ان نشجع صغار النفوس )
              فيجب ان نشجعهم ولكن بحذر لئلا يصابوا بالغرور والتصلف
   3-  ممكن ان يحدث انقسامات فاعجابهم بشخص دون الاخر ( كمن ادعى اهل كورنثيوس انه بعضهم اتبع صفا والبعض اتباع بولس والاخر اتباع المسيح )
         
2- مستوى الاحداث 
          1- يعتمد على نفسه ولكن ليس اعتماد كامل
           2- قابل للتعليم
           3- يحب اللعب
            4- متعلق بالابطال
             5- الحماسه الشديده
  ويوحنا وصفهم انهم
          1- غلبوا الشرير    2- اقوياء    3- كلمه الله ثابته فيهم   ( وهذا ما يجب ان يستمتع به كل حدث )
دورنا تشجيعهم على ما صنعوه وفعلوه فى الاعتماد على انفسهم ونعلمهم
 وان نمكون قدوه لهم وان نوجه حماسهم وان نعلمهم ان لا يقتادوا بحماسهم وان يحكموا لعقلهم ولا نطفى نيران حماسهم بل نزكيها مع ترويضها بحسب امكانياتهم فلا يحبطوا .
3- مستوى المرا هقة
     1- المشاعر والطموح فوق الامكانيات ويزداد الحماس
     2- عدم الثبات والاتزان
     3- التعلق العاطفى
      4- الاندفاع  دون احكام العقل
       5- عدم التوازن بين الاهتمامات المختلفه

4- مرحله البلوغ  والنضج 
     1- الثبات الروحى والنفسى
     2- القدرة على الاعتماد على النفس
     3- القدرة على العطاء
     4- عرف امكانياته ووظف نفسه وفقا لامكانياته ( معرفه المواهب والوزنات )
     5- خدمة الاخرين  ومساعدتهم


5- مرحلة الاباء
   1- الرعايه والاهتمام بالاخرين
  2- تحمل المسئوليه كامله
  3- انكار مطلبات النفس وايثار الاخرين ومتطلباتهم
 4- مساعدة المحتاجين
5- معرفه الرب معرفه قوية
6- القدره على التوبيخ والتوجيه والتدريب
7- لديه القدره على تحمل المشقات وتحمل الاخرين
 
فاين انت يا صديقى ؟ فى اى مرحله انت ؟

ثمر الروح القدس ( الثمرة التاسعة التعفف )

الثمرة التاسعة
التعفُّف



التعفف هو ضبط النفس، ووضع العواطف تحت سلطان العقل الذي يحكمه الروح القدس. قال الفيلسوف أفلاطون: "العفيف هو صاحب النفس التي انتصرت على رغباتها وغلبت حبها للملذّات". ولكن أفلاطون لم يقُل لنا كيف نكون أعفّاء. وكان الفلاسفة الرواقيون (أتباع زينون) في أيام الرسول بولس يحاولون أن يضبطوا نفوسهم ليُظهروا قوة إرادتهم، لكنهم كانوا يقولون: "عندما نعجز عن فعل ما نريد، نريد فعل ما نقدر عليه". لقد بذل الرواقيون جهودهم الشخصية وقوة إرادتهم ليكونوا أعفّاء، ولكن لما كانت إرادتهم تعجز عن التحكم في شهواتهم، كانوا يتصالحون مع أنفسهم، ليتقبَّلوا ما يعجزون عن تحقيقه.
أما الإنجيل المقدس فيخبرنا أن الطبيعة الإنسانية فاسدة، وأن الإنسان ميت بالذنوب والخطايا، ولا يقدر أن يثمر ثمراً صالحاً إلا إذا خلَّصه المسيح، وقدَّسه الروح القدس وامتلكه، فيجعل منه إنساناً مثمراً، كما قال المسيح: "ليس أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتأتوا بثمر ويدوم ثمركم" (يوحنا 16:15). فنحن نأتي بالثمر المبارك نتيجة اختيار المسيح لنا، وإقامته إيانا من موت خطايانا. ويستطيع كل مؤمن أن يكون عفيفاً بفضل استجابته لفعّالية عمل الروح القدس فيه، فيسيطر على نفسه بقوة الروح القدس الذي يحكمه.
وقد جاءت كلمة "تعفف" في الإنجيل عن الرياضي الذي يضبط نفسه في كل شيء لينال الجائزة، فقيل: "من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء" (1كورنثوس 25:9).
وتوضح لنا كلمة الله أن كل مؤمن يشبه عدّاءً يجري في سباق، عليه أن يحذر من أشياء كثيرة لا ينتبه لها الشخص العادي، فيتحذَّر من نوع الطعام الذي يتناوله ومن كميته حتى لا يزيد وزنه، ويعتني بأوقات راحته ليكون في كامل قوته، ويواظب على التدريب المتواصل الشاق ليكون في كامل لياقته. وباختصارٍ، إنه يضبط نفسه في كل شيء.
وكل مسيحي يجري في سباق روحي دائم، يسعى نحو الهدف، منتظراً نوال الجائزة السماوية. فيجب أن يضبط نفسه، وأن يحمل ثمر الروح: تعفف (1كورنثوس 24:9-27). وقال الرسول بطرس للمؤمنين: "وأنتم باذلون كل اجتهادٍ، قدّموا في إيمانكم فضيلةً، وفي الفضيلة معرفةً، وفي المعرفة تعففاً، وفي التعفف صبراً، وفي الصبر تقوى، وفي التقوى مودَّةً أخوية، وفي المودّة الأخوية محبة، لأن هذه إذا كانت فيكم وكثُرت تصيِّركم لا متكاسلين، ولا غير مثمرين، لمعرفة ربنا يسوع المسيح" (2بطرس 5:1-8).
وأمر الرسول بولس بضرورة انتصار المؤمن على شهوته، وهذا هو العفاف (1كورنثوس 9:7). وتحدث عن أنه يريد أن يخطب للمسيح عذراء عفيفة، هي جماعة المؤمنين، التي لم تتلوَّث إلى أن يأتي يوم اتحادها بالمسيح عريسها ومخلّصها (2كورنثوس 2:11).
هناك بعض التصرفات التي يجب أن نضبط نفوسنا فيها:

أولاً: التعفف في الكلام
نحتاج جميعاً إلى التعفف في كلامنا، بأن نضبط ألسنتنا. والإنسان العفيف في الكلام هو الذي لا ينطق إلا بما هو للبنيان، حسب الحاجة، كي يعطي نعمةً للسامعين (أفسس 29:4).
ويقول الرسول يعقوب في الأصحاح الثالث من رسالته إن الإنسان سيطر على الكثير من المخلوقات والوحوش واستأنسها واستخدمها، ولكنه عجز عن السيطرة على لسانه. ولا زال اللسان يدنّس الجسم كله، ويُضرِم دائرة الكون، ويُضرَم من جهنم. وواضحٌ أننا لا يمكن أن نسيطر على اللسان إلا إذا سيطر الروح القدس علينا، وعلى اللسان فينا!
وقال الرسول يعقوب إن اللسان صغير الحجم ولكنه كبير التأثير، وشبَّهه بثلاثة أشياء: باللجام الصغير الذي نضعه في فم حصانٍ كبير فيسهل علينا توجيهه إلى حيث نريد، وبالدفَّة الصغيرة التي تعدِّل اتجاه سفينة كبيرة، وبالنار القليلة التي تحرق وقوداً كثيراً. فاللسان عضوٌ صغير ولكنه عظيم التأثير: يقول كلمةً فيسبِّب كارثة، ويقول كلمة أخرى فيسبِّب بركة. "الموت والحياة في يد اللسان" (أمثال 21:18). باللسان الواحد نبارك الله الآب ونلعن الناس الذين خلقهم الله على صورته! فكيف يصدر العذب والمرّ عن اللسان الواحد؟ وكيف تصدر منه البركة واللعنة معاً؟ هذا شيء غريب لا نجده في عالم الطبيعة، فشجرة الفاكهة تثمر ذات الثمر دائماً، ولا يمكن أن نجتني منها يوماً فاكهة، ويوماً آخر شوكاً. ولا يمكن أن نستقي من ينبوعٍ واحد ماءً عذبا، ثم ماءً مُرّاً! ومع ذلك فإن الشخص الواحد ينطق مرة كلاماً عذباً وبعد دقائق يتكلم كلاماً مراً!
يناقش الرسول بطرس المسئوليات العائلية، فيحدّث الزوجات، ثم يحدث الأزواج، فيقول للرجال إن الخصام في البيت يعطل استجابة الصلاة، ثم يقول: "كونوا جميعاً متَّحدي الرأي بحسٍّ واحد، ذوي محبة أخوية، مشفقين لطفاء، غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمة بشتيمة، بل بالعكس مباركين، عالمين أنكم لهذا دُعيتم لكي ترثوا بركة، لأن من أراد أن يحب الحياة ويرى أياماً صالحة فليكفُف لسانه عن الشر وشفتيه أن تتكلما بالمكر. ليُعرِض عن الشر ويصنع الخير. ليطلب السلام ويجدّ في أثره. لأن عيني الرب على الأبرار، وأذنيه إلى طلبتهم، ولكن وجه الرب ضد فاعلي الشر" (1بطرس 7:3-12).
يريد الله أن يباركنا بنعمة اللسان العفيف، فنردّ على الشتيمة ببركة، فيحوِّل الله اللعنة إلى بركةٍ لنا. قال سليمان الحكيم: "من يحفظ فمه يحفظ نفسه. من يشحر (يفغر- يفتح واسعاً) شفتيه فله هلاك" (أمثال 13:3). وقال أيضاً: "من يحفظ فمه ولسانه يحفظ من الضيقات نفسه" (أمثال 23:21).
ما أعظم خسارة أصحاب الألسنة المنفلتة! وما أكبر الثمن الذي يدفعه الإنسان مقابل غلطة لسان! فلنسمع الوصية الرسولية: "ليكن كل إنسانٍ مسرعاً في الاستماع، مبطئاً في التكلُّم، مبطئاً في الغضب" (يعقوب 19:1). وقال الحكماء إن الله أعطانا أذنين ولساناً واحداً، لنسمع ضعف ما نتكلم. وقالوا إنه وضع الأذنين خارج الجسم، ووضع اللسان خلف بوَّابتين، هما بوَّابة الفكين وبوابة الشفتين، ليفكر الإنسان قبل أن يتكلم. لذلك قال المرنم: "قلتُ أتحفَّظ لسبيلي من الخطأ بلساني.. أحفظ لفمي كمامةً فيما الشرير مقابلي" (مزمور 1:39). وصلى المرنم: "لتكُن أقوال فمي وفكر قلبي مرضيَّةً أمامك يا ب، صخرتي ووليّي" (مزمور 14:19).

ثانياً: التعفف في الطعام
عندما يسيطر الروح القدس على حياتنا يجعلنا أعفَّاء في تناول الطعام، فبعض البشر يأكلون أكثر من كفايتهم، بينما غيرهم لا يجد ما يأكله. والذين يأكلون أكثر مما تحتاج أجسادهم ينفقون المال والجهد ، بعد ذلك، ليُنقِصوا أوزانهم. وما كان أغناهم عن الأمرين! أما الذي يسيطر الروح القدس عليه فإنه يأكل ليعيش، ويعتني بجسده لأنه هيكلٌ مقدس للرب مستعد لكل عمل صالح، ولكنه لا يعيش لمجرد أن يأكل ويُشبع احتياجات جسده. إن الحيوان يتوقف عن تناول طعامه متى امتلأت معدته، ويحتاج كثيرون من البشر أن يتعلموا هذا الدرس منه!
وأوصى إمام الحكماء سليمان بالتعفف وضبط النفس في تناول الطعام، فقال: "ضع سكيناً لحنجرتك إن كنتَ شرِهاً.. أَوَجدْتَ عسلاً؟ فكُل كفايتك، لئلا تتَّخم فتتقيَّأه" (أمثال 2:23 و16:25). كما طالب المسيح تلاميذه بالتعفف وحذَّرهم من الأمور التي تعطلهم عن الاستعداد لمجيئه ثانيةً، وهي محبة العالم، والترفُّه، واللذات الجسدية، وزيادة الاهتمام بأمور هذه الحياة، فقال: "احترِزوا لأنفسكم لئلا تَثْقُل قلوبُكم في خُمارٍ وسُكرٍ وهموم الحياة، فيصادفكم ذلك اليوم (يوم الحساب) بغتةً" (لوقا 34:21).
وأذكر مثلين عن التعفف في تناول الطعام:
1 - الرِّكابيون: وهو أبناء رِكاب، الذين عاهدوا والدهم أن لا يشربوا خمراً وأن يسكنوا في الخلاء، وثبتوا في عهدهم. وأمر الله إرميا النبي أن يمتحن إخلاصهم لوصية أبيهم بأن يستدعيهم ويُدخلهم إحدى غرف الهيكل، وأن يقدِّم لهم خمراً ليشربوا. ومع أن الأمر صدر لهم من نبيٍّ، وطلب منهم أن يشربوه في الهيكل، إلا أنهم رفضوا طلب النبي، بسبب عهدهم مع أبيهم. وقال الله للنبي إرميا إن بني رِكاب أكثر أمانةً لعهدهم مع أبيهم من أمانة بني إسرائيل لعهدهم مع الرب! (إرميا 25). لقد كانوا أعفّاء بالرغم من السلطان الذي كان من وراء الأمر لهم بشرب الخمر!
2 - دانيال: وكان مسبياً أسيراً في قصر الملك البابلي، وكان مجبراً أن يأكل طعاماً لا يستريح إليه ضميره، وأن يشرب شراباً ممنوعاً بحسب شريعة موسى. ولو أن دانيال أراد أن يأكل ويشرب لوجد لنفسه أعذاراً وجيهة ومقنعة. لكنه "وضع في قلبه أن لا يتنجَّس بأطايب الملك، ولا بخمر مشروبه" (دانيال 8:1). وأكرم الله دانيال كما أكرم هو الله. وما أحوجنا أن نثمر ثمر الروح: تعففاً، ونحن نمتنع عن الخطأ ونضبط نفوسنا.

ثالثاً: التعفف في المعاملات
يطالبنا الوحي المقدس أن نكون أعفّاء النفوس في كل معاملاتنا، فنضبطها وقت الغضب. قال سليمان الحكيم: "البطيء الغضب خير من الجبّار، ومالك روحه خيرٌ ممن يأخذ مدينة" (أمثال 32:16). فقد يغزو قائدٌ مدينة وينتصر على أعدائه، ويأخذ تلك المدينة. لكن ما لم ينتصر على نفسه وعلى غضبه وعلى طباعه السيئة، فإنه لا بد سيخسر ما قد كسبه.
وقال سليمان الحكيم أيضاً: "مدينة منهدمة بلا سور، الرجل الذي ليس له سلطان على روحه" (أمثال 28:25). فالذي لا سلطان له على روحه يشبه مدينة منهدمة، وبلا سور، معرَّضة للهجوم في أية لحظة، ولا بد ستسقط بغير مقاومة، لأنها بغير حماية.
وكل من يسيطر الروح القدس عليه يتعفف في الأمور الجنسية، عملاً بالوصية الرسولية: "ليكن الزواج مكرَّماً عند كل واحد، والمضجع غير نجس. أما العاهرون والزناة فسيدينهم الله" (عبرانيين 4:13). وهذا ممكن مهما كانت الظروف قاسية، فقد كان يوسف بن يعقوب عبداً في بيت فوطيفار رئيس الشرطة المصرية، وراودت زوجة فوطيفار يوسف عن نفسه، فقال لها: "هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت، وكل ماله قد دفعه إلى يدي. ليس هو في هذا البيت أعظم مني، ولم يمسك عني شيئاً غيرك، لأنك امرأته. فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟" (تكوين 8:39 و9). كان يوسف عبداً أسيراً، ولو أنه أراد أن يخطئ لوجد الأسباب التي يتذرَّع بها أمام ضميره وأمام الآخرين. لكن عمل روح الله فيه كان برهان ربه الذي حفظه من الخطأ.
وقد سيطر الروح القدس على تصرفات الرسول بولس. وعندما وقف أمام الوالي فيلكس متَّهماً بتدنيس الهيكل اليهودي، دافع عن نفسه، وكلَّم الوالي عن البر، والتعفف، والدينونة العتيدة أن تكون، فارتعب فيلكس. كان السجين واقفاً أمام الحاكم مُقيّداً بالسلاسل، ولكن قيوده كانت من الخارج فقط، أما في داخله فقد كان حراً لأنه كان يعرف حق الله، فحرَّره الحقُّ الإلهي (يوحنا 32:8). وكان الوالي فيلكس يجلس على كرسي الحُكم، وإلى جواره زوجته اليهودية دروسلا، التي كان قد أغراها وأخذها من زوجها الشرعي. لكنه كان عبداً للشهوة والقسوة والرشوة. فارتعب الوالي من كلام السجين، ولم يرتعب السجين من سلطان الوالي. وأبقى الوالي السجين البريء في السجن لأنه أراد أن يأخذ منه رشوة، مع أنه يملك الكثير! فكان بولس العفيف الفقير في المال غنياً في الله، وكان الوالي الغني في المال فقيراً في داخله. وانتهى الأمر بهلاك فيلكس لأنه لم يضبط نفسه، ويبقى الرسول بولس في المجد الإلهي، لأنه أدرك أن ثمر الروح: تعفف (أعمال 24:24-26).

* * *
كل مؤمن صار إنساناً جديداً في المسيح يسكنه الروح القدس، لكن ليس كل مؤمنٍ مولودٍ من الله ممتلئاً من الروح. لذلك نختلف كمؤمنين في إنتاج ثمر الروح، فبعضنا ينتج ثلاثين، وبعضنا ستين، وبعضنا مائة. وقد ننتج يوماً مائة، ثم ينقص تكريسنا لله وتفتر محبتنا له، فيقلُّ ثمرنا الروحي. ولكن الآب السماوي يراقبنا دائماً، وينصحنا، ويذكّرنا بكلماته لنا، ويطالبنا أن نثمر ثمر الروح التساعي كله.

صلاة
بقوة روحك القدوس يا رب، ضع عواطفي تحت سلطان عقلي المستنير بكلمتك وبإرشاد روحك القدوس، فأنا بدونك عاجزٌ عن كبح جماح غضبي، والسيطرة على مشاعري. أعطني فكر المسيح، واضبط قلبي ولساني وجسدي لأعمل مشيئتك دائماً. آمين.


ثمر الروح القدس ( الثمرة الثامنه الوداعه )

ثمرة الثامنة
الوداعة




الوداعة صفة داخلية تظهر في التصرُّفات اليومية. قال أحد المؤمنين لقائده الوديع المتواضع المحب: "في وجودي معك أحسُّ أن الله يسكب في جوفي عسلاً!" وهذا يعني أن الله بارك القائد بثمر الروح.
والوداعة هي الخضوع لله بتواضع، وهي طاعة كلمته. وهي الحِلم والتسامح، والقابلية للتعلُّم، والغضب المقدس على الخطأ فقط وليس على الخاطئ. وهي ثمرة عظيمة من ثمر الروح القدس، لأن المسيح وصف بها نفسه عندما قال: "تعلَّموا منّي لأني وديعٌ ومتواضع القلب" (متى 29:11). ووصف بها الرسول بولس المسيح عندما قال: "أطلب إليكم بوداعة المسيح" (2كورنثوس 1:10). وقد ارتبطت صفة الوداعة بالمحبة في كورنثوس الأولى 21:4، وبالتواضع في أفسس 2:4 وبالمحبة والصبر في تيموثاوس الأولى 11:6.
هذه الصفة العظيمة مطلوبة من كل المؤمنين، إذ يقول المسيح: "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض" (متى 5:5) ويقول الرسول بولس: "فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفاتٍ، ولطفاً، وتواضعاً، ووداعةً، وطول أناة" (كولوسي 12:3) ويقول: "ليكن حِلمكم (أو: وداعتكم) معروفاً عند جميع الناس" (فيلبي 5:4). وهي صفة الله الآب، فقال له داود: "لطفك (أو: وداعتك) يعظِّمني" (مزمور 35:18) وصفة الله الابن (متى 29:11) وصفة الله الروح القدس (غلاطية 23:5).
وصفة الوداعة مطلوبة في الشباب، كما يقول الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس: "اتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة" (1تيموثاوس 11:6). وهي مطلوبة كزينةٍ للسيدات "زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو قدام الله كثير الثمن" (1بطرس 4:3) كما أنها مطلوبة في القادة، فيجب أن يكون القائد "حليماً غير مخاصمٍ ولا محب للمال" (1تيموثاوس 3:3). وقد اتَّصف بولس الرسول بهذه الصفة فقال لأهل تسالونيكي: "كنا مترفِّقين في وسطكم كما تربي المرضعة أولادها" (1تسالونيكي 7:2).
ولتكون لنا وداعة المسيح نحتاج لسيطرة روحه القدوس علينا.
ولنتأمل ثلاثة معانٍ للوداعة:

أولاً: الوديع هو الذي يخضع للروح القدس
الوديع هو الذي يُخضِعه الروح القدس ليعمل مشيئة الله بفرح، والنموذج في ذلك هو المسيح الذي قال: "الحق الحق أقول لكم، لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل، لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك" (يوحنا 19:5 و20). وقد نتعجَّب من أن الابن يخضع للآب. لكن يجب أن نذكر أن المسيح اتَّخذ طبيعةً إنسانية، فهو كامل الألوهية، وكامل الإنسانية. فإن قلنا إن المسيح هو الله نقول الحق، ولكن ليس كل الحق، لأن المسيح هو "الكلمة الذي صار جسداً" (يوحنا 14:1). وإن قلنا إن المسيح إنسان نقول الحق، ولكن ليس كل الحق، لأن المسيح هو "الله الذي ظهر في الجسد" (1تيموثاوس 16:3). وواضحٌ أن العظيم يقدر أن يتنازل، ولكن الحقير لا يقدر أن يرتفع. ويقول الوحي إن المسيح إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسةً أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس (فيلبي 6:2 و7). وربما ننسى إنسانية المسيح ونحن نفكر في ألوهيته، أو قد ننسى ألوهيته ونحن نفكر في إنسانيته، لكننا يجب أن نذكر أنه "ابن الله" و"ابن الإنسان" في آنٍ واحد. وكإنسان كامل أخضع نفسه لعمل مشيئة الآب بكامل رغبته، ولم يكن يعمل إلا ما ينظر الآب يعمل.
يُصوِّر لنا الإنجيل المقدس الإنسان ثائراً ضد الله، لا يريد أن يعمل المشيئة الإلهية. لكن الروح القدس يُخضِعه، فيعمل مشيئة الله بفرح. ويمكن أن نقول إن الروح القدس "يستأنس" الإنسان الثائر، ويجعله وديعاً نافعاً للخدمة. وقد وصف النبي هوشع الإنسان البعيد عن الله بأنه "جامح" يثور ضد الانضباط، ولكن الرب يستأنسه ويرعاه في رحب فسيح، فيصبح كحملٍ وديع. قال: "جمح إسرائيل كبقرةٍ جامحة. الآن يرعاهم الرب كخروفٍ في مكان واسع" (هوشع 16:4). حقاً، يجعل الروح القدس الجامح حملاً، والمتوحش وديعاً خاضعاً للإرادة الإلهية. ويمضي النبي هوشع فيقول: "أفرايم موثقٌ بالأصنام. اتركوه" (هوشع 17:4). صحيحٌ أن الأصنام قيَّدته وأتلفت حياته. ولكن النصيحة هي: "اتركوه" لمحبة الله التي تتعامل معه، فيترك الجموح والثورة والقيود ويخضع لله.
وأذكر مثَلين من شخصين عمل الروح القدس فيهما، فأخضع الثائر، وجعله وديعاً:
1 - بولس : كتب عن نفسه: "أنا الذي كنت قبلاً مجدِّفاً ومضطهِداً ومفترياً، ولكنني رُحمت لأنني فعلت بجهلٍ في عدم إيمان. وتفاضلت نعمة ربنا جداً.. لهذا رُحِمتُ" (1تيموثاوس 13:1-16) فصار المفترس أليفاً، والجامح خاضعاً، لأن الروح القدس "استأنسه" وجعله يقول: "ماذا تريد يا رب أن أفعل" (أعمال 6:9).
2 - أنسيمس: وهو عبدٌ هرب من بيت سيده فليمون بعد أن سرق فضة مولاه، وسافر إلى روما. وهناك فتح قلبه للمسيح على يدي الرسول بولس، فاستأنسه الرب وتغيَّرت حياته، فكتب عنه الرسول بولس إلى فليمون: "الذي كان قبلاً غير نافع لك، ولكنه الآن نافعٌ لك ولي" (فليمون 11). نافع للسيد الذي سبق أن سرقه، ونافع لبولس، ويمكن أن يخدم المسيح معه.
لقد كان بولس في هجومه على الكنيسة، وكان أنسيمس في سرقته لمولاه، هادرَيْن كشلالٍ جامحٍ بمياهه المتدفقة بغير حساب ولا ضابط. ولكن عندما أخضعهما الروح القدس صارا كالشلال الذي يتحكَّم المهندسون في مياهه، فيولِّد الكهرباء التي تنير، ويخدم البشر. وكل نفس بعيدةٍ عن الله جامحة تحطم كل شيء، لكن عندما تستسلم لله تثمر وداعةً، وبدلاً من أن تهدم تبني، وبدلاً من أن تقلع تغرس، وبدلاً من أن تلعن تبارك، وبدلاً من أن تظلم تنير.
ثانياً: الوديع هو الذي يفتح قلبه ليتعلَّم
نجد في المسيح مثالاً عظيماً في الانفتاح للتعلُّم وهو في الثانية عشرة من عمره، فقد بحث عنه أبواه فوجداه "بعد ثلاثة أيامٍ في الهيكل، جالساً في وسط المعلّمين يسمعهم ويسألهم، وكل الذين سمعوه بُهِتوا من فهمه وأجوبته" (لوقا 46:2 و47). ونرى هنا ألوهية المسيح وهو يسأل معلّمي الدين اليهود وهم مندهشون من فهمه وأجوبته، كما نرى إنسانيته وهو يسمعهم ليستزيد معرفةً.
ويقول الرسول يعقوب: "اقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم" (يعقوب 21:1) فالوديع هو الذي يفتح قلبه ليتعلم، أما الجاهل فهو الذي يرفض المعرفة. والإنسان الوديع يشبه الإسفنج التي تتشرَّب، لأنه يريد أن يمتلئ ويستزيد. "بمَ يزكّي الشاب طريقه؟ بحفظه إياه حسب كلامك. بكل قلبي طلبتك. لا تُضلَّني عن وصاياك. خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك. مبارك أنت يا رب. علِّمني فرائضك. بشفتيَّ حسبتُ كل أحكام فمك. بطريق شهاداتك فرحتُ كما على كل الغِنى. بوصاياك ألهج وألاحظ سبلك. بفرائضك أتلذَّذ. لا أنسى كلامك" (مزمور 9:119-16).
ويعلّمنا الروح القدس كيف نستفيد من كلمة الله، ويذكِّرنا بكل ما قاله المسيح لنا، ويرشدنا إلى جميع الحق (يوحنا 13:16) فنطلب الاستزادة من المعرفة، إذ نجلس أمام الكتاب المقدس كطفلٍ صغير يفتح عينيه وأذنيه وقلبه ليسمع قصص معاملات الله مع شعبه، ثم يطلب أن يسمع ما سبق أن سمعه، بغير ملل. فليساعدنا الله لنحتذي بمثال مريم أخت مرثا ولعازر، التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه. أما مرثا فقد صرفت وقتها في تجهيز الطعام للمسيح والقيام بواجبات الضيافة الجسدية. وعندما اشتكت مرثا أختها مريم للمسيح أنها تركتها تخدم وحدها، قال لها المسيح: "أنتِ تهتمّين وتضطربين لأجل أمور كثيرة. ولكن الحاجة إلى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزَع منها" (لوقا 38:10-42).

ثالثاً: الوديع هو الذي يغضب لسببٍ مقدَّس
هناك نصيحة حكيمة تقول: "الجواب الليِّن يصرف الغضب" (أمثال 1:15) وأخرى تقول: "ببطء الغضب يُقنَع الرئيس، واللسان الليِّن يكسر العظم" (أمثال 15:25). ولكن هناك نصيحةً رسولية تقول: "اغضبوا ولا تخطئوا" (أفسس 26:4) وهي مقتبسة من المزامير: "ارتعدوا ولا تخطئوا" (مزمور 4:4). إذاً هناك غضب مرفوض، وهناك غضب مقدس يصل إلى حدِّ الارتعاد، من أجل الخير والسلام والصلاح، ويكون صاحبه مقدساً ووديعاً.
أما مثالنا في الغضب المقدس فهو المسيح، الذي عبَّر عن غضبه عدة مرات:
غضب مرتين على التجّار الذين دنَّسوا هيكل الرب وجعلوه بيت تجارة، وذلك بالاتفاق مع الكهنة. المرة الأولى كانت في مطلع خدمته، والمرة الثانية كانت في نهايتها (يوحنا 13:2-22 ولوقا 45:19-48). في التطهير الأول صنع المسيح سوطاً من حبال، وقال: "ارفعوا هذه من ههنا. لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة". أما في التطهير الثاني فلم يضرب بالسوط، بل اكتفى بالقول: "بيتي بيت الصلاة يُدعَى، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص". في التطهير الأول طالبه رجال الدين بمعجزة تبيِّن أن له السلطان أن يطهِّر الهيكل. أما في التطهير الثاني فقد تشاوروا عليه ليقتلوه. وبعد التطهير الأول ترك المسيح أورشليم وذهب إلى اليهودية، أما بعد التطهير الثاني فقد رُفع على الصليب.
وغضب المسيح عندما جاء رجال الدين اليهود برجلٍ يابس اليد في يوم سبتٍ ليروا إن كان المسيح يشفيه في يوم السبت، فيكون بهذا قد كسر وصية السبت. فقال لهم: "هل يحلّ في السبت فعل الخير أو فعل الشر؟ تخليص نفس أو قتل؟" فسكتوا. فنظر حوله إليهم بغضبٍ، حزيناً على غلاظة قلوبهم، وقال للرجل: "مُدّ يدك" فمدَّها، فعادت صحيحةً كالأخرى (مرقس 1:3-5).
الذي يغضب غضباً أنانياً لمصلحته الشخصية ليس وديعاً، أما الوديع فهو الذي لا يغضب إلا في سبيل الحق. ويريدنا الإنجيل أن نكون إيجابيين فعَّالين لخدمة الرب. هناك غيرة مقدسة حسب المعرفة، لا الغيرة الجاهلة التي هي ضد روح المسيح. ولنا في تأديب أولادنا مثلٌ من الوداعة التي تغضب غضباً مقدساً. فعندما يخطئ أحد أبنائنا، نغضب على الخطأ الذي ارتكبه، ونوقّع عليه العقاب، لا لأننا نكرهه، لكن لأننا نريد أن نقوِّمه ونصلح من شأنه.
هناك نصيحة تقول: لا تؤدّ‎ب ابنك وأنت غاضب، لأن ابنك لن يضبط أعصابه أمام أبٍ فَقَد ضَبْط أعصابه. اهدأ أنت أولاً قبل أن تعاقبه. وليكن هناك اتفاق بين الوالدين والأولاد على قانون عقوباتٍ تتفق عليه العائلة. وعند ما يخطئ الطفل يهدئ الأب أعصابه، ويشرح لطفله خطأه، ثم يسأله عن نوع العقاب المتَّفق عليه، وبعد ذلك يوقع عليه العقاب. وعندما يبكي الطفل يحتضنه أبوه ويقبِّله، ويقول له إنه عاقبه لأنه يحبه. ويستمر محتضناً طفله حتى يهدأ، ليحسَّ الطفل بالحب والحنان، ويتأكد أنه محبوب ومقبول، وأن الضرب عقابٌ لخطئه فقط. ثم يقول أبوه له إنه يحبه، لكنه يكره الخطأ الذي ارتكبه. ولا يوجد أبٌ أو أمٌّ يقدر أن ينفذ هذه النصيحة التربوية إلا إن ملك الروح القدس حياته ومشاعره.
وليكون الغضب مقدساً أعود فأذكر الوصية الرسولية: "اغضبوا ولا تخطئوا، ولا تغرب الشمس على غيظكم، ولا تعطوا إبليس مكاناً" (أفسس 26:4 و27).
والسؤال الكبير هو: ومن يستطيع أن يغضب ولا يخطئ؟ والإجابة الكبيرة هي: الذي يسلّم نفسه تماماً لعمل الروح القدس ليستلم روح الله قيادة حياته.

صلاة
أيها الرب الوديع، أَخضِعني لمشيئتك الصالحة، وانزع كل عصيان فيَّ، لأكون وديعاً، فأقبل كلمتك المغروسة في قلبي وأعمل بحسبها، فأنمو في الخضوع لك، وفي محبة كلمتك. فإذا غضبتُ ليكن غضبي لمجدك وحدك، وليس بسبب ثورتي الأنانية الخاطئة. ولا تسمح أن تغرب الشمس على غيظي حتى لا أعطي لإبليس مكاناً. آمين.


LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...