نظرية التحكم (دوافع السلوك)
د/ عزت حكيم
عندما نسال انفسنا ماذا نفعل؟ فنحن نجيب
انفسنا مثلا اننا نجري وعندما نسال ماذا نحكي؟ فنحن نجيب انفسنا مثلا اننا نتامل
والاجابة تكون في صيغة اننا نفعل اي اننا نختار ما نفعله اونفكر فيه
وعندما نسال انفسنا ناذا نشعر؟ فنحن عادة
نجيب اننا محبطين او سعداء في صيغة الصفة او الاسم وكأن هذا الامر حدث لنا وليس
نحن الذين اختارنا هذا
الحقيقة ان هذا ليس صحيحا واننا نختار جزء
كبير من مشاعرنا
نظرية التحكم تشرح كيف ان الظروف لاتتحكم في
حياتنا بقدر مانحن نتحرك بقوى تكمن بداخلنا عندما نلوم الاخرين على تعاستنا هذا
يعني انهم هم الذين يتحكمون في حياتنا وليس نحن وهذا طبعا غير حقيقي نحن نختار
عواطفنا بالموافقة عليها
امثلة:-
1)لماذا نقف عندما نرى اشارة المرور الحمراء. 2)لماذا نرد على التليفون عندما يرن؟
اذا سلمنا بالاعتقاد باننا نتصرف اساسا بسبب
قوى خارجة عنا فاننا نصير كالالات الجامدة ولسنا اناس احياء ولكن لاننا احياء فنحن
يمكننا الاختيار : ان نقف امام الضوء الاحمر او لانقف ... ان نجيب على التليفون او
نتجاهله بحسب الهدف الذي نريده او الدافع الذي يحركنا..
ان ما نفعله سواء جيد او ردئ مجنون او عاقل
فاننا نفعله لكي نشبع قوى مختلفة داخلنا مرات عديدة فعلنا اشياء في لحظات وكنا
مدفوعين لهذا الامر جدا وبعد قليل اكتشفنا ان مافعلناه كان نوع من الحماقة .. في
لحظة تصرفنا الاول كان تصورنا ان هذا افضل اختيار وبعد ذلك اكتشفنا انه كان اختيار
خاطئ .. لكن على كل الاحوال كان اختيارنا نحن!!
الخلاصة: 1- نحتاج ان نكتشف هذه الحقيقة :
اننا نقود حياتنا بانفسنا حتى ولو كان هذا من خلال اختبارات خاطئة انها تظل
اختباراتنا
2- بدلا من ان نضيع طاقتنا في لوم الاخرين
نحتاج ان نوجه تلك الطاقة لنتعلم كيف نختار اختيارات صحيحة.
الاحتياجات الاساسية للانسان:-
(1)الاحتياج لان نعيش ونتكاثر:-
(الاكل والشرب والنوم والتزاوج)كل مايلزم لكي
يبقينا احياء ونستمر في البقاء
مايميز الانسان في هذا الجانب ان احتياجاته
لم تعد فقط لكي نستمر في الحياة
ولكنها صارت اكثر تعقيدا لانه صار مضاف لها
العنصر الشخصي (الطعام لم يصر اي طعام ولكن الطعام الذي احبه)
(2)الاحتياج للانتماء:-
ان
تحِب وتحب وتشارك وتتعاون (حرمان عاطفي يؤثر على الشخص) هو الاحتياج للاصدقاء –
للعائلة – للحب – الامان ايضا بعض من
الناس يستمتعون بهذا الاحساس مع الاشياء الغالية التي يحبونها مثل "كلب او
قطة" "كمبيوتر – الحديقة"
الاحتياج للانتماء احتياج قوي ينافي الرغبة في البقاء بدليل كثير من الذين
يقدمون على الانتحار بسبب معانتهم من الوحدة التي يعيشون فيها.
(3)الاحتياج للقيمة (والتقدير من الاخرين)
او
للقوة ، البحث عن المركز ، الانتصارات ، الرغبة في القمة ، المنافسة ، التميز
ان نرى اخرين يتاثروا بنا مع مايرافق هذا في
تقدير . الانسان يتميز عن باقي الكائنات ان احتياجه للقوة هو احتياج مستقل بذاته
وليس لاجل احتياجاته الاساسية للعيش
الصراع بين الاحتياج للقوة والاحتياج
للانتماء (مثل مايتم في الزواج احيانا) عندما تواجه الصراع بين الرغبة في القوة
وبين الانتماء عادة تحاول ان تحل هذا الصراع من خلال البديل بمعنى انه عندما تضمن
بعض القوة تركز على الصراع في الانتماء وعندما تضمن بعض الانتماء نتيجة للتركيز
على الصراع في طريق القوة
(4)الاحتياج للحرية:-
ان نعبر عن انفسنا بحرية ان نعيش الحياة التي
نختارها ان نكون مع من نختار . اننا يمكن ان نضحي بحياتنا في سبيل هذا الاحتياج اي
اكون شخصيتي واعبر عن رايي حتى لوكان خطأ
(5)الاحتياج للمرح (للانطلاق):-
الانسان الكائن الوحيد الذي له ملكة الضحك
الصور الذهنية:-
تعريف : التصورات الخاصة الذهنية التي تعبر عن
الاحساس بالاكتفاء من جهة احتياج معين
نحن ليس فقط لنا احتياجات ولكننا ايضا عندنا
صور مختلفة كثيرة تعبر عن هذه الاحتياجات : عندما نشترك في شئ واحد هو الاكل ولكن
نختلف من شخص لاخر عن نوعية الاكل واسلوبه فالصور الذهنية للحرية – الانتماء –
للتقدير تختلف من شخص لاخر. نحن نولد بالاحتياجات وخلال مدة العمر نستمر نكون صور
شخصية عن هذه الاحتياجات وعندما نشعر بالاحتياج تاتي الصور الى اذهاننا ويصير
مانريده مرتبط بهذه الصور بدرجة كبيرة – نستطيع ان ناخذ تصورات ذهنية صحيحة واقعية
من شخص الرب يسوع
هذه الصورة ممكن تكون : 1- فريدة 2- غير واقعية
3- بدائل للاحتياج الواحد 4-
خاطئة 5- واقعية وصحيحة
ملاحظات : 1- نحن جميعا لنا هذه الصور
الذهنية وان كنا نختلف جدا بعضنا عن بعض بخصوص هذه التصورات
2- الاحتياج لتغيير هذه الصور في حياتنا امر
ممكن ولكن ليس سهل
3-
تغييرنا لهذه الصور في حياة الاخرين امر صعب جدا
4- ان كان لابد ان نعيش معا (زوج وزوجة مثلا)
فاذا لم نعرف ان نصل لطريق وسط لابد ان نترك
لانفسنا الفرصة بطريقة متساوية ليس المطلوب هو تغيير الصور الذهنية بل
ايجاد صورة وسط
5-
لانستطيع ان نعيش بدون صور ذهنية لكن الطريقة المثلى لتغيير صور غير مناسبة هو
استبدالها بما هو مناسب (من شخص الرب يسوع)
دوافع السلوك:-
1-نحن نتفاعل مع الاحداث مثل الثرموستات
(عندما نضبط الثلاجة تروموستاتها على 3مثلا يعمل الترموستات على خفض درجة الحرارة
لتلك الدرجة وكلما كانت درجة الحرارة مرتفعة لايهدأ الترموستات حتى يغير الظروف
الى تغير الموجود الى ماهو مطلوب لتسديد الاحتياج المطلوب) نظل نعمل باستمرار
لتقليل الفرق بين الواقع وبين مانريد هذا له جانب ايجابي "كل التقدم التكنولوجي
من العجلة للكمبيوتر هو نتاج هذا المجهود " عندما يكون من الصعب تغير الواقع
نحن لانقف ولكننا نستمر في المحاولة وهذا مايعبر عن سلوكنا
جزء من سلوكنا هذا كلنا نعرفه وكلنا تعودنا
عليه وينقسم الى:
1-الغضب 2- الاحباط
ونحن تعلمنا هذين الشيئين من الطفولة المبكرة
وهما اول رد فعلين يعبروا عن سلوكنا البدائي في محاولتنا للتحكم في الاحداث من
حولنا (صورة الطفل الذي ينتقل من الغضب للاحباط) وبهذا المعنى يظهر بوضوح اننا
نختار الغضب او نختار الاحباط انها ليست مجرد اشياء تحدث لنا .
على مدى سنين العمر نحن تعودنا في محاولاتنا
المتكررة للتحكم في الظروف المعيشية على مجموعة سلوكيات صرنا نتقنها بدرجة كبيرة
ولازلنا نكتب المزيد لمزيد من التمرن على التحكم في الخارج كل منا الان له نظام
سلوك تقريبا متكرر او محفوظ ولكنه ايضا مفتوح للتطوير والابتكار
ملحوظة: الانهيار العصبي والامراض النفسية
والجسدية صور من صور التطوير والابتكار
لماذا نتمسك بالصور التي عندنا؟
1-اعتقادنا انه لايمكن ان يكون عندنا صور
افضل
2- يبدو اننا غير قادرين على التحرر من الامل
الخاص بهذه الصور صارت هي تتحكم فينا
تجربة :-
حاول ان تشعر انك غضبان الان
حاول ان تفكر في اللون الاخضر الان ايضا
حاول ان تحرك يدك لاعلى
النتيجة: انه يمكننا ان نقود افعالنا اراديا بطريقة
ملموسة بصرف النظر عن مشاعرنا ونستطيع ان نتحكم في افكارنا بدرجة كبيرة
عندما يسقط شخص في الامتحان : الفعل – يذهب ويجلس وحيد في المنزل - الفكر –
يلوم نفسه على عدم المذاكرة "فعلا دي غلطة كبيرة اما انا غلطان قوي او تعس
الحظ" – المشاعر – غالبا سيختار الشعور
المناسب لهذا الموقف الحزن ، القلق ، الخوف – الجانب
الفسيولوجي – ممكن يكون في صداع او وجع في المعدة
عندما اسال كيف حالك ؟ غالبا سيجاوب مايخص
الجانب الشعوري (انا حزين)
الدخول في ضبط الحياة نحتاج اننا نعرف ان هذا
مجرد واحد من اربعة جوانب ... نحتاج ان نفهم هذا
لماذا نختار مشاعرنا المحبطة او المؤلمة؟
1-لكي نسيطر على غضبنا تفاديا للخائر او لانه
لم يعد يجدي
2- ندفع الاخرين لمساعدتنا (دون الافصاح عن
ذلك) 3- لاجل التحكم في الاخرين
4- غطاء للخوف او عدم القدرة (احيانا كثير
نختار الاحباط لكي لانتحرك لمواجهة مواقف صعبة علينا)
لماذا نحن لاندرك اننا نختار نعظم مشاعرنا
التعسة؟
1-توجد مشاعر فجائية للحزن والفرح تاتي الينا
فعلا ونحن لانختارها والسبب ان المشاعر الفجائية عندما تحدث لنا نتصور ايضا ان
المشاعر المستمرة تحدث لنا ايضا وهذا غير صحيح
2- معظم المشاعر التعيسة اختيارات اتوماتيكية
3- ادراكي ان اختار المشاعر التعسة سيجعلني
اواجه الحقيقة اني احاول التحكم في من حولي بهذه الطريقة وهذا احساس لايقبل بسهولة
. ايضا جزء من راحتي شعوري اني اعاني من هذا الشعور وليس اني قد اخترته
مفاتيح انضباط الحياة:-
ان مشاكلنا تبدأ عندما نحاول تغيير الواقع
وهو لايتغير ونفشل في التاقلم مع الظروف فان ترموستات حياتنا يصير غير قادر وهنا
تبدأ المشاكل.
السؤال الهام : هل ما اصنعه الان من انتقاد
للاخرين ولنفسي واختياري للتعاسة يساعدني للحصول على ما اريد ؟ طبعا لا !! الموضوع
سيزداد سوءا
2- فعليا التركيز على تغيير الاخرين كحل
اساسي لمشاكلي حل غير عملي الشئ الاكثر عمليا ان نركز على تغيير انفسنا
3- هناك دائما اختيارات افضل (ينبغي ان ننمي
هذه الحقيقة في داخلنا واذهاننا)
4- نحتاج ان نفحص الصور التي في اذهاننا بشأن
الموضوع او الشخص محل الصراع .. على الاقل لاينبغي ان يكون كل تركيزنا على هذه
الصورة ولكننا نحتاج ان نكون واقعيين
الابتكار :-
وهو نقطة مهمة في الموضوع فالمشكلة دائما ان
الناس تتعامل مع عناصر ثابتة ليس عندهم تغيير او تطوير
أ-ابتكار صور جديدة قريبة من الواقع ب- ابتكار اساليب سلوك جديدة ايجابية
للواقع
عندما يفشل ترموستات حياتنا ولانستطيع تغيير
الظروف يكون عندنا احدى او كل هذه رودود الفعل
1-رفض للظروف الخارجية سواء ظروف او افراد
وتوجد اشكال مختلفة لهذا الرفض
2- لوم الاخرين على مانحن فيه 3- رفض او لوم نفسي
4- الاستمرار في المحاولات للتغيير مع
الاستمرار في دفع الثمن الباهظ من نفسي
5- الانسحاب باشكاله المختلفة
المشكلة ببساطة هي اصراري على المحاولة مع
عناصر ثابتة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق