دموع بفنوتي الصغير
لاحظت الام طفلها الصغير يدخل البيت على غير
عادته عوض البشاشة والفرح تبدو على وجهه علامات الحزن والضيق الشديد
لم ينطلق الطفل بفنوتي الى امه ليقبلها
كعادته لكنه تسلل بسرعة نحو حجرته الخاصة
ارتبكت الام جدا لكنها تطلعت من النافذة
فوجدت طفلها قد وقف امام ايقونة الصليب التي وضعتها ناحية الشرق
تسللت الدموع من عيني بفنوتي وبعد قليل ركع
وصار يبكي وكان يحاول ان يكتم صوت بكائه حتى لايشعر به احد
انتظرت الام حتى انهى الطفل صمته وصار يمسح
دموعه استعدادا للخروج من حجرته
دخلت الام حجرته واخذت ابنها في حضنها وهي
تقول: "مالك ياحبيبي بفنوتي اخبرني لماذا انت حزين ؟ لاتخفي عني شئ! لم يجبها بفنوتي بشئ سوى : "صل يا اماه من
اجلي ومن اجل جيراننا !
ماذا حدث ؟ اعدك اني لن اخبر احدا بما تقوله
الاطفال تسلقوا سور جارنا وصاروا يقطفون
التين وياكلونه سرقوا تينا وقدموا منه لي لكنني رفضت لقد حزنت عليهم كيف يسرقون
حاولت ان احدثهم عن الامانة لكنهم كانوا يسخرون بي ويستهزئون اني احبهم ولااريدهم
يحزنون قلب بابا يسوع
تاثرت الام جدا ولاشعوريا تسللت الدموع من
عينيها واحتضنت ابنها بفنوتي وهي تقول :"الله لاينسى دموعك وصلواتك
يابفنوتي"
مرت سنوات وصار بفنوتي (بفنوتيوس)تلميذ
للقديس مكاريوس الكبير وكانت دموعه لاتفارقه
في احد الايام اصر احد الاباء ان يعرف سر
بكائه فاخبره القديس " اني حزين على نفسي لقد كان جيراننا الاطفال يتسلقون
سور احد جيراننا ويسرقون التين وكنت احاول ان امنعهم ومما يحزنني انه في احد
الايام اذ كانوا يسيرون سقطت تينة منهم فامسكتها من الارض وقمت بتنظيفها واكلتها
كلما تذكرت هذا منذ طفولتي دموعي تنساب باستمرار فقد احزنت قلب مخلصي
هب لي ان اكون امينا في القليل كما في الكثير
اعطني ان اقتنيك ايها الخبز السماوي فلا اطلب
الطعام الفاني
بل اقتني امانتك ولا تتسلل خطية الى اعماقي
اغسلني .... طهرني .... قدسني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق