كيف تحفظ نفسك طاهر
لنا امر كتابي ووصية واضحة قالها الرسوول
بولس لتلميذه تيموثاوس الا وهي "احفظ نفسك طاهرا" (1تي5: 22)والبعض
يعتقدون ان الطهارة في المسيحية هي طهارة الخارج لكن يسوع وبخ اولئك الذين يبدون
من الخارج اطهار وانقياء ولكنهم من الداخل مملوئين نجاسة ودعارة وشبههم بالقبور
المبيضة من الخارج وهي من الداخل مملوءة بالعفونة ولكن المسيح كان يدقق على نقاء
وطهارة الداخل وبالتالي فانه النتيجة الحتمية هي نقاء وطهارة الخارج ايضا (مت23:
25-28)
ونقاء القلب ليس فقط شيئا جميلا لكن ايضا
يعطينا الفرصة ان نرى الله بوضوح بعيوننا الداخلية برغم اننا لانراه بعيوننا
المجردة الخارجية مت 5: 8
لكن كيف ؟ كيف نعيش بطهارة في عالم مملوء
بالاثم والفجور؟
في هذه السطور القادمة ساقدم لك ايها العزيز
بعض النصائح التي تقودك شابا او رجلا شابة او سيدة الى الطهارة العملية
(1)اقبل يسوع المسيح ودمه:-
كثير من الشباب يبذلون الجهد ويحاولون بشتى
الطرق ان يتخلصوا من شهواتهم الرديئة وعاداتهم السيئة لكنهم يحصدون فشلا ذريعا
ويتساءلون في حيرة ما الحل؟ وهنا اسالك ياعزيزي هل تتوقع ان تقلع عن تصرفاتك
الشريرة وقلبك الملئ بظلمات الخطية ؟ هل تعتقد انك ستعيش وصايا الكتاب المقدس
والمسيح لايملك على حياتك من الداخل؟
ان
اول ما تحتاجه ايها العزيز هو ان تقبل ذلك القدوس الطاهر فتستطيع ان تعيش بقداسة
وطهارة يو 1: 12
نعم اذهب اليه كما انت واعترف له بخطاياك
اقبل دمه ليغسلك كليه والنتيجة انه يطهرك ويغفر لك كل ذنوبك
1يو7: 9 ودعني اسالك لماذا مات المسيح؟ لماذا
بذل نفسه ؟ يقول الكتاب "الذي بذل نفسه لاجلنا (لاجلي ولاجلك) لكي يفدينا من
كل اثم ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة" (تي2: 14) فاعلم اذا انه بدون الرب يسوع لن تستطيع ان تعيش
ماقاله الرب يسوع وبدون دم يسوع لن تستطيع كل محاولاتك الفاشلة ان تنقي قلبك اذ
بدون المسيح يعيش القديس نجسا وفي المسيح يحيا الفاجر قديسا
(2)تعامل بوعي مع نفسك ومع الجنس
الاخر:-
البعض يعتقدون ان اجسادهم شرا لابد ان يذل
ويعاقب مع ان الرسول بولس خاطب مؤمني كنيسة كورنثوس قائلا "الستم تعلمون ان
اجسادكم هي اعضاء المسيح " ولذلك حرضهم بعدها قائلا " افآخذ اعضاء
المسيح واجعلها اعضاء زانية حاشا " وبعدها بقليل يستطرد الرسول حديثه قائلا
"ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله
وانكم لستم لانفسكم" 1كو6: 15-19لقد خلق الله اجسادنا بما فيها من اعضاء
جنسية وهي مهمة وضرورية قال الرسول بولس عنها "بل بالاولى اعضاء الجسد التي
تظهر اضعف هي ضرورية واعضاء الجسد التي تحسب انها بلا كرامة نعطيها كرامة افضل
والاعضاء القبيحة فينا لها جمال افضل "
(1كو12: 22-23) ولقد وضع الله فينا الغريزة
الجنسية لتمارس في الاطار الذي رسمه الله لها وهو الزواج واذا خرجت عن هذا الاطار
تصبح اهانة في حق الله اولا واهانة لاجسادنا ايضا (مز51 :4) (1كو6: 18) بل ان بعض
الرجال وخاصة في المجتمع الشرقي ينظرون الى المراة انها نكرة لاتستحق التقدير
والاحترام برغم ان الكتاب قال "ليس ذكر وانثى لانكم جميعا واحد في المسيح
يسوع غلا3: 28 الم يخلق الله المراة على صورته مثلما خلق الرجل على صورته تك1: 27
فهل من سلطتنا نحن ان نحتقر خليقة الله ؟ او هل من واجبنا ان نميز بين ما ساواه
الله ؟
(3)اهرب من المثيرات :-
للاسف الشديد ان الجو المحيط بالشباب في
عالمنا الشرير مملوء بالسموم والمشكلة ان كثير من الشباب يتركون انفسهم للمثيرات
التي حولهم كالكتب والمجلات الخليعة او بعض مايقدم في وسائل الاعلام المختلفة
ويستسلمون ولايدرون ان عيونهم وآذانهم عبارة عن اجهزة تسجيل تجعل خيالهم يمتلئ
بالافكار النجسة (ام24 : 9) وتثير غرائزهم الطبيعية بطريقة خاطئة ومضرة والنتيجة
هي السقوط .
لكن تاكد ياعزيزي ان شجاعتك الحقيقية هي في
الهروب من الشهوات الشبابية (2تي2: 22) (لاحظ ليس الجنس الاخر وانما الشهوات
الشبابية) وقد كان يوسف رجلا بحق عندما راى الشر يحاول ايقاعه فابى وهرب برغم كل
الضغوط (تك39 : 11) ولو كان يوسف استسلم للمغريات لظل عمره كله عبدا لفوطيفار لكن
لانه هرب من الشر اصبح يوما من الايام سيدا على كل ارض مصر وسيدا لفوطيفار نفسه
تك41 : 41
(4)اشغل وقت فراغك بما يفيد:-
ان وقت الفراغ الذي يقضى بدون هدف او فائدة
فرصة عظيمة للشيطان لكي يستغل عدم تيقظك ويبذر بذور الشر والشهوة في ذهنك . لقد
رفض داود الملك يوما ان يخرج للحرب وهكذا في فراغ صعد الى السطح ووضع الشيطان
مصيدته واوقعه في الفخ في وقت غفلته 2صم11
لقد علمنا الكتاب قائلا "مفتدين الوقت
لان الايام شريرة" اف5: 16 والمسيحي بحق لايترك دقيقة واحدة تمر بلا هدف
اومعنى لذلك استفد من اوقات فراغك عن طريق شركتك مع الله وخدمتك للنفوس التي تحتاج
اليك واستغلال طاقاتك ومواهبك التي زودك بها الروح القدس واعلم انك تستطيع ان
تسترد اشياء كثيرة فقدتها لكنك لاتستطيع ان تسترد دقيقة واحدة مضت من عمرك.
(5)احذر اصدقاء السوء:-
انك تستطيع بحق ان تعرف ماهي الشخصية التي
امامك لو انك عرفت من هم اصدقاؤه ان الاصحاب الكثيرون قد يكونوا خرابا لنفسك ام
18: 24 لاتقل ان الاصدقاء الاشرار لايؤثروا عليك فهذه اكذوبة لانه من المعروف ان
الانسان يتاثر بالمحيطين به وقد قال الرسول بولس "لاتضلوا فان المعاشرات
الردية تفسد الاخلاق الجيدة " 1كو15: 33 ولهذا عندما قال الرسول
لتيموثاوس" اما الشهوات الشبابية فاهرب منها
" قال بعدها الجانب الايجابي المهم " واتبع البر والايمان
والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي " 2تي2: 22
لهذا ياعزيزي كن جريئا وخذ قرار بترك الاشرار
والانفصال عن كل صداقة لاتمجد الله فقد قال المرنم في المزمور الاول "طوبى
للرجل الذي يسلك في مشورة الاشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم
يجلس لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا فيكون كشجرة مغروسة عند
مجاري المياه التي تعطي ثمرها في اوانه وورقها لايذبل وكل مايصنعه ينجح "
مز1: 1-3
(6)لاتعتمد بذاتك ولاتهرب من
المسئولية:-
ان مشكلة كثيرين من الشباب هي اعتدادهم
بذواتهم فينظر الشاب الى نفسه باعجاب ويقارن نفسه بالاخرين قائلا "طبعا
لايمكن ان اسقط في تلك الخطايا كفلان " "انا عارف نفسي مستحيل ان اتدنى
الى مستوى هؤلاء السذج انا اعرف ان احافظ على نفسي جيدا " وبعد السقوط يلمع
قول الكتاب " قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح " ام16 : 18
ويقول الكتاب ايضا عن خطية الزنى انها "طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها اقوياء
" ام7: 26 لقد سقط شمشون الجبار في نقطة قوته عندما ترك نفسه للشر ظانا ان
بذاته اقوى من الخطية والنتيجة انه حصد المر والهوان بسبب مازرع من كبرياء وجهل قض
16
لكن انتبه ياعزيزي الى مسئوليتك الشخصية
فلاتقل "انا ضعيف" "انا لااقدر ان اقاوم" "انا مرغم على
الشر" فلقد اعطاك الله امكانية النصرة والبركة في المسيح لان "الله لم
يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح" 2تي1: 7 وقال بولس واثقا
" استطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني" في4: 13
(7)لاتكن انانيا بل هب نفسك لمن
احبك:-
ياترى ماهو دافع كل من يسلك في النجاسة
والزنا ؟ ليس هو الا حب الاخذ والتمتع حتى ولو على حساب الاخرين
نعم هو حب الانا والذات . ان قصة امنون
المسجلة في 2صم13 اوضح مثال على المحبة الشهوانية التي جعلته يذل اخته ثامار ويزني
معها رغما عنها وبعد ماحقق شهوته ابغضها بغضة شديدة جدا حتى ان البغضة التي ابغضها
اياها كانت اشد من المحبة التي احبها اياها 2صم 13 : 15 ونتيجة مافعل انه تم قتله
عن طريق ابشالوم اخيه
وكلام الرب يسوع لتلاميذه والجموع كان واضحا
فقال " من اراد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه (اي ينسى نفسه تماما) ويحمل صليبه
ويتبعني فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الانجيل
فهو يخلصها " مر8: 34-35 وقال في مكان اخر " من وجد حياته يضيعها ومن
اضاع حياته من اجلي يجدها " مت10: 39 ان الحب الناضج هو ذلك الحب الذي يعطي
وليس الذي ياخذ كما قال بولس "متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال مغبوط هو
العطاء اكثر من الاخذ" اع20: 35
هب نفسك اذا ياعزيزي لمن احبك ولاتكن انانيا
فتربح نفسك بدلا من ان تحب نفسك وتعبدها فتخسرها مر 8: 36
(8)تعلم ضبط النفس:-
بالرغم من ان هناك في كل انسان ميل طبيعي
ناحية الجنس الاخر الا ان طبيعتنا دائما تميل الى الاندفاع لهذا لابد لنا ان نمارس
عملية ضبط النفس اي التحكم فيها وترويضها وبدون هذا لايصلح جهادنا في سباق الحياة
لننال المكافاة من المسيح لهذا قال الرسول بولس لاهل كورنثوس " الستم تعلمون
ان الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحد ياخذ الجعالة هكذا اركضوا لكي
تنالوا وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شئ اما اولئك فلكي ياخذوا اكليلا يفنى واما
نحن فاكليلا لايفنى 1كو9: 24-25 ويحرص
الرسول ايضا تلميذه تيموثاوس ان لايرتبك باي معطل يعوقه في جهاده في الجندية
الروحية فيقول له " ليس احد وهو يتجند يرتبك باعمال الحياة لكي يرضي من
جنده" 2تي2: 4 ومن ضمن ثمر الروح الذي سرده الرسول لاهل غلاطية تلك الفضيلة
التي لاغنى عنها "تعفف" اي ضبط النفس
(9)تاكد انك امام الله دائما:-
ان هذه النقطة لتعتبر اكثر النقاط اهمية اذ
انك لو ادركت انك في اي وقت وفي اي مكان فانت امام الله لاختلفت معايير ومقاييس
كثيرة في حياتك ولاسيما من جهة موضوع الطهارة المسيحية . لقد دافع يوسف في عدم
وقوعه في الخطية هذه الكلمات "فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله "
تك39: 9 لقد كان يوسف واثقا ان الله يراه بل معه حتى في بيت فوطيفار ولهذا لم يفعل
الشر عندما تقرأ مز 139 بتأن تنتبه كيف ان
الله يراك حتى في الظلام وكيف انه يحاصرك من كل جهة ويعرف مابداخلك حتى قبل ان
تعبر عنه بلسانك
لقد كانت ترنيمة داود الجميلة في مز16
"جعلت الرب امامي في كل حين لانه عن يميني فلا اتزعزع"
وبالنسبة لك انت اين الله في نظرك؟ هل تعتقد
انه لايرى ولايدري؟ انت تخادع نفسك لان الله يراك بل ويعرف تفاصيلك الدقيقة ايضا .
اذهب اليه فهو يحبك كن امينا وعش له ولاتغر من الاشرار او تحسدهم بل كن في مخافة
الرب اليوم كله ام23: 17
(10)تطلع الى الهدف الاسمى:-
مع ان طهارة ونقاء النفس شئ لايمكن التغاضي
عنه في حياتنا مع المسيح كما اوضحنا لكنه لايصح ان يكون هدف في حد ذاته صحيح انه
يجب ان تعيش طاهر لكن هذا لايتم بان تجعل هدفك ان تمتنع عن عادة سيئة او تصرف شرير
وبذلك يزيد انحصارك في نفسك ويظهر عجزك وفشلك لكن ضع نصب عينيك اهداف اسمى واروع
كأن تعرف المسيح في3: 10 ويتصور المسيح فيك وتشبهه غلا4: 19 – رو8: 29 وان يتمجد
الله من خلال تصرفاتك المختلفة 1كو10: 31
وبهذه الاهداف السامية يطبع الله صورة الرب
يسوع على حياتك فنجد نفسك تلقائيا طاهرا لانك تعيش حياة المسيح الطاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق