لتسلسل الهرمي في مملكة إبليس وخطط الحرب

التسلسل الهرمي في مملكة إبليس وخطط الحرب


Image result for ‫مملكه ابليس‬‎
نحن نعلم الآن أن مملكة الظلمة تتكون من إبليس رئيسًا وبقية الشياطين. ونحتاج أن نفكر في الطريقة التي
١١ ). ويستطيع رجل الأمن أن يتغلب على : تعمل بها مملكته وبتعبير كتابي "لأننا لا نجهل أفكاره ( ٢كو ٢
المجرم عندما يعرف الطريقة التي يعمل بها ذلك المجرم.
وتستطيع أن نصف إسلوب عمليات إبليس بالهجوم ثلاثي الشعب على العالم.
الوسيلة الأولى: التسلسل الهرمي
الوسيلة الأولى للهجوم هي التسلسل الهرمي للسلطة في مملكة إبليس. ويستخدم إبليس هذا التسلسل لكي
يشرف ويسيطر على العالم. وكأنه لهذا العالم فإن إبليس لديه خطة بعيدة المدى.
وكأي تدرج سلطة فإنه يشمل عدة وظائف مختلفة. والكتاب المقدس يتكلم عن أن مملكة الظلمة تشمل ثلاث
وظائف محددة وهي الحكام والسلاطين والقوات. وتلك الاصطلاحات تتباين بدرجة طفيفة في الترجمات
المختلفة للكتاب. ولكن الأمر المهم هو أن تعرف وظيفة كل واحد منهم وأن نحاربهم.
الحكام
يستخدم الكتاب مثل "عروش"، "سلطات"، "حكام" وتصف هذه الكلمات وظائف يشغلها أرواح. والحكم يشمل
فرضالرأي والإرادة على الآخرين. ومن المهم أن نفهم كيف يجد العدو طريقًا للدخول إلى الأرضكي يفرض
رأيه على إرادة الإنسان.
تكلم يسوع في (متى ١٦ ) عن "أبواب الجحيم" وكان من عادة قادة المدن في عهد المسيح أن يجلسوا عند
أبواب المدينة كي يتخذوا القرارات الأساسية الخاصة بتلك المدينة. والكلمة المعاصرة المرادفة "لأبواب" تكون
البرلمان أو مجلس الشعب أو الكونجرس أو البيت الأبيض أو الكرملين…..بمعنى أي مكان تتخذ فيه
القرارات الجماعية الهامة.
وتسلل إبليس إلى بنيان السلطة البشرية القائمة محاو ً لا أن يحكم ويتسيد من خلالها. وكيف يفعل ذلك؟ كما
اعتاد أن يفعل دائمًا منذ حادثة جنة عدن. إنه يجد طريقة للدخول والتسلط من خلال الاختيارات الأنانية الخاطئة
التي يقوم بها النساء والرجال.
عندما نفكر في السلطة أو البناء الحكومي فأننا نميل إلى التركيز على السلطات العليا. ولكن بنيان السلطة
متسع ومتعدد الطبقات ويلمس كل وجه من أوجه حياتنا. فهناك سلطات تحكم كل شيء بدءًا من قاضى المحكمة
العليا حتى الرجل يمنحك ترخيصًا لكلبك. وبخلاف الحكومات المحلية والشعبية هناك سلطات للمدارس
والأشغال والكنائس ونقابات العمال والنوادي والفرق الرياضية وحتى العائلات.
٥٠
حتى القبائل التي عاشت في العصر الحجري تمتعت ببنيان حكومي يتضمن رؤساء قبائل وشيوخ قرى.
ثقوب في الأسوار
إذا كانت كلمة "أيوب" تشير إلى الاختيارات التي تقوم بها السلطة فإن كلمة "أسوار" هي رمز كتابي يشير
إلى الحماية التي تمارسها السلطة العادلة الموجودة في مجتمعنا ويعلم أنها لو كانت تمارس دورها بكفاءة. فإنه
لن يتمكن من أن يسود أو يحكم. فإن أسوار السلطة سوف نقف حائ ً لا أمامه. ولكن إن سقطت تلك الأسوار
فسوف يجد طريقه للدخول وسوف يتسيد ويحكم. وحيث لا توجد سلطة أو خضوع. يستطيع إبليس أن يسود.
وحيثما تجد الفوضى والتمرد فأنت حتما سوف تجد إبليس يحكم. وسوف يكون مقدار تسلطه بنفس المقدار
انهيار وسقوط تلك المؤسسات.
ولذا من السهل أن نفهم سبب تعرض الكنيسة والزيجات والعائلات لك هذا الهجوم الساحق اليوم.
إن أعظم كتاب يمكن الرجوع إليه لفهم الحرب الروحية هو العهد القديم. فالحروب التي خاضها شعب الله
على الأرض في وقت العهد القديم تتشابه تمامًا مع حروبنا الآن في العالم غير المنظور.
لقد تغلغل إبليس في جيوش بشرية من لحم ودم لكي يدمر ويسحق إسرائيل. واليوم ما زال يسعى جاهدًا
لك يدمر شعب الله من المؤمنين، ولم تطرأ على خططه أي تغيير يذكر.
عاش بنو إسرائيل في مدن محاطة بأسوار عالية تحميهم من العدو. وكانت جنود العدو تستطيع أن تدخل
المدينة بمجرد عثورها على جزء ساقط من ذلك السور. وكان بامكانهم عندئذ أن ينهبوا ويقتلوا.
وعندما عاد نحميا إلى أورشليم وقبل أن يبني بيته أو بيت الله أو أي شيء آخر، أخذ في إعادة بناء أسوار
المدينة. لقد كانت الأسوار أهم وسيلة للدفاع وسط عالم عدواني، وكانت دائمًا لها الأولوية المطلقة .
إن هذه المدن القديمة تقدم لنا صورة تاريخية مشابهة لما نواجهه الآن في العالم غير المنظور. فالبنيان
الحكومي للمجتمع يشمل أسوارًا مثله مثل من العهد القديم. ورغم أن هذه الأسوار غير منظورة إلا أنها أسوار
حقيقية للسلطة والحماية. وإذا سقطت تلك الأسوار فإن النتائج
سوف تكون وخيمة. وإبليس يعمل بنشاط وفاعلية في العالم غير المنظور محاو ً لا أن يهدم تلك الأسوار.
وهو يصنع ذلك بثلاث طرق.
التخلي عن الحكم للشيطان
إن الهادم الأول للأسوار هو القيادة غير الخاضعة لله فعندما لا يحيا القائدة أو يحكمون شعبهم على أساس
المبادئ الكتابية وفي توافق مع إرادة الله فإن أسوار سلطتهم تتداعى ويتمكن إبليس من أن يحكم من خلالهم.
فمث ً لا لو وجد قاضلا يؤمن بالله وفسد ضميره فإنه سوف يتخلي عن سلطانه وموقعه إلى حكام غير منظورين.
وقد لا يلاحظ هذا القاضي إنه يعطي دار القضاء لإبليس. ولكن في الحقيقة فإن كل ما تحت يديه من سلطات
أصبح متاحًا لكي يستخدمه إبليس في هجومه. وهذا لا ينطبق على كل مؤسسات الحكم فالقيادة التي لا تطيع
الله تحكم الأسوار وتسمح لحكام العالم غير المنظور أن يحكموا وهم لا يضيعون فرصة أبدًا.
٥١
٢) أن نصلي من أجل كل من في منصب. فكل منصب وسلطة -١ : لذلك يدعونا الكتاب في (تيموثاوس ٢
معرضة للهجوم لأن العدو يريد أن يحكم هو ولذلك توجد أزمة قيادة في مجتمعاتنا الغريبة. ونحن نحتاج أن
نقوي ونشد أسوار القيادة وأن نتشفع من أجل قادتنا. ونحن كقادة نحتاج أن نكون أقوياء وأن نقود بنزاهة وهكذا
نحد من قوة العدو ولكن أن كنا دائمًا نقلل من قدر قادتنا فإننا بهذا نساعد إبليس في قضيته.
والقيادة المهملة هي الهادم الآخر لأسوار الحماية حول المجتمع. والقائد المهمل هو القائد الذي لا يقود.
وللأسف هناك آباء ليسوا آباء وأزواج ليسوا أزواجًا ومدرسون لا يدرسون. فعندما نهمل مسئوليتنا كقادة فإننا
نترك فراغًا تملأه قوات الظلمة وتتحكم بد ً لا منا. مث ً لا نجد آباء وأمهات كثيرين ليس لديهم وقت للجلوس مع
أولادهم أو لتوصيل القيم الأخلاقية إليهم أو لتدريبهم وتهذيبهم ونتيجة لذلك يصبح الطفل معرضًا للتأثيرات
الشريرة.
والعامل الثالث والأكثر شيوعًا الذي يهدم الأسوار هو التمرد فأينما ذهبت وجدت مجتمعًا متمردًا من
صغيرهم إلى كبيرهم وحتى في أوساط المؤمنين فإن التمرد يجد تبريرًا فنقول مث ً لا:
"هذه طبيعتي"
"إني عنيد"
"لن أكون أبدًا الرجل الذي يقول دائمًا "نعم".
"أحب أن يكون لي رأي"
"أحيانًا يجب أن تقف مدافعا عن حقوقك"
"هذه هي شخصيتي"
قد ندافع بتلك الأقاويل عن قلوبنا المتمردة ولكننا في الواقع نسبب تلفًا هائ ً لا لأسوار السلطة. ويتمردنا هذا
فإننا نتخطى بسهولة الخطوط الفاصلة بين الامتثال والمقاومة، التعضيد والمعارضة، والخضوع والتحدي.
ما هو التمرد؟
إنها مقارنة .23لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ, وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ!». 2
 

 ( ١صموئيل ١٥: 23 )
عنيفة وكلن علينا أن ندرك أن التمرد يهدم الأسوار.
والتمرد هو موقف لقلب يقول " أنا لا أريد قوانين ولا أحتاج لقادة يملون على ما أفعله أو لا أفعله.
وببساطة شديدة فإن روح التمرد هي رفضالسلطة والرغبة في التحرر في كل ما يمكن أن يفرضعلينا.
وسبب تماثل التمرد والعرافة: هو أن كليهما يعطيان الفرصة لإبليس ليدخل.
فالعرافة والتمرد يحققان نفس الشيء في البنيان الاجتماعي وفي حياة الأفراد فكلاهما يتعامل مباشرة مع
قوات الظلمة.
٥٢
١لِتَخْضع كُلُّ نَفْسٍ لِلسلاَطين \لْفَائِقَة لأَنَّه لَيس سلْطَان إِلاَّ من \للهِ و\لسلاَطين \لْكَائِنَةُ هي مرتَّبةٌ من \للهِ ٢حتَّى
إِن من يقَاوِم \لسلْطَان يقَاوِم تَرتيب \للهِ و\لْمقَاوِمون سيأْخُذُون لأَنْفُسهِم دينُونَ ً ة. ٣فَإِن \لْحكَّام لَيسوا خَوفًا لِلأَعمالِ
.(٣ -١ : \لصالِحة بلْ لِلشِّريرة. أَفَتُرِيد أَن لاَ تَخَافَ \لسلْطَان؟ \فْعلِ \لصلاَح فَيكُون لَك مدح منه" (رو ١٣
١) أن كل الرياسات إلهية. فهناك فساد بين رجال الشرطة والقضاة والرؤساء والقسوس : لا تخبرنا (رو ١٣
والآباء ولكن وظيفة السلطة قد أرسيت بواسطة الله. وأرادته هي أن نخضع لكل سلطة ولكل من هم في موضع
السلطان. قد يكون القادة أشرارًا ولكن الوظائف التي يشغلونها موجودة كسور لحماية المجتمع.
٣) فهي تخيف صانع الشر والدولة : فالسلطة في حد ذاتها تعيق أو تبطئ تقدم الشر حسبما نقرأ في (رو ١٣
التي تتمتع بسلطة قوية يمكنها أن تحد من الشر حتى لو لم تكن دولة مسيحية. والعائلة التي تتمسك بمبادئ العائلة
يمكنها أن تبطئ وتعيق الشر. فالشيطان يمنع من التقدم بواسطة أسوار السلطة التي تحيط بتلك المؤسسات. إن
هذا مبدأ عام وضعه الله يؤثر على الجميع.
عدم الطاعة وليس التمرد
هل يعني ذلك أن علينا أن نطيع السلطات الأرضية أكثر من طاعتنا لله؟ لا ففي (أعمال ٤) جيء ببطرس
أمام رئيس الكهنة لأنه كان يعظ بالإنجيل وكانت أوامرهم له متعارضة تمامًا مع وصايا الله. وقد رفضبطرس
الطاعة وأطاع الله أكثر من الناس. ولكنه لم يهاجم سلطة رئيس الكهنة ولم يرد عليهم بالتمرد. فهناك فرق بين
التمرد وعدم الطاعة أو العصيان المدلى. فالخضوع للرياسات لا يعنى أننا أصبحنا نقول نعم لأي شيء بدون
أن يكون لنا رأينا الخاص. نستطيع أن نقف ضد الظلم والخداع. نستطيع أن نواجه وأن نعترض. نستطيع أن
ننتهر في اسم المسيح عندما يحتاج الأمر ولكن يجب ألا نهدم نظامًا أو نقاوم القادة لمجرد أنهم في موضع
السلطة.
إن هدف إبليس هو العائلات كعائلات والنقابات العمالية كنقابات عمالية والدول كدول وعندما نحاول أن
نهدم السلطة ونحتفظ بالتمرد في قلوبنا فإننا نصبح حلفاء لإبليس.
: من المهم أن نترك محاولات الشيطان لكي يهدم الأسوار لكن ماذا علينا أن نفعل؟ نقرأ في (حزقيال ٢٢: 30 



: وَطَلَبْتُ مِنْ بَيْنِهِمْ رَجُلاً يَبْنِي جِدَارًا وَيَقِفُ فِي الثَّغْرِ أَمَامِي عَنِ الأَرْضِ لِكَيْلاَ أَخْرِبَهَا، فَلَمْ أَجِدْ.

الله يبحث عمن يشيدون الجدار مرة أخرى بواسطة الصلاة الشفاعية. الآن نحن نعلم أين تقع الأسوار ومكان
الثغرات. فهي من حولنا وبنيان المجتمع آخذ في الإنهيار. علينا أن نملأ تلك الثغرات ونحن نتشفع أمام الله وأن
نغلق الأبواب التي يدخل منها إبليس للمدن والعائلات والمدارس والأفراد.
٥) تحديًا أكثر تحديدًا لنقوم بمسئوليتنا التنبؤية والشفاعية في المجتمع " (حزقيال ١٣ :4

الثعالب عادة ما تصنع لنفسها اوجرة في وسط الخرايب وهذا ما يفعله المؤمنين بينما تنهار المجتمعات من
حولهم.
ونحن مدعوون أن ننهضونصلح الضرر الذي أصاب أسوار المجتمع عن طريق الصلاة والحرب الروحية
والاشتراك الفعال في النشاطات الإيجابية للمجتمع.

الرياسات
الوظيفة الثانية داخل التسلسل الهرمي لمملكة الشياطين هي الرياسات ويشار إليها بأرواح المناطق
والرياسات ليست أكبر وأقوى أو أكثر شرًا من الأرواح الشريرة الأخرى.
وهي ببساطة عبارة عن مخلوقات ذات تأثير على مناطق واسعة من مملكة إبليس.
ويوزع إبليس قواته وينشرها في الأرض بطريقة شديدة التنظيم هو لديه خطة حربية خاصة لكل حيز
جغرافي على الأرضولكل مجموعة من الناس. فخطته للهند تختلف عن خطته لنيويورك وخطته للأطفال
المتشردين في كاليفورنيا تختلف عن خطته للعاهرات في أستردام. فهو يعين قوات شر خاصلمناطق معينة
ولأناس معينين.
وكأي قائد عسكري متمكن فخطته لإخضاع الأرضلسيطرته تبدأ بخرائط جيدة. فهو يقسم الأرضإلى
مناطق والمدن والأحياء وحتى الجواري. وهو يفكر في الكثافة السكانية في الريف والحضر وله دراية
بالشعوب والقبائل والتجمعات والنوادي وحتى العائلات. كما أنه يعرف اللغات واللهجات والتراث الثقافي
والسلالات العرقية، ويعرف كل مجتمع وكل منظمة وكل ناد. هو خبير بأرضالمعركة ويعرف عدوه وهو
مستعد استعدادًا جيدًا للقتال.
اخرج خريطة العالم
لهذا يمكنك أن تقف بقدميك على حدود تفصل بين دولتين الأولى أغلبها مؤمنين والأخرى لا توجد بها
شهادة مسيحية تذكر ومسافرون كثيرون اختبروا مثل هذا التباين بينما هم يتحركون من بلد إلى آخر.
ففي مدينة تمكنك أن تلاحظ سيادة الفكر الإلهي ويمكنك أن تشعر بجو إيجابي مريح بينما في مدينة أخرى
سوف نشعر بالاكتئاب وبسيادة قوات الظلمة على هذا المكان والبعض قد اختبروا فروقًا روحية واضحة
بمجرد العبور من طرف الجسر إلى طرفه الآخر في مدينة واحدة.
ولقد اختبرت نفس هذا الشعور بينما كنت أسير في مدينة لوس أنجلوس وحين تركت بلدة لأفضل
الأخرى، شعرت أني دخلت منطقة روحية غريبة وإذ بي أجد أن البلدة تبيح مجلات تنتمي إلى أحد البدع
الجديدة بينما تحتوي على كنائس قليلة جدًا وكان يسود البلد جو من الشر والنشاط الشيطاني.
ويمكن لله أن يعطينا حساسية خاصة للمؤثرات الروحية في مناطق معينة. ولكن حتى بدون تلك الحساسية
فإنه يمكن أن تدرك الكثير من خلال الإحصائيات. فقد تختلف مدينتان في نسبة الجرائم والعنف والإدمان
والدعارة والإباحية والزنا والطلاق والانتحارات كما انهما قد يختلفان في أعداد الشواذ وعابدي الشيطان
والأمراض والكوارث ونسبة موت الأطفال.
وهذا يوضح أن إبليس يستخدم قواته ويضع خططه طبقًا للخريطة. وإذا شئنا أن نأخذ الحرب الروحية
بجدية فعلينا أن نتعرف على جغرافية الأرض وعلى مجموعات البشر الموجودة فيها وعلينا كمؤمنين أن
نبذل جهدًا ووقتًا مضاعفًا ندرس خرائط العالم ومن يعيشون فيه.
تحريك قفص الشيطان
٥٤
لا يهتم إبليس كثيرًا بما نفعله وهذا لا يعني أننا لا نصنع أمورًا جيدة. ولكن في الحقيقة جزئ كبير من
مجهودنا لا يترك إلا أثرًا قلي ً لا على إبليس. ولكن إذا صلينا طبقًا للخريطة وركزنا صلواتنا على أماكن
وتجمعات للناس يسود عليها إبليس ويملكها فحينئذ نستحوذ على اهتمامه.
هل تشعر بغرابة أن تصلي من أجل مدينة لم ترها من قبل أو أن تذكر أمام الله قبيلة قرأت عنها في مجلة
ما؟ ألا يعنى هذا أننا بعيدون عما يريده الله ؟
إن دعوة الله في إرساليته العظمى "اذهبوا إلى العالم أجمع" ولهذا فالصلاة لأجل العالم أجمع يجب أن
تكون هي استجابتنا التلقائية والتزامنا الأول لكي نربح العالم للمسيح. فالصلاة من أجل الناس حول العالم
هي مسئولية كل مؤمن.
فالصلاة من أجل أماكن معينة سوف تهز إبليس وسوف تعيق خططه. ولكن كيف نصلى لشعوب لا
نعرفها؟ ولا نعرف مكانها؟ لنتيقن أن إبليس يعرف كل شيء عنهم. لذا يجب علينا نحن أيضًا أن نتعلم
الجغرافيا في كنائسنا.
فمن منا يعرف أين يقع بوتان قليلون من يعرفون أين تقع موزمبيق. ولكن الشيطان لديه خطة منظمة
لتدميرها ولوضعها في قيود منذ قرون عديدة. قليلون يصلون من أجل موريتانيا وربما هذا هو السبب وجود
قلة من المسيحيين هناك فنحن لا نعلم أين تقع أو من يعيش فيها ولكن إبليس يعرف تمامًا كل هذا.
إن قوات الشر تعرف وتضع خططًا لكل مجموعة من الناس والشيء الوحيد الذي يقف في طريق إبليس
هو الكنيسة.
فالحرب الروحية التي تشمل العالم كله تعني أن تعرف كيف نصلي جغرافيًا ويتكلم الأصحاح العاشر
من دانيال عن "رئيس فارس" أي الرياسة فوق فارس وهذا الرئيس لم يمت ولم يتقاعد وهو غالبًا ما زال
في مكانه يمارس عمله كما كان يفعل في القديم. ويتكلم سفر دانيال أيضًا عن "رئيس اليونان" وإذا كان هناك
رئيس لفارس ورئيس لليونان فلابد أن هناك رئيسًا "لسكوتلاندا وهاواي ولندن ودالاس".
ويشكل إبليس خططته ويعين قواته طبقًا لعلم الديمجرافيا وهو علم دراسة تجمعات البشر فهو لديه خطة
لكل مجموعة من الناس. لديه خطته للاجئين ورجال الشرطة ورجال الأعمال والعاملين بالتليفونات والعمي
ولكل مجموعة من التجمعات البشرية.
مباراة كرة القدم
إن ما يحدث بين كنيسة المسيح وقوات الظلمة يشبه إلى حد كبير مباراة في كرة القدم. فهناك فريقين
يحاول كل منهما أن يصل لشباك الآخر ويسجل هدفًا. وفي نفس الوقت فإن على كل فريق أن يمنع الفريق
الأخر من اختراق صفوفه الدفاعية ويقف فريق كنيسة المسيح بكل ما فيه من خدام وقسوس. وقادة
اجتماعات الشباب ومدارس الأحد والشمامسة وفصول الكتاب المقدس. وفي كل لقاءاتنا واجتماعاتنا نأتي
بأهدافنا العظيمة وخططنا الرائعة وهذه أمور طيبه ويقف فريقنا في نصف الملعب الخاصبه مرنمًا ترنيمة
الكنيسة المنتصرة. وعلى الجانب الآخر تقف قوات الشر وإذا اعتقدنا إنهم لا يملكون تنظيمًا مرتبًا فإننا نكون
قد جانبنا الصواب إلى حد كبير فهم قد أعدوا خططًا وعينوا قوات لكل فئة من فئات المسكونة ولكن المشكلة
٥٥
هنا أننا لا نحاول أن نلعب المباراة. إننا نقف على الخطوط الجانبية نمارس بعضالأمور التي اعتدناها بينما
يسجل العدو الهدف تل الهدف.
وأود هنا أن أقترح أن تكشف الكنيسة ما كان إبليس يفعله في القرون الأخيرة الماضية وأن تنزل الكنيسة
إلى أرض الملعب وتصده.
ونحن نستطيع أن نصد قوات الظلمة وأن تلتحم مع العدو ونعيق خططه من نحو أناسًا معينين وذلك إذا
كنا محددين في صلواتنا. هاجم العدو طبقًا لخططه الجغرافية والديموجرافية وعلى كنيستنا أن تصلي حسب
المناطق الجغرافية وأن تعد الخطط لتكسب كل منطقة وكل مجموعة من البشر للمسيح.
لقد سخر الشيطان بلادًا بأكملها له حتى أننا لا نجد فيها شاهدا. واحدًا للمسيح وذلك سببه أن الكنيسة لم
تحارب إبليس في مناطق بطريقة محددة ولأنها لا تعرف خططه ولا طرق عمله.
ومن ناحية أخرى فإن مناطق أخرى من العالم كانت مقاومة للرسالة ثم تغيرت بطريقة عجيبة نتيجة
صلوات المؤمنين المحددة فمملكة نيبال مث ً لا كان بها ٢٩ مسيحيًا في سنة ١٩٥٩ والآن مائة ألف مسيحي.
الهمس في الحرب الروحية
والمثل الآخر المميز لتأثير الصلوات المحددة هو رومانيا فقد دأب أحد المرسلين على زياراتها بصفة
دورية منذ سنة ١٩٧٣ وقد صعق لما رآه. فقد قتل البوليس السري ستمائة ألف مواطن أثناء حكم
"شاوسيسكو" وعانى الشعب من الحرمان الاقتصادي الشديد ومات أطفال كثيرون من الصقيع في
المستشفيات وبسبب صدور قانون لا يعترف بالطفل إلا بعد ولادته بشهر فإن أطفا ً لا كثيرين ماتوا دون أن
تشملهم الإحصائيات.
وبينما كان المرسل يداوم على زيارة رومانيا قاده الرب إلى مجموعة من المؤمنين في بلدةصغيرة تدعى
"تيميسوارا" كانوا يتقابلون معًا في المنازل وابتدأ الرب يتكلم معهم عن الحرب الروحية. ونبههم الرب أن
يصلوا من أجل روح الخوف والفزع تلك الروح التي كانت مسيطرة على المجتمع الروماني. وقادهم الرب
إلى صلوات حول المدينة – بينما كانوا يمشون – وفي أنحائها وأمام مباني الحكومية صلوات رفعت ضد
الرياسات والقوات المسيطرة على هذه البلد ولكن بصوت هامس.
في بادئ الأمر شعروا أنهم حمقى ولكنهم استمروا في إطاعة الرب خلال شهور ساءت الأمور أكثر
حتى أنه في فبراير ٨٩ اختفى راعيان وقتلا بواسطة البوليس السري والبعض الآخر سجن. ولكنهم
استمروا يتقابلون ويقومون بالحرب الروحية وتكلم الله لهم مرة ثانية مؤكدًا لهم أن النصرة أصبحت قريبة.
وأخيرًا في ٢٣ أكتوبر ١٩٨٩ جاءت كلمة الله إليهم أن نارًا سوف تشتعل في مدينتهم وسوف تمتد إلى
كل رومانيا وبدت الرسالة صعبة التصديق وخصوصًا لمجموعة صغيرة من الناس تهمس بصلواتها في
السر.
ومع ذلك فقد بدأت الشرارة من "يتميزورا" تحقيقًا لكلمة الرب عندما قبض على قص يدعى "لازالاو
توكس" في ١٥ ديسمبر ١٩٨٩ وانتشر خبر اعتقال القس في البلدة وبد ً لا من رد الفعل المعتاد. تقاطر
المسيحيون إلى منزل الراعي وكونوا سلسلة بشرية أمام مدخل المنزل. أخذ البوليس في تهديدهم ولكنهم
بدأوا الأغنية الأولى للثورة: "بدون خوف. بدون خوف .. الحرية!"
٥٦
وزاد عددهم والبعض اعتقلوا وعذبوا ومع ذلك جاء آخرون غيرهم آلاف من البشر مسبحين وغير
مسبحين، بدون أي خوف وتقدم الناس إلى الجنود وعروا صدورهم أمام البنادق وهم يهتفون "أننا منتصرون"
يسقط شاوسيسكو" بعضالأخبار قالت أن مئات وربما الآلاف من الرجال غير المسلحين والنساء والأطفال
قد قتلوا في انتفاضة ديسمبر ١٩٨٩ ولكن الحشد استمروا ينموا ولقد سار الناس إلى الجنود وجثوا أمامهم
مصلين لله.
وهكذا اشتعلت الشعلة وانفلت الجيش ضد البوليس السري وشارك الشعب ثورته وسقط نظام
"شاوسيسكو" في ٢٥ ديسمبر ١٩٨٩ .د
وكتبت الصحف "أن طوق الخوف والرعب قد انكسر" وهي نفسالقوات الروحية التي قاد الرب مجموعة
صغيرة من المؤمنين لكي يصلوا ضدها قبل عامين.
وهذه قصة واحدة من قصصكثيرة وخلال الثلاثين سنة الماضية ركزت الكنيسة صلواتها على الكنيسة
المضطهدة في البلاد الشيوعية وما حدث في تلك البلاد يقيم الدليل على أن الصلاة المحددة المركزة ضد
الرياسات والقوات إنما تكسر قوتها ومع ذلك فمازلنا نحتاج أن نستمر في الصلوات لكي نستمر هذا الانفتاح
في أوروبا الشرقية.
القوات
والقوات هي الوظيفة الثالثة في التسلسل الهرمي للحكم في مملكة إبليس. وهي تشير إلى أنواع من
الشرور والشياطين المخصصة لتلك الشرور وهي تدل على الجهد المركز نحو تنمية وتفاقم بعضالشرور.
كيف يستطيع شيطان مهزوم أن يستحوذ على العالم بهذه الصورة؟ عندما كنت طف ً لا صغيرًا سمعت أحد
القسوس يقول أن الشيطان قد هزم وأنه لم يعد عنده عمل يعمله فلنا النصرة. وخرجت من الكنيسة وأنا أفكر
"إذا كان الشيطان قد هزم وأننا قد انتصرنا منذ ألفي عام فلماذا لا زال موجودًا في مدينتنا؟ فلم يكن من
الصعب – حتى على صبى صغير مثلي، أن أدرك أن هذا العدو المهزوم ما زال موجودًا ونشطًا.
إنها حقيقة أن الشيطان قد غلب تمامًا، إلى الأبد وأنها لحقيقة تستحق الاحتفال. ولكن الحقيقة الأخرى
هي أن هذا الشيطان المغلوب ما زال نشطًا في عالمنا حتى اليوم. كيف يمكن هذا؟ هو نشيط في مجتمعنا
بالدرجة التي لا يخطئ بها الناس ويعيشون في أنانية. وهو يأخذ قدرًا معينًا من السلطة نحن الذين نحددها
حسب حياتنا عندما نعيش في اختلاف وتعارضمع الله. كما أن هناك ترسبات صنعها أولئك الذين أخطأوا
عبر التاريخ. كما أن حرية تحركاته في الأرضهي هدية وهبها له أناس مثلي ومثلك بخطيتهم وباستمرارهم
في الحياة بأنانية.
كما أن نشاط إبليس تتحدد بطبيعة خطايانا. فالطريقة التي تخطئ بها هي التي تسمح للشيطان أن يؤثر
علينا ويجبرنا على الارتباط بتلك الخطايا. وهو يستخدم قوات شيطانية مخصصة لنوع الشر الذي نستسلم
له. لذلك فهناك قوات للطمع والشذوذ والاكتئاب والخوف والشعوذة. وهكذا توجد قوات عديدة مثلما توجد
خطايا عديدة.
إن العدو لا يمتلك مكتبة ممتلئة بالقوات الشريرة وهو لا يحسب الشهوة من على الرف ثم يلقي بها على
مدينة ليجعل كل من فيها يشتهي. إنه لا يعمل ذلك الطريقة.
٥٧
ولكن إذا أعطت مدينة أو دولة نفسها للشهوة أو لأي خطية أخرى. فإن تركيز الآلاف من الأشخاص
على أن يختاروا بمحضأرادتهم تلك الخطية هو الذي يوطد دعائم القوات المعينة لتلك الخطية. ولهذا فإنك
تجد مدينة تتميز كعاصمة للإباحية وأخرى تشتهر بالخزعبلات أو القمار والطمع.
وتتعين قوات أيضًا للعائلات إذا أعطت هذه العائلات نفسها لخطية معينة. حتى الكنائس التي تمثل
شخصالمسيح يمكن أن تتعين لها قوات. فالكنائس التي لها تاريخ طويل في الانقسام يتعين لها قوة الانقسام.
والأمم والمدن ومجموعات الناس وحتى الأفراد يمكن أن يتعين لها قوة شريرة خاصة. وفي بعض
الأحيان يرجع الصراع الذي يجتاح بلدانًا إلى مئات السنين في الماضي حينما استسلم أهلها وقتذاك إلى
ممارسة الشر.
وعندما ندخل الحرب الروحية فإن الله يظهر لنا طبيعة القوات في كل موقف على حدة. ويمكن لله أن
يعطينا تميزًا للقوات المتحصنة بالمنازل أو المدن أو الدول.
ولكل علينا أن نتفاعل مع تلك المعرفة وأن نصنع شيئًا.
ثلاثة أشياء يجب أن نعملها
١ – علينا أن نتجنب التأثير
إذا تواجدت في منزل مليء بالنزاعات، فعلي أن أكون حريصًا ألا أتورط في تلك النزاعات. ولهذا يخفق
كثير من المؤمنين المعروفين عندما يتناقشون مع شهود يهوة أو غيرهم. فهم يبدأون بمشاركة الحمق لكنهم
سريعًا ما ينحرفون إلى روح الجدال. والجدال لا يمكن أن يأتي بهم إلى المسيح لأنه نفس الروح الذي تخضع
له هذه الجماعة. فيجب أن تشارك الحق تحت سيطرة روح الحق.
٢ – علينا أن نصلي بصفة خاصة ضد أرواح القوات
سيظهر لنا الله الروح المؤثرة حتى تصبح صلواتنا محددة وعندئذ يمكننا أن نحطم هذه القوات في اسم
المسيح وأن تشفع ليأتي الروح القدس ويشفي كما يقتضي الموقف وكلما كنا محددين في صلواتنا كلما كانت
أكثر فاعلية. فمث ً لا إذا رأينا في حياة عائلة خلال الأجيال المختلفة فعلينا ببساطة أن نميزها وفي الصلاة
نأمرها أن تنكسر في اسم المسيح. ولو كانت تلك القوات تخص مناطق واسعة كمدينة أو أمة فإنها تحتاج
إلى أناس مصلين في وحدة ولمدة أطول حتى يمكن دحرها.
٣ – علينا أن نعيش بالروح المضاد للشر
وهذا يعني أنه عندما نرى الطمع سائدًا في موقف ما، فعلينا أن نكون كرماء لإرشاد الله. وإذا صادفنا
اكتئابًا فإن علينا أن نقرر أن نسبح الله في كل شيء.
فإن عشنا في الروح المضاد سيحدث التأثير المعاكس وستحطم تلك القوات. والرب لا يدعونا أن نفعل
أحيانًا ولكنه يطلب منا أن نفعل ذلك كل يوم. وإذا عشنا دائمًا في الروح مضاد أمام أرواح الشر وأمام الناس
فسوف نغير الموجود ونصنع الانطلاقة الكبرى.
٥٨
عادة ما أقود فريقًا للتبشير في أجزاء مختلفة من العالم وفي كل مكان نذهب إليه نطلب الرب ليساعدنا
في محاربة القوات السائدة في ذلك المكان
وفي بل يحقق أعلى نسبة للانتحار في العالم غادر المرسلون البلد يملأهم الشعور بالاكتئاب واليأس. ولم
يحتاج الأمر لتمييز خاص لكي نرى أن قوات الاكتئاب صنعت لها بيوتًا في تلك البلدة.
وخلال كرازتنا في تلك البلد، بعد أسبوعين فقط، جاءني البعض من أفراد الفريق قائلين:
"أنا مكتئب جدًا"
"نحن لا ننجز شيئًا"
"أنا بلا فائدة"
لو فشلنا في معرفة قوات المحددة التي تسيطر على مكان ما فسنصبح عرضة لتأثر بهم.
وهناك شيئًا آخر علينا أن نلاحظه فيما يتعلق بتسلسل الهرمي للسلطة أي الرؤساء والسلاطين والقوات
وهو أن تقسيم تلك الوظائف قابل للتغيير.
ويمكننا تشبيه ذلك بأي إدارة بها العديد من نواب الرؤساء وكل واحد منهم يحمل عدة حقائب من
المسئوليات فبنفس الطريقة يمكن الرياسات أن يصبحوا حكامًا ويمارسون السلطان على إحدى المؤساسات
البشرية، والقوات ممكن أن يصبحوا رؤساء كما حدث في رومانيا فالشيطان الواحد قد يكون له عدة وظائف.
ونشاطات العدو كثيرة عبارة عن وظائف عديدة تتقاطع مع بعضها في السماويات. ولو طلبنا الروح
القدس فسيكشف لنا عن الطريقة التي يستخدمها إبليس في أي مكان أو موقف وعندئذ يمكننا أن نواجه أعماله
بصلوات محددة.
يمكن لله أن يقودنا للصلاة ضد رياسة ما فوق بلد ما أو ضد روح يهاجم العائلات أو ضد شيطان يسيطر
بالإلحاد على الناس. وفيما يفعل ذلك فإننا نبطل تحقيق خطة إبليس على الأرض.
وأود أن أضيف هنا أن الطاعة البسيطة لله في الصلاة هي أهم بكثير من محاولة تقسيم عالم الأرواح
إلى طبقات وأصناف.
الوسيلة الثانية قوات الظلمة
١٢ ) " علَى ظُلْمة هذَا \لدهرِ، مع أَجنَاد : وهي طريقة أخرى يستخدمها إبليس لمهاجمة البشرية (أفسس ٦
\لشَّر \لروحية في \لسماوِيات". وقوات الظلمة إصلاح كتابي ليشرح عمل مملكة إبليس وقوات الظلمة تضع
شيئين: تكذب وتعطل الحق.
الأرواح الكاذبة
يجب أن نفهم أن إبليس قد أرسل أرواح شيطانية إلى أرضنا خصيصًا لكي يبقى ذهن الإنسان في الظلمة.
٥٩
وهذه الأرواح تخدعنا بكل الطرق بدءًا من الأكاذيب الصغيرة حتى الكبيرة والمعقدة مثل "الهندوسية
والبوذية" ومثال ذلك ملاك ظلمة يدعى "موروني" في مدينة سوانت ليك بأمريكا وهو قد أعمى عيون
الملايين من البشر في الأرض كلها. ونحن نعرف اسمه لأنه ظهر لشخص يدعى "جوزيف سميث" ولكني
أعتقد أن هناك أرواحًا أخرى لا نعرفها وهي مخصصة لكل الخرافات والخزعبلات على الأرض. إله هذا
: الدهر أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله" ( ٢كو ٤
.(٤
آمن كثير منا بأمور في الماضى لم يعودوا يؤمنون بها الآن. لقد كنا في الظلمة وحياتنا كلها الآن عبارة
عن عملية اكتساب متنامي للنور لتعرية وفضح الأكاذيب ولاعتناق حق كلمة الله.
ووظيفة العدو أن يعطل هذه العملية عن طريق حجب النور وإسدال الأكاذيب على عيوننا هو يوجه كمية
هائلة من الأكاذيب نحو ذهن كل واحد منا. أكاذيب عن الله وعن وجوده وعن خلاصه ومحبته وأكاذيب
ومفاهيم خاطئة عن الآخرين أو حتى أكاذيب عن أنفسنا فنكرة أنفسنا، كل هذه ظلمة فظيعة.
مؤمرات هائلة من الكذب
كما ذكرت من قبل فقد قد تكون أكاذيب العدو عبارة عن شبكة معقدة من الأفكار. فالديانات الكاذبة
والفلسفات المضلة لها فاعلية شديدة في أراضينا، عمق وتعقيد تلك المعتقدات والروافد الكثيرة التي تخرج
منها في تيار واحد، كل هذا، يقوم دلي ً لا على ضخامة المؤامرة التي صنعها الشيطان لخداع ذهن وعقل
الإنسان وتأثير تلك الأكاذيب وفاعليتها ترى بوضوح في أمم بأكملها وفي مجموعات ضخمة من البشر في
١) يتنبأ بولس " ١ولَكن \لروح يقُولُ صرِيحًا: إِنَّه في \لأَزمنَة \لأَخيرة يرتَد قَوم عنِ \لإِيمانِ، : ١تيمو ٤ )
تَابِعين أَرواحًا مضلَّ ً ة وتَعالِيم شَياطين".
فكل بدعة تنبع من شبكة الخداع المعقدة التي نسجها إبليس. وقد ولد هذا العالم ونبع من أعماق الجحيم
وصيغ بعناية لكي يخدع العقول. وقد زارنا مؤخرًا بفكر يدعى "حركة العصر الجديد" وهو ليس إلا الكذبة
القديمة التي قيلت لحواء في جنة عدن في العصر القديم. "تستطيعوا أن تصبح مثل الله".
تستطيع أن تثبت لنفسك ووجودك وحقيقتك وأخلاقياتك. لا يحتم عليك أن تموت إنما يمكن للروح أن
تتناسخ من جديد. والله ليس شخصًا بل هو قوة موجودة في كل شيء وفي كل شخصوتستطيع أن نكتشف
تلك الطاقة الإلهية الشاملة عندما تقدم نفسك لإدراك أعلى وعندما تتعمق في ذاتك.
وترى هنا أن ما يدعونه التنوير الجديد ما هو إلا ظلمة قديمة موجودة في محرر كل دين كاذب وكل
بدعة غريبة عبر التاريخ ونحن نستطيع أن نرى رسالته الآن في برامج التلفزيون والأفلام والموسيقى
الحديثة والندوات. لقد استحوذ على فكر نجوم "هليود" ومسئولي "البنتاجون" وقد وصل أيضًا إلى المدارس
الابتدائية وعلينا نحن المؤمنين إن نكشف هذه الكذبة وأن نحارب تأثيرها.
غير سياسية وغير علمية
وقد تبدو النظم الأخرى غير مرتبطة ببعضها البعضوهذا غير صحيح فمن الصعب أن تنتقد الشيوعية
أو نظرية التطور "النشوء والارتقاء" دون أن تصف فورًا في خانة الجناح اليمينى المتطرف.
٦٠
ولكنك الشيوعية ونظرية التطور تغطيهما غلالة رقيقة من السياسية لكي نراهما من خلال عيون الحرب
الروحية.
فالشيوعية أكثر من أي نظام آخر، حاولت بحماس شديد أن تعطل الإنجيل وأن تسحق الكنيسة وتحرم
الناس من الرجاء في الله وعندما نقف في أي فلسفة أو أيدلوجية ضد الله فإنها لم تعد بعد شأنا سياسيًا بل
تكون قد أصبحت شأنًا روحيًا.
ونظرية التطور "النشوء والارتقاء" بكل استناداتها العلمية تصبح بلا قيمة عندما ننظر إليها من منطق
الحرب الروحية، فبد ً لا من الجدال حول الحفريات والطبقات الرسوبية للأرض، علينا أن ننظر من الأفضل
إلى نتائج تلك النظرية في عقول وقلوب الناس. فهي مصدر الذي ينبع منه الشيوعية والوجودية والاتجاه
الإنساني وحتى "النازية" وهي فلسفة مضادة لله تم تبريرها بواسطة فرضيات هزلية وأخفيت بمهارة خلف
قناع من العلم ولا توجد فلسفة على هذه الأرضأرسلت أرواحًا إلى الجحيم أكثر من تلك النظرية ولا يوجد
منافس لها في أعماق الجحيم قد أحرزته من خداع هائل ومتقن.
ولذا نرى أن الفلسفات والأديان والأيدلوجيات تصبح أمورًا تختص بالحرب الروحية لدى المؤمنين
وكجنود روحيين نستطيع أن نتعامل معها عن طريق الصلاة الوقوف في العالم الروحي ويمكننا التعامل
معها أيضًا عن طريق الوقوف بصلابة مع الحق ضد كل صور الخداع فالمؤمنين هم أساسًا حماة الحق
والناطقون به.
تعطيل الحق
هذه القوات لا تقوم فقط بنشر الأكاذيب ولكنها أيضًا تعطل الحق. ولعله لم يحدث لنا هذا كثيرًا ولكن
توجد قوات روحية معينة بصفة خاصة لتعطيل التبشير بالإنجيل ويمكن أن ندعوها الأرواح المضادة
للتبشير. وهم يعملون كل ما في وسعهم لمنع المؤمنين من توصيل كلمة الله ومنع الناس مع سماع كلمة الله.
يقدم الكثير منا علي الكرازة بطريقة عرضية عندما تسنح لنا الفرصة .
وقد يتجاوب البعض ولا يتجاوب الآخر وأحيانًا نشعر أننا لا نحب أن نكرز وأحيانا نحب. ورغم أننا
نعرف مسئولياتنا في هذا الأمر إلا أن حماسنا قليل. هل حاولت أن تعرف السبب ؟ ولماذا تبدو أحيانًا وكأنها
تعوزها اللياقة واللباقة؟ هل فكرت في سبب عدم تجاوب الناس مع الكلمة؟ هل من الممكن أن يكون وراء
ذلك كله قوات للظلمة تحاول تعطيل اتجاهاتنا القلبية ومحاولاتنا في التبشير؟ لا شك أن هناك نظامًا شيطانيًا
يحاول أن يثنينا عن التبشير وهو يقول "أنت لست مبشرًا. إن منظرك يبدو مضحكًا. لن يقبلك الناس. لماذا
تظن أنك على صواب والآخرون على خطأ لا تفعل ذلك".
الشياطين يكرهون شيئين
إلى جانب الشفاعة الفعالة يكره الشياطين التواضع والتبشير بطريقة هائلة. فالتواضع ينزع جذور
الكبرياء والخداع الموجودين في حياة من يسود عليهم إبليس. لقد هزم إبليس بتواضع المسيح على الصليب.
كما تكره قوات الشر التبشير لأنه يشكل غزوًا لأراضيها.
٦١
قد تقيم مختلف الأنواع من الاجتماعات ونرنم بطرق عديدة وهذا لن يعيره الشيطان اهتمامًا يذكر. ولكن
أن تحركنا إلى أرضه وبدأنا نحرر الأرواح من قبضته فعلينا أن نكون مستعدين لكل أنواع الحروب. سوف
يكذب علينا فيما يتعلق بإمكانياتنا.
سيحاول أن يؤثر علينا بالخوف. سيحاول أن يمنع وصول التدعيمات المادية اللازمة للوصول إلى
الحقول الإرسالية. لن يتوقف عن فعل أي شيء لمنعنا من الكرازة. ولذلك فعلينا ألا نكرز فقط حينما تتاح
الفرصة ولكن علينا أن نتحرك في هجوم وأن نصر على نشر الرسالة.
٢) أن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون "فأطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى : نقرأ في (لوقا ١٠
حصاده".
علينا أن ندرك أن العالم ما زال يحتاج إلى نشر كلمة الله وما زال الفعلة قليلون طالما بقيت نفس واحدة
لا تعرف الرب وتحتاج للخلاص.
هل يحبطنا ذلك؟ كلا. ولكن علينا أن نتعلم هذه الحقيقة أنه لا يمكننا أن نفصل بين الحرب الروحية
والتبشير. إذن ماذا يمكننا أن نفعل؟ هل نكتفي فقط بالصلاة، انتهار العدو؟ إذا تواجدنا في غرفة مظلمة فنحن
لا ننتهر الظلام بل نضيء النور. إذا أردنا أن ننقذ العالم من الظلمة فلنفعل كل ما في طاقتنا ليضيء النور،
نور المسيح. فلنرنمه ونعظه ونكتبه ونمثله ولنفعل كل ما يساعد على إعلان الرسالة والإنجيل. ويجب ألا
نقف في وجه أي طريقة تساعد على انتشار الحق وفي أثناء كل هذا علينا أن نمارس الحرب الروحية،
بالتوازي مع الكرازة.
يقول الكتاب " ٥٨ إِذًا يا إِخْوتي \لأَحباء كُونُوا راسخين غَير متَزعزِعين مكْثرِين في عملِ \لرب كُلَّ
.(٥٨ : حينٍ عالِمين أَن تَعبكُم لَيس باط ً لا في \لرب". ( ١كو ١٥
الوسيلة الثالثة: الهجوم على الفرد
الوسيلة الثالثة لهجوم المملكة الظلمة هو ما تقوم به الأرواح الشريرة. وهي لا تهتم بالمناطق
الجغرافية أو بالشيوعية ولكنها تركز على الفرد وتؤثر على سلوكه الشخصي.
ولقد عالجنا هذا الموضوع في الفصل الرابع عندما ذكرنا أن القوات الشريرة تهاجم الفرد من خلال
ذهنه وقلبه وفمه.
فتلك الأرواح المغوية تشجع الخطية ولو نجحت فإنها تقود الناس إلى العبودية.
وتهتم هذه الأرواح بالأفراد وليس المجموعات. لقد تكلمنا فيما سبق عن الملائكة الحارسة التي ترعانا
ومن المحتمل أنه توجد شياطين معينة لكل شخصمنا وهذا لا يجب أن يزعجنا لأننا محفظون بقوة الله إن
كنا مؤمنين حقيقيين. ومع ذلك فإبليس يهتم بالفرد وهو يحاول أن يؤثر على تصرفاتنا باستمرار ويضغط
على أفكارنا واتجاهاتنا وميولنا وأرادتنا ليجرنا لعمل الشر. ولكن علينا أن نتذكر أنه تأثير وليس سببًا.
فالناس يدعون عدم القدرة ولكن هذا غير صحيح. فنحن قادرون على مقاومة الخطية إن أردنا. فحتى
المريض يحب السرقة" لن يسرق لو لاحظ أنه مراقب.
٦٢
السقوط في العبودية
كل أمر خاطئ يبدأ أو ً لا بمؤثر ثم نتعرضللإغواء ونشعر أننا نريد أن نفعل ذلك. يمكننا هنا نطلب
نعمة الله ونرفض هذا الأمر الخاطئ، ويمكننا أن نخضع لتلك الغواية.
وإذا استسلمنا لتلك الغواية فسيصبح كما لو كان هناك ضغط على إرادتنا ويصبح السقوط في نفس
الخطية للمرة الثانية أمرًا سه ً لا. ومع كل أعاده لنفس الخطية يصبح الأمر أكثر سهولة، وعندئذ ينامضميرنا.
ويمكننا أن نصل عندئذ إلى الاعتقاد بأنها ليست خطية ولعل هذا يفسر كيف يمكن لإنسان أن يطلق النار
على شخصما ثم يذهب ليتناول وجبة دسمة. ولو داومنا على صنع الشر فسوف نكون عادات الخطية وكلنا
نعرف مدى قوة العادات.
وعند هذه النقطة بحيث خطآن شائعان:
الأول أن نقنع أنفسنا أن هذه طبيعتنا البشرية وأننا لا نستطيع أن نغيرها. والخطأ الثاني هو أن نعتقد
أن بنا شيطانًا وهذا غير صحيح. فالشيطان لم يدخلنا بعد ولكنها مجرد عادة فقط متأصلة بعمق مثل أي أمر
نفعله بدون تفكير.
ورغم أن العادات قد تبدو عميقة وشديدة القوة إلا أنه يمكن كسرها بنعمة الله وبالتزامنا وانضباطنا
الشخصي.
ولكن لو بقينا في "عادة الخطية" فإن الأمر يتطور إلى "العبودية" والعبودية تعني وجود عنصر فائق
للطبيعة في مشكلتنا. فالعدو لن يستحوذ على وظيفة من وظائف شخصيتنا.
وكلمة "مسكون بالشياطين" غير موجودة في الترجمات الأصلية للكتاب والكلمة المستعملة هي"
أي خاضع لنفوذ الشيطان وهذا ما اسميه" العبودية". "demonized
ومن المحتمل وجود عبودية لا تستأثر على شخصيتك بالكامل وعلى ممارستك كشخص. فأنت مقيد
في جزء معين من شخصيتك.
وأيًا كان القيد وأيا كانت درجته فأنت مقيد وتحتاج أن تحرر في اسم المسيح.
تتعامل الحرب الروحية مع مستويين المستوى الفردي الشخصي. ففي تعاملنا مع مملكة الظلمة فإننا
نقف ضد الرؤساء والسلاطين والقوات في الأمم ومجموعات الناس وفي نظم السلطة وعلينا أيضًا أن نحرر
الأفراد من العبودية من خلال الصلوات والشفاعة والخدمة الشخصية ويجب أن نقف ضد المؤثرات الشريرة
في حياتهم وحياتنا أيضًا.
فلنصمم على جهدنا لنشر الإنجيل وتوصيل النور حيث يوجد الظلام. وهي ليست مهمة صعبة إذا
أدركنا كم نحن أقوياء في الرب. ويمكننا أن نكون رجا ً لا ونساء متمتعين بسلطان من الأعالي. ومنتصرين
على كل المستويات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...