ما هى
الصلاة؟ ضرورتها
تعريف
الصلاة
+ الصلاة هى صُراخ
العقل من حَرْقَة القلب.. هى تَفرّغ العقل من جميع أُمور الدنيا،
ونظره بشوق إلى الرجاء المُعد للقديسين.
+ الصلاة تليق بالكمال
وهى استقامة الضمير، ووعظه بالأمور الحسنة، والحرّيّة في الأمور المرتفعة،
وهذيذ الروح، وذِكر السمائيّات، والإلهام بالإلهيات..
+ اعتاد الآباء أن
يُشيروا إلى الأعمال الروحيّة والانفعالات الحسنة بلفظة الصلاة.. مع
أنَّه واضح أنَّ الصلاة تختلف عن الأعمال التي هى أشياء تُعمل.. لأنَّ التعاريف
المضبوطة لا يمكن إحكامها، إلاَّ في الأشياء المادية الموجودة في العالم، أمَّا
الأُمور المختصة بالحياة القادمة فليس لها أسماء مُحققة..
+ يا أحبائي إنَّ
العشرة السرية والانشغال في الأمور الروحيّة، يُشار إليها بكلمة
الصلاة، سواء كانت تلاوة أقوال مُقدَّسة عن ظهر قلب بتمييز وإدراك، أو ترتيلاً
وتسبيحاً لله، أو تذكّر دائم لعنايته، أو سجوداً أمامه، أو مزامير التهليل
والتمجيد..
ضرورة
الصلاة
+ ينبغي ألاّ
نُبطل شيئاً من الصلاة المفروضة، ولو كنَّا في أعلى درجات الحياة الروحية،
لأنَّه ليس لك عمل ضروريّ آخر لتكميله أعظم من الصلاة.
+ الصلاة تُشجّع
الضمير، وتُلبس العقل قوة، وتُقوّي الرجاء الذي يُلهب الضمير فيتجلّد الإنسان
تجاه الضيقات ويصبر على شرور الأرض، لأنَّه كل حين يوازن بين الأتعاب والخيرات
المُعدّة أن يرثها، يستهين بالعذابات وكل أنواع الآلامات..
+ الصلاة تُقرّب
العقل إلى الله، وبالهذيذ يتشجّع العقل فيتفرّس فيه ويتقدّس.
+ بالصلاة نستدرج
النعمة إلينا التي تُسمّى الملكوت، لكي إذا أحسسنا بها ننسى الأرض وما فيها،
ونتذكّر كل حين أنَّ لنا معين قوي غير منظور.
+ بالحديث مع الله في
الصلاة نتقدّم لننظر الملكوت، الموضع الذي نحن مزمعون أن نُقدّم فيه السجود
بالروح والحق، الذي لا يحده جسد ولا جهة من جهات العالم.
+ الصلاة تُرشد إلى
السماء، وتُرذل محبّة العالم.
+ بواسطة الألفاظ ندخل
إلى الأسرار، فالصلاة تقرن العقل بالله.
+ لا شيء يمنح
الضمير حياءً وعفة مثل الحديث مع الله.
+ أحِب الصلاة كل حين
لكي يستنير قلبك بالله.
+ الذي يتهاون بالصلاة،
ويظن أنَّ له مدخل آخر للتوبة، هو مخدوع من الشياطين.
+ تبدأ ظلمة
العقل حينما تتراخى في خدمة أوقات الصلوات، فإذا أهملت أوقاتها وتكاسلت عنها،
تُفارقك المعونة الإلهيّة التي كانت تُرافقك، لأنَّ الانتقال من ناحية اليمين معناه
الاتجاه نحو الشمال.
+ حياة المتوحّد وعمله
المُكرّم عند الله هو الصلاة، والذي ليس له خدمة ولا صلاة بحسب واجباتها، وخدمة
الأوقات مهملة عنده، فهو كسول وبطّال.
+ الإنسان العادم من
الصلاة ويُجادل على الفضائل، لا فرق بينه وبين الأعمى العادم النور، ويُجادل على
حسن الفصوص الكريمة والألوان الكثيرة!
+
لأنَّ عمل الرهبان هو هذا: الانعتاق من كل المحسوسات، والمداومة مع الله بهذيذ
(مناجاة) القلب، وتعب الجسد بالصلاة.
الصلاة بالليل أم
ليلاً
+ جميع الآباء كانوا
يُصلّون بالليل، حسب المثال الذي أخذوه من ربنا يسوع، فقد كان يقضي الليل
كله في الصلاة، لأنَّ الليل مفروز للصلاة في هذا البلد القفر.
+ كل صلاة تُقدّمها
بالليل هى مكرّمة، ومعونة الله لك بالنهار هى سبب خدمة الليل.
الصلاة
بفهم
+ طوبى لمن استحق عندما
يُصلي أن تشخص عيني عقله بنور عدم الآلام، وينظر بالعقل في كلام الصلاة بقلم
الروح على مِرآة قلبه، ومنها يصعد التمجيد للذي أعطاه موهبة نظر النفس.
+ بواسطة فَهم معاني
الصلاة، ننشغل بمحبّة أُمور الدهر الآتيّ، والمعرفة في الصلاة تفصل العقل عن
الجسد بالتخلّص من الطبع الجسديّ.
علامات قبول
الصلاة
علامات قبول الصلاة هى:
. فرح
القلب بالتسبيح لله.
. انحدار
الدموع وقت التضرّع بدون تعمّد البكاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق