الفصل الثاني
أعظم مغامرة
من منا لا يستمتع بمشاهدة فيلم جيد أو برنامج تلفزيوني شيق أو بقراءة كتاب جذاب ومن منا لا يستمتع بإثارة
مشاهدة مباراة أو حدث رياضي. كلنا نحب التحديات ونستثمر الكثير من الوقت والمال في مشاهدة ممثلين
يتظاهرون أمامنا بما هم ليسوا عليه. نمتلئ غيظًا عندما يسحق الشرير البريء ونتعاطف مع الشخصيات الخيرة
ونتهلل عندما يقهر البطل الشر ونهتف أيضًا في نشوة النصر عندما يكتسح فريقنا الفريق الآخر.
فسواء في الرياضة أو القصصوالروايات هناك شيء عميق في داخلنا يستمتع بمشاهدة قوتين تتقاتلان في
معركة. ما سر هذه الرغبة العارمة لهذه النوعية من التسلية؟ إننا نتوق إلى الصراع والمغامرة والإثارة لأننا
خلقنا لكي نشارك بفاعلية في الصراع. وقد تتطلب منا دائمًا أن ننحاز إلى جانب ضد آخر في أي صراع. وقد
قصد الله في قلبه أن نشارك في صراعه محاربين لأجل البر وهادمين كل تلك الأشياء التي تعيق أو تفسد ملكوت
الله ولندحر قوات الظلمة. إننا نستطيع أن نشارك في أعظم مغامرة بل أعظم معركة على الإطلاق ونرى الخير
وهو يهزم الشر والمقيدين، وهم يطلقون أحرارًا.
ليست هذه قصة لكتاب أو موضوع لفيلم سينمائي بل هو بالضبط ما قصده الله لنا ليصبح حقيقة عندما نتعلم
كيف ندخل الحرب الروحية. ومع الأسف فإن معظم الناس يجدون أنفسهم في قلب هذه المعركة دون إدراك
منهم. فكل شخصولد في هذا العالم منغمس بالضرورة في الحرب الروحية. ولأننا منغمسون في هذا الصراع
الممتد عبر الأجيال فإنه لا يمكننا أن نطلب إعفاءنا أو نقف على الحياد.
فإما أن تسحقنا القوات الشريرة أو أن نتمتع بالنصرة ونربح النفوس ونغير المجتمع ونؤثر في التاريخ
ونساعد في توطيد مملكة الله من خلال الحرب الروحية 0 سمعت هذا القول من كثيرين "ما دمت تعظ عن
الحرب الروحية فلابد من إن إبليس يتعقبك بشدة، ولكني لو فكرت في نفسي كحالة خاصة أو شاذة فسأعرض
نفسي لهجوم العدو وللكبرياء الروحي.
أنا لا أعتقد أن أبليس مهتم بي أكثر من اهتمامه بأي مسيحي آخر. فكلنا نمتلك نفسالقدرة على إحراز النصر
وإيقاع الهزيمة بالعدو. كما أن الشيطان مهدد ومعرضمن أي مسيحي وكل مسيحي يستند على انتصار المسيح
ويمارس باستمرار مبادئ الحرب الروحية.
لقد سئُلت عدة مرات عن سبب تدريسي لموضوع الحرب الروحية وأنا أقول إني لا أتكلم من منطق إعلان
خاصأو سلطان خاصكما أنني لا أعتقد أن الرب أفرزني وحدي لكي أعلن هذه الرسالة ولست أيضًا خبيرًا
في هذا الأمر ولم أقضحياتي كلها دارسًا لهذا الموضوع فإنا أتكلم عن مواضيع أخرى كثيرة بنفس الحماس.
كما أنني لست من الأشخاصالذين يلقون اللوم على قوى الشر في كل موقف غير مريح أو عند وجود عيب
في شخصية أحدهم.
بادئ ذي بدء أنا أعلم عن الحرب الروحية لأنها مكون أساسي نفتقده في جهودنا الحالية في كرازتنا للعالم.
إذًا أننا لم نتعامل ككنيسة المسيح مع قوى الظلمة إلى الحد الذي ينبغي أن نمارسه. سالكين في نصر أسم يسوع
في قوة الروح القدس والسبب الثاني لتعليمي عن الحرب الروحية هو إنني أُقدم المشورة بكثرة. ولقد لاحظت
في هذا المجال إن المسيحيين بصفة عامة يميلون أن يسمحوا للعدو المهزوم أن يسلبهم النصرة التي أحرزها
المسيح لهم على الصليب.
وفي النهاية فأنا أتكلم عن الحرب الروحية لأن للرب قد ركز عليها عبر التاريخ وما زال يركز عليها. فهو
يريد لشعبه أن يكون جيشًا يؤثر في العالم ويدفع يقوى الظلمة بعيدًا.
مستعد أم غير مستعد…… أنت في قلب المعركة.
أجد الكثيرين لا يهتمون بهذا الموضوع أو حتى السماع عنه ولم يحضروا أبدًا فصوًلا دراسية عنه ولا
استمعوا إلى شريط مسجل ولا قرأوا كتابًا يتحدث عن العدو.
ويعتقد البعضأن الحرب الروحية هي موهبة خاصة أو دعوة لقسم صغير من المؤمنين . أتذكر قول سيدة
أسترالية. إن شخصيتي ليس من النوع المقاتل" لكن الحرب الروحية لا تتوقف على نوع الشخصية أن الموهبة
أو الدعوة أو الخلفية إذا إننا عندما أصبحنا مؤمنينصرنا تلقائيًا مشتركين في هذه الحرب، فهي إذن ليست رغبة
اختيارية ولكنها تبدأ بمجرد إدراكنا أننا بالفعل في معتركها.
يعترف كل مسيحي تقريبًا أن يسوع هزم العدو في الصليب. وكلن المعرفة الذهنية لهذه الحقيقة ليست كافية
فنحن نسمح لإبليس الذي نعرف أنه قد هزم أن يشغلنا ويتحكم فينا وكثيرًا ما نتصرف كضحايا أكثر من كوننا
منتصرين كما قصد المسيح لنا أن نكون.
لا ينبغي لنا كأولاد الله أن نتصرف قط كضحايا فلو فهمنا المبادئ الكتابية للحرب الروحية وكيف يتصرف
العدو، ولو وقفنا في مواجهته بثبات سوف نتمكن من تحقيق النصر.
"الشيطان جعلني أفعل ذلك"
تحتاج الحرب الروحية كما في مجالات أخرى كثيرة في المسيحية إلى التوازن. ويميل الناس فيما يتعلق
بالحرب الروحية إلى أحد النقيضين فإما إلى التركيز الشديد أو اللامبالاة.
لعلك قابلت بعض الذين يركزون بشدة على الحرب الروحية ويرون الشياطين في كل مجالات الحياة. فلو
كانت الزوجة في حالة مزاجية سيئة فهو شيطان، وإذا رفضت السارة أن تعمل فهو أيضًا الشيطان. وهم
يفسرون كل حادثةصغيرة أو كبيرة في حياتهم على أنها من فعل الشيطان، وكأن كل من يعرفونهم بهم شياطين.
إنهم يستطيعون أن يحصلوا عددهم وهم يعرفون أسماءهم. كل مشكلة يمكن حلها عن طريق انتهار الشيطان
في كل مناسبة. إنهم ينظرون شيطان تسوس الأسنان وحتى شيطان الإيجار المرتفع وكلن النتيجة أن هؤلاء
الأشخاص يستبعدون تمامًا مسئوليتهم الشخصية عن اختباراتهم الخاطئة أو تصرفاتهم الأنانية ويلقون بكل
المسئولية على الشيطان وجماعته. وهم بذلك يتجاهلون النصرة المتاحة لهم ويعيشون بد ً لا من ذلك- فيصراع
دائم مع الشيطان وبسبب تسلط هذه الفكرة عليهم فإنهم يعيشون في صراع دائم مع الشيطان وبسبب تسلط هذه
الفكرة عليهم فأنهم يعيشون في صراع مع الآخرين أيضًا. علينا أن نقتنع أن كل مسيحي يستطيع أن يعيش في
نصرة مستمرة في المسيح يسوع وأننا يجب ألا نرى الشياطين في كل موقع وكل تصرف.
في حياة الخدمة نميل إلى التعلق بنجاحنا. فلو خدمنا بنجاح في مجال الشفاء أو إخراج شياطين أو إذا تلقينا
تعليمًا جديدًا ومثيرًا فإننا نظل معسكرين حول هذا النجاح وهذا التعليم وهذه الطريقة وهذه لخدمة.
وبذلك يمكننا احتضان فكرة أو طريقة لدرجة أن نستبعد أي شيء أخر. ويمكننا أيضًا أن نعزل أنفسنا عن
المسيحيين الآخرين والأفكار الأخرى لنصبح منعزلين ظانين أن الإجابة لدينا والمفتاح بين أيدينا وهنا هو
الكبرياء الروحي.
لا يوجد شخص لديه مناعة ضد الكبرياء الروحي فكلنا معرضون لتلك الرغبة الداخلية في القوة والتحكم
والتمييز.
كنت في غينيا الجديدة منذ بضع سنوات وحدث أن وضعت يدي ذات يوم على أحد الأشخاصفإذ به يسقط
على الأرضوقدم أزبد فمه. كان موقفًا رهيبًا. عندئذ أمرت الشيطان أن يخرج منه وفع ً لا خرج ونظرت مندهشًا
إلى يدي. ما هذه القوة.
وفكرت في أني لابد قد دخلت إلى مستوى روحي جديد بحيث أستطيع أن أجعل الأشياء تحدث.
لم أدرك ذلك وقتها ولكني أصبحت مغرمًا بما حدث وكيف حدث أكثر من النتيجة. ثم ظللت لبضعة شهور
أخرى أرى الشياطين في كثير من الناس. ولكني بدأت ألاحظ فيما يتعلق بالناس الذين صليت من أجلهم – أنهم
لا يستمرون أحرارًا وأن النتائج في كثير من الأحيان لا تكون مستديمة ولا مغيرة للحياة.
عندئذ أدركت أني قد خُدعت. وفجأة أدركت أن شعورًا بخيبة الأمل كان سيغمرني لو أن أحد الأشخاص
كان قد أطلقهم أحرارًا بدون أي مشاركة مني، وقد كان هنا خطأ بينًا.
علينا أن نظل حريصين لأننا لو فقدنا التوازن برغبتنا في مشاهدة إظهارات فوق طبيعية فيقوم إبليس بتقديم
عرض شيق لنا ولكن على النقيض من ذلك فإن الله مهتمًا بتأدية ما يشبع رغباتنا الشخصية الأنانية.
أنا أعلن إيماني الشديد بإطلاق النفوس من الربط الشيطانية. ولكن الحرب الروحية ليست هدفًا في حد ذاتها
بل هي وسيلة لتحقيق الهدف. لذا فعلينا أن نحفظ تركيزنا على أوليات الله كما فعل المسيح عندما كان على
الأرض.
فالله دائمًا يفعل شيئين أساسيين:
١ – يصالح النفوس لنفسه من خلال ابنه يسوع المسيح "تبشير العالم".
٢ – يقود جسده أي الكنيسة إلى الوحدة والنضج والكمال.
وفيما نحن نعمل لتحقيق هذين الهدفين، نتقابل مع من هم تحت نير العبودية ويحتاجون إلى الحرية.
وبالطبع لابد أن نصل إليهم في محبة وأن نطلقهم أحرارًا. ولكننا لا يجب أن نتوقف عند ذلك بل علينا أن
.(١٥ : نتقدم مركزين على أهداف الرب. فقد أخبرنا المسيح في (مرقس ١٦
أن نذهب وأن نكرز بالإنجيل لكل شخص ثم أضاف بعد ذلك في (عدد ١٧،١٨ ) كحاشية إضافية أنه علينا
أن نخرج الشياطين ونشفي المرضى.
فالرب نظر إلى الناس المحتاجة وليس الأمور الفوق طبيعية.
"إذا تفادينا الكلام عنه. ربما يذهب عنا"
إن التقليل من أهمية الحرب الروحية يفتقد إلى الاتزان تمامًا مثل التركيز الشديد عليها. واينما وجدت
مجموعات من الناس تميل للتركيز الشديد عليها فأنك سوف تجد مجموعة على الأقل تعتقد العكس تمامًا، إنهم
يخافون الذين يخرجون الشياطين ويحاولون تحاشيهم ويؤدي بهم نفورهم هذا إلى أن يأخذوا موقف الإنكار من
الحرب الروحية.
اصطحب أحد أصدقائي معه فريقًا للخدمة في بلد أسيوي كبير لا يعرف المسيحية. ويوجد هناك كثير من
الأنشطة الشيطانية وممارسات السحر. ولدهشة صديقي طلب منه راعي الكنيسة المضيفة ألا يذكروا كلمة
إبليس أو الشياطين أثناء تواجدهم في كنيسته أو أثناء الصلاة مع شعبه. وأضاف قائ ً لا لا تسير الأمور بشكل
صحيح عندما تتكلمون عن الشياطين واستطرد راعي هذه الكنيسة الخمسينية "كما أننا لا نزيد أن نصبح كهؤلاء
الذين يرون الشياطين في كل أمر.
وهذا أمر طبيعي فكثيرون مقتنعون أنهم كلما تكلموا أو فكروا في العدو فهم سيصبحون معرضين لهجماته
وكأنهم مقتنعون أن الاعتراف بوجود إبليس هو دعوة للنشاط الشيطاني. وإن حدث وذكروه فهم ينكرونه من
خلال صيحة انتصار عالية وعلى عجل. وهم يصيغون أراءهم تلك في صورة ملاحظات مميزة مثل:
"مجدًا للرب. النصرة لنا آمين"
"المسيح قد هزم الشيطان منذ ألف عام"
" أنه أسد ولن أنيابه مخلوعة"
أو العبارة المفضلة القديمة.
"لقد قرأت نهاية الكتاب المقدس ووجدت أننا انتصرنا"
وهم بهذا يبدون أنهم يحاولون إقناع أنفسهم والآخرين بما يقولون.
إن انتصارنا ليس محل شك على الإطلاق وهو ليس ضعيفًا أو هشًا. وما صنعه المسيح على الصليب هو
فعال في كل الأزمنة وكل الناس، إذا قبلوه وتمسكوا به.
إننا يجب ألا نخشى المعرفة، حتى لو كانت هذه المعرفة عن عدونا ولا يوجد جيش قد عانى كثيرًا من جراء
فهمه العميق لطرق العدو. وأننا نستطيع أن نستريح في ثقة كاملة في انتصارنا على العدو فيما نحن مدركون
لحقيقة إبليس واستراتيجية وأهدافه وأساليبه. ويقينًا فإننا لا يجب أن نتجاهله وأن نتظاهر بعدم وجوده على أمل
أن يذهب بعيدًا. فإن هنا يشبه طف ً لا صغيرًا يغطي عينه ويصرخ "أنت لا تراني لذا فلن تجدني".فإبليس لن يرحل بعيدًا لمجرد أننا لا نؤمن به وهو لن يدعنا وشأننا لمجرد أننا ندعه وشأنه بل ربما يقودنا
إلى العبودية لأن الشيطان يعمل في الظلام وعندما نجهله نصبح نحن أيضًا في الظلام وبذلك نوفر له حرية
العمل. ولكن كلما سلطنا النور على نشاطاته كلما تعطل عمله.
ومما لا شك فيه أن إبليس يعرف أعداءه. وهو يسلح نفسه بجمع المعلومات عنا بطريقة مستمرة. وهو يعلم
١٥ ) قبل أن ينقضعلى من كانوا يحاولون : إن كنا مؤثرين في عمل الرب. قال الروح الشرير في (أعمال ١٩
إخراجه "أما يسوع فأنا أعرفه وأما بولس فأنا أعلمه أما أنتم فمن أنتم" فإبليس يعرف الذين يمارسون باستمرار
السلطان الممنوح لهم من الله، والذين يتبعون المبادئ الكتابية للحرب الروحية ويعرف أيضًا الذين يختبؤن وراء
الكلمات الفارغة بلا أي اقتناع بالنصرة. فلنرفع إذًا أيدينا عن عيوننا ولنواجه الحقيقة.
في (يوحنا ٨) يقول الوحي: "تعرفون الحق والحق يحرركم". هل نؤمن فع ً لا أن الحق يحررك؟ وإن كان
كذلك فأي حق؟ هل كل الحق؟ وماذا عن الحق المتعلق بقوات الظلمة. هل يطلقنا هذا الحق أحرارًا؟.
كل ما نعرفه عن العدو يأتينا من نفس المصدر الذي نعرف منه عن الله أي الكتاب المقدس كلمة الله الموحي
بها بالروح القدس.
يعلن الكتاب المقدس أن الكلمة المقدسة نافعة للتعليم والتهذيب وهي غير معنية على الإطلاق بإضفاء شهرة
أو دعاية للشيطان لا داعي لها.
فإن كانت كلمة الله قد اهتمت بتعريف إبليس وبإظهار حيله فعلينا نحن أن نعطي أهمية ووقتًا لتلك المقاطع
التي تظهر ذلك الحق الكتابي. حتى الحق المختص بالعدو يطلقنا أحرارًا. فليس هناك خطورة من معرفة كل
ما هو مكتوب في الكتاب المقدس عن العدو. بل الخطورة أن نظل جهلاء بما يقوله الكتاب.
من ناحية أخرى فإن المصدر الوحيد والموثوق فيه للمعلومات التي نتعلق بقوى الشر هو الكتاب المقدس
ويجب ألا نبني آرائنا ومعتقداتنا عن إبليس على اختباراتنا الشخصية أو شهادة شياطين. فهناك من يعلنون عن
معرفة خاصة وحميمة بالعدو من خلال اختباراتهم الشخصية أثناء إخراج الشياطين وأحاديثهم مع المقيدين
بالشياطين.
فعندما نتعامل مع الحرب الروحي لنحذر إذا لم تكن مصادرنا من الكتاب المقدس.
مدركين للشياطين منبهرين بالله.
يعيش الكثيرون في خوف من العدو وفي رعب مما قد يفعله بهم وبعائلاتهم وكنائسهم. قال لي راعي أحد
الأمكنة التي أعظ فيها "إني قلق لتعليمك للكثيرين عن الحرب الروحية وهم غير مدركين لما سوف يقعون فيه"
واسترسل في الكلام عن اشتراك كنيسته في تبشير وخدمة سحرة سابقين وكانت النتيجة أن أحد الخدام أصيب
بنوبة قلبية وتحطم زواج خادم آخر كما تعرضأحد الخدام لانهيار عصبي وأنذرني الراعي "إنك تشجع الناس
على الخوض في مناطق خطرة جدًا".
ولسبب احترامي الشديد لهذا الراعي قررت أصلى أكثر وأبحث أكثر في الكتاب المقدس. ولم أجد أي شيء
يشير إلي أننا علينا أن نخاف من الحرب الروحية أو أننا سوف نكون تحت رحمة الأرواح الشريرة إذا ما تحدينا
٤) يقول "لا أخاف : الشيطان. وبد ً لا من ذلك فإن الكتاب يذكر كلمة "لا تخف" أكثر من ٣٠٠ مرة و(مز ٣٢
١٥ ،١٤ ). فالشيطان يحب أن يخيف الناس، وهذا الخوف ينمو في : شرًا لٍأنك أنت معي " انظر أيضًا (ع
غياب معرفتنا لمن هو الله. ولكي نكون مؤثرين في الحرب الروحية، وأيضًا لكي نكون متزنين وأحرار من
الخوف فعلينا أن نكون مدركين للعدو وفي نفس الوقت منبهرين بالله. فلا يجب أن نكون هناك طريقة أخرى
حولنا. فلا يجب أن نتأثر بالشيطان وفقط نعرف الله. فإذا لم نكن حريصين فإن جميع أحاديثنا ستكون عن القوى
الهائلة للشيطان وعن كل ما يفعله.
قالت لي سيدة صغيرة بدهشة هائلة إنهم اكتشفوا ثلاثون كهف سحرة من وقت قريب في قريتهم الصغيرة.
ولكن أجبتها أنه شيء حسن فهم ليسوا واحد وثلاثون.
وفيما علينا ألا نرتعب من نشاطات العدو إلا أننا يجب أن نتعلم أن ندرك ماذا يحاول أن يفعله في حياتنا.
ويجب أن تكون لنا القدرة لأن نقول … هذه حركة من حركات العدو".
أو "أن الشيطان خلف هذا".
ولو أدركنا محاولات العدو لكي يعتقنا سوف نعرف أين ومتى وكيف نتصرف.
كيف لنا أن نعرف أنه العدو؟ وليس فقط الظروف؟ كيف يمكننا تجنب النظر في رؤية الشيطان خلف كل
أمر لا يسير على ما يرام؟
الإجابة ببساطة "أسأل الله". لا تتبرع من تلقاء نفسك بإلقاء المسئولية على الشياطين. ولكن لا نرفض أن
نعترف أنه من الممكن أن يكون تصرفه هو فقط. أسأل الله لكي يريك ماذا يجري. لقد وعد أن يرشدنا وعلينا
١٠ ) تكشف لنا ما يحدث في عالم الروح : أن ندرك إن موهبة تمييز الأرواح التي وعد بها الله في ( ١كو ١٢
١٤ ). والتأثر بالله هو الوجه الآخر للعمله ولذا فإننا يجب أن نكون أكثر من متحمسين : في أي وقت (عب ٥
لكي نتعلم كل ما نستطيع عن الله. وإذا أدركنا الكثير عن الشيطان والقليل عن لله فسنصبح غير مؤثرين، ليس
فقط في حربنا الروحية ولكن كل مناطق حياتنا وإذا كنا سندرس العدو فإن علينا أن نعرف أو ً لا الحق المتعلق
بالله.
سوف لا نخشى أبدًا العدو إذا عرفنا أن الله ملك وقوته بلا حدود ولكن في نفس الوقت إله رحيم ورقيق وحبه
والتزامه من نحونا لا يتغيران.
والحقيقة الثانية التي يجب أن نمنطق أنفسنا بها هي مكاننا في المسيح. فإبليس ينقض على من يدركون
مكانتهم في المسيح أو علاقتهم الحقيقية بالله. فمجرد القول الله أننا مسيحيون لا يكفي بل يجب أن تؤمن بإعلان
الله لنا وبما يقوله الكتاب عنا لكي نعيش تلك الحقيقة ونحيا هويتنا بذلك السلطان.
وعندما نعرف من نحن يضطر الشيطان إلى التراجع أمامنا لأننا أولاد الله الذين يثقون في إلههم الحي.
الالآف من المسيحيين يضطرون كل يوم للتراجع أمام إبليس تحت وطأة الظروف والناس والأفكار الخاطئة
مع أن عليهم أن يسلكوا في معرفة مكانتهم في المسيح وأن يعلنوا بتواضع وثقة "أنا اعلم من أنا ولذلك فلن
تستطيع يا شيطان أن تفعل لي هذه الأشياء".
وقد تبين لي هذا الفهم وأنا أبحث في كلمة الله عن الحرب الروحية وبدت لي رسالة الرسول بولس لأهل
أفسس نابضة بالحياة
أَخيرًا يا إِخْوتي تَقَووا في \لرب وفي شدة قُوته. ١١ الْبسوا سلاَح \َللهِ \لْكَاملَ لِكَي تَقْدروا أَن تَثْبتُوا ضد
مكَايد إِبليس. ١٢ فَإِن مصارعتَنَا لَيستْ مع دمٍ ولَحمٍ، بلْ مع \لرؤَساء، مع \لسلاَطينِ، مع ولاَة \لْعالَمِ، علَى ظُلْمة
هذَا \لدهرِ، مع أَجنَاد \لشَّر \لروحية في \لسماوِيات. ١٣ من أَجلِ ذَلِك \حمُلوا سلاَح \َللهِ \لْكَاملَ لِكَي تَقْدروا أَن
تُقَاوِموا في \لْيومِ \لشِّريرِ، وبعد أَن تُتَمموا كُلَّ شَيء أَن تَثْبتُوا. ١٤ فَاثْبتُوا ممنْطقين أَحقَاءكُم بِالْحقِّ، ولاَبِسين
درع \لْبِر، ١٥ وحاذين أَرجلَكُم بِاستعداد إِنْجِيلِ \لسلاَمِ. ١٦ حاملين فَوقَ \لْكُلِّ تُرس \لإِيمانِ، \لَّذي بِه تَقْدرون
أَن تُطْفئُوا جميع سهامِ \لشِّريرِ \لْملْتَهِبة. ١٧ وخُذُوا خُوذَةَ \لْخَلاَصِ، وسيفَ \لروحِ \لَّذي هو كَلمةُ \َللهِ.
١٨ مصلِّين بِكُلِّ صلاَة وطلْبة كُلَّ وقْت في \لروحِ، وساهرِين لِهذَا بِعينه بِكُلِّ مواظَبة وطلْبة، لأَجلِ جميعِ
\لْقديسين، ١٩ ولأَجلي، لِكَي يعطَى لِي كَلاَم عنْد \فْتتَاحِ فَمي، لِأُعلم جِهارًا بِسر \لإِنْجِيلِ، ٢٠ الَّذي لأَجله أَنَا سفير
في سلاَسلَ، لِكَي أُجاهر فيه كَما يجِب أَن أَتَكَلَّم."
(٢٠ – ١٠ : (أفسس ٦
يقول عدد ١٠ : أَخيرًا يا إِخْوتي تَقَووا في \لرب. "كلمة "أخيراَ" إلى كون القوة في الله هي العنصر الأخير
في سلسلة من المبادئ المهمة للحرب الروحية وما قد سبق كلمة "أخيرًا" هو التركيز المهم لرسالة بولسالرسول
لأهل أفسس. فبولس يذكرنا أنه أن نكون أقوياء في الرب إلا إذا حفظنا كل ما سبق هذه الكلمة.
ولذلك لكي نفهم كلمة أخيرًا و ما معني أن نكون أقوياء، فإننا نحتاج أن نعرف المبادئ التي وضعت في
رسالة أفسس. ولقد كتب واتشماني تعليقًا على رسالة أفسستحت عنوان "أجلس. سر. قف". وأود هنا أن أستعير
هذا العنوان لك أوضح الثلاث رسائل الأساسية في رسالة أفسس فبولس يضع أسسًا مبدئية للحياة المسيحية في
ثلاث مقاطع: الجلوس والسير والوقوف.
الجلوس
٣ على موقفنا من الله وعلاقتنا به فنقرأ عما فعله الله لكي يغفر لنا ويصالحنا له وتلك - تركز أفسس ١
الإصحاحات مليئة بالإعلانات عمن نكون بناء على ما فعله الله. فلقد باركنا الله بكل بركة روحية وهو قد اختارنا
قبل تأسيس العالم وعيننا للتبني بيسوع المسيح وأنعم علينا بنعمته، لنا فيه الفداء وبدمه مغفرة الخطايا. أظهر
لنا سر مشيئته وأصبحنا وارثين فيه وخُتنا فيه. كنا أمواتًا ولكنه أحيانا مع المسيح. غسلنا وغفر لنا وخلصنا
بالنعمة. لا من أنفسنا ولا من أعمالنا كي لا يفتخر أحد. صرنا قريبين بدم المسيح، فهو سلامنا. وبه لنا قدوم
في روح واحد إلى الآب فلسنا إذًا بعد غرباء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله.
هذه هي حقيقتنا إذ إننا ملتقون لكل هذه البركات الرائعة من الله وتبلغ تلك البركات ذروتها في جلوسنا مع
الله في السمويات. قد يبدو هذا أمر صعب للتصديق ولكن كلمة الله تعلن هذا بوضوح. فقراءتنا لرسالة أفسس
يجب أن توقفنا على أرض صلبة من الثقة الشديدة. ولكن القراءة وحدها ليست كافية فالمسيحية ليست بعدًا
واحدًا. ولم يكن – مجرد الإيمان بمجموعة من المبادئ على قطعة من الورق – كافيا أبدًا، فما نؤمن به يجب
أن نعيشه وعلينا أن نحتوي تلك الحقائق في داخلنا وأن نؤمن بها وأن نجلس مع الله.
١٧ ) والذين ينالون فيضالنعمة وعطية البر : الجلوس يحمل ثلاثة معانٍ. أو ً لا أن تملك. فتقرأ في (رومية ٥
سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح" علينا أن نملك في هذه الحياة. فهل نحن نملك فع ً لا؟ أما أننا عبيدًاوالجلوس يعني أيضًا أن العمل قد أكمل. فنحن نجلس عندما ننتهي من أعمالنا وفي رسالة أفسس نقرأ أن
كل شيء تم لكي نصير نحن ما يجب أن نكونه. إن عمل قد تم إكماله.
فبعد أن أكمل المسيح عمل الفداء وهزم العدو وسلب كل السلاطين والقوات وثبت نفسه كملك الملوك، أخذ
مكانه الصحيح وجلس في السماويات.
وعلينا نحن أيضًا أن نأخذ مكاننا الصحيح الذي ربحناه ن خلال فادينا وإلهنا المجيد وأن نجلس. فخلاصنا
.(١٠ : قد كمل وقد ربحنا سلطاننا على العدو (كو ٢
وأخيرًا فالجلوسيعني الاسترخاء، فالاسترخاء هو رد فعل طبيعي عند إكمال إي عمل وعندما نثق أن العمل
الكامل لن يمس نستطيع عندئذ أن نسترخي.
نحتاج إلي مؤمنين أكثر يدركون أنهم محفوظين بقوة الله ومؤمنين واثقين أنهم مخلصون وآمنون في المسيح
لأنهم يجلسون معه في السماويات .
السير
٩) حيث الجزء الثاني الأساسي من تلك الرسالة ، يشرح بولس مسئوليات المؤمن لكي - وفي (أف ١:٤
يتصرف حسب إرادة وكلمة الله. فالجلوس هو بعد واحد من أبعاد الحياة المسيحية . فعندما نتعلم كيف نجلس
في المسيح ونعرف من نحن – بسبب عمله المجيد – علينا عندئذ أن نتعلم كيف نسير.
فحياتنا ليست ساكنة بل هي فعالة متحركة مليئة بالحيوية والحركة. فكلنا في علاقة مستمرة بالوقت وتسلسل
الأحداث كل يوم إذ نستيقظ كل صباح ونقرر أن نفعل بعضالأشياء، وأن نحقق أهدافًا وأن نعيش حياة مثمرة.
يوم واحد، دقيقة واحدة قرار واحد تصرف واحد. فنحن كمسيحيين مخلصون ومقدمون ولكن علينا أن نعيش
أيامنا العادية الاثنين والثلاثاء والأربعاء ألخ.
فالكتاب الذي يقول: وليس من أعمال كيلا يفتخر أحد، يقول أيضًا: "اسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم إليها"
ويقول أيضًا: اخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق والبسوا الإنسان الجديد"
ويقول: لا تغرب الشمس على غيظكم لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم"
ويقول: "لترفع من بينكم كل مرارة".
٣١ ،٢٤،٢٦،٢٩ ،١،٢٢ ) فالكتاب يدعونا للعمل، العمل المسئول. :٤ ،٩ : (أف ٢
يخوض المسيحيون – على مر العصور – حربًا لاهوتية. مستمرة حتى اليوم. يقول جانب (أنتم تهتمون
بالأعمال مجهوداتكم هي محاولة لربح الشيء الذي لا يعطيه إلا المسيح ويقول الجانب الأخر: (أنتم غير
مسئولين ولا تهتمون بالشئون اليومية).
يجب أن نكف عن الجدال وأن ندرك أن كلا الموقفين صحيح وإنهما يعكسان بعدين للحياة المسيحية. إننا
لا نستطيع أن نفعل أي شيء لنكسب عطايا الغفران والخلاص ولا نستطيع أن نضيف أي شيء لعمل المسيح
للظروف وهجمات الشيطان؟والجلوس يعني أيضًا أن العمل قد أكمل. فنحن نجلس عندما ننتهي من أعمالنا وفي رسالة أفسس نقرأ أن
كل شيء تم لكي نصير نحن ما يجب أن نكونه. إن عمل قد تم إكماله.
فبعد أن أكمل المسيح عمل الفداء وهزم العدو وسلب كل السلاطين والقوات وثبت نفسه كملك الملوك، أخذ
مكانه الصحيح وجلس في السماويات.
وعلينا نحن أيضًا أن نأخذ مكاننا الصحيح الذي ربحناه ن خلال فادينا وإلهنا المجيد وأن نجلس. فخلاصنا
.(١٠ : قد كمل وقد ربحنا سلطاننا على العدو (كو ٢
وأخيرًا فالجلوسيعني الاسترخاء، فالاسترخاء هو رد فعل طبيعي عند إكمال إي عمل وعندما نثق أن العمل
الكامل لن يمس نستطيع عندئذ أن نسترخي.
نحتاج إلي مؤمنين أكثر يدركون أنهم محفوظين بقوة الله ومؤمنين واثقين أنهم مخلصون وآمنون في المسيح
لأنهم يجلسون معه في السماويات .
السير
٩) حيث الجزء الثاني الأساسي من تلك الرسالة ، يشرح بولس مسئوليات المؤمن لكي - وفي (أف ١:٤
يتصرف حسب إرادة وكلمة الله. فالجلوس هو بعد واحد من أبعاد الحياة المسيحية . فعندما نتعلم كيف نجلس
في المسيح ونعرف من نحن – بسبب عمله المجيد – علينا عندئذ أن نتعلم كيف نسير.
فحياتنا ليست ساكنة بل هي فعالة متحركة مليئة بالحيوية والحركة. فكلنا في علاقة مستمرة بالوقت وتسلسل
الأحداث كل يوم إذ نستيقظ كل صباح ونقرر أن نفعل بعضالأشياء، وأن نحقق أهدافًا وأن نعيش حياة مثمرة.
يوم واحد، دقيقة واحدة قرار واحد تصرف واحد. فنحن كمسيحيين مخلصون ومقدمون ولكن علينا أن نعيش
أيامنا العادية الاثنين والثلاثاء والأربعاء ألخ.
فالكتاب الذي يقول: وليس من أعمال كيلا يفتخر أحد، يقول أيضًا: "اسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم إليها"
ويقول أيضًا: اخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق والبسوا الإنسان الجديد"
ويقول: لا تغرب الشمس على غيظكم لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم"
ويقول: "لترفع من بينكم كل مرارة".
٣١ ،٢٤،٢٦،٢٩ ،١،٢٢ ) فالكتاب يدعونا للعمل، العمل المسئول. :٤ ،٩ : (أف ٢
يخوض المسيحيون – على مر العصور – حربًا لاهوتية. مستمرة حتى اليوم. يقول جانب (أنتم تهتمون
بالأعمال مجهوداتكم هي محاولة لربح الشيء الذي لا يعطيه إلا المسيح ويقول الجانب الأخر: (أنتم غير
مسئولين ولا تهتمون بالشئون اليومية).
يجب أن نكف عن الجدال وأن ندرك أن كلا الموقفين صحيح وإنهما يعكسان بعدين للحياة المسيحية. إننا
لا نستطيع أن نفعل أي شيء لنكسب عطايا الغفران والخلاص ولا نستطيع أن نضيف أي شيء لعمل المسيحعلى الصليب فقد صنع المسيح ما قد صنعه ولا نستطيع إلا أن نقبل أو نرفض. لا نستطيع أن نريح الدخول
أو القبول على أساس مجهوداتنا ولا نستطيع أن نجعل عمل الله أكثر كما لا نستطيع فقط أن نجلس معه.
ولكن عندما نقبل مكاننا في المسيح علينا أن نسير بطريقة تليق بالأساس الذي وضعه المسيح. فمسئوليتنا
هي أن نضع كل ما في مقدورنا لنخدمه ولكي تسير في طاعته وفي النور وفي الروح. فبالرغم من أننا نجلس
في السماويات بسبب ما فعله المسيح لابد أن نسلك بشكل مسئول يليق بمكانتنا في الرب. علينا أن نسير.
الوقوف
٢٠ ) " قسم الوقوف في رسالة بولس لأهل أفسس حيث نعطي التعليمات أخيرًا -١٠ : وهذا يقودنا إلى (أف ٦
لنأخذ موقفًا من إبليس. فنحن لن نستطيع أن نقف بثقة وتصميم أمام قوات الظلمة إلا إذا كنا مطمئنين إلى
خلاصنا، وإذ لم نجلس أمام الله مسترخين في محضره وعالمين من نحن فيه وواثقين في نعمته العظيمة التي
تحفظنا من السقوط وإذا لم نسير بضمير صالح فإننا لن نتمكن من الوقوف أمام قوات الشر.
وللأسف فنحن كثيرًا ما نعكس الأمر فنقف ونناضل لكي نحافظ على خلاصنا ونجلس ونسترخي إذ تعلق
الأمر بقوى الشر ولو لم تكن متأكدًا من خلاصك إملء ذهنك وقلبك بأجزاء من الكتاب المقدس التي تؤكد عمل
٣). ولكنك لن نستطيع أن تجلس وتسترخي مطمئنًا إلى خلاصك إلا عندما يجد حق الله مكانًا راسخًا - الله (أف ١
في حياتك. وعلى الجانب الآخر فلو لم تفكر مطلقًا في احتياجك أن تسلك بمسئولية كل يوم، فأنت تحتاج أن
تتأمل في الإصحاحين الثالث، والرابع من رسالة أفسسوالمقاطع الأخرى التي تركز على مسئوليتك ثم أن نقرر
قرارات صحيحة طبقًا لإرادة الله.
يدعونا الرب لكي نخلع الإنسان العتيق وأن نلبس الإنسان الجديد ومن السهل أن نفهم هذا التشبيه. إنه فعل
مسئول فكلنا اعتدنا الاختيار والتصرف السليم في الأمور العادية فنحن نغسل أسناننا ونغير زيت السيارة عند
اللزوم. ولبس الإنسان الجديد مسئولية يومية أخرى واختبارًا صحيحًا فهي ليست الأعمال بل فقط رد فعلنا
الصحيح تجاه الرب ولكل ما صنعه لنا.
لا نستطيع أن نعمل من أجل خلاصنا بأي طريقة كانت. فالخلاصهو عطية مجانية من الله.
وعندئذ فقط نستطيع أن نقف أمام العدو. وإذ لم تسترخي تمامًا واثقًا في خلاصك وإذا لم تسلك بطريقة تليق
بالدعوة التي إليها دعيت (الاهتمام بالعمل على أساس يومي) فإنك لن نتمكن من الوقوف بثبات أمام العدو ولكن
إن فعلت ذلك فإنه يمكنك عندئذ ١ أن تكون في موقف الثبات.
وهي تبدو كحركة أكروبات رياضية خارقة فمطلوب منا أن نقف ونجلس ونمشي في نفس الوقت ولكن عندئذ
فقط يمكننا أن نكون مستعدين للتحرك للأمام لنهزم قوى الشر وشدة قوته ونستطيع" أخيرًا" أن نكون أقوياء في
الرب وفي قوة عظمته مستعدين للحرب الروحية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق