الفصل الخامس خطوات نحو اللياقة الروحية الحرب اللروحيه دين شيرمان


الفصل الخامس
خطوات نحو اللياقة الروحية

 "ليقل الضعيف بطل أنا" (يوئيل(3 :10 )
رأينا أن الحرب الروحية تشبه رياضة المصارعة في أنها تتطلب انتباهًا دائم. إلا أن هناك أوجه شبه أخرى،
فالمصارعة تتطلب لياقة جسدية وذهنية وعاطفية وهي – في الواقع – تتطلب لياقة بدنية أكثر من معظم
الرياضات. وهكذا أيضًا تحتاج الحرب الروحية إلى لياقة روحية عالية جدًا.
 "تقووا في الرب وفي شدة قوته" (أفسس 6:10 )
عندما نناقش موضوع الحرب الروحية يأمرنا الكتاب المقدس أن نتقوى. ولا يذكر الكتاب أننا لن نصبح
أقوياء إلا بعد سنتين من الحياة المسيحية. كما أنه لا يقول إننا ضعفاء ولن يمكننا أبدًا أن نصبح أقوياء. ونحن
ننتقص من أنفسنا حينما نذكر من نحن وما قد فعله الله لنا. ونحن نخاطب الله قائلين "نحن ضعفاء وأنت قوي"
إلا أن كلمة الله تقول "ليقل الضعيف بطل أنا" كونوا أقوياء في الرب وفي شدة قوته – عندما نعلن أننا ضعفاء.
صرح مسئول حكومي بارز أن يسوع المسيح أمرنا أن نصنع أمورًا رائعة ولكن لا يمكن لأحد أن يحياها.
ويعتقد الكثير من المؤمنين باستحالة ما يطلبه منا الكتاب وأن الأهداف المذكورة فيه صعبة التحقيق.ط
ولكن هذا مناقض للحقيقة إذ أن الكتاب يقول إننا خليقة جديدة في المسيح يسوع ولكن كم من المؤمنين
سيعترفون أنهم أقوياء ومتواضعون ومقدسون؟
هل يلاعبنا الله مباريات وحشية؟
هل يمكن أن يطلب الله منا ما لا يمكننا فعله؟ هل يسلمنا الله ثلاثة أحذية ويطلب منا أن نضع حذاء في كل
وقت إني مندهش للأعداد الكثيرة من الناسالتي تظن ذلك. إن هذه النظرة تشبه قطعة الجزر المعلقة أمام الحمار
لا يستطيع أن يصل إليها ولا يستطيع أن يكف النظر إليها. هل يلعب الله معنا ألعابًا قاسية؟ أم أننا نستطيع أن
نصنع ما يطلبه منا وأن نعيش طبقًا لوصاياه.
إن المسيحية ليست عقيدة أو اعترافًا، إنها حياة. ونحن نستطيع أن نتبع كل مبدأ كتابي وأن نطيع كل أمر
وأن نحصل على كل وعد.
وعندما يقول الكتاب "تقووا" فإننا نستطيع أن نتقوى وعندما يقول "تواضعوا" فإننا نستطيع أن نتضع وعندما
يطلب منا أن نتقدس فإنه يمكننا أن نصير قديسين.
ونحن لا نفعل ذلك بقوتنا، فالكبرياء يقول "أنا قوي في نفسي" ويكتشف هؤلاء المتكبرون سريعًا من خلال
المعاملات الصعبة أنهم يحتاجون لله بشدة لأنه هو قوتنا فكل ما لدينا وما وصلنا إليه ولك ما يمكننا تحقيقه هوبفضله.٣١
إننا نخوضحربًا روحية وإذ لم نعلم إنه يمكننا أن نكون أقوياء فسوف نعيش حياة الهزيمة الدائمة. إنها مأساة
ألا تكون ما يريده الرب لنا وذلك نظن أنه أمر مستحيل. إننا أقوياء وهذا ليس كبرياء بل هو أتضاع لأنه يتفق
مع حق الله ففي المسيح نحن أقوياء.
اللياقة الروحية
يحتاج الرياضي إلى التدريبات والعدو ورفع الأثقال ليظل في حالة رياضة جيدة. قد يكون قويًا ولكن عليه
أن يحافظ على قوته. وبالنسبة للحرب الروحية فإنه من المهم جدًا أن نحافظ على لياقتنا.
ولكي نظل في حالة لائقة ومحتفظين بقوتنا علينا أن نمارس بعض الأشياء.
أو ً لا: أن تتحدث مع الله وأن نسمعه ولست أقصد الصلاة الروتينية والطقسية. فمثل هذه الصلاة قد تقوينا
وقد لا تفعل ولكني أقصد الصلاة التي تقابل فيها مع الله. حيث دائمًا نجد القوة إنه التخاطب مع الله في حديث
حر وأمين. حيث تصبح الصلوات بالإله الحي حيث الحياة والقوة.
فلتدخل إلى محضر الله ولنتحدث معه عالمين أنه يهتم وأنه يسمع وعلينا نحن أيضًا أن نستمع إليه وعلينا
أن نتذكر أن القوة تأتي من الوجود في محضره.
ثانيًا: علينا أن نتأمل في كلمة الله. كما في الصلاة فقراءة الكتاب بصورة روتينية كنوع من الممارسة الدينية
– قد تقوينا وقد لا تفعل ولكن التأمل واللهج في كلمة الله سوف يمنحنا القوة.
كثيرًا ما أقرأ بعقل شارد – مثل الكثيرين منا – إصحاحات كثيرة دون أن استوعب أي ذرة حقيقية.ومن
السهل أن ننجز جدول قراءاتنا اليومية ولكن ماذا سيعود علينا لو لم نتأمل في كلمة الله ونفهمها ونصدقها
ونتمسك بها؟ بالطبع لن نربح شيئًا وستتحول قراءة الكتاب إلى مجرد نشاط ديني.
لقد تعرضالكثيرون منا لسماع مئات العظات وآلاف الآيات الكتابية ولكن ما ترك تأثيرًا حقيقيًا على حياتنا
هي تلك الآيات التي تمعنا فيها وفهمناها. فالآيات التي نقرأها فقط لن تترك أن أثر في حياتنا.
لدي طريقة ساعدتني كثيرًا في التأمل في كلمة الله إذ كلما قرأت الكتاب أو سمعت عظة ما فإني أتصور
أن أحدًا يقول لي "اخبرني ما الذي تعلمته الآن؟" ويجبرني هذا على التركيز والرجوع للكتاب مرة أخرى
للقراءة والتأمل.
الانفتاح يجعلنا أقوياء
والشيء الثالث الذي نحتاجه لكي نصبح أقوياء هو الشركة. كلنا نذهب إلى الكنيسة ونصافح الأصدقاء
ونربت على ظهورهم ونبتسم ونتعانق؛ نعمل كل ذلك دون أن نصبح أقوياء.
فالفكرة الرئيسية للشركة هي أن تقيم وننمي علاقات مع الذين يشاركوننا أكثر الأمور في هذه الحياة وهم
إخوتنا وأخواتنا في المسيح.
إن مجرد التواجد في الكنيسة قد يقوينا وقد لا يفعل ولكن الشركة الحقيقية مع المؤمنين ستقوينا حتمًا.٣٢
وتبدأ تلك الشركة بالصراحة والأمانة. التقارب مع بعضنا البعضيقوينا والكبرياء والاستقلالية تضعفنا وقد
نجلس في وسط الجماعة ولكننا نبقى مختبئين ولكن عندما نسقط دفاعاتنا في الوقت المناسب والمكان المناسب
وبالدرجة المناسبة مع الأشخاص المناسبين فإننا سوف نستمتع بالشركة الحقيقية وهذا هو الانفتاح المتسم
بالمسئولية.
"بل عظوا أنفسكم كل واحد الآخر كل يوم ما دام الوقت يدعى اليوم لكي لا يقسى أحد منكم بغرور الخطية"
(١٣ : (عب ٣
تتضمن الشركة الحقيقية أن نعظ بعضنا بعضًا. ونحن مسئولون عن ذلك. حتى لا تتقسى قلوبنا. لذا فعلينا
أن نهتم بعضنا بالبعضوأن نشجع بعضنا البعضكل يوم على أن نحيا حبًا أعظم وأيمانًا أقوى وطاعة أفضل.
ويستلزم هذا أن نتحلى بالالتزام بعضنا تجاه البعض وأن تكون لدينا النية لمراعاة مصالح الآخرين كجزء
.(١١ :٥ ،١١ : أساسي من مسيرتنا مع لله ( ١تسالونيكي ٢
ربما تحتاج الكنيسة أن تتحول من مجرد مكان لتأدية الشعائر الدينية إلى مجموعة تعضيد الآخرين. فالرب
يريدنا أن نعيش بمعونة الآخرين لأننا جزء من عائلة الله المليئة بالإخوة والأخوات الذي يحبوننا ويودون
معاونتنا في تجاربنا وصراعتنا وعلينا نحن أيضًا أن نفعل المثل لهم.
الصلاة في الروح
١٩ هؤُلاَء هم \لْمعتَزُِلون بِأَنْفُسهِم، نَفْسانيون لاَ روح لَهم. ٢٠ وأَما أَنْتُم أَيها \لأَحباء فَابنُوا أَنْفُسكُم علَى ."
.( إِيمانكُم \لأَقْدسِ، مصلِّين في \لروحِ \لْقُدسِ". (يهوذا ٢٠ ،١٩
الوسيلة الأخرى للحفاظ على حياتنا الروحية هي الصلاة في الروح والتكلم بألسنة "من يتكلم بلسان فهو يبني
٤) وسواء كنت تؤمن بالألسنة أو لا تؤمن فإن الكتاب يوضح بصراحة شديدة أن الصلاة بألسنة : نفسه" ( ١كو ١٤
تؤدي دورًا في بناء وتقوية الإنسان الداخلي.
ونتقوى أيضًا عندما نعبد الله لأجل ذاته وليس لأجل ما يصنعه لنا فقط. والعبادة الحقيقية لله هي أن نأتي
بجسارة أمام عرش الله وبضمير صالح وأن نسجد أمامه. وذلك هو الاتصال الحقيقي والصادق بالله.
حتى الأطفال يمكنهم أن يكونوا أقوياء
هذه هي بعض الأشياء التي ستساعدنا على الحفاظ على قوتنا. ولماذا نحتاج إلى القوة؟ لأن هناك شيطانًا
يحاول أن يفترس الضعفاء أو من يعتقدون أنهم ضعفاء. نحتاج أن نكون أقوياء لأن الكتاب يأمرنا بذلك ونحتاج
أن نكون أقوياء لأن قوتنا جزء أساسي من علاقتنا بالله.
فالقوة تعني أن تعرف الله وتحبه وأن نتكلم معه وأن تستمتع إليه وأن تعبده وأن تقف معه واثقًا في النصرة.
لقد علمنا بعضنا دون قصد أننا ضعفاء وأن المؤمن الحديث الإيمان هو شخصضعيف. ولكن هذه الفكرة:
المؤمن القديم وكلمة مؤمن حديث تشير فقط إلى مستوى النضج وتراكم الخبرات وليس إلى الضعف والعجز.
هناك أمور كثيرة لا نعلمها وما زلنا في مرحلة النمو وفي احتياج شديد إلى أن نتغير باستمرار إلى شبه
المسيح وشخصياتنا تحتاج دائمًا أن تتطور إلى الأكمل، ولكننا لسنا ضعفاء بل أقوياء في شدة قوته ويجب أن
٣٣
نقف في قوة وثقة أمام العدو "الذي به أيضا قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون"
.(٢ : (رو ٥
معرفة كل ما يمكن عن الصراع
لا يكسب المصارع المباراة بسبب قوته فقط بل أيضًا معرفته لقواعد اللعبة ولحركاتها المختلفة. وهل يمكن
أن يتوقف في وسط المباراة ليراجع قواعد اللعبة؟
إذ إن قواعدها تصير جزءًا طبيعيًا من صراعه وسط الحلبة. وهذا يصدق على الحرب الروحية. فنحن
أقوياء ولكننا نحتاج أن نعرف بعض الأمور الأساسية؛ نحتاج أن نعرف كيف نمسك العدو ونصرعه.
لقد رأينا أن الحرب الروحية والمصارعة يتسمان بصفة الاستمرار. وعندما أعلم أن الحرب الروحية
مستمرة وأنه لا يمكن استثناء أحد، فإن البعضيصيبه الاضطراب وأسمع غمغمة الحاضرين، فالبعضيقول:
"إن المعركة للرب وليست لنا" ليس عليكم أن تحاربوا في هذه" ولقد تعلمنا عن الدخول إلى راحة الإيمان".
ويرى البعض أن هناك ثمة بين أن نصارع وأن نستريح بين يدي الرب.
وفي الواقع فإنه لا يوجد تعارضبين هذين الموقفين. فنحن يمكننا أن نتمتع بالراحة حتى في وسط المعركة
وذلك إن تعلمنا قواعد الصراع.
وإذ قدر لبطل في المصارعة أن يلاعبني فهو على الأغلب لن يخلع معطفه وسوف تكون المباراة سريعة
وبلا ألم بالنسبة له" ولن تستهلك أي جزء من طاقته وسوف يصرعني بدون حتى نقطة عرق ولن يحتاج أن
يستحم بعد المباراة ولن يشعر أني أمثل أي تهديد لمكانته كبطل. وسوف يكون انتصاره مضمونًا حتى من قبل
أن تبدأ المباراة. وسوف لا يحتاج الأمر إلا لمجهود قليل من جانبه ويمكنه أن يشعر بالراحة قبل وأثناء وبعد
المباراة.
الراحة في وسط المعركة
إن المعركة مستمرة وإذا لم ندرك يمكن أن نعيش في هزيمة دائمة. فعلى المؤمن أن يعرف أن المعركة
مستمرة في كل لحظة من لحظات الحياة. ولكننا لو سرنا في قوة وتعلمنا قواعد الصراع فإن المعركة لن تشكل
عائقًا أساسيًا لنا ونستطيع أن نعيش كل يوم متأكدين وقادرين على مواجهة كل معضلة وكل ظرف وكل هجمة
من العدو. المعركة مستمرة ولكننا نستطيع أن نستريح معتمدين على الله.
وراحة الإيمان لا تعني الخمول الروحي أو عدم التجارب مع الأمور. إن القول: الحرب ليست لكم بل لله
لا تعني أن نظل سلبيين بينما يقوم الرب بالمحاربة. ففي سفر أخبار الأيام الثاني (إصحاح ٢٠ ) يقول الكتاب
"الحرب ليست لكم بل لله" ثم يقول "غدًا انزلوا عليهم". فنحن مسئولون أن نحارب الشيطان في قوة الله.
وإذا كنا أقوياء ونعرف كيف نحارب العدو فلن يكون الأمر عبئًا علينا بل سيصبح عم ً لا روتينيًا يمكننا أن
نستريح إثناءه.

 "لأني لهذا كتبت – لئلا يطمع فينا الشيطان لأننا لا نجهل أفكاره" ( ٢كو ٢:١١-٩ )


يقول بولس الرسول لأننا لا نجهل أفكاره والمشكلة أن الكثيرين منا يجهلون أفكار إبليس. فقد تعلمنا أن
نتجاهل العدو ومكائده وأن نفسر راحة الإيمان على أنها السلبية.
ولكننا نستطيع أن نتعلم كيف نتعرف على مكائد إبليس وأن نلتقط في كل موقف ما هو من إبليس ونتعامل
معه.
يمكننا أن نميز خططه لهدم حياتنا الزوجية أو لإعاقة علاقتنا بالآخرين أو لاستدراجنا للوقوع في الكآبة.
ومعرفة خطط العدو هي معرفة لكيفية الإمساك بالخصم على بساط المصارعة. وبمجرد أن نميز خطة العدو
فإنه يمكننا أن نقوم بالحركة المناسبة المضادة فنفشل المخطط وننهي المعركة.
عندما ندرك خطط العدو فإنها تفشل للتو. فمجرد إدراكنا لخطط العدو يقودنا للنصرة لأن العدو يتسلل إلينا
خلال ضعفنا وجهلنا ولكنه يفشل حين يواجه بقوتنا ومعرفتنا لمخططاته.
سر الله الذي يساعدنا على الانتصار
6لَك.نَّنَا نَتَكَلَّم. بِح.كْم.ة. ب.ي.ن. \لْكَام.ل.ين. و.لَك.ن. بِح.كْم.ة. لَي.س.تْ م.ن. ه.ذَا \لد.ه.رِ و.لاَ م.ن. ع.ظَم.اء. ه.ذَا \لد.ه.رِ \لَّذ.ين. "
ي.ب.طَُلون.. 7ب.لْ نَتَكَلَّم. بِح.كْم.ة. \للهِ ف.ي س.ر.: \لْح.كْم.ة. \لْم.كْتُوم.ة. \لَّت.ي س.ب.قَ \للهُ فَع.ي.نَه.ا قَب.لَ \لد.ه.ورِ لِم.ج.د.نَا 8الَّت.ي لَم.
.(8-6 : ي.ع.لَم.ه.ا أَح.د. م.ن. ع.ظَم.اء. ه.ذَا \لد.ه.رِ - لأَن. لَو. ع.ر.فُوا لَم.ا ص.لَب.وا ر.ب. \لْم.ج.د.. ( 1كو 2
هناك حكمة مخفاة عن قوات الظلمة ولكنها متاحة لنا نحن المؤمنين إن كنا نتواضع أمام الرب. ويقول كاتب
العبرانيين إن هذه الحكمة معلنة للناضجين. "البالغون الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على
(41 : التميز بين الخير والشر." (عب 5
وسر الحكمة هذا يعطى لمن يتعلم أن يميز حيل وخطط الشيطان. ونحن نستطيع أن ندرب أنفسنا على تمييز
ما هو من الله وما هو من الشيطان وذلك بواسطة الحكمة المعطاة لنا من الله. وإذا انتظرنا الله فإننا سوف نتعلم
كيف نوقع بالعدو وكيف نميز حيله وعندئذ يمكننا أن نتجاوب في الحال مع هجومه: أنا أعلم ما يريد الشيطان
أن يقودني إليه ولن أفعله. لن استسلم للاكتئاب ولن أشارك في النقد لن أغضب ولن أدخل في علاقات غير
صحيحة.
إذا عرفنا حيل العدو فستعرف كيف نواجهه وستتحول إلى عمل روتيني يمكن تأديته بكل بساطة.
لا توجه أسلحتك في الاتجاه الخاطئ
12فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ.
121 ) تركز على ماهية تلك المعركة وضد من؟ إن معركتنا هي : كل العظات التي تدور حول (أفسس 6
مع رؤساء والسلاطين وولاة العالم وأجناد الشر الروحية. ولكن العظات لا تذكر كثيرًا أن معركتنا ليست مع
الدم واللحم. ونحن ننسى ذلك كثيرًا ولقد فشلت الكنيسة لقرون طويلة في اتباع الاتجاه المهم في الحرب الروحية
وهو ألا نحارب أبدًا اللحم والدم.
٣٥
كثيرًا ما قابلت أناسًا لا يودون أن يفعلوا شيئًا حيال الحرب الروحية. وهم يعتقدون أنه من الغريب أن يقف
الناس أمام العدو وأن ينتهروا إبليس؛ وهم يترددون في محاربة العدو، ولكن إذا تعلق الأمر بمحاربة الناس فهم
يتحولون إلى خبراء.
فكلنا في وقت ما – دافعنا عن مواقفنا في غضب أو انتقدنا البعض أو هاجمنا البعض الآخر وقليلون جدًا
هم الذين لم يحاربوا لحمًا ودمًا.
والمشكلة الوحيدة هنا هي أن الكتاب يمنعنا من محاربة اللحم والدم في أي وقت وتحت أي ظرف ولأي
سبب.
والسبب الذي لأجله يمكن للعدو المهزوم أن يضرب بصفة دائمة ما يطلق عليه الكنيسة المنتصرة. هو أننا
نحارب بعضنا البعض.
لقد أضعنا الساعات الكثيرة في انتقاد الطوائف الأخرى وفي إلقاء العظات وتأليف الكتب ضد بعضنا البعض
وخسرنا بذلك المعركة الحقيقية.
ما أريد أن أوضحه هنا كتابة الكتب ضد بعضنا البعض أو إلقاء الكلمات ضد بعضنا البعض لم تكن ولا
يمكن أن تكون نشاطًا مسيحيًا حقيقيًا. إذ أننا بهذا سوف ننقاد إلى مجادلات لاهوتيةضارة حيث لا يوجد منتصر،
وسوف تثير هذه المواقف ضحك إبليس لأنها تجعله المنتصر الوحيد.
وبينما لا نقاتل نحن إبليس المسئول الحقيقي عن كل تلك المشاكل فإننا نرفع أسلحتنا في وجه قادتنا لأنهم
لا يصنعون ما نريده تمامًا.
وفي وجه إخواتنا لأنهم يختلفون معنا في الرأي معطين الشيطان الفرصة كي يجول ويرمح في الأرض
بدون أي كابح.
على صواب لكن نفتقد الله.
إليكم تاريخ الكنيسة: الحملات الصليبية، الاضطهادات، محاكم التفتيش، الحرق على الخازوق وانقسامات
داخلية. تم كل ذلك باسم الله وباسم يسوع المسيح وباسم الحرب الروحية. علينا أن نفهم أننا لا نحارب الناس
أبدًا. يمكننا أن نكسب الجدال ونبقى خاسرين. قد تكون أدائنا صحيحة ولكن اتجاهات قلوبنا خاطئة. وحتى لو
كنا نحوذ العقيدة الصحيحة فإننا عندما يخرج الناس دفاعًا عنها نعطي إبليس مكانًا. يمكننا أن نحارب المفاهيم
وليس الناس الذين يحملون تلك المفاهيم. لأننا لن ننتصر أبدًا إذا حاربنا إنسانًا.
كان الفريسيون على حق فقد فهموا الكتب تمامًا وكانت عقائدهم منظمة، وعرفوا كيف يمارسون اليهودية
الصحيحة وكانوا ملتزمين بإطاعة كلمة الله. كما فهموها. لقد كانوا المؤمنين الكتابيين لجيلهم إلا أنهم بسبب
افتخارهم ببرهم الذاتي لم يستطيعوا أن يروا الله المتجسد. تمشى المسيح أمامهم وتكلم إليهم وانتهرهم ولكنهم
لم يستطيعوا أن يروه لأنهم كانوا مشغولين ببرهم. وهم صلبوا الرب بينما هم يدافعون عن البر والتدين. ولقد
.(٤٤ : واجه المسيح هذا الاتجاه بصرامة وعزاه إلى العدو. (يو ٨
إن كل ما فعلته صراعتنا مع بعضنا البعض ومعاركنا البشرية طوال التاريخ أنها قد مكنت قبضة إبليس

في الأرض على المؤمنين وغير المؤمنين على السواء.٣٦
وقد قادنا كبرياؤنا إلى معركة تُعد كل مشاركة فيها – بأي معنى من المعاني – هزيمة ثقيلة.
يجب ألا نقاتل الناس لأننا إذا قاتلنا الناس فلن نستطيع أن نقاتل العدو.
هنا قول معروف "إنه يعيش في السماء، فلن يكون ذا نفع على الأرض" وهذا صحيح لأننا نجد بعض
الروحيين غير قادرين على تحمل المسئولية أو ممارسة الحياة العملية.
وربما قد حان الوقت لإعادة صياغة هذه العبارة كالتالي:
"إننا نعيش على الأرض فلن نكون ذا نفع في السموات".
يوجد عالمان العالم السماوى والعالم الدنيوي. والعالم الدنيوي هو العالم الذي نستطيع أن نراه وأن نلمسه؛
أنه العالم المادي.
ولكن العالم السماوي هو العالم غير المنظور حيث تدور المعركة الحقيقية.
وبينما نمارس نحن حياتنا الطبيعية، بينما نأكل ونشرب ونحن نشاهد التلفزيون أو ننام. في كل ساعة من
كل يوم فإن رحى هذه المعركة تدور بلا توقف في السماويات، المعركة المشتعلة عبر القرون وقد بدأت قبل
أن نولد وتستمر بعد أن نموت. المعركة التي تدور حول أمور الناس على الأرض، إنها الصراع الأزلي بين
قوات الظلمة وقوات النور.
وإذا أصبح توجهنا أرضيًا نحارب معاركنا فقط على الأرض فلن نكون ذوى فائدة في الحروب السماوية.
سوف نوجه أسلحتنا للأرضحيث نصارع البشر بد ً لا من قوات الظلمة. وفي داخل كل واحد منا يوجد شيء
يسخط بشدة عندما يرى الظلم ويحتج على الأفعال الخاطئة وإذا لم توجه تلك الدوافع نحو السماويات لنواجه
العدو ونصلي من أجل التغيير، فإننا سنجد أنفسنا نقاتل الناس.
علينا أن نحارب المفاهيم الخاطئة في المجتمع وليس الناس لأن محاربة الناس لن تفيد مملكة الله مهما تكن
القضايا صائبة. إن مملكة الله تتقدم من خلاله هو وعن طريق استجابته لصلواتنا ومن خلال أعمالنا المنقادة
بالروح القدس.
هل يستطيع الرب أن يتعامل مع مثل هذه الأمور؟
لو آمنا حقيقة أن الروح القدس يستطيع أن يتكلم إلى قلوب الناس وإن قدرته على التأثير تفوق كل ما يمكننا
أن نصنعه، إلا يجدر بنا أن نأتي بكل شيء وكل ملاحظة وكل اهتمام إليه؟
للأسف نحن غالبًا ما نأتي إلى الله بعد أن نفشل في مجادلتنا وبعد أن نخلف وراءنا قلوبًا مثخنة بالجراح
ونظن بعد ذلك أننا كنا على صواب.
هل أول ما يخطر على بالنا عندما نواجه أمرًا من الأمور أن نصلي؟ أم أننا نعتقد أننا أكثر قدرة وأكثر أقناعًا
من الروح؟ هل يمكننا أن نتعامل مع الناس بطريقة أفضل من تعامل الله معهم.
هل نستطيع أن نربي أولادًا ونصلح أزواجنا وزوجاتنا، نضبط سلوك التابعين لنا وننتهر قادتنا ونصحح كل
خطأ أفضل من الروح القدس؟ هل نحن واثقون أن الله أفضل قدرة وأكثر اهتمامًا بالناس منا؟ إن كل محاولة٣٧
من جانبنا للتعامل مع الناس بدون صلاة وتشفع من أجلهم إنما تنبع من كبرياء شديد ومن قناعة أننا نستطيع
أن نتعامل مع الأمور بطريقة أفضل منه.
إن الله يحب الناس أكثر مما نحبهم نحن وهو أقدر منا وله تأثير بالغ على قلوب الناس. وإن صدقنا هذه
الأمور فإننا سنجد أنفسنا في صلاة مستمرة من أجل بعضنا البعض.
خمسة أمور يجب أن نتذكرها
١ - أن نصلي قبل أن نتحرك.
علينا أن نصلي أو ً لا حتى في المواقف التي تتبع مسئوليتنا كرعاة أو قادة أو آباء. فأنا كأب مسئول عن
تصحيح طرق أولادي ولكي أقوم بذلك أحتاج أن أصلى قبل أي خطوة وكقادة نحتاج أحيانًا أن ننتهر ولكن لنعط
الرب الفرصة الأولى من خلال الصلاة هذا لا يعنى أن نقف مكتوفي الأيدي ونترك الرب يفعل كل شيء ولكن
يعني أن نصلى أو ً لا معطين الرب فرصة ليتعامل مع الموقف حافظًا العلاقات بيننا وبين من نخدمهم.
ويمكن لله أن يتصرف مباشرة أو أن يمنحنا الحكمة اللازمة للتعامل مع الموقف.
٢ - أن نقاوم العدو وأن نمارس السلطان عليه:
إن المشكلة ليست في الشخصولكنها في قوات الظلمة التي تنتهز كل فرصة لتزيد التوتر والخلافات وتمنع
الصلح وتهدم العلاقات. لذا فعلينا أن نواجه كل موقف بكلمات مسموعة. علينا أن نقول "أنتهرك يا إبليس، لن
تأخذ أصدقائي ولا شريك حياتي ولا أولادي ولا قادتي؛ إني أقف ضدك وأقيدك باسم المسيح" وهكذا نستطيع
أن نمنع إبليس من تعطيل عمل الله في حياة من حولنا.
٣ – إذا وجه لنا شخص ما توبيخًا فلنبحث ع الحقيقة قبل أن نحارب لحما ودما:
لنمعن النظر بكل تواضع في كل نقد أو انتهار أو اتهام فقد يكون كله أو بعضه صحيحًا.
وإذا أخذنا في الاعتبار أنه من الممكن أن نكون مخطئين فإننا نفتح قلوبنا لكي يخدم الآخرون حياتنا وهذا
هو التواضع وتدعى هذه حربًا روحية.
لقد عوق الكبرياء الكنيسة لقرون عديدة "أنا على صواب وهم على خطأ…أنا أعرف وهم لا يعرفون"
ولكننا كثيرًا ما نكون مخطئين ونرفضالاعتراف بذلك. وحتى لو كنا على صواب ونعرف الحق فعلينا أن نفتح
قلوبنا وأن نكون مستعدين لأن نفحص ما يقوله الآخرون لنا. وحتى لو كان بعض ما قيل ليس صحيحًا فإننا
يجب ألا نأخذ موقفًا دفاعيًا ويجب ألا نحارب الأشخاص. وإن كان ما قالوه صحيحًا فسوف تصبح فرصة لنا
لأن نتوب ونعدل من مواقفنا لنصبح أكثر شبهًا بالمسيح.
٤ – ألا نفقد إيماننا أبدًا وألا نقع تحت دينونة:
سواء كان كلام الناس صحيحًا أم خاطئًا، فلا يجب أن يؤثر على إيماننا بكلمة الله أو على ثقتنا في خلاصنا
وقوتنا ونضجنا. عندما يختلف معنا الآخرون فإن هذا يكبلنا عاطفيًا، وعندما يكون النقد عنيفًا فإننا نرضخ لمن
يتهموننا ونقبل كل ما يق٣٧
من جانبنا للتعامل مع الناس بدون صلاة وتشفع من أجلهم إنما تنبع من كبرياء شديد ومن قناعة أننا نستطيع
أن نتعامل مع الأمور بطريقة أفضل منه.
إن الله يحب الناس أكثر مما نحبهم نحن وهو أقدر منا وله تأثير بالغ على قلوب الناس. وإن صدقنا هذه
الأمور فإننا سنجد أنفسنا في صلاة مستمرة من أجل بعضنا البعض.
خمسة أمور يجب أن نتذكرها
١ - أن نصلي قبل أن نتحرك.
علينا أن نصلي أو ً لا حتى في المواقف التي تتبع مسئوليتنا كرعاة أو قادة أو آباء. فأنا كأب مسئول عن
تصحيح طرق أولادي ولكي أقوم بذلك أحتاج أن أصلى قبل أي خطوة وكقادة نحتاج أحيانًا أن ننتهر ولكن لنعط
الرب الفرصة الأولى من خلال الصلاة هذا لا يعنى أن نقف مكتوفي الأيدي ونترك الرب يفعل كل شيء ولكن
يعني أن نصلى أو ً لا معطين الرب فرصة ليتعامل مع الموقف حافظًا العلاقات بيننا وبين من نخدمهم.
ويمكن لله أن يتصرف مباشرة أو أن يمنحنا الحكمة اللازمة للتعامل مع الموقف.
٢ - أن نقاوم العدو وأن نمارس السلطان عليه:
إن المشكلة ليست في الشخصولكنها في قوات الظلمة التي تنتهز كل فرصة لتزيد التوتر والخلافات وتمنع
الصلح وتهدم العلاقات. لذا فعلينا أن نواجه كل موقف بكلمات مسموعة. علينا أن نقول "أنتهرك يا إبليس، لن
تأخذ أصدقائي ولا شريك حياتي ولا أولادي ولا قادتي؛ إني أقف ضدك وأقيدك باسم المسيح" وهكذا نستطيع
أن نمنع إبليس من تعطيل عمل الله في حياة من حولنا.
٣ – إذا وجه لنا شخص ما توبيخًا فلنبحث ع الحقيقة قبل أن نحارب لحما ودما:
لنمعن النظر بكل تواضع في كل نقد أو انتهار أو اتهام فقد يكون كله أو بعضه صحيحًا.
وإذا أخذنا في الاعتبار أنه من الممكن أن نكون مخطئين فإننا نفتح قلوبنا لكي يخدم الآخرون حياتنا وهذا
هو التواضع وتدعى هذه حربًا روحية.
لقد عوق الكبرياء الكنيسة لقرون عديدة "أنا على صواب وهم على خطأ…أنا أعرف وهم لا يعرفون"
ولكننا كثيرًا ما نكون مخطئين ونرفضالاعتراف بذلك. وحتى لو كنا على صواب ونعرف الحق فعلينا أن نفتح
قلوبنا وأن نكون مستعدين لأن نفحص ما يقوله الآخرون لنا. وحتى لو كان بعض ما قيل ليس صحيحًا فإننا
يجب ألا نأخذ موقفًا دفاعيًا ويجب ألا نحارب الأشخاص. وإن كان ما قالوه صحيحًا فسوف تصبح فرصة لنا
لأن نتوب ونعدل من مواقفنا لنصبح أكثر شبهًا بالمسيح.
٤ – ألا نفقد إيماننا أبدًا وألا نقع تحت دينونة:
سواء كان كلام الناس صحيحًا أم خاطئًا، فلا يجب أن يؤثر على إيماننا بكلمة الله أو على ثقتنا في خلاصنا
وقوتنا ونضجنا. عندما يختلف معنا الآخرون فإن هذا يكبلنا عاطفيًا، وعندما يكون النقد عنيفًا فإننا نرضخ لمن
يتهموننا ونقبل كل ما يقولوه ولو أتى هذا النقد من قادتنا فسوف نجد لدينا الميل لأن نخضع لادعاءاتهم ونشكولوه ولو أتى هذا النقد من قادتنا فسوف نجد لدينا الميل لأن نخضع لادعاءاتهم ونشك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...