ما هى الصلاة؟ ضرورتها (مارى اسحاف السريانى )

ما هى الصلاة؟ ضرورتها

تعريف الصلاة
+ الصلاة هى صُراخ العقل من حَرْقَة القلب.. هى تَفرّغ العقل من جميع أُمور الدنيا، ونظره بشوق إلى الرجاء المُعد للقديسين.
+ الصلاة تليق بالكمال وهى استقامة الضمير، ووعظه بالأمور الحسنة، والحرّيّة في الأمور المرتفعة، وهذيذ الروح، وذِكر السمائيّات، والإلهام بالإلهيات..
+ اعتاد الآباء أن يُشيروا إلى الأعمال الروحيّة والانفعالات الحسنة بلفظة الصلاة.. مع أنَّه واضح أنَّ الصلاة تختلف عن الأعمال التي هى أشياء تُعمل.. لأنَّ التعاريف المضبوطة لا يمكن إحكامها، إلاَّ في الأشياء المادية الموجودة في العالم، أمَّا الأُمور المختصة بالحياة القادمة فليس لها أسماء مُحققة..
+ يا أحبائي إنَّ العشرة السرية والانشغال في الأمور الروحيّة، يُشار إليها بكلمة الصلاة، سواء كانت تلاوة أقوال مُقدَّسة عن ظهر قلب بتمييز وإدراك، أو ترتيلاً وتسبيحاً لله، أو تذكّر دائم لعنايته، أو سجوداً أمامه، أو مزامير التهليل والتمجيد..
ضرورة الصلاة
+ ينبغي ألاّ نُبطل شيئاً من الصلاة المفروضة، ولو كنَّا في أعلى درجات الحياة الروحية، لأنَّه ليس لك عمل ضروريّ آخر لتكميله أعظم من الصلاة.
+ الصلاة تُشجّع الضمير، وتُلبس العقل قوة، وتُقوّي الرجاء الذي يُلهب الضمير فيتجلّد الإنسان تجاه الضيقات ويصبر على شرور الأرض، لأنَّه كل حين يوازن بين الأتعاب والخيرات المُعدّة أن يرثها، يستهين بالعذابات وكل أنواع الآلامات..
+ الصلاة تُقرّب العقل إلى الله، وبالهذيذ يتشجّع العقل فيتفرّس فيه ويتقدّس.
+ بالصلاة نستدرج النعمة إلينا التي تُسمّى الملكوت، لكي إذا أحسسنا بها ننسى الأرض وما فيها، ونتذكّر كل حين أنَّ لنا معين قوي غير منظور.
+ بالحديث مع الله في الصلاة نتقدّم لننظر الملكوت، الموضع الذي نحن مزمعون أن نُقدّم فيه السجود بالروح والحق، الذي لا يحده جسد ولا جهة من جهات العالم.
+ الصلاة تُرشد إلى السماء، وتُرذل محبّة العالم.
+ بواسطة الألفاظ ندخل إلى الأسرار، فالصلاة تقرن العقل بالله.
+ لا شيء يمنح الضمير حياءً وعفة مثل الحديث مع الله.
+ أحِب الصلاة كل حين لكي يستنير قلبك بالله.
+ الذي يتهاون بالصلاة، ويظن أنَّ له مدخل آخر للتوبة، هو مخدوع من الشياطين.
+ تبدأ ظلمة العقل حينما تتراخى في خدمة أوقات الصلوات، فإذا أهملت أوقاتها وتكاسلت عنها، تُفارقك المعونة الإلهيّة التي كانت تُرافقك، لأنَّ الانتقال من ناحية اليمين معناه الاتجاه نحو الشمال.
+ حياة المتوحّد وعمله المُكرّم عند الله هو الصلاة، والذي ليس له خدمة ولا صلاة بحسب واجباتها، وخدمة الأوقات مهملة عنده، فهو كسول وبطّال.
+ الإنسان العادم من الصلاة ويُجادل على الفضائل، لا فرق بينه وبين الأعمى العادم النور، ويُجادل على حسن الفصوص الكريمة والألوان الكثيرة!
+ لأنَّ عمل الرهبان هو هذا: الانعتاق من كل المحسوسات، والمداومة مع الله بهذيذ (مناجاة) القلب، وتعب الجسد بالصلاة.
الصلاة بالليل أم ليلاً
+ جميع الآباء كانوا يُصلّون بالليل، حسب المثال الذي أخذوه من ربنا يسوع، فقد كان يقضي الليل كله في الصلاة، لأنَّ الليل مفروز للصلاة في هذا البلد القفر.
+ كل صلاة تُقدّمها بالليل هى مكرّمة، ومعونة الله لك بالنهار هى سبب خدمة الليل.
الصلاة بفهم
+ طوبى لمن استحق عندما يُصلي أن تشخص عيني عقله بنور عدم الآلام، وينظر بالعقل في كلام الصلاة بقلم الروح على مِرآة قلبه، ومنها يصعد التمجيد للذي أعطاه موهبة نظر النفس.
+ بواسطة فَهم معاني الصلاة، ننشغل بمحبّة أُمور الدهر الآتيّ، والمعرفة في الصلاة تفصل العقل عن الجسد بالتخلّص من الطبع الجسديّ.
 علامات قبول الصلاة
علامات قبول الصلاة هى:
. فرح القلب بالتسبيح لله.

. انحدار الدموع وقت التضرّع بدون تعمّد البكاء.

هل يوجد دليل قاطع على وجود الله؟

هل يوجد دليل قاطع على وجود الله؟





السؤال: هل يوجد دليل قاطع على وجود الله؟

الجواب: 
إن إجابة هذا السؤال تعتمد إلى حد كبير على ما هو المقصود بكلمة دليل "قاطع". هل يمكننا أن نمد أيدينا ونلمس الله أو نراه بنفس الكيفية التي نلمس ونرى بها الناس؟ كلا. ولكن توجد طرق لا تحصى يمكن بها أن يعرف الإنسان يقيناً أن الله موجود، وأنه حقيقي، وأنه هو كما يقول عن نفسه. سوف ننظر بإختصار إلى ثلاث طرق نثبت بها وجوده بإستخدام كل من العلم والكتاب المقدس. 

1. قانون السبب والنتيجة. هذا القانون العلمي يقول بأن كل سبب له نتيجة وكل نتيجة لها سبب. هذا القانون هو أساس كل علم. وبهذا، فإن هذا القانون له صلة بمنشأ السماء والأرض. في الواقع، يتفق العلماء أن الكون لم يكن موجوداً منذ الأزل، وأنه كانت له بداية في نقطة معينة من الزمن.

إن نظرية النسبية، المقبولة بصورة عالمية تقريباً بين العلماء، لها تداعيات معينة على قانون السبب والنتيجة هذا. أحدها هو أن الكون، بتعريفه كوقت ومساحة ومادة وطاقة فيزيائية كانت له بداية، وأنه ليس أزلياً. ومن خلال معادلات آينشتاين إستطاع العلماء تتبع تطور الكون حتى وصلوا إلى منشأه، حتى ما يسمى "حدث التفرد" حين جاء إلى الوجود فعلاً. لقد أثبت العلم أن الكون له بداية فعلاً. هذا يعني أنه إذا كانت للكون نقطة بداية في التاريخ، إذاً من الواضح أن له بداية وجود، ويجب أن يكون هناك سبب لوجوده.

لذلك إذا كان يلزم وجود سبب لوجود الكون، لا بد أن يكون ذلك السبب أكبر من الكون – أي الزمن، والمكان، والمادة، والطاقة الفيزيائية. لا بد أن يكون ذلك السبب شيئاً مشابهاً لما يسميه المسيحيون "الله". وحتى ريتشارد داوكنز، الذي ربما يكون أشهر مؤيدي الإلحاد في عصرنا أقر في مقال بمجلة التايم أنه "يمكن أن يكون هناك شيء عظيم جداً ويفوق الفهم وأسمى من إدراكنا الحاضر". نعم، هذا هو الله!

يمكن أن نلخص هذا الدليل الكوني في العبارات التالية:

(1) ما له بداية وجود لا بد وأن له سبباً لوجوده.

(2) الكون له بداية.

(3) لذلك، الكون لا بد وأن له سبباً لوجوده.

(4) إن صفات سبب وجود الكون (كونه غير مرتبط بالزمن، موجود خارج المكان،...الخ.) هي صفات الله.

(5) لهذا، إن سبب وجود الكون لا بد وأنه هو الله (تكوين 1: 1).

2. قانون علم الغائية
. علم الغائية هو دراسة خطة أو هدف الظواهر الطبيعية. هذا القانون العلمي يعني أساساً أنه عندما يعكس شيء هدف أو غرض أو خطة فلا بد أن له من قام بتصميمه. ببساطة، الأشياء لا تصمم نفسها. هذا ينطبق على الأشياء في الكون، مما يثبت ضرورة وجود من صممه.

مثلاً، إن الأرض في دورانها حول الشمس تنحرف عن الخط المستقيم بمقدار واحد من تسعة من البوصة كل 18 ميل – أي خط شديد الإستقامة بالمعايير البشرية. ولكن لو تغير المدار وأصبح بمقدار واحد من عشرة من البوصة كل 18 ميل، فإنه يصبح أكبر بمقدار كبير وكنا لنتجمد كلنا من البرد. ولو تغير ليصبح واحد من ثمانية من البوصة لكنا إحترقنا كلنا. إن حرارة الشمس في مركزها تبلغ حوالي 20 مليون درجة مئوية. فلو تحركت بعيداً الأرض بمقدار 10% لكنا تجمدنا حتى الموت. ولو إقتربت بمقدار 10% لكنا صرنا رماداً. فهل علينا أن نصدق أن مثل هذه الدقة "حدثت بالصدفة"؟ فكر في هذا: إن الشمس تبعد مسافة 93 مليون ميل عن الأرض، وهي المسافة المناسبة تماماً. هل حدث هذا بالصدفة أم وفقاً لخطة؟ ليس عجيباً إذاً أن كاتب المزمور يشير إلى الله بأنه المصمم الأعظم: "اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ... مِنْ أَقْصَى السَّمَاوَاتِ خُرُوجُهَا وَمَدَارُهَا إِلَى أَقَاصِيهَا" (مزمور 19: 1، 6). 

3. قوانين الإحتمالية والنبوات المحققة. توجد 1093 نبوة في الكتاب المقدس تشير إلى المسيح وكنيسته، وقد تمت كل واحدة من هذه النبوات! يحتوي العهد القديم 48 نبوة تتعلق بصلب المسيح. عند تطبيق قوانين الإحتمالات لحساب إحتمالية وقوع عدة أحداث في نفس الوقت تقريباً، يجب أن يتم حساب تضاعف الإحتمالات معاً. مثلاً، إذا كان إحتمال وقوع حدث ما بصورة عشوائية هو 1 من 5، وإحتمالية وقوع حدث منفصل هي 1 من 10 فإن إحتمالية وقوع الحدثين معاً أو بالتتابع هي حاصل ضرب 1 من 5 في 1 من 10 الذي نتيجته 1 من 50. 

عندما نأخذ في الإعتبار حقيقة أن عدة أنبياء مختلفين والذين عاشوا في مجتمعات مختلفة على مدى ألف عام تنبأوا عن المسيح قبل ميلاده بخمسمائة عام، فإن إحتمالات عدم تحقيق أو عدم صحة هذه النبوات تفوق إدراكنا. مثلاً، إن إحتمال تحقيق شخص واحد (يسوع المسيح) ثمانية فقط من النبوات الخاصة به هي واحد من 10 إلى قوة 17 (أي 1 وبجانبه 17 صفر).

تأمل في هذا، تخيل لو أنك قمت بتغطية كل ولاية تكساس بدولارات فضية بعمق قدمين. سيكون عدد الدولارات الفضية اللازمة لتغطية الولاية بالكامل هي 10 إلى قوة 17. ضع علامة × على أحد الدولارات الفضية ثم إرمه من طائرة. ثم قم بنثر باقي الدولارات على الولاية كلها. وبعد ذلك إعصب عيني شخص واترك له حرية التنقل عبر الولاية، ولكن عليه أن يتوقف في مكان ما لإلتقاط الدولار الذي عليه علامة ×. ما هي إحتمالات أن يفعل ذلك؟ هي نفس الإحتمالات التي كانت لتحقيق ثمانية من النبوات في شخص واحد في المستقبل.

إن الكتاب المقدس بكل نبواته التي تحققت يثبت وجود الله. من خلال قوانين الإحتمالات، والحسابات الرياضية لإفتراضية تحقيق النبوات، يمكننا أن نعلم بكل تأكيد أنه يوجد مصمم إلهي وكاتب للكتاب المقدس. هو نفسه الذي أوجد الوجود. "وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ" (تثنية 18: 21-22). 

أخيراً، الله، خالق الكون وصانع خلاصنا يقول لنا: "اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلَهُ وَلَيْسَ مِثْلِي. مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ قَائِلاً: رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي" (إشعياء 46: 9-10). 

قصة أواه! يا ليتني أطعت!!(قصة مسيحيه)

قصة أواه! يا ليتني أطعت!!




أواه: يا ليتني أطعت! أوه: يا ليتني أطعت!"
هذه صيحة أحد المجانين في مستشفى أميركي للأمراض العقلية. لقد ظل يطلق هذه الصيحة ويكررها في حجرته أيامًا وأسابيع وسنين طويلة، ولم يتفوَّه بسواها، بل كان، كلما مرَّ بجانبه أحد الناس وخاطبه، لا يرد عليه إلا بهذه الصرخة التي تصم الأذان: أوه: يا ليتني أطعت! أواه: يا ليتني أطعت!
وقصة هذا المسكين هي انه كان موظفًا في إحدى شركات القطار الحديدي التي عهدت إليه وإنزاله بمناظرة جسر ممتد فوق نهر، وكان عمله محصورًا في رفع الجسر عند مرور البواخر وأعداد الخط لمرور القطار الحديدي. وكان هذا الموظف يتمتع بكامل صحته وقواه العقلية.

في تلك الساعة وصلت بعض البواخر وطلب قادتها المرور كالعادة، فرفض الموظف أن يرفع الجسر، بناء على الأمر الخاص المشدد الذي تسلمه. ووصلت سفينة أخرى، وطلب إليه قبطانها وهو صديق حميم له،
 أن يسمح له بالمرور، قائلًا: أنت ترفع الجسر وأنا اعبر في بضع دقائق بعجلة، وبعد اخذ ورد أذعن الموظف لطلب صديقه ورفع الجسر، وأخذت السفينة تتحرك.. ولكن يا لهول الرعب الذي انقض على الموظف عندما أصم أذنيه صوت صفير مزعج منطلق من قطار السياح المقبل بسرعة فائقة، إذ لم يعد هناك أي متسع من الوقت لا نزال الجسر، فتمنى، في لحظة الندامة وفوات الأوان، لو انه تقيَّد بالأمر الخاص المشدد، فرفع يديه، في ساعة قنوطه، إلى العلاء، وصرخ من أعماق أعماقه: أواه: يا ليتني أطعت! أواه: يا ليتني أطعت! أما القطار فاندفع بمن فيه منحدرًا إلى النهر حيث لاقى السياح حتفهموتسلم، ذات يوم، أمرًا خاصًا مشددًا بإبقاء الجسر مُنزَّلًا في وقت معيّن، وذلك لمرور قطار سياح خصوصي لم يكن موعد وصوله محددًا بالضبط، فأخذ الاستعدادات اللازمة لتنفيذ هذا الأمر، وانزل الجسر وحضَّر الخط لمرور القطار المذكور، وجلس ينتظر.
والموظف المسكين، ماذا جرى له؟ لما جاء أهل النجدة وجدوه يتمشى ذاهبًا وإيابًا على غير هدى ويصيح: أواه: يا ليتني أطعت! أواه: يا ليتني أطعت! ولم يتفوه بغير هذه الكلمات، فقد فَقَدَ رشده وظل مجنونًا كل حياته لا ينطق إلا بهذه الجملة: أواه: يا ليتني أطعت! كان قد تلقى أمرًا صريحًا فعصاه! كان من المحتمل أن لا يأتي القطار في ذلك الوقت، ولكنه أتى وهلك جمع غفير!
St-Takla.org                     Divider
يا لها من مأساة ربما تقول عندما تطلع على تفاصيلها: ما أحمق ذلك الموظف! ولكنك، إذا أطلقت لتأملاتك العنان وغصت في أعماق ضميرك، قد تجد انك سالك المسلك ذاته الذي أدى إلى تلك الفاجعة الرهيبة، فأنت، أيضًا، قد تلقيت أمرًا أسمى جاءك من السماء يجب أن تطيعه أكثر فقد جاء في الكتاب المقدس:
"فالله يأمر جميع الناس في كل مكان بأن يتوبوا".
أنت خاطئ، أليس كذلك؟ فجميع الناس خطاة، والله في السماء قدوس يبغض الخطيئة، وقد قرر معاقبة فاعلها، وأنت لا تتمكن من دخول السماء إن لم تغفر لك خطاياك، وان قلت: "لم يبق لي أمل بعد" نجيبك: نعم يوجد أمل، فان الله قد أرسل الرب يسوع ليخلص الخطاة، وقد أتم المسيح المبارك ما تطلبه عدالة الله، وذلك بتحمله عقاب الخطيئة على الصليب..
لقد بلغك الأمر الآن بان تتوب عن خطاياك وتقبل الرب يسوع كمخلصك وربك، فما أنت فاعل بهذا الخصوص؟ أتتلاعب بهذه المسألة الخطيرة؟ تروَّ وفكر: إن أمامك حقيقة رهيبة: إن ألوفًا مؤلفة ستردد في الجحيم صارخة: أواه.. يا ليتني أطعت أواه: يا ليتني أطعت الإنجيل! إنني أتمنى لو أنني قبلت الخلاص بيسوع المسيح! أتريد أن تكون أحد هؤلاء التعساء الصارخين صرخة الخيبة والألم واليأس هذه؟
جابه المسألة بإخلاص وصدق الدعوة الآن، لقد كان في نية الموظف، الذي ذكرنا قصته، أن يستعد لمجيء القطار، ولكنه خاطر وعصى الأمر، فما أنت فاعل بأمر الله وبهبة خلاصه المجانية المقدمة لك في المسيح؟ أمستهتر أنت بهذه الهبة السماوية؟ إن هذا الاستهتار يعود عليك بالويل. وما أكثر مختلقي الأعذار والمستهترين بخلاص نفوسهم، فهناك من يقول: "ليست هذه ديانتي " وآخر يقول: "إن أمامي متسعًا من الوقت "فإذا كنت تفكر مثل هؤلاء فانك مهمل أمر خلاصك. وكلمة الله تقول:
"كيف ننجو أن أهملنا خلاصا هذا مقداره؟"
لتكن لنا عبرة من قصة موظف القطار: لقد سبب عدم إطاعته الأمر هلاك الكثيرين، وأضاع هو، في لحظة، عقله! وقضى زمانه مجنونًا يصرخ: "أواه.. يا ليتني أطعت "! وأنت يا رفيقنا في الإنسانية، ما الذي ينتظرك في الأبدية إن رفضت أن تقبل الخلاص المقدم لك الآن؟ انك ستندم حين لا تنفع الندامة، وسيتبين لك مقدار خسارتك الجسيمة.
فيا رفيقنا في هذا العالم، ونحن جميعًا من جبلة واحدة نعبر هذه الطريق في رحلتنا القصيرة المؤقتة على الأرض، إننا نرجو، بعد أن تنتهي من قراءة هذه الرسالة، أن تتأمل في ما يتخبط به العالم من ضغائن واضطرابات وعدم طمأنينة بسبب عصيان الأمر الإلهي، وان تفكر في مستقبلك بالأبدية وما سيكون قولك عندما يفوت الوقت وتتأكد انك قد أضعت فرصة الخلاص السانحة لك الآن ضياعًا أبديًا، إننا نرجو أن لا تقف صائحًا: "أواه: يا ليتني أطعت أواه: يا ليتني أطعت"

إننا نبعث إليك بهذه الرسالة بدون سابق معرفة إلا معرفة إننا رفقاء في سياحتنا إلى الأبدية يهمنا أن يقف كل منا في اللحظة الحاسمة ويقول: "كم أنا سعيد في تركي الخطيئة وقبولي الرب يسوع المسيح مخلصي". نرجو أن لا يصيح أحد صيحة اليأس الرهيبة: "أواه.. يا ليتني أطعت الخلاص! أواه.. يا ليتني أطعت"..

قصة شيك على بياض


قصة شيك على بياض

St-Takla.org Image: Blank check صورة في موقع الأنبا تكلا: شيك على بياض


مر دكتور ويلبر شابمان Dr. Wilbur Chapman بضيقة شديدة 

وأضطر إلى السفر إلى أقصى الغرب. جاء أحد أقربائه الشيوخ ليدعوه فترك 

في يده ورقة صغيرة.
تطلع دكتور شابمان إلى الورقة فوجدها شيكا مصرفيا يحمل اسمه وموقعا عليه دون أن تحدد قيمته. سأل: أتقصد أن تعطيني شيكًا مصرفيًا على بياض، لأصنع الرقم الذي أريده!
المليونير: نعم، فإني لا أعرف ظروفك ولا ما هي احتياجاتك. لتملأه حسبما تشعر انك محتاج إلى مال.
قام الدكتور شابمان برحلته، وعاد ومعه الشيك لم يكتب عليه شيئًا، لكنه كان مطمئنًا طوال رحلته أن بين يديه إمكانية سحب الملايين إن احتاج.

هكذا قدم لنا مسيحنا في رحلتنا في هذا العالم شيكا على بياض، إذ قيل: "فيملأ إلهي كل احتياجكم حسب غناه في المجد في المسيح يسوع".


St-Takla.org                     Divider
أنت تشبع كل احتياجي أيها الكنز الإلهي!
إليك وحدك ابسط يدي،
ولك وحدك افتح فاي،
فتملأ أعماقي بك يا مصدر الشبع!
ـ لماذا ابسط يدي اشحذ من إنسان عاطفة،
أو اطلب مديحًا أو كلمة عذبة،
وأنت في داخلي يا كلي المجد وواهب العذوبة!

مغامرات خادم الجزء 3( نهضه بالصدفه مش عمل حسابها )

مغامرات خادم الجزء ٣(نهضه بالصدفه مش عمل حسابها )



في الاجازه الصيفيه عام ١٩٩١ سافرنا الصعيد نزور اهلنا في قريه دمنهور ببني شقير اسيوط وحضرت الاجتماع المسائي في الكنيسه الوحيده بالقريه وقتها كنيسه الاصلاح وكنت شاب في المرحله الثانويه وسالت الخادم المسئول عن الخدمه اذا كان ممكن اخد خدمه في اجتماع الشباب حيث كانت الكنيسه بلا راعي وقال لي تعالي خد خدمه وحضرت الخدمه عن التكريس  للرب واخذت حوالي ساعتين اصلي علشان الخدمه فوق السطح بتاع بيت جدي ورحت الاجتماع  وصدمت لم اجد ال عدد قليل من الشباب والاجتماع مليان جدا من اناس كثيرين كبار في السن غير المعتاد ايام ما كنت باحضر عرفت انه ذاع في كل القريه ان الخدمه علي خادم من مصر ولم يعرفوا انه انا الصغير فقال لي هتاخد الخدمه ولا لئه هتخاف من العدد قلت لا هاخد الخدمه وطلع معايا علي المنبر خوفا عليا حيث كنت صغير السن وصغير الحجم ولكن اشعر بتشجيع هائل في داخلي واشعربمسحه عليا وطلبت الرب ان يلمسهم ويستخدمني حيث كانت اول خدمه لي في قريه والقيت العظه بقوه وبحماس منقطع النظير كان فمي تخرج منه طلقات رصاص بلا خوف او لعثمه وبعد ذلك طلبت كل واحد يسلم علي  اللي جنبه ويقول له انا ملك يسوع وطلبت الصلاه فوجدت صلوات حاره مصحوبه بدموع فاتخضيت من اللي بيحصل فقد كان سور من القماش فاصل بين الرجال والنساء وكانت النساء، 
ليست لديهم كراسي كانوا قاعدين علي الارض والكراسي،كانت عندالرجال فقط فوجدت النساء سجودا علي الارض او منحنين في وقار بدموع والرجال يصلون بصوت عالي وقوي معا وكان هذا المنظر مخيف بالنسبه لي واثناء الصلاه هربت من الكنيسه وانا امجد الرب علي عمله معي ، فدورا عليا  وبعتوني عند جدي وطلبوا اخذ خدمات متتاليه وكانت اول نهضه اقوم بها في حياتي ، واعطانا الرب اوقات جميله ومثمرة.

مفوم الحب والصداقة

 مفوم الحب والصداقة


1- الحب أولاً لله
2- أنواع من المحبة
3- الصداقة
4- المحبة الخاطئة
5- المحبة العملية
6- العلاقة مع الله

1- الحب أولاً لله
إن أردنا أن نفهم المحبة على أساسها الحقيقى، الكتابى، فينبغى أن نضع أمامنا هذه الحقيقة وهى:
المفروض أن المحبة موجهة أولا وقبل كل شئ إلى الله تبارك إسمه..
وهذا ما يقوله لنا الرب في سفر التثنية (تحب الرب إلهك من كل قلبك. ومن كل نفسك ومن كل قدرتك) (تث 6: 5) فمادامت هذه المحبة من كل القلب، إذن كيف تكون باقى المحبات؟ ما الذي نعطيه وكل القلب لله؟ الحل الوحيد هو:

محبتنا لكل أحد، ولكل شئ، تكون من داخل محبتنا لله.

فالقلب كله قد أعطيناه لله. وفى داخل المحبة لله، نحب كل أحد. لذلك قال الرب (والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك) (مت 22: 39) ولماذا قال (مثلها)؟ ذلك لأنها من داخل محبة الله، جزء منها، ولا تفترق عنها..

إذن كل محبة خارج محبة الله، هى محبة خاطئة.
ماذا إذن لو كانت هذه المحبة أكثر من محبتنا لله؟! هنا يقول الرب (من أحب أبا أو أما أكثر منى فلا يستحقنى. ومن أحب إبنا أو إبنة أكثر منى فلا يستحقنى) (مت 10: 37).

المحبة التي هى أكثر من محبة الله، هى التي تفضل فيها إنسانا أو شيئا على الله نفسه. ونستطيع أن نقول عنها:

إنها محبة خاطئة تتعارض مع محبة الله، ولكنها تكون في القلب أقوى من المحبة لله..

وهنا لا يكون القلب ملكا لله. وتكون هذه المحبة الخاطئة غريبة عليه، ودخيلة عليه، أخرجت من النطاق الإلهى..!!

2- أنواع من المحبة
توجد محبة طبيعية مثل المحبة بين البنوة والأبوة، لذلك شبه الله محبته لنا بمحبة الأب للأبناء.
وتوجد محبة مكتسبة كمحبة الأصدقاء والأقرباء والزملاء، أو المحبة بين خطيب وخطيبته، أو بين زوج وزوجته.
والمحبة قد تسلك في درجات..
ربما تبدأ بزمالة، تتدرج إلى تعاون أو صداقة. والزمالة هى علاقة بين إثنين أو أكثر في رابطة بعمل مشترك أو مصلحة مشتركة. وقد تؤدى إلى فكر مشترك.. وربما تؤدى الزمالة إلى صداقة

وربما يوجد في العلاقات لون من الإعجاب.

والإعجاب غير الحب. فربما تُعجب ببطل من أبطال الرياضة. ولكن ليس معنى هذا أنك تحبه. كذلك قد تعجب بكاتب من الكتاب. يعجبك فكره، دون أن تكون هناك صلة بينك وبين شخصه. وقد تنشأ بينكما رابطة فكرية، ولكن ليست هى الحب. وإن تدرجت إلى المحبة، فإنها تكون محبة لفكره أو لأسلوبه، ولكن ليس لشخصه..

المحبة هى إلتقاء بين قلبين، أو اتحاد قلبين، بمشاعر واحدة، أو عواطف واحدة. ولكن تكون محبة مقدسة، من المفروض أن تكون هذه المشاعر داخل محبة الله، لا تتعارض معها، ولا تزيد عليها.

 ومن المشاكل أن توجد محبة من جانب واحد.

 لابد أن يكون هناك شئ من الخطأ، أو عدم التوافق. فالمفروض أن المحبة تولد محبة..

ومن شروط المحبة أن تكون عاقلة وحكيمة وروحية، لأن هناك أنواعا من المحبة قد تسبب ضررا والمحبة الحقيقية ينبغى أن تكون محبة طاهرة. وهنا نفرق بين المحبة والشهوة وأتذكر أننى قلت مرة في التمييز بينهما:

المحبة تريد دائما أن تعطى. والشهوة تريد أن تأخذ.

والشهوة التي تريد دائما أن تأخذ، وتتصف دائما بالأنانية. وقد تضيع الطرف الآخر الذي تدعى أنها تحبه. وقد تحبسه داخلها، وتحد حريته في الاتصال بالآخرين وقد تتحول أحيانا إلى غيرة مدمرة..!! إنها في الواقع ليست محبة حقيقية. فالمحبة الحقيقية تتصف بالعطاء والبذل. وقد تصل إلى التضحية بالذات..

فانظر إلى نفسك، في علاقتك مع الجنس الآخر، أهى علاقة حب أم شهوة؟
الشاب الذي (يحب) فتاة، فيضيع سمعتها، أو يفقدها عفتها:

هل تسمى هذا حبا أم شهوة؟! لو كان يحبها حقا، لكان يحرص عليها. يحرص على سمعتها، كما يحرص على سمعة أخته. ويحرص على بتوليتها. ويحرص على مشاعرها، فلا يشغلها به، ويعلقها بشخصه، وقد يتركها بعد ذلك حيرى، لا تجد طريقها في الحياة، أو تجده مظلما أمامها أنسطيع أن نسمى هذا حبا.

قد يسميه البعض مجرد تسلية في حياة الشباب!!

ولكن ما هو ثمن هذه التسلية من الناحية الروحية، ومن الناحية الاجتماعية..

هذه التسلية التي تشغل الفكر، ومن تضيع المستقبل! وقد تفقد الشاب والشابة نجاحهما في الدراسة أو تفوقهما. وليس في هذا أى حب لأحد منهما.

وما معنى هذه التسلية التي تفقد فيها العفة والسمعة؟
وتفقد فيها روحيات الاثنين أيضا.
الحب الحقيقى لابد أن يرتبط بنقاوة القلب.
والحب بين الشابين لا يجوز أن يلغى محبتهما لله.

فقد قال الرب إن أحب أحدا أكثر منه، فلا يستحقنى (مت 10: 37) فهل يجوز لشاب أن يحب فتاة أكثر من الله؟! وهل يجوز لشابه أن تحب فتى أكثر من الله؟! وهل يجوز أن تدخل في هذه المحبة مشاعر تتعارض مع نقاوة القلب التي بدونها لا يعاين أحد الرب؟!

الذى يحبك حقا، لا يمكن أن يُفقِدَك روحياتك.
الذى يحبك حقا، لا يغتصب لنفسه حبك نحو الله، ولا يقلل من مقداره، ولا يهز داخل قلبك محبتك نحو الله.. ولا يتركك في صراع بين محبتين.. محبة روحية، ومحبة جسدية، أو محبة نحو الله، ومحبة نحو إنسان..

المحبة ليست متعة على حساب الغير!
بل هى إنكار للذات، وبذل للذات، في محبة الغير. كما فعل يوناثان من أجل صديقة داود. وتعرض لغضب أبيه في دفاعه عنه.

وأعظم مثل للحب هو ذبيحة الصليب لأجلنا، التي قيل فيها (هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد) (يو 3: 16).
إذن ماذا عن الحب الذي يقود إلى الزواج.
المهم في ذلك: ما هو الضمان أنه يقود إلى الزواج؟
وما هى حدود هذا الحب، أو ماهى حدود العلاقة التي يسمونها حبا يقود إلى زواج؟ هل هو حب يشترط أن يكون بين خطبين؟ أم هو حب بدون أية رابطة شرعية؟! وما مصيره؟ وما مدى الحرص الذي يكون حافظا له من الإنحراف.

والمحبة الحقيقية هى محبة دائمة.
أى أنها تستمر، لا تسقط أبدا (1كو 13: 8).

وإذا كان إثنان يحبان بعضهما البعض محبة قوية، فإنهما يريدان ليس فقط أن تدوم هذه المحبة بينهما طول عمرهما على الأرض، بل هما يريدان أن تستمر هذه المحبة بينهما في الأبدية، فيوجدان معا في العالم الآخر. ولا يتوفر لهما ذلك، إلا لو كانت محبتهما طاهرة، بحيث يذهبان معا إلى الملكوت، في النعيم الأبدى.. لكن لو ضاع أحدهما في الطريق، فلن يوجدا معا في الملكوت.

لابد إذن أن يسند بعضهما البعض في الطريق الروحى.

لنفرض أنهما عاشا معا في خطية!! وتاب أحدهما، ولم يتب الآخر.. إذن سوف يفترقان بعد الموت: أحدهما إلى الفردوس، والآخر إلى الجحيم. ولن يلتقيا في الحياة الأبدية.. ولا تكون محبتهما دائمة. فالمحبة الدائمة هى المحبة الروحية.

إن الحب له أنواع عديدة تتنوع في مجالاتها.
الحب في أفراد الأسرة الواحدة، بين الآباء والأبناء، وبين الأخوة والأخوات، وبين الأزواج، وكله حب يوافق عليه الكتاب، وتوافق عليه الطبيعة.

3- الصداقة
وهناك أيضا الحب بين الأصدقاء، كالحب بين داود ويوناثان. قال فيه داود عن يوناثان بعد وفاته (قد تضايقت عليك يا أخى يوناثان. كنت حلوا لى جدا. محبتك لى أعجب من محبة النساء) (2صم 1: 26).
ذلك لأنها محبة خالصة بين روح وروح.
لا دخل لمشاعر الجسد فيها.

أما المحبة التي يتدخل فيها الجسد، كالمحبة التي بين زوجين، لا يبيحها الكتاب لفتى وفتاة خارج حدود الزواج.

وهنا ونتطرق لموضوع الصداقة. ما مفهومها وما حدودها؟
 الصداقة هى مشاعر مودة، يمكن أن تكون بين رجل ورجل، أو بين إمرأة وإمرأة، أو بين عائلة بكل أفرادها رجالا ونساء، مع عائلة أخرى بكل أفرادها رجالا ونساء. ويمكن أن تكون بين الجنسين في حدود المودة الروحية، بشرط أن لا يكون للجسد تدخل فيها.
والصديق ينبغى أن يكون صادقا في صداقته.
ويكون أيضا أى بارا يقود صديق إلى الخير.

فالصديق الذي يدافع عنك في أخطائك، ويثبتك فيها، ليس هو صديقا بالحقيقة.
لأنه فيما يفعل ليس صادقا، ولا صديقا..
ومحبته لك هى لون من المحبة الضارة..

لذلك عليك أن تنتقى أصدقاءك من النوع الذي لا يشترك معك إلا في عمل البر، ولا يجاملك على حساب الحق، ولا يشجعك على خطأ..

4- المحبة الخاطئة
أما المحبة الخاطئة، فتوجد أنواع منها:
إما أنها خاطئة في ذاتها، أو في الوسيلة والأسلوب، أو في النتيجة.
فمن أمثلة الخطأ في الوسيلة:
محبة رفقة لإبنها يعقوب. أرادت له أن ينال البركة. ولكنها لجأت إلى وسيلة خاطئة، وهى خداع أبيه، وبهذا عرضته لعقوبة من الله، فلم يفارقه الخداع. خدعه لابان بتزويجه ليئة بدلا من راحيل وخدعه أبناؤه بادعائهم أن ابنه يوسف افترسه وحش ردئ.. وعاش يعقوب في حياة كلها تعب.

كذلك أخطأت رفقة في أن محبتها لم تكن شاملة فلم تحب عيسو كما كانت تحب يعقوب. وبالمثل يعقوب لما كبر، لم تكن محبته لابنائه شاملة أيضا. فاحب يوسف أكثر من الباقين مما سبب لهم غيرة قادتهم إلى إيذائه.

إن الرب أرادنا أن نحب الكل، حتى الأعداء والمسيئين إلينا. وقال الكتاب (إن جاع عدوك فاطعمه، وإن عطش فاسقه) (رو 12: 20).

الذى يحب البعض، على حساب البعض الآخر:
يكون في قلبه عدم محبة لهذا الآخر. ومن أمثلة ذلك أن ايزابل كانت تحب وزوجها الملك آخاب. وفى هذا الحب ساعدته أن يغتصب حقل نابوت اليزرعيلى. ودبرت في ذلك تهمة باطلة لنابوت بشهود زور، انتهت بها قتله.. وهكذا كانت محبتها لزوجها محبة خاطئة قادته إلى الظلم والقتل وإلى انتقام الرب منه (1مل 21).

هناك محبة خاطئة من حيث نتائجها:
مثل النسوة اللائى اعجبن بانتصار داود على جليات، فهتفن له قائلات (ضرب شاول ألوفه، وداود ربواته) (1صم 18: 7) وبهذا غرسن الغيرة في قلب شاول فاضطهد داود إضطهادا مرا، وسعى إلى قتله وإيذائه.

وبالمثل أولئك الرجال الذين هتفوا لهيرودس الملك قائلين عنه لما خاطبهم (هذا صوت إله صوت إنسان) (أع 12: 22) ففى الحال ضربه الرب فمات، لأنه لم يعط مجدا لله.

هناك محبة أخرى خاطئة، بتشجيع الخاطئين.
ومن أمثلة الذين تبعوا الهراطقة على مدى الأجيال، وشجوعهم وكونوا لهم شعبية تؤيدهم في أخطائهم اللاهوتية، مما جعلهم يستمرون في بدعهم وهرطقاتهم، فحرمتهم الكنيسة، وفقدوا أبديتهم أيضا. بينما لو لم يكن هؤلاء التابعون قد شجوعهم، لكان ممكنا أن يرجعوا عن الهراطقة بسبب عدم التأييد.

بل أن كثيرا من هؤلاء التابعين استمروا ينادون بآراء أساتذتهم الهراطقة حتى بعد موتهم.

ليست محبة أن يشجع إنسان أحد الخطاه على خطيئته.
وليست محبة أن يدافع عنه، أو حتى يساعده ماليا أو ماديا. إنما المحبة الحقيقية هى أن يقوده إلى التوبة، بأن يشرح له الخطأ، ويبكته عليه، ويدعوه إلى تركه.. حقا إن هذه ليست محبة، بل هى ضرر. والكتاب يقول:

(مبرئ المذنب ومذنب البرئ، كلاهما مكرهة للرب) (أم 17: 15)

فهذا الذي يبرئ المذنب، إنما بسبب محبته له، يفقد محبة الله، ويصير مكرهة له. وحتى محبته الخاطئة للمذنب تتسبب في هلاكه الأبدى. ويعتبر مشجعه مشتركا معه في الخطية، وفى مسئولية الخطأ ونتائجه وعقوبته.

فحينما يهلك هذا المخطئ، يكون من شجعه أحد الأسباب التي أوصلته إلى الهلاك. وفى نفس الوقت يكون ضد الحق الذي هو الله.

الأم التي تغطى على أخطاء ابنها، حتى لا يعرفها أبوه، فينجو من عقابه:

هذه لا تحب ابنها على وجه الحق، بل تضره وتفسده وتضيع مستقبله وعلاقته بالله.. وكذلك الأم التي تدلل ابنها تدليلا يتلفه.. لهذا كله يقول أحد الأمثال (الذى يبكيك يبكى عليك، والذى يضحكك، يضحك عليك).

إن أحببت إنسانا، لا تدافع عنه في خطئه، إنما انقذه من خطئه.
وذلك بقيادته إلى التوبة. وهكذا تخلص نفسه، وأيضا تنقذ نفسك من الاشتراك معه في الدينونة، إن استمر في الخطأ بسبب تشجعيك. المحبة الحقيقية هى أن تنجيه من أغلاطه، لا أن تبرر أخطاءه أمام الناس.

لذلك كان التوبيخ لونا من المحبة.
وكان التأديب ممن له سلطان التأديب، دليلا على الحب. وفى ذلك قيل عن الله تبارك إسمه (الذى يحبه الرب يؤدبه).

بعض الناس – للأسف – يظن أن العقوبة ضد المحبة!! كلا، فهذا خطأ. لأن العقوبة تكون رادعة عن الاستمرار في الخطأ. وإن لم يستفد بها المخطئ، يستفيد بها الآخرون. كما قال بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس (الذين يخطئون، وبخهم أمام الجميع، لكى يكون عند الباقين خوف) (1تى 5: 20).

أحيانا يظن البعض أن المحبة تدعوهم إلى مساعدة الآخرين، ولو في الخطأ.
ومن أمثلة ذلك تلميذ يساعد زميله على الغش في الامتحان محبة له!! أو أب كاهن يساعد طالب زواج في زيجة غير شرعية زعما بأنه يساعده على الزواج بمن يحب أو طبيب يساعد فتاة أخطأت بأن يجهضها لتنجو من الفضيحة.

ومن أمثلة المحبة الخاطئة، زوج يحبس زوجته في البيت لتكون له وحده.
الحبي ليس هو الأسلوب السليم، بل تعميق بينه وبين زوجته هو الذي يجعلها تتمسك به وحده. كذلك محبتها لله، تجعلها لا تخون زوجها أبدا.. كما أن حبس الزوجة في البيت هو نوع من الأنانية يحرمها فيه من التمتع بالحياة بلا خطأ.

هناك محبة أخرى تخطئ في الأسلوب والوسيلة.
مثل محبة بطرس للمسيح التي جعلته يستل سيفه ويضرب عبد رئيس الكهنة فيقطع أذنه، فوبخه السيد على ذلك (يو 18: 10، 11).

ومن أمثلة هذه المحبة الخاطئة الأم التي من حرصها على صحة ابنها تمنعه عن الصوم بكافة الطرق بل تذهب إلى أب اعترافه وترجوه أن يمنعه هو أيضا..

عكس ذلك الأم القديسة التي في أيام الاستشهاد، ذبحوا أبناءها على حجرها، وهى تشجعهم على الاستشهاد.

إننا حينما نتكلم عن المحبة، إنما نتكلم عن المحبة الحقيقة، التي تهدف إلى خلاص نفس الإنسان، وإلى نجاحه بطريقة روحية.

5- المحبة العملية
والمحبة الحقيقية هى محبة عملية:
وفى ذلك قال القديس يوحنا الرسول (لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق) (1يو 3: 18) محبة الأسرة لطفلها هى محبة عملية، فيها الاهتمام بغذائه وصحته ونظافته وتعليمه.. وكذلك الاهتمام بروحياته، وتلقينه الدين، وتدريبه على الفضيلة..

وفى حديث سفر النشيد عن الحب، يقول (اجعلنى كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدك) (نش 8: 6).

عبارة (خاتم على قلبك، تعنى عواطفك ومشاعرك القلبية أما عبارة (خاتم في ساعدك) فتعنى مد ساعدك للعمل.

إن بطرس الرسول حينما قال (لو أنكرك الجميع لا أنكرك) كان خاتما على القلب. وحينما أنكر، لم يكن خاتما على الساعد..

خاتما على القلب تعنى الإيمان، وخاتما على الساعد تعنى الأعمال.

والمحبة نحو الله تتطلب الإثنين معا. والمحبة نحو الناس تتطلب المشاعر والعمل أيضا. هذه هى المحبة العملية.

ومن جهة الرعاية يقول الكتاب (الراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف) (يو 10: 11) وبذل النفس هو المحبة العملية.

والله – كراع صالح – يقول عنه الكتاب إنه (بين محبته لنا. لأننا ونحن بعد خطأة، مات المسيح لأجلنا). رو 5: 8) إنها محبة عملية، فيها التجسد والصلب والفداء.

المحبة عاطفة، تترجم ذاتها إلى عمل.
يقول الرب (يا ابنى اعطنى قلبك) (أم 23: 26) فهل هذا يعنى مجرد العاطفة؟ كلا، لأنه يقول بعدها مباشرة (ولتلاحظ عيناى طرقى) هنا الحب والعمل معا. وهكذا نرى الرب يقول في ذلك: (إن أحبنى أحد يحفظ كلامى) (يو 14: 23) إن حفظتم وصاياى، تثبتون في محبتى) (يو 15: 10).

فالمحبة لله، ليست محبة نظرية، ولا هى مجرد عواطف.

محبتك لله تتجلى في طاعته وحفظ وصاياه. كما تظهر في نشر ملكوته على الأرض. في خدمته، وخدمة كنيسته، وخدمة أولاده..
أما أن تقول إنك تحب الله، وأنت جالس في خمول لا تعمل شيئا، فهذا كلام نظرى لا يقبل منك.
وهنا أذكر بإعجاب، أولئك الذين بشروا بكلمة الله في بلاد تأكل لحوم البشر هذه هى المحبة العملية الباذلة. محبة الشخص الذي يعطى الناس كلمة الله لكى يتغذوا، حتى لو أن بعضهم تغذى به هو!

6- العلاقة مع الله
حينما نتكلم عن المحبة، لا نتكلم فقط عن المعاملات المتبادلة مع الناس، بل بالأكثر العلاقة مع اله وحينما تكلم السيد المسيح مع الآب عن علاقته بتلاميذه، في الإصحاح المشهور (يو 17)، قال: (الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم)، ((عرفتهم اسمك، وسأعرفهم. ليكون فيهم الحب الذي أحببتنى به وأكون أنا فيهم) (يو 17: 8، 26)

علاقة معرفة وحب. وكمثال للبذل فيها:

يقول بولس الرسول عن خدمته لله: بأسفار مرارا كثيرة، بأخطار في البر، بأخطار في البحر، بأخطار من جنسى، بأخطار من الأمم، بأخطار من أخوة كذبة.. في برد وعرى، في جوع وعطش. في تعب وكمد..) (2كو 11: 26، 27).

وتسأله أهذه هى الخدمة؟ وكأنه يجيب: بل هذا هو الحب.
وأنت: هل حبك لله كلام أم عمل؟
هل فيه بذل وعطاء، ونشر لكلمة الله؟
هل فيه ضبط للسانك، وضبط للسانك، وضبط لفكرك، وضبط لشهواتك؟
هل الحب يظهر في صلواتك، وفى خدمتك، وفى احتمالك؟

هل في صلاتك تقول مع المرتل في المزمور (باسمك ارفع يدى، فتشبع نفسى كما من لحم ودسم) (مز 63: 4).

هل خدمتك حب؟ كما كانت خدمة السيد المسيح الذي قيل عنه إنه أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهى) (يو 13: 1)
المحبة الحقيقية هى أيضا محبة بلا رياء (رو 12: 9)
سواء كانت تجاه الله أو تجاه الناس.
لا تكون قلوبنا غير ألسنتنا. ولا تكون ألسنتنا غير مشاعرنا.

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...