نيلسون مانديلا
نيلسون مانديلا، كم يعجبني هذا الرجل، زعيم جنوب
أفريقيا، الذي استحق وعن جدارة لقب بطل السلام، فليس سهلاً أن تتخلى عن حقك وتسامح عدوك! تعفو عن من كان يستهدفك ويشهر سلاحة ضدك ويريد أن يقتلك ويقتل أتباعك، وتأتي أنت وبما تمتلك من قوة وبيدك الزعامة لتعفو وتسامح وتأمر أتباعك أن يسلكوا سلوكك، فهذا أمر غير طبيعي أبدا!!
دعني أحكي لكم عن أحد المواقف لهذا الزعيم الرائع الذي قلما يتكرر:
يقول مانديلا: بعد أن أصبحت رئيساً للبلاد طلب مني بعض أفراد حمايتي التجوال داخل المدينة وتناول الغذاء في إحدى مطاعمها، فذهبنا وفي المطعم جلسنا في أماكننا وكل منا طلب نوع من الطعام، وكان هناك شخص جالس مقابل طاولتي ينتظر الطعام . فقلت لأحد الجنود اذهب واطلب من ذلك الشخص أن يأتي ويأكل معنا.
ذهب الجندي وطلب من الرجل ذلك .. فجاء وجلس مع مانديلا وكان يأكل الطعام ويداه ترتجفان . وبعد أن أفرغ الجميع من الطعام ذهب الرجل إلى حاله. وهنا قال الجندي لمانديلا لعل الرجل كان مريضاً لذلك كانت يداه ترتجفان.
فقال له مانديلا: لا .. هذا الرجل كان حارساً للسجن الذي كنت فيه، وفي أغلب الأحيان وبعد التعذيب كنت أصرخ وأطلب قليلاً من الماء، فكان يأتي هذا الرجل ويقوم بالتبول على رأسي في كل مرة، لذلك وجدته خائفا يرتجف لأنه توقع أن أبادله الآن بنفس الطريقة بتعذيبه أو سجنه، ولكن هذه ليست شيمتي ولا من أخلاقي.
إن ما فعله مانديلا كان منتهى القوة والرقي، استطاع أن يتجاوز الإساءة، وأن يمتص غضبه، ويكبح جماح ردة فعله.
عزيزي القارئ: كتبت هذه القصة لأرجوك وأتوسل إليك وأنت تودع اليوم 2018م أن تودع الكراهية والخصام والأحقاد وتدخل عام 2019م بعلاقات طيبة مع كل الناس، وأصلي أن لا يكون بداخلك مشاعر مرارة تجاه أي إنسان. أرجوك إن كنت في خصام، أو سوء تفاهم لا تفوت هذا اليوم دون أن ترسل رسالة، أو أن تتصل بالشخص وتعتذر أو تعاتب، وأرجوك صلي معي:
ربي وإلهي، يا من غفرت لي كل خطاياي، ساعدني لأغفر لكل من أساء إليّ، وحررني من كل شعور بالمرارة، واملأني بمحبتك فأستطيع أن أحب كل من حولي.
د ق عزت شاكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق