دع الله يعلن لك ماذا تعطيه

دَع الله يُعلِن لك عمّا تُعطي

بقَلَم ريك وارين.
«أَكْرِمِ الرَّبَّ مِنْ مَالِكَ وَمِنْ كُلِّ بَاكُورَاتِ غَلَّتِكَ، فَتَمْتَلِئَ خَزَائِنُكَ شِبْعًا، وَتَفِيضَ مَعَاصِرُكَ مِسْطَارًا» (أمثال 3: 9–10).

يُمكنك أنْ تُعطي بدافِعٍ عَقلي أو بإعلانٍ إلهيّ. فطالَما تُريد أنْ تؤمِن فعليك أنْ تتعلّم كيف تُعطي بإعلانٍ إلهيّ؛ لأنّك عندما تُعطي بدافِعٍ عَقليّ، فكأنّك تَقول: «هذا ما استَطيع بذله مَنطِقيًّا.» إذْ لا يَتَطلَّب الأمر إيمانًا لتُعطيّ عَقليًّا.

العطاء بإعلانٍ إلهيّ يتَحَقَّق عندما تَقول: «ماذا تُريد أنْ تُعطي مِن خِلالي يا رَبّ؟ إلى أيّ مَدى تُريدني أنْ أثق فيك الآن؟»

الله امتَحَنّني أنا وزَوجَتي عدّة مَرَّات، بخصوص العطاء وَقت العَوَز. ومِن أكثر المرّات المؤثّرة، عِندما كنّا نَجمَع لتَجديد كَنيسة سادلِ-باك في 1993. إذْ اجتمعنا وقَرَّرنا أنّه لابُد مِن جمع تبرُّعات لبناء المَبنى. فيتَعهَّد الناس بالتَّبرُّع لمُدّة 3 سنوات. لذا صَلَّينا أنا وزوجتي بخُصوص ما نُقدّمه. وقَرَّرنا مَبلَغ غير مَنطقي أبدًا. في الواقع، كان المَبلغ أكثر بكثير مِن إمكانيّاتنا. لكنّنا وثقنا في الله.

ويومًا ما، كُنت أقرأ 1 أخبار 29 عندما تَبرَّع الشعب بما يُعادِل 400 مليون دولارًا لبناء هيكل الله. إذْ قال الله لداود المَلك أنْ يُعلن عَن تَقدمَته فيَعلَم الجَميع أنّه يُضَحّي كالباقين تمامًا.

قال اللهُ لي: «أُريدك أنْ تُعلِن عَن تبرُّعك يا ريك. لأنّ هذا يُشجّع الباقين.» ولَمْ أكُن لأفعل هذا لكيلا يُساء فَهمي. لكن الله أمَرَني، وأُريده أن يُبارك هذا المَبنى، لذا أطَعته. فوَقَفت يوم الأحَد وقلت للكَنيسة: «أنا وزوجَتي تعهَّدنا بمَبلَغ 100،000 دولارًا، نَتبرَّع بهم على مَدار ثلاث سنوات؛ ولا نَدري كَيف سوف نُسدِّد هذا المَبلغ. أرجوكم، صَلّوا لأجلنا.»

بَعد شَهرٍ، كُنا على مشارِف عُطلَة الأسبوع، حَيثُ علينا سداد مَبلغ تَعهُّدنا؛ وما زِلت أقضم أظافِري مِن شِدَّة القَلَق. إلّا أنّني وثقت أنّ الله سيُسَدّد المَبلَغ، لكن لا أعرِف كَيف. ففي ليلة عُطلَة الأسبوع، جاءني اتّصال مِن دار زوندرڤان للنَشر. وقالوا: «نُريدك أنْ تؤلِّف كِتابًا بعنوان: ’الكَنيسة المُنطَلِقة نَحو الهَدَف.‘ ونَعتَقِد أنّ الكِتاب سَوف يُحَقِّق أعلى مَبيعات، لذا سنُرسِل إليك 150،000 دولارًا مُقدَّمًا.»

ثُمّ بَعدما أخبَرت كَنيستي بهذه القِصّة، ضَجَّ المكان؛ صاروا يَقفِزون ويتهلَّلون ويَرقُصون وبَكى البَعض. في الحَقيقة أنا وزوجتي بكينا. هذا كان مِن أعظَم اختبارات حياتي. وأوشَكت أنْ أُحرَم مِن هذا الاختبار بسَبب عنادي. فلو لَمْ أُعلِن ثقتي في الله، لفاتني اختبار الله الجَدير بالثّقة. لَن أنسى هذا الدّرس أبدًا.

«أَكْرِمِ الرَّبَّ مِنْ مَالِكَ وَمِنْ كُلِّ بَاكُورَاتِ غَلَّتِكَ، فَتَمْتَلِئَ خَزَائِنُكَ شِبْعًا، وَتَفِيضَ مَعَاصِرُكَ مِسْطَارًا» (أمثال 3: 9).


للمُناقَشَة

فكر فيما يَدفعك للعَطاء. هَل تُعطي بدافع عَقلي أمْ بإعلانٍ إلهيّ؟

كيف يُعلن لك الله عَن ما يُريدك أنْ تُعطي؟

ما مَخاوفك الّتي تَمنَعك عن العَطاء في أثناء عوزك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...