امانة الانسان نحو الله
وكان الرب معه ولم يدع شيئا من جميع
كلامه يسقط الى
الارض وعرف جميع اسرائيل انه : قد اؤتمن صموئيل نبيا للرب "
(1صم3: 19)
نعم انها الامانة لله تلك الامانة التي
بسببها
-رفض بطرس ان يسرق مجد الله !
لقد صعد التلميذان الامينان لسيدهما بطرس
ويوحنا الى الهيكل في ساعة صلاة التاسعة وهناك على باب الهيكل المدعو الجميل كان
اعرج من بطن امه يستعطي ونظر الى بطرس ويوحنا طالبا صدقة فقال القديس بطرس :
"ليس لي فضة ولاذهب ولكن الذي لي فاياه اعطيك باسم يسوع الناصري قم وامشي
فوثب ووقف وصار يمشي ويطفر ويسبح الله " (اع3: 8) ولما رات الجموع تراكضت الى
بطرس ويوحنا وظنوا انهم الهة
وهنا وهنا....
رفض الامناء ان يسرقا مجد الله ويبتهجا بمديح
الناس وقال لهم القديس بطرس :"لماذا تشخصون الينا وكاننا بقوتنا او تقوانا قد
جعلنا هذا يمشي ..... انت انكرتم القدوس البار ونحن شهود لذلك ..... ومثيرون من
الذين سمعوا الكلمة امنوا وصار عدد الرجال نحو خمسة الاف" (اع3،4)
+انها الامانة التي بسببها رفض
بولس وسيلا ان يغادرا السجن :
مع ان الدماء كانت تنزف من اجسادهما !انه
بمنطق العالم يسالون اي عاقل يرى ابواب السجن تفتح مصراعيها ولايخرج؟ في قاموس
الامانة وفهرسها انهما الامينان للرب بولس وسيلا ! وهنا نهض حافظ السجن مذعور خائف
عازما على قتل نفسه "ظانا ان المسجونين قد هربوا" (اع16: 27)
هنا قال له القديس بولس : "لاتفعل بنفسك
شيئا رديا لان جميعنا ههنا " فارتعد قلب الحارس وامن وقال : "ياسيدي
ماذا ينبغي ان افعل لكي اخلص! " واخذهما في تلك الساعة من الليل وغسلهما من
الجراحات
ربي... الحافظ لنفسي
مع بولس وسيلا اناجيك والمساجين اشدو لك بل
مع حافظ السجن ادعو لعلك تاتي وتحل في بيتنا وتأسر كل قلوبنا فتتهذب حواسنا
وتتبارك اعمالنا
انها الامانة التي جعلت القديس بولس الرسول
يهتف قائلا: "ولكن بنعمة الله انا ما انا ولكن لاانا بل نعمة الله التي
معي" (1كو15: 10)
لذلك من اجل تلك الامانة التي احتواها قلبه
لالهه "وكان الله يصنع على يدى بولس قوات غير المعتادة حتى كان يؤتى عن جسده
بمناديل او مآزر الى المرضى فتزول عنهم الامراض وتخرج الارواح الشريرة منهم "
(اع19: 11)
معنى الامانة لله :
+ امانة الانسان لله ان يكون وفيا له . امينا
على ماتسلمه من الله من وزنات لايطمر وزناته ولايهمل في هباته وبقدر مايكون
الانسان امينا لله بقدر ما يكرمه الله بل بقدر مايزيد الله وزناته وايضا تحقيق
وعوده : "كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة " (رؤ2: 10)
+ الامانة لله في حفظ وصاياه وكما يريدها هو
لا كما اريدها انا "لان وصية الرب مضيئة تنير العينين" (مز19)
كان دانيال امينا لالهه:-
+ قرأ دانيال الامر الملكي وبه لم يبال
فامانته لالهه كانت اكثر واكبر واعمق من كل تهديد بشري فلم يخشى الاسود ولم يهرب
من العبادة ولم يفكر ان يتنكر لالهه ويضع الاعذار ويلف ويدور حول وصية الهه .
وعجبا تغلغلت امانة دانيال في قلب الملك وارسل بشعاع نورها وصدقها فكان ايمان
الملك داريوس العجيب وثقته في اله دانيال اذ قال "ان الهك الذي تعبده دائما
هو ينجيك" (دا6: 16) وعند الفجر ذهب داريوس الملك عند القبر بقلب اسيف ذهب
باكيا يبحث عن دانيال الوفي والامين وناداه "يادانيال عبد الله الحي هل الهك
الذي تعبده دائما قدر على ان ينجيك من الاسود ؟ " (دا6: 17-20)
لقد
راى الملك امانة دانيال لالهه فلقبه عبد الله
وراى مخافة الله في قلب دانيال فناداه عبد
الله الحي
وراى امانة دانيال في مداومته على الصلاة
فقال الذي تعبده دائما!!
وهنا حدثت زلزلة من داخل الجب زلزلت قلب
الملك وسمع دانيال قائلا : "ايها الملك عش الى الابد الهي ارسل ملاكه وسد
افواه الاسود فلم تضرني لاني وجدت بريئا قدامه وقدامك ايضا" لقد تجلت امانته
فسدت افواه الاسود اذ لم يوجد من يشتكي عليه سدت افواه امام عظمة امانته فصارت له
الاسود حملانا وتحول الجب الى هيكل سجود وصلاة تفوح منه رائحة الامانة لله !!
+ عجيبة انت ايتها الامانة في فعلك تنجين
وتنقذين ولله الحي تمجدين وتسبين الكثيرين
+ عجيبة انت ايتها الامانة في تكميم الاسود
وفي هدم الحصون وفي افشاء المؤمرات والخطط بلا حدود
+ عجيبة انت ايتها الامانة حينما تتكاثرين
وتنتشرين فنجح دانيال هذا في ملك داريوس وفي ملك كورش الفارسي
ايها الامين والذي عيناك على امناء الارض ايها الوفي في وعودك والامين
الصادق في عروضك من جب الاسود اناديك ومن اسر العدو استنجد بك قطع ربطه عني وبدد
مؤامراته من حولي فأنت اعلم بضعفي وعجزي
ايها الامين تملك قلبي وسيج حوله وقد طريقي وانر امامه وامسك لساني ولاتدعه
ينطق او يشهد الا بالامانة لعملك وحبك العظيم
ايها الامين والشهيد المذبوح حبا من اجل امانة وعودك كمم الاسود حولي واخرس
المعاندين لربي واقبل سجدات قلبي وتوسلات روحي ونفسي فإني لامانتك اشتقت ولطرقها
عاهدت ولحبك صممت فلك حبي ولك شكري ولك حمدي
الامانة لله ان احب الله من كل القلب ومن كل
الفكر ومن كل الحواس فيصبح القلب كله لله في ناموسه يلهج وباعماله يشدو وبغيرته
يلتهب
كان داود وفيا امينا لله منذ بداية
شبابه:-
كان امينا في القليل الذي سلمه الله اياه
فتكاثر واصبح الكثير وفي امانته لم يستطع ان يمسك نفسه بل التهب قلبه بالغيرة على
اسم الهه فكان صوت داود عاليا : " من هو هذا الاغلف حتى يعبر صفوف الله
الحي" (1صم17: 26)
ما اجمل نحميا رجل البناء في امانته لالهه:-
فلم يستطع الهدوء والسكوت لم يتماسك نفسه
حينما سمع ان اسوار اورشليم ممهدة وابوابها محروقة بالنار!
في امانته الفريدة وضع نفسه من اجل شعب الله
فصرخ الى الهه "ايها الرب اله السماء الاله العظيم المخوف الحافظ العدل
والرحمة لمحبيه وحافظي وصاياه لتكن اذنك مصغية وعيناك مفتوحتين لتسمع صلاة عبدك
الذي يصلي اليك نهارا وليلا " (نح1: 4-11) وحينما سمح له الملك بالذهاب ازداد
ايمانه بالهه الذي اعطاه ان يبني ويرمم بيته ولم ينظر الى عطية الملك انها هبه له
بل ادرك في امانة عجيبة ان الله هو المعطي والعاطي "فاعطاني الملك حسب يد
الهي الصالحة على " (نح2: 8)
وفي امانته لالهه لم يبالي بتعيرات الاعداء
بل نسب كل نجاح وكل عمل لالهه اذ كان لايريد مجد لنفسه انما تمجيد الله وعمل الله
بل في امانته رفض الهروب وفضل ان يقتل ولايهرب من بناء بيت الرب وقال "أرجلا
مثلي يهرب ومن مثلي يدخل الهيكل فيحيا .. لاادخل " (نح6: 10)
كان امينا في القليل فاستحق ان يبني السور
ويكمله في 52يوم " ولما سمع كل اعدائنا وراى جميع الامم الذين حولنا سقطوا
كثيرا في اعين انفسهم وعلموا انه من قبل الهنا عمل هذا العمل" (نح6: 16)
الامانة لله ان لاتنسى نعمه وكثرة
عطاياه:-+ في امانتنا لله نخبر بمجده نحونا وندرك عظمته في حياتنا وحسن تدبيره
ورعايته لنا بل عظم صنيعه معنا انها كانت وصية موسى الامين الى الشعب مرارا
وتكرارا : "انما احترز واحفظ نفسك جدا لئلا تنسى الامور التي ابصرت عيناك
لئلا تزول من قلبك كل ايام حياتك وعلمها اولادك واولاد اولادك " (تث4: 9)
+ وانفتح فم داود الامين ذاكرا ومذكرا باعمال
الله ومعه حينما قال " باركي يانفسي الرب وكل مافي باطني ليبارك اسمه القدوس
باركي يانفسي الرب ولاتنسي كل حسناته الذي يغفر كل ذنوبك الذي يشفي كل امراضك الذي
يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرافة الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد
مثل النسر شبابك " (مز103: 1-6)
انها الامانة لله التي تجعل القلب يلهج في
ناموسه ليلا ونهارا بل يحدث بمجده من جيل الى جيل ويشهد بعجائبه في كل حين .
الامانة لله ان اسلك بمخافة الله:-
في امانتنا لله نسلك بما يرضيه بل نخافه في
سلوكنا ونخشاه بل بمخافته نلتهب!
ما اجمل يوسف الشاب العفيف الذي ملات المخافة
قلبه وسيطرت على فكره وانعكست في سلوكه فكان سلوكه امين كان يرى الرب امامه في كل
حين فقال : "فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله " (تك39: 9)
كان امينا لله فلم يتركه الله بل كان الرب
معه ومهما صنع كان الرب ينجحه (تك39: 23)
ربي ايها النور الحقيقي
انر قلوبنا وافهامنا ياسيدنا لندرك قيمة
وبهجة وقوة الامانة في حياتنا سربلنا بامانتك
ودعمنا بقوتك واملا قلوبنا بمسرتك فنسلك
بمخافتك بل نحدث بعظمتك
الامانة لله تعني : ان اكون امينا
في وعودي وعهوده:-
الله امين في وعوده صادق في عهوده فالسماء
والارض تزولان وكلمة واحدة من كلامه لاتسقط ... فماذا ان كان قوم لم يكونوا امناء
أفلعل عدم امانتهم تبطل امانة الله حاشا بل ليكن الله صادقا وكل انسان كاذبا
(رو3:3)
كل الذين ساروا معه بامانة ادركوا صدق وعده ،
ما
اجمل قول نحميا لله مخاطبا : انجزت وعدك لانك صادق (نح9: 8)
ولقد رآه يوحنا الرائي في رؤياه : الامين
الشاهد الامين الصادق (رؤ3: 14)
امانتي لله تعني العطاء بفرح
وثقة:-
الله يطلب منك البكور والعشور والنذور في كل
شئ لافيما تملك فقط بل في الوقت وصحتك وحياتك وكل ماتمتد اليه يديك. انها الامانة
لله ان تعطي لانه اعطاك وتتعلم العطاء لانك منه تاخذ ما اجمل داود النبي هاتفا "ذوقوا وانظروا
ما اطيب الرب اتقوا الرب ياقديسيه لانه ليس عوز لمتقيه الاشبال احتاجت وجاعت اما
طالبو الرب فلايعوزهم شئ من الخير (مز34: 8-10)
الامانة لله تعني ان اكون امينا على كلمته
امينا لتدبيرات الكنيسة وقوانينها:
أ-الامانة للانجيل:-
ان اقدسه واحافظ عليه كحدقة العين ما اجمل
الكنيسة حينما يقرأ الانجيل فيها توقد كل انوارها ويقف الكل في مكانه خاشعا
لايتحرك بل يخلع رئيس الكهنة تاجه لان كلمة الله تتلى بل بصوت جهوري يحذر الشماس
الشعب : قفوا بخوف امام الله وانصتوا لسماع الانجيل المقدس . بل يعطى الكاهن
البخور مصليا : فلنستحق سماع انجيلك المقدس ونحفظ وصاياك واوامرك ونثمر فيها بمئة
وستين وثلاثين بالمسيح يسوع ربنا (سر الانجيل)
الامانة لله ان اقدس كلمته واحفظها دون تحريف
اوتغيير اوحذف اوزيادة "ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات
المكتوبة في هذا الكتاب وان كان احد يحذف من اقوال الكتاب هذه النبوة يحذف الله
نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة" (رؤ22: 18)
ب-امانة حفظ تدبيرات الكنيسة
وقوانينها:
في صلواتها واصوامها واعيادها وطقوسها
وعقائدها الارثوذكسية
ايها النقي في تعاليمك ايها الصادق في كلماتك
ايها المحيي في كلماتك وسلطانك ايها المنير بوصاياك واقوالك ايها المشبع والمروي
بانجيلك واسرارك اعطني ياسيدى ان اكون امينا فيما اعطيت وفيما وهبت
فالوصية نور وانت ابو الانوار فانر قلوبنا
وافهامنا واذهاننا لنرى نورك ونستنير يانور العالم كله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق