الصلاة
التي بلا طياشة
+ الصلاة التي بلا
طياشة ليست أن يكون العقل بلا فكر ولا رؤية في شيء، بل ألاَّ يطيش في الأشياء
الباطلة وقت الصلاة، وليس إذا طاش في معاني الصلاة والأمور الجيدة يكون قد بعد عن
طهارة الصلاة، لأنَّه ثمة طياشة ردية وأُخرى جيدة، أمّا الطياشة الجيدة فهى أن يكون
الضمير مرتبط بالله، بمجده وعظمته وفهم الألفاظ الإلهية، ويتذكر ما قُرأ في الكتب،
ويتأمل في الأفكار الإلهية التي للروح.. أمَّا الطياشة الردية فهى أفكار ردية أو
باطلة أو هذيذ خاطيء.
+ إننا لا نُدان لأجل
أشكال وأفكار الطياشة فينا، بل نجد نعمة إذا لم نوافقها وقاتلناها، ولكن لا نُدان
إذا كنا نوافقها ونُعطيها وقتاً فينا.
+ لا تتلو كلام الصلاة
بعقل منشغل بأُمور عالمية، بل جاهد واعتني أن تكون أنت ذاتك كلام الصلاة، لأنَّ
التلاوة ليس فيها نفع إلاَّ أن يتجسم الكلام بك ويصير عملاً، وتصير في العالم إنسان
الله.
+ الذي يداوم على ترتيل
المزامير بلا طياشة يمتليء من الروح القدس، أمَّا الذي يُصلي ويزمر باللسان فقط فهو
بار وبعد ذلك يصير روحانياً، لأنه إذا مارس هذا العمل مدة من الزمان بصوم وجهاد،
تمتليء نفسه من ذِكر الله، ويخاف ويرتعب من الدينونة، ويحسب كل الناس أفضل
منه.
+ احذر أن ترتبك في
صلاتك، فإذا تشتت فكرك أثناء الصلاة، عد وارجع إلى الخلف مزمورين أو أكثر، وقل آية
تحلو لك، رددها بتأمل.
+ إذا كان ذهنك مشتتاً
وغير قادر على الصلاة ثابر على المطالعة، وإذا كان بإمكانك فضَّل المطالعة حتى على
المزمور لأنَّها أُم الصلاة.
+ إذا تشتت أفكارك وأنت
في السكون، وتهاونت في تكميل خدمة المزامير وقوانينك، فإنَّ أفكار آلامك تنمو
بالأكثر داخل نفسك وتضغط عليك أكثر من مجاذبات الشياطين.
+ لا يمكن أن يدوم
العقل في الصلاة بلا فكر، ولكن نريد أن يكون فكر العقل في الصلاة نفسها وفي معاني
كلماتها.
صلوات
للقديس ما إسحق
يا ربيّ وإلهيّ مدبّر
خليقته، العارف بضعف طبيعتنا وأوجاعنا وقساوة عدونا، أسألك نجني من شره، لأنَّ قوته
عظيمة وطبيعتنا ضعيفة.. أيها الصالح العارف بضعفنا وحامل عجزنا، خلّصني من تشويش
الأفكار، وضغط الشهوات، وأهلني لخدمتك المقدّسة لئلا تشوش عليها ضعفاتي وأوجد أمامك
متجاسرا.. يا مصدر كل معونة، القادر على كل شيء، أعنَّا يا سيد، في أوقات صراعنا..
وأنعم علينا بقوة نهدم بها حصون وكل علو يرتفع ضد معرفتك، حتى لا تميل نفوسنا عن
الغرض الأسمى الموضوع أمامها، أو يُصيبها الخور فلا تواصل السير..
(لك المجد إلى الأبد
آمين).
أعطني يارب أن أكون من
خاصتك وقوّم أفكاري ونقها، لأنّي لازلت ناقصاً عن الكمال الذي تُريده.. أعطني أن
أخدمك في إنساني الباطن، أنت الذي تفحص القلوب، امنحني أن أُكرّس قواي لخدمتك،
وأهّلني أن أحمل دوماً نيرك الخفيف، يا قابل النذور والعشور إقبل إليك تقدمة نفسي،
وامحو ذنوبي واعطني نشاطاً، لكي أبذل كل اجتهاد حتى أرث الحياة بنعمتك، ولكي تُشجع
حياتي الخطاة والكسالى، لينهضوا ويجاهدوا في خدمتك، وأكون نوراً وسط الظلمة بكثرة
محبتك.. أعني لأعتزل مبغضيك وأكون رفيقاً لقديسيك الذين أرضوك بجهادهم..
(لك السبح أيها العزيز
آمين)
أيها السر الخفي الذي
ظهر في الجسد فجدده بعد فساد، أظهر في سر تجديد القديسين الذي هو عربون ميراث
الخيرات العتيدة، يا من بعُري جسده جرّد الرياسات والسلاطين وأشهرهم جهاراً، وكسا
طبيعتنا لباس عدم الفساد، عرّني يارب من الإنسان الفاسد بسر التجديد، وحرّك أعضائي
وقواي حسب الإنسان الجديد، الذي ألبستني إياه بسر معموديتك.. أهّلني يارب لتذوق
نعمة التوبة الحقيقية، وأخرجني من الظلمة إلى نورك.
(لكي أُسبحك بقلبي
آمين)
يانفسي وحّدي قواك
واجتهدي حتى يرتفع قلبك بعشرة الله، بعشرة ربّك، ارفعي فكرك عن الأرضيات وأسمي
بحواسك عن الوطن السماوي، الذي أعده لكِ فاديكِ، ارتفعي إلى حيث هو وكلّميه لأنَّه
يُحب حديثك ويستلذ صوتك أكثر من لذته بأصوات السمائيين، ووقع كلامه في أُذنك أبهج
إليه من جمال الكاروبيم، ومنظرك عنده أفضل من بهاء الساروفيم.. هو لمحبته خرج في
طلبك، فاخرجي أنتِ في طلبهِ كما فعل هو، وكما تنازل لاتضاعك ارتفعي أنتِ إلى سموه..
ٍاقطعي حديثك مع الأموات لتتفرغي للحديث مع محي الموتى، لأنك لن تجدي أحلى من عشرته
ولا ألذ من حديثه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق