الملك الحكيم
يحكى أنه في إحدى الممالك، كان يُشترط على الشّخص الذي يتقدم ليصبح ملك البلاد أن يستلم الحُكم لِسنة واحدة فقط، ثُمّ يُنفى بعدها إلى صحراء بعيده فقيره ليعيش باقي عمره هناك.
كان كل ملك يستلم الحكم يجتهد في تبذير الأموال لبناء قصر له ولمصاريف هائلة من وجبات الطّعام ومصاريف الحفلات والرحلات وشراء الملابس، حتى لا يبقى في نفسه أي شيء يشتهيه، وينسى أمور الشعب وطلباتهم. وعند انتهاء العام يذهب ليعيش حياة شقاء قاسية في الصحراء البعيدة.
وفي إحدى السنوات تقدم للمُلك ملكٌ حكيمٌ، هذا منذ استلامه الحكم أرسلَ العُمال والمعدات اللازمة إلى الصحراء التي سيُكمّل حياته فيها، فبنى له هناك قصراً تُحيطه الجنائن الجميلة المليئة بالورود وحول القصر أسوار تحميه من الأخطار، وأرسل كل ما يلزم ليعيش عيشةً هنيئةً بعد انتهاء مدة حكمه.
أما بالنسبة لفترة حكمه على المملكة فقد كانت فترة تواضع وعطف وتصدّق على فقراء الشعب، وفترة أمان واستقرار للبلد، بحيث كانت كل أعماله تُرضي الله وضميره وكلّ الشعب أيضاً.
الهدف من القصة:
كل إنسان فينا هو ملك على نفسه، وكل واحد يعلم أن فترة عيشه محدودة على الأرض، وأن هناك حياةً بعد الموت يستطيع أن يُحدّدها هو بنفسه. فإمّا أن يعمل الصالحات في حياته ويعيش بالإيمان والمحبة والعطف على الفقراء وإرضاء الرّب في كل شيء. وإما أن يتمتع بهذه الحياة بالمال والطّعام والرحلات والحفلات ويفقد راحته الأبدية.
لنا الاختيار إمّا أن نكون الملك الحكيم الذي يستعد لحياته الابدية في السماء أو الملك الغبي الذي يُفضل الحياة الفانية على الأرض.
"ومن له أُذنان للسمع فليسمع"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق