الأرض غير المنظورة
في يوم رطب وحار كنت جالسًا في كوخ من الخشب والصفيح في قرية من قرى غينيا
الجديدة. وكنت أحاول
بمساعدة مترجمي أن أشرح لسيدة هناك حقيقة عالم الروح. وإذ بها تقول: نعم، تقصد الشياطين لقد تقابلت مع
ثلاثة منها هذا الصباح في منزلي ورسمت لي صورًا لهم بدوا فيها ككائنات نصفها إنسان والنصف الآخر يشبه
الحيوانات.
وأدركت ذلك اليوم. في تلك القرية، وفي أماكن أخرى كثيرة في أسيا والباسفيك وأفريقيا أني لست محتاجًا
أن أقنع الناس بحقيقة عالم الأرواح. فهم يعيشون ذلك العالم كل يوم ويرون الأرواح الشريرة بالعين المجردة.
وحتى الآن في أمريكا نجد الكثيرون من الشخصيات العامة التي تلجأ لطلب المشورة من الأرواح. ولكن أغلب
العالم الغربي تعتبر العالم غير المنظور عالمًا خياليًا مثل عالم "ميكي ماوس وسوبر مان".
قد تظن إنه عالم حقيقي ولكنه ليس كالعالم الذي نستطيع أن نلمسه ونراه ونشمه. وبد ً لا من استخدام صيغة
العالم المنظور وغير المنظور فأننا نميل إلى تسميتها العالم الحقيقي وغير الحقيقي.
وحتى نحن كمؤمنين فإننا نعترف أن هذا العالم موجود لكننا لا نمت له بصلة فنظن أننا نستطيع أن نعرف
الغير منظور وأن هناك حائطًا يحجزنا عن ذلك العالم الملئ بالأشباح. فنحن نقف على أرض صلبة بينما يبدو
العالم الآخر أقل واقعية ونربط ذلك العالم بأناس غريبي الأطوار وبمن يؤمنون بالخرافات.
ومع ذلك فعلينا أن نتعرف على العالم غير المنظور. لأن معركتنا هي في السماويات فعلينا ألا نسمح للأمور
الدنيوية أن تمنعنا من السير في حذر وذلك لأن العالم الخفي يؤثر على كل وجه من أوجه حياتنا.
العالم الغير منظور هو عالم واقعي
إن العالم غير منظور هو عالم حقيقي مثله مثل العالم الذي نعيش فيه تمامًا بل في الحقيقة هو أكثر دوامًا
وأقل هشاشه من عالمنا المنظور. فلو أنفجر مفاعل نوويي مث ً لا في المكان الذي تعمل فيه أو المكان الذي نعيش
فيه فإن كل شيء حول سوف يتبخر المباني والأثاث، والخشب والخرسانة. ولكن العالم الغير المنظور الذي
يتحدث عنه الكتاب سيبقى دون أن يمس بأي تلف أو ضرر. فقد وجد هذا العالم قبل الجماد وسيظل موجودًا
بعد زوال الجماد.
يجب أن نستثمر طاقة أكبرو وقتًا أكثر في ذلك العالم غير المنظور. وأني أعتقد أنه من الصحيح أن نسأل
أنفسنا هذين السؤالين كل يوم من أيام حياتنا.
كيف تؤثر نشاطاتي وكلماتي واتجاهاتي على العالم غير المنظور اليوم؟
كيف يؤثر هذا العالم غير المنظور علي في تلك اللحظة؟
إذا سألنا أنفسنا هذه السؤالين فسوف تزيد مت فعاليتنا كمحاربين روحيين. ليس من السهل أن نسأل هذين
السؤالين لأننا نميل إلى تجاهل ما لا نراه وكلننا كمؤمنين نمتلك مرجعًا ومرشدًا إلى عالم الروح ألا وهو الكتاب
المقدس. والكتاب المقدس هو سجل للأحداث في العالم غير المنظور لا تستطيع أن تقرأه دون أن تتعرف على
السماويات.
نستطيع أن نقارن بين وجود العالم الغير منظور والعالم "الميكرسكوبي" فرغم أننا غير مؤهلين لرؤية
البلايين من الكائنات "الميكرسكوبية" الموجودة حولنا ألا أنها موجودة وهناك أمثلة أخرى مثل الموسيقى
والألوان التي تطوف حولنا وكلننا لا نراها، ولا نسمعها إلا من خلال المذياع أو التلفزيون.
هناك عوالم داخل عوالم. والأشياء التي لا نراها أو نسمعها أو نلمسها هي واقعية وحقيقة تمامًا مثل الأشياء
التي نراها ونحسها. ولو أنكر شخص ما وجود موجات الراديو أو الميكروبات لأنها غير مرئية لاعتقدنا أنه
مختل عقليًا.
السكان الأساسيون في المملكة الغير منظورة هم الملائكة. ونحن نحتاج أن نتأمل كثيرًا في تلك الحقيقة.
فالملائكة موجودة حولنا في كل مكان. وفي أسفاري الكثيرة إلى الكنائس والمجموعات أسمع عن اختبارات
الناس مع الشياطين، ولكني لا أسمع بما فيه الكفاية عن خلفائنا في المعركة: الملائكة.
يجب أن نقبل حقيقة وجود الملائكة كحقيقة لا تقبل الشك. فمث ً لا لو قلت لك فجأة إنه توجد في منزلي كراسي
كثيرة فإنك لن تعتبرني إنسانًا غامضًا ولن يكون من الصعب أن تصدقني فيمكنك أن تأتي إلى منزل وتراهما
بنفسك. ولكن لو قلت لك إن الملائكة حولك الآن فسوف تشكك في الأمر ولن تعترف بسهولة. وكمؤمنين:
ستقول: أعتقد ذلك، أتمنى ذلك، ربما يكونون متواجدين فع ً لا ولكن علينا أن نقتنع بحقيقتهم وإن نثق في وجودهم
بنفس سهولة اقتناعنا بوجود الكراسي في الغرفة.
هل نستطيع أن نثق في الكتاب المقدس كما نثق في أبصارنا؟
نحن مستعدون لتصديق وجود الكراسي وليس الملائكة لأننا نستطيع أن نراها وأن نلمسها. فنحن نعتمد على
نظرنا وحواسنا الأخرى لكي نتعرف على الأمور كما هي ومع ذلك فإنه لا يمكن الاعتماد دائمًا على عيوننا.
فنحن جميعًا قد تواجدنا في وقت من الأوقات في مكان مظلم حيث نتخيل الظلال والأدوات كأشياء أخرى.
كما أن الناس يرون السراب في الصحراء والعيون النائمة ترى الأشياء تتحرك دون حدوث ذلك.
هل نستطيع أن نعتمد على ما يقوله الكتاب المقدس مثل اعتمادنا على حواسنا؟ عادة يمكن الاعتماد على
عيوننا أما الكتاب المقدس فمن الممكن الاعتماد عليه دائمًا.
فلو اقتنعت بوجود الكراسي حين أراها أفليس من الأجدر أن أقتنع عندما يخبرنا الكتاب "ملاك الرب حال
.(٧ : حول خائفيه وينجيهم". (مز ٣٤
قد يسأل البعض: هل هذا القول صحيح أم أنه تشبيه شعري عبر به داود عن حماية الرب لأولاده؟
قد يكون تشبيهًا لو أن تلك هي الآية الوحيدة التي تتحدث عن الملائكة ولكن هناك آيات كثيرة أخرى توضح
أن وجود الملائكة حقيقي وأنهم مرسلين من الله وهم يحيطون بنا ويعملون من أجلنا والكتاب واضح في إعلانه
عن الملائكة وعن دورهم كوضوحه في إعلان وشرح الفداء والخلاصولاهوت المسيح وأمور أخرى كثيرة
نعتمد عليها في بقائنا الروحي. علينا أن نعترف بالعالم غير المنظور بنفس اليقين الذي نحمله كل حقائق الكتاب
الأخرى.
لماذا تبدو الملائكة هامة في حياتنا؟ لأننا عندما اختبرنا الخلاصأتينا إلى مملكة الملائكة "بل قد أتيتم إلى
.(22 : جبل صهيون وإلى المدينة الله الحي أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة (عب 12
فالخلاصهو مجموعة من البركات. فقدم محا الله خطايانا وأصبحنا خليقة جديدة والأمور العتيقة قد مضت
وأصبح لنا بيت سماوي.
وأصبحنا بدين وبنات للإله الحي وأيضًا صرنا محاطين بربوات من الملائكة كل دقيقة من حياتنا. كم واحد
فينا يحيا حياته وهو مطمئن لتلك الحقيقة؟ الملائكة من حولنا في كل وقت وهذا ليس شيئًا غريبًا أو غير طبيعي
أو غامضًا، إنه أمر حقيقي.
ماذا يفعل الملائكة طوال اليوم؟
هل يجلس الملائكة على السحب يلعبون على قيثاراتهم يحركون أجنحتهم؟ لا يذكر الكتاب هذا بل يقول "ثم
لمن من الملائكة قال قط أجلس عن يمينى حتى أضع أعدائك موطنًا لقدميك أليس جميعهم أرواحًا خادمة مرسلة
.(14 – 13 : للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1
إنهم مشغولون بخدمة من سيرثون الخلاص، أي كل مؤمن. كم من المرات شكرت الله على خدمة الملائكة
لك؟ قليلون من يفعلون ذلك.إن التذمر والشكوى وعدم الشكر خطيئة بغيضة. فكر في ما يمنحه الله لنا وما
يزودنا به كيف نشتكي ونتذمر ونحن نعلم أن الله قد عين ملائكته لكي يرعانا باستمرار. عادتًا ما نقيس اهتمام
الله بنا ورعايته لنا بما نراه ربما نملكه متجاهلين عطفه الهائل وكرمه الفياض في المملكة السماوية.
11 لأَنَّه. ي.وص.ي م.لاَئِكَتَه. بِك. لِكَي. ي.ح.فَظُوك. ف.ي كُلِّ طُر.ق.ك.. 12 ع.لَى الأَي.د.ي ي.ح.م.ُلونَك. لِئَلاَّ تَص.د.م. بِح.ج.رٍ "
.(12 ،11 : رِج.لَك.. (مز 91
لقد فكرت كثيرًا هل سيعرض الله عينا شريط فيديو حياتنا عندما نصل إلى السماء؟ سيكون ممتعًا أن نرى
حياتنا ليس فقط من وجه نظر العالم المرئي بل أيضًا الغير المرئي. أتخيل أننا سنرى أنفسنا سائرين في الحياة
محاطين بالملائكة الذي يقومون بحمايتنا من الخطر ومن الهجمات ويساعدوننا في محاولاتنا لخدمة الله. وإلى
جانب ذلك سوف نرى الروح القدس وهو يساعدنا ويؤثر علينا. إني مقتنع تمامًا أن هذا الفيلم سوف يكشف أننا
قد أنقذنا آلاف المرات من كوارث شديدة.
ولكن هل سيظهر هذا الفيلم أننا كنا شاكرين وراضين أم هل سنرى أنفسنا في قلق مستمر بينما يقوم الروح
القدس والملائكة بعمل كل ما يستطيعون عمله لمساعدتنا؟ فالملائكة جزء من حياتنا وعلينا أن نشعر بهم قلوب
ممتلئة بالشكر. نقرأ في الكتاب عن الملائكة الحراس.
"انظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار لأني أقول لكم إن ملائكتهم في السموات كل حين ينظرون وجه أبي
.(10 : الذي في السموات" (مت 18
42
كلمة هؤلاء الصغار لا تعني فقط الأطفال ولكنها تشير إلى المعتمدين على الله. أي أولاده وكلمة "ملائكتهم"
تشير إلى عمل معين كُلف به شخص معين ويبدو أن الله قد عين ملائكته بصفة خاصة لرعايتنا فهم دائمًا
ينظرون وجه الأب منتظرين أوامر أخرى.
قصة كاشفة
13 فَلَم.ا قَر.ع. ب.طْر.س. ب.اب. \لد.ه.ل.يزِ ج.اء.تْ ج.ارِي.ةٌ \س.م.ه.ا ر.و.د.ا لِتَس.م.ع.. 14 فَلَم.ا ع.ر.فَتْص.و.تَ ب.طْر.س. لَم. تَفْتَحِ "
.«!. أَنْت. تَه.ذ.ين » : \لْب.اب. م.ن. \لْفَر.حِ ب.لْ ر.كَض.تْ إِلَى د.اخ.لٍ و.أَخْب.ر.تْ أَن. ب.طْر.س. و.اق.فٌ قُد.ام. \لْب.ابِ. 15 فَقَاُلوا لَه.ا
.(15-13 : أع 12 ).«!. إِنَّه. م.لاَكُه » : و.أَم.ا ه.ي. فَكَانَتْ تُؤَكِّد. أَن. ه.كَذَا ه.و.. فَقَاُلوا
تأتي أحب أفكاري عن الملائكة من قصة بطرس. أدخل بطرس السجن بسبب التبشير وصلت الكنيسة
بلجاجة إلى الله. والذي حدث بعد ذلك ذو مغزى هائل. فقد جاء ملاك الرب إلى زنزانة التي كان بطرس محبوسًا
بها. تذكروا ليس هذا خيا ً لا لقد حدث هذا فع ً لا لإنسان يدب على هذه الأرض.
كيف دخل الملاك إلى السجن؟ كيف أسقط السلاسل عنه؟ وكيف خرج هو وبطرس من السجن؟ نحن لا نعلم
ولكننا نعلم أن الذي حدث هو نتيجة لتحرك العالم غير المنظور في العالم المنظور وبنفس الأهمية فإنه من خلال
صلوات الكنيسة أثر العالم المنظور على العالم غير المنظور مما تسبب في إطلاق سراح بطرس من السجن.
وتدعونا هذه الحادثة الكتابية على الأقل للصلاة في كل موقف.
والشيء الثاني المستحق للملاحظة والذي نجده في هذه القصة فيما يتعلق بالعالم غير المنظور هو أن التلاميذ
حاولوا أن يفسروا ما لم يستطيعوا فهمه بقولهم "إنه ملاك".
وهذا يشير إلى أمرين:
أو ً لا: إن رجال الكنيسة الأولى كانوا مدركين للعالم غير المنظور.
ثانيًا: إنهم كانوا يفهمون أن لكل شخص ملاكًا.
لم يكن المسيحيون الأوائل تحت تأثير خرافات بل كانوا مثا ً لا للتوازن في الحياة المسيحية وقد سلموا بصحة
أن الملائكة جزء من حياتهم.
هل العهد القديم كتاب فكاهي؟؟
يمتلئ العهد القديم بقصصعن العالم غير المنظور ونحن كثيرًا ما نأتي بأنفسنا بعيدًا عن الأحداث التاريخية
التي نجدها فيه. ومع أننا كمؤمنين لا نعترف بهذا مطلقًا إلا نرى أن العهد القديم ممتلىء بالخيال فقصص
المعجزات بعيدة جدًا عن اختباراتنا وأبطال الكتاب يبدون كشخصيات هزيلة وحتى الرب فإنه يبدو – في العهد
القديم – كشخص مبالغ في وصفه إذ قورن بالإله الذي نعرفه نحن. فهو يبدو أقوى وأكثر فاعلية في أمور
الإنسان. فيبدو عالمنا الحالي كحقيقة بينما يبدو عالم العهد القديم كتهيوءات.
ولكن يجب أن نؤمن أن الكتاب قد بنى على الحقائق ولو لم تعكس حياتنا هذه الحقائق لأصبحنا بعيدين جدًا
على الحق والحقيقة.
43
هناك قصة في حياة إليشع تلقي بالضوء على موضوع الملائكة.
آه. ي.ا » :. 15 فَب.كَّر. خَاد.م. ر.ج.لِ اللَّه. و.قَام. و.خَر.ج. و.إِذَا ج.ي.شٌ م.ح.يطٌ بِالْم.د.ينَة. و.خَي.لٌ و.م.ر.كَب.اتٌ. فَقَالَ غُلاَم.ه. لَه "
ي.ا » : 17 و.ص.لَّى أَلِيشَع. و.قَالَ .«. لاَ تَخَفْ، لأَن. الَّذ.ين. م.ع.نَا أَكْثَر. م.ن. الَّذ.ين. م.ع.ه.م » : 16 فَقَالَ «؟ س.ي.د.ي! كَي.فَ نَع.م.لُ
فَفَتَح. الر.ب. ع.ي.نَيِ الْغُلاَمِ فَأَب.ص.ر.، و.إِذَا الْج.ب.لُ م.م.ُلوء. خَي. ً لا و.م.ر.كَب.ات. نَارٍ ح.و.لَ أَلِيشَع.". .«. ر.ب.، افْتَح. ع.ي.نَي.ه. فَي.ب.ص.ر
(17 – 15 : 2ملو 6 )
كان إليشع نبيًا كما إنه كان قائد مدرسة الأنبياء. وهم وجدوا أنفسهم في مدينة محاطة بجيوش الأعداء.
وعندما جاء الخادم ليخبر أليشع لم يخف بل بكل ثقة وبدون أن يرف له جفن قال لخادمه في بساطة شديدة "لا
تجعل هذه الأمور تزعجك لأن الذين معنا أقوى من الذين معهم".
وربما ظن الخادم أن أليشع قد فقدصوابه لأنه نظر حوله ولم ير أحدًا إلا الأعداء. ولكن لم يكن أليشع مجنونًا
بل كان أكثر اتصا ً لا بالحقيقة عن خادمه. كان مدركًا للعالم الغير منظور.
وصلى أليشع طالبًا من الله "افتح عينيه" وفجأة رأى الخادم الجيش الملائكي. لم يملأ الرب رأس هذا الرجل
بالأحلام. لم يخلق له منظرًا رمزيًا ولكنه صنع شيئًا في قدرة الرجل الجبل مملوءًا خي ً لا ومركبات نار.
وأستطيع أن أتخيل دهشه وانفعاله وربما أيضًا خوفه فقد رأى ذاك الرجل عالمًا جديدًا تمامًا بالنسبة له.
وهكذا أصبح العالم غير المنظور عالمًا حقيقيًا كعالم للحم والدم الذي طالما عرفه.
ولكن ما هو الشيء الذي رآه أليشع؟
يقول البعض إن أليشع كنا ممتلئًا بالإيمان لأن عينيه استطاعت أن ترى ما لم يستطيع أن يراه الآخرون.
ولكن الكتاب لا يقول ذلك. ربما لم يرى إليشع أبدًا ما قد رآه خادمه. لقد كان فقط مدركًا للعالم غير المنظور
من حوله ولكن الخادم فقط هو الذي كان محتاجًا لأن يرى وذلك لكي يقتنع.
إن الإدراك المتضاعف للعالم غير المنظور يصحح مشاكل كثيرة. لقد قابلت أناسًا كثيرين لا يقومون بعمل
الرب بسبب غرقهم في التشاؤم وإحساسهم أنهم ضحايا لظروفهم وظروف الآخرين وشعورهم بالخسارة الهائلة
على حد تعبيرهم. مع انه لو وثقنا بالرب فلن نحتاج أبدًا أن نشعر أننا ضحايا. واحدًا الطرق العجيبة لكي نتغلب
يوميًا على تلك المواقف هي أن نكون مدركين لحلفائنا الهائلين غير المنظورين. وعلينا أن نعيش بهذا الإدراك
أربع وعشرين ساعة كل يوم واثقين في تلك المعرفة كثقتنا فيما نشمه ونحسه ونراه ونتذوقه.
عاش إليشع في ذلك العالم يستطيع ونحن أيضًا. وعندما تواجهنا الظروف الصعبة أو النزاعات الطامية أو
الأعداد المتحجري القلوب فليس من الضروري أن نصبح ضحايا ويتعين علينا ألا نتفوه بكلمات سليبة تشدنا
نحن والآخرين إلى الهزيمة. علينا فقط أن نعلم أننا نفوق العدو "الذين معنا أكثر من الذين معهم".
ثلاثة أنواع من الملائكة
عندما يتكلم الكتاب عن الملائكة فهو يشير إلى ثلاثة أدوار يقومون بها.
1 – ملائكة محاربون
الوظيفة الأساسية للملائكة المحاربين هي القتال (دانيال 10 )، (رؤيا 12 ) يتكلمان عن رئيس الملائكة واسمه
ميخائيل وهو مشترك مع الجيش الملائكي.
هل فكرنا في ملائكة تحارب؟ قد تظن أن هذا التفكير غريب وتابع للعصور الوسطى. ولكن الكتاب واضح،
فحقيقة وجود ملائكة تحارب الآن في العالم غير المنظور تماثل حقيقة موت المسيح على الصليب وحصولنا
على الخلاص بالإيمان به.
ويمكننا أن نلقى نظرة خاطفة على هذا العالم غير المنظور خلال قراءتنا (لدانيال 10 ) فلقد صلى دانيال لمدة
ثلاثة أسابيع دون أن يتلقى جوابًا وهذا أمر جدير بالملاحظة.
فلم يسأل دانيال وظل يصوم لمدة واحد وعشرون يومًا وكان مستعدًا أن يواصل لما بعد ذلك ولكن شيئًا
عظيمًا قد حدث: لقد ظهر له ملاك وقال:
لاَ تَخَفْ ي.ا د.ان.يآلُ، لأَنَّه. م.ن. الْي.و.مِ الأَو.لِ الَّذ.ي ف.يه. ج.ع.لْتَ قَلْب.ك. لِلْفَه.مِ و.لإِذْلاَلِ نَفْس.ك. قُد.ام. إِلَهِك. » : 12 فَقَالَ لِي "
س.م.ع. كَلاَم.ك.، و.أَنَا أَتَي.تُ لأَج.لِ كَلاَم.ك.. 13 و.ر.ئِيس. م.م.لَكَة. فَارِس. و.قَفَ م.قَابِل.ي و.اح.دًا و.ع.شْرِين. ي.و.مًا، و.ه.و.ذَا
. (13 -12 : م.يخَائِيلُ و.اح.د. م.ن. الر.ؤَس.اء. الأَو.لِين. ج.اء. لإِع.انَت.ي، و.أَنَا أُب.ق.يتُ ه.نَاك. ع.نْد. م.ُلوك. فَارِس.". (دانيال 10
.(20 : ويقول الملاك في نهاية نفس الأصحاح "فالآن أرجع وأحارب رئيس فارس" (دانيال 10
من شأن هذه القصة أن تقنعنا بمجموعة من الحقائق المثيرة.
أو ً لا: إن صلواتنا تسمع من أول يوم . فمهما شعرنا بالإحباط ومهما طال انتظارنا للاستجابة فصلواتنا
مسموعة. كذلك نعرف من قصة دانيال أن صلواتنا تحرك الله ليكلف ملائكته فورًا.
صلواتنا تصل إلى المملكة الأرضية.
ولو صلينا في أي وقت هنا هذا الأسبوع فإن الملائكة ستتحرك نتيجة لتلك الصلوات فصلواتنا ليست مجرد
كلمات تدغدغ أذن الله ولكنها تحرك الملائكة تحرك الملائكة المحاربين لنحارب من أجلنا ومن أجل قصد الله .
ثم نعرف أيضًا من قصة دانيال أن الملائكة تحارب. ونحن لا نعرف كيف تحارب الملائكة ولكنهم يفعلون،
وصلواتنا تساعدهم في معركتهم. إني متأكد أنهم لا يستخدمون الأسلحة التي تخطر ببالنا ولكنهم ربما
7) "خدامه رياحًا" فربما يمثل الملاك ريح البر وهو يتصدى لقوى : يستخدمون نوعًا من القوة، فنقرأ في (عب 1
الشر الروحية دافعًا إياها بعيدًا. نحن لا نعرف على وجه اليقين وليس مهم أن نعرف ولكن ما هو مهم فع ً لا
هو أن نعرف أنهم يحاربون عنا كاستجابة لصلواتنا.
2 – ملائكة ذوي رسالة
وهم الملائكة الذين يحملون رسائل من الرب. ومثال ذلك الملاك جبرائيل الذي حمل رسالة ميلاد المسيح
إلى مريم العذراء وهو تكلم أيضًا إلى دانيال وزكريا. ويبدو لي أنه رئيس الملائكة الذين يحملون الرسائل.
ونحن نرى خلال الكتاب كله أن الملائكة كانوا يرسلون من قبل الله يتكلموا مع الإنسان ولكي يخبروا بأمور
أو يحذروا أو يأتوا بإعلان ما.
قابلت – في مناسبات عديدة – أشخاصًا رأوا ملائكة وتسلموا منهم رسائل. وهم أناس عاديون مثلهم مثل
دانيال ويعقوب ومريم فالملائكة موجودون ولم تستبدل بعد بالآليات. وأنا أعرف لماذا لا يرى كل الناس
الملائكة. ربما يعلم الله في حكمته أننا في كبريائنا سوف نهتم بأن نقيم علاقة معهم أكثر من اهتمامنا بعلاقتنا
بالله الذي نراه. ولكن الله يسمح للكثيرين أن يروا الملائكة في ذلك العالم غير المنظور.
18 ). لو أراد الله : 8، كولوسي 2 : والكتاب يحذرنا من البحث عن الملائكة وبالتأكيد من عبادتها (غلاطية 1
لنا أن نرى الملائكة أو نتكلم معهم، فهذا شأنه هو. ولكن الأمر المهم هو أن نعيش في إدراك مستمر بوجودهم
.(29 : حولنا قال يسوع، لأنك رأيتني يا توما آمنت. طوبى لم آمنوا ولم يرو" (يوحنا 20
كان يتكلم هنا عن الأيمان به ولكن يبقى المبدأ واحدًا. فعلينا أن نؤمن بهذا العالم غير المنظور – ليس لأننا
نراه ولكن لأن الرب يعلن هذا واضحًا في كلمته. فمحدودية رؤيتنا يجب ألا تعيق إيماننا أو أن تملأنا بالشك.
3 – الملائكة المتعبدة
الدور الثالث الذي تقوم به الملائكة هو العبادة وهناك ملائكة لا تقوم بأي عمل إلا التعبد والكتاب يخبرنا
عن حشود الملائكة التي تعبد الله. ويرينا سفر الرؤيا صورة لربوات ربوات من الملائكة وهي تعلن "مستحق
12 ،11 ). وفي حادثة ميلاد المسيح رنمت تلك الملائكة المتعبدة أيضًا. : هو الخروف؟ (رؤيا 5
الجانب المظلم
لا نقرأ في الكتاب عن رئيس الملائكة لهؤلاء الملائكة المتعبدين. ولكن هناك احتمال قوي لأن يكون
"لويسفار" – الذي أصبح إبليس فيما بعد – هو ذاك الرئيس. فهو قد وقف أمام الله مثله مثل ميخائيل وجبرائيل
"أنت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال. أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك. على جبل الله المقدسكنت"
2) وبهذا أصبح في نفس مكانة ميخائيل : 14 ،12 ). وهو قد أعطى أيضًا اسم "رئيس" (أفسس 2 : (حزقيال 28
وجبرائيل كان جميل المنظر وحكيمًا ويبدو أنه كان أداة للعبادة. وكان له قدرة للدخول إلى الله ويبدو أيضًا أنه
كان يشغل منصبًا لا يبارى في مملكة الملائكة.
وفي يوم من الأيام طرد (لويسفار) من محضر الله وأبعد عن السماء. لماذا؟ ما الذي فعله لكي يستحق ذلك؟
ربما يتعاطف البعض مع إبليس والبعض يقولون إن الله كان يخشى أن يطيح إبليس بمملكته فقام بطرد إبليس
المسكين بدون وجه حق.
هل سيخلص إبليس
إن فكرة أن الله قد شعر بالتهديد من إبليس هي فكرة شائعة أكثر مما تظن. ولكن الحقيقة هي أن الله لم يشعر
بأي تهديد قط. وفي الواقع فإن الملائكة الآخرين هم الذين طردوا "لوسيفار" (رؤ 12 ) ولا يستحق إبليس أي
تعاطف لأنه قد رفض تمامًا نور ومعرفة الله المطلقة وبذلك فقد رفضالشيء الذي يمكن أن يقوده إلى التوبة
ولا يمكن أن يفدى.
طرد "لوسيفار" من السماء بسبب اختياراته الشخصية. وإذ كنا نعمل أي شيء عن شخصية الله فسوف ندرك
أنه قد حزن لاختيارات "لوسيفار" الذي قال "وأنت قلت في قلبك أصعد إلى السموات أرفع كرسي فوق كواكب
: الله وأجلس على جبل الاجتماع في أقاصي الشمال. أصعد فوق مرتفعات السحاب أصير مثل العلي" (أش 14
46
14 ) وبعبارة أخرى فإن لوسيفار كان يعلن بكل وضوح أنه سوف يصبح إلهًا آخر مثله مثل الإله الحقيقي -13
ولم يحد إبليس عن خطته حتى يومنا هذا.
ويدهشني كثيرًا أن هناك أناسًا كثيرين – وبعضهم مؤمنون – يعتقدون أن "لوسيفار" إله. وهم يعتبرون الله
إلهًا للخير وإبليس إلها للشر. وهم بهذا يرونهما متساويين وواقفين كل منهما في مواجهة الآخر وقد خدع إبليس
ألوفًا من البشر بهذه الكذبة.
لا توجد مقارنة
إن فكرة الله وإبليس يقفان متساويين وكل منهما في مواجهة الآخر هي فكرة وثنية. إنهما ليس متنافسين
متساويين. فالله وحده هو الله هو الخالق غير المخلوق، الأبدي الأذلي كلي المعرفة وكلي القدرة غير محدود
صاحب كل السلطان. أما إبليس فهو ليس إلا ملاكًا ساقطًا مخلوقًا ومحدودًا لا يعرف كل شيء ولا يقدر على
كل شيء ولا يستطيع أن يكون في أكثر من مكان في وقت واحد.
إن الفكر المسيحي فيما يتعلق بالكون هو وجود إله واحد سامٍ ومتحكم في كل العالم أما فكرة وجود كائنين
يحكمان مملكتين متساويتين ومتضادتين تتأرجح بينهما للنصرة فهي فكرة يعلم بها الدين "الهندوسي" وبعض
الديانات الشرقية الأخرى ولكن قوات الخير والشر لا تتوازن ولا تتعادل.
ومع أن الكتاب يصف إبليس بأنه إله "هذا الدهر" فإن هذا يدل فقط على سلطته على نظامه الخادع. لقد طرد
الملائكة "لوسيفار" من السماء وأصبح يدعى إبليس وهو قد أسس منذ ذلك الوقت مملكة الظلمة والآن نحن
نحاربه في اسم يسوع ولسلطان المسيح.
لم يحارب الله إبليس قط ولن يفعل. إن هذا يشبه حشرة صغيرة تتسلق كتفي وتصيح "إلا تصارعني " كيف
يمكنني أن أصارع حشرة؟ إني بالكاد أراها إن ما تحتاجه الحشرة هو نفخة بسيطة من فمي. إنها حشرة. ورغم
أنها مغرورة وجريئة إلا أنها لا يمكن أن تشكل تهديدًا لي.
إن فكرة محاولة الله لإبليس تبدو منافية للعقل ومثيرة للسخرية أكثر من مصارعتي لحشرة صغيرة. فالله
أعظم من كل الوجوه وهو لن يحارب إبليس أبدًا. وهذا ما يدعونا بالضبط لأن نخوضنحن الحرب ضد إبليس
بقوة الله.
وكذلك تبدو أيضًا محاولات إبليس لأن يكون مثل الله كفكرة عبثية منافية للعقل. فمن المستحيل أن يتمكن
المخلوق من أن يصير غير مخلوق والمحدود أن يصير غير محدود. فالله هو الله ولا يوجد أي شيء في الوجود
ياليه منزلة.
أن كنت تعتقد أن لوسيفار غبي
لماذا حاول "لوسيفار" أن يصير مثل الله ما دام مستحي ً لا؟
الإجابة موجودة داخل كل واحد منا. كم واحد منا حاول أن يعيش لنفسه؟ عندنا تصمين في قلوبنا أن نعيش
بدون الله وعندما نقول "أنا قوي في نفسي ولا أحتاج لمن يقود حياتي". عندما نقول ذلك فإننا نعني في الواقع
"إني أستطيع أن أكون مثل العلي. أنا أهم شخص في الوجود يمكنني أن أكون إلهًا".
47
لقد قالها كل إنسان يومًا ما "أنا أحتاج إلى الله" نظن أحيانًا أنا مركز الوجود نستطيع أن نصل إلى القمر أن
نصنع الحاسبات الإكترونية العملاقة وأن نشفي الأمراضونظن أننا نستطيع أن نحل كل مشاكل المجتمع وأن
نقود البشرية إلى الكمال مبتدئين بأنفسنا. لا نحتاج إلى الله، ولا نحتاج إلى الدين مستقلون ومهمون إلى أبعد
حد إلى أن يضربنا السرطان مث ً لا فجأة، عندئذ نأتي زاحفين تحت أقدام الله صارخين
طالبين العون.
لقد كان ما فعله الشيطان مثيرًا للسخرية بطريقة شديدة. ومع ذلك فإننا نحن – المخلوقات المحدودة والضعيفة
والتي يمكن أن تموت في أي لحظة – نظن أننا نستطيع أن ندير حياتنا بدون الله. إن محاولاتنا الحياة بدون
الله تعني أننا نحاول أن نكون الله وهذا هو الكبرياء المجنون والمنافي للعقل الذي دخل قلب إبليس وللأسف فإننا
نتمتع به كلنا.
صدقنا ادعاءات إبليس
لقد أشاع اسم الذعر في قلوب الناس لقرون طويلة واصبح اسمه نفسه رمزًا للشر. وهذه هي الصورة التي
أراد إبليس للناس أن يروه عليها محاو ً لا أن يبدو كأنه مخيف. وحتى المؤمنون فإنهم أحيانًا يغمرون بشلالات
من الأفكار والتصورات عند ذكر إبليس.
وكلمة إبليس تعني حرفيًا "المقاوم" أو "من يقف ضد" وفي بعض الأحيان يستعمل الاسم في الكتاب ليشير
إلى قوات إبليس وليس إلى شخصه فقط.
فالكائن المسمى إبليس – هو مجرد رئيس ملائكة ساقط. وقد أخذ هذا الاسم لأنه عارض الله. وهو أيضًَا
خصمنا وعلينا أن ننظر إليه بهذا الاعتبار لا أكثر ولا أقل لا يعيش إبليس وحيدًا في مملكة الظلمة فعندما طرد
من السماء أخذ معه ملائكة آخرين. ومع أننا لا نعرف عددهم إلا أننا نعرف أنهم محدود العدد لأن الشيطان
لا يستطيع أن يخلق مخلوقات جديدة.
وتتكون مملكته من إبليس وهؤلاء الشياطين أو الأرواح الشريرة. والكتاب لا يربط بطريقة مباشرة بين
الملائكة الساقطين والشياطين إلا أنه يبدو منطقيًا أن الشياطين هم ملائكة ساقطون. وعلى كل فإن معرفة حقيقة
وجود الشياطين هي أكثر أهمية من التقصي عن أصلهم. وكما ذكرنا من قبل. فإن ثقافات كثيرة حول العالم
تؤمن بوجود الشياطين ولا تجد أي غضاضة في الاعتراف بذلك. وحتى في العالم المتحضر فإن هناك اتجاهًا
متناميًا – يشمل الناس المتعلمين والمثقفين للأشغال بنشاطات لها علاقة بالشياطين.
وهذه ليست خزعبلات أو خرافات لا أساس لها أو فلكلورا شعبيًا إنما هي حقيقة وعلى كل مؤمن أن يدرك
هذه الحقيقة ولن نخدع إلا أنفسنا إذا اعتقدنا بغير ذلك.
إذن تتكون مملكة الظلمة من نوعين فقط من المخلوقات: إبليس وهو رئيس ملائكة ساقط وملائكة ساقطة
وهم الشياطين والأرواح الشريرة. وهذا هو ما تخبرنا به كلمة الله وهذه الأرواح هي شخصيات فنحن لا نحارب
قوة هلامية أو طاقة. والمسيح ولم يواجه قوة شريرة بل واجه أرواحًا شريرة وفي بعض الأحيان دعاها
بأسمائها.
أشباح – أطباق طائرة – مخلوقات فضائية
48
لقد امتلأ الناس فضو ً لا في العقدين الماضيين فيما يتعلق بالأشباح والأطباق الطائرة والمخلوقات الآتية من
الفضاء ولكن الكتاب المقدس لم يلق ضوءًا إلا على الشخصيات التي سبق ذكرها وهو يعطينا كل المعلومات
التي نحتاج أن نعرفها عن العالم الغير المنظور وإذا لم يذكر الكتاب شيئًا واضحًا عن تلك الظواهر فإننا لا نحتاج
أن نعرفه. ولو تواجدت ظواهر غير طبيعية أو فوق طبيعية أو فضائية فإني أعتقد أنه نشاط يخصملائكة الله
أو ملائكة الشيطان.
ومثل كل الشخصيات فإن الملائكة الساقطة تفكر وتسمع وتتواصل وتختبر وتفعل وتتفاعل.
وبسبب أنهم شخصيات وبسبب ما سجله الكتاب المقدس عن الملائكة والشياطين، فنحن نعلم أنهم يستطيعون
2) يقول الكتاب "وقد ألقى الشيطان في : التفاعل مع البشر فيمكنهم مث ً لا أن يكلمونا في أهاننا فمث ً لا في (يو 13
قلب يهوذا سمعان الإسخريوطي أن يسلمه"
وهم يسمعون ما نقول ويراقبون ردود أفعالنا ويدبرون الخطط والإسترايجيات.
ولأنهم يسمعون فعلينا أن نكلمهم عندما نمارس الحرب الروحية. قد يتردد البعضفي مخاطبة العدو ولكن
9) أن علينا أن نقاوم إبليس. كيف يمكننا أن نقاوم : 1بطرس 5 ) ،(7 : الكتاب واضح إذ يقول لنا في (يعقوب 4
شخصًا؟ هل نلوح بكتابنا المقدس ونتمتم بالكلمات أم نغمض عيوننا ونحبس أنفاسنا؟
إن الطريقة الوحيدة التي أعرفها كي أقاوم شخصًا هي أن أواجهه مباشرة متفوها بمقاومتي.
علينا كمؤمنين أن نخاطب الشيطان وقوات الظلمة مباشرة وأن ننتهرهم وأن نرفض علانية دخولهم إلى
حياتنا. والمسيح قد خاطب العدو بطريقة مباشرة. ولأنه قال إننا سنعمل أشياء أعظم منه فهو بذلك يكون قد
وضع لنا مثا ً لا كي نكلم العدو مباشرة وأن نقاومه.
17 ) يطلب من المسيح أن نستخدم اسمه في الوقوف أمام العدو لم يقل إنه سوف يواجه العدو : في (مرقس 16
نيابة عنا بل قال "تخرجون شياطين باسمي"
وهذا يكفينا كبداية كي نكسب الحرب اليومية ضد إبليس وجنوده. ولن هناك الكثير من الفهم والكثير من
خطط إبليس التي يجب أن نكتشفها ونحاربها.